الاثنين، نوفمبر 17، 2008

عبدالاله البياتي
لن تنسحب الولايات المتحدة لان اطراف الحكومة العراقية وقعوا معها اتفاقا حول الانسحاب وقد حلل صلاح المختار وعوني القلمجي في مقالاتهم هذا الجانب بشكل جيد
.اوباما يريد الانسحاب لان الاحتلال قد كلف الولايات المتحدة عبئا لم تعد قادرة على تحمله .وقد يكون اوباما مهتما بالاعباء المالية فقط والتي هي في الواقع كانت السبب المباشر للازمة المالية الامريكية والعالمية

واذا كان كذلك فانه سيحاول تقليل عدد القوات الامريكية في العراق لتقليل التكاليف مع المحافظة على نفس سياسات بوش معتقدا ان اطراف حكومة المالكي هي التي ستقاتل العراقيين بدلا من امريكا.
ولكن هذا الشكل من الانسحاب حتى ولو كان لاسباب مالية اثار هلع اطراف عديدة اولهم قيادات الحزبين الكرديين التي تريد من امريكا حماية مكتسباتهم الهشة المجسدة في الدستور التقسيمي الشوفيني والتي ستتطاير بمجرد ان يسمع شعب العراق بخبر احتمال الانسحاب ولهذا فانهم يريدون اقناع الولايات المتحدة انهم اميريكيون اكثر من الامريكيين واسرائيل وان عليها ان تبقى مقابل منح كل الامتيازات النفطية لهم على حساب العراق والاكراد
وثانيهم هم الاحزاب الاسلامية الشيعية والسنية التي تعرف ان فشلها هو فشل تاريخي لن تقوم لهم بعدها قائمة ولهذا فهي من جهة تريد تذكير امريكا وايران ان العدو الاساسي والخطر لا زال هو حزب البعث والوطنيين العراقيين فلعل وعسى ان تستطيع اعادة جو السنة الاولى من الاحتلال التي ظن فيها الشعب ان هذه الاحزاب بتعاونها مع ايران وامريكا ستنهي فيه فترة الحصار
والثالث هو مجموعة بوش والقوى الصهيونية في امريكا التي يمثل لها انتصار شعب العراق ومقاومته نهاية تاريخية لها ليس فقط في العراق والمنطقة وانما في امريكا ذاتها,انهم يحاولون ان يحققوا ما يسمونه انسحابا مسئولا لا يدينهم ويدين ما فعلوه في العراق خلال السنوات الست من جرائم ولهذا يصرون على توقيع الاتفاقية
ولكن التاريخ والعمل السياسي صيرورة,وسياسة اوباما هي احد اطراف الفاعلين في هذه الصيرورة فاذا اتبع اوباوما نفس سياسات بوش فان ننائجها ستكون نفس اندحار سياسة بوش فمن جهة ان الولايات المتحدة لم تخسر ماليا فقط وانما كذلك فان الانتصار عسكريا في العراق هو امر مستحيل وهي تضحي بابنائها من اجل قوى امبيريالية لا تمثل مصلحة الشعب الامريكي كما ان ادارة بوش انخرطت في مشروع امبيريالي مثل انتحارا اخلاقيا للولايات المتحدة وعارا لن تنجو منه الا باصلاح اخطائها فعليا وليس بمجرد الدعايات الاعلامية
ان بيانات المقاومة العراقية تبين ان العراقيين يريدون انسحابا امريكيا بدون شروط او تلاعب واعادة الحق الى نصابه والا فان المقاومة ستستمر ولاشك انها ستنتصر
ان محاولات اثارة فتن جديدة او الاعتماد على مساومات هذا الطرف او ذاك لن تنفع فصرخات اليتامى والارامل والمعوقين والجياع والمشردين ستظل تصرخ في اذن كل وطني عراقي ولن تتوقف الا اذا نال كل عراقي حقه ونال العراق الوطن حريته وسيادته على ارضه وثرواته
نحن نقول ذلك لا انطلاقا من تصورات ايديولجية او حزبية وانما من واقعية سياسية تبهر كل عين فكلنا نريد نهاية هذه الدماء والتدمير والموت والاضهادات والعذاب ونسعي الى عراق "كل واحد يمشي بطوله" كما يقول البغداديون ولكن جرائم الاحتلال اوصلت الجميع الى ان يكون لسان حتى الاطفال يقول "فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيض العدا " والنصر صبر ساعة اوسنة
ولهذا فانا انصح كل الجميع بان يبتعدوا عن الكلام عن المساومة باسم الواقعية او البراغماتية فالواقعية هي رؤية هزيمة الاحتلال والبراغماتية هي البحث عن المشاركة في انتصار المقاومة
ان القيادات الكردية او الاحزاب الاسلامية او طاقم بوش الصهيوني يعرفون ان الوطنية العراقية قد استيقضت وان لا القوى الامريكية او الايرانية او الاحزاب الشوفينية الكردية او الفاشية الدينية منفردة او مجتمعة تستطيع دحرها
ان وضعنا الان هوكما يلي المشروع الامبيريالي الامريكي قد هزم بفضل اباء شعب العراق ولكن مقاومته لم تنتصر بعد وهي لن تنتصر نهائيا الا بنبذ خلافاتها وصراعاتها وتقديم مشروع وطني ديموقراطي يوحد كل القوى الحية في عراقنا الحبيب. وبهذا الخصوص اتوجه للجميع لان يطووا صفحات الماضي وان يتوجهوا نحو المستقبل فالشرف الوطني اليوم هو في المشاركة في تحرير العراق فمما يثير المنا بل وغضبنا هو ان كل الشروط الداخلية والاقليمية والدولية تؤهل شعبنا للانتصار ان لم تنشغل الانظمة والاحزاب والتيارات بالتامراو الصراع احدها على الاخر مما ينتج تمزقا يشل الجميع
لا ينبغي ان نختلف بسبب انتمائنا الحزبي فمن يناضل ضد الاحتلال فانه يرفع قدر حزبه ولا ينبغي ان نختلف بسبب اشكال النضال فكل الاشكال مكملة احدها الاخر سواء كانت اضرابا او تظاهرة اوعصيانا او اوانتفاضة او كفاحا مسلحا بل والحقيقة انه لا يمكن اتباع شكلا من هذه الاشكال بدون وجود الاشكال الاخرى ولا ينبغي ان نختلف بسبب نقد او تقديس الماضي فالماضي قد مات فلنتركه لدراسة المؤرخين لتنقيته من الاكاذيب والدعايات الكثيرة التي روجتها الدعايات الامبيريالية والصهيونية
وبهذا الخصوص احيي مناهضي الاحتلال من البعثيين والناصريين والاسلاميين واليساريين الذين اثبتوا ان الوطن ومصالح الشعب اهم من الاحزاب والايديولوجيات والمصالح الفئوية

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار