الثلاثاء، نوفمبر 18، 2008

المخابرات الإيرانية تخترق السفارة ( العراقية ) بلندن ... أسرار وخفايا عملية تجنيد عملائها

اضغط على الصوره لتكبيرها





صباح البغدادي


أصبح معروفا للجميع أن الجمهورية الإيرانية ( الإسلامية جدا ) دولة قومية فارسية بامتياز تتخذ الدين والمذهب ( الشيعي ) عباءة وغطاء لغرض تمرير مشاريعها الاستعمارية ولأحياء إمبراطوريتها القومية الفارسية المنقرضة . وهي تتعمد الازدواجية المقصودة في التعامل مع الأحزاب والتنظيمات الحاكمة في العراق سواء أكانت هذه الأحزاب أو التنظيمات سنية أو شيعية , لذا نراها تدعم وتمول وفق النظرة القومية الفارسية لتحقيق مشروعها القومي التوسعي بما يسمى اليوم بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين والذي تشظى بعد مقتل زعيمه المفترض أبو مصعب الزرقاوي إلى عدة تنظيمات صغيرة أرتبطة هي الأخرى بعدة جهات مشبوهة ومن ضمنها قوات الإحتلال ألأمريكية وكذلك تدعم وتمول بعض التنظيمات السلفية السنية .
وعندما تريد إيران التعامل وفق النظرة المذهبية والطائفية السياسية فأنها تدعم الميليشيات المحسوبة على شيعة العراق , أو تدعم تأسيس أحزاب مذهبية صورية كما في حالة حزب الله العراقي أو حركة سيد الشهداء أو حزب الدعوة ـ تنظيم العراق ... الخ , ناهيك عن تأسيسها ودعمها وتمويلها لما يسمى بالمجلس الأعلى للثورة (الإسلامية ) فأينما توجد مصلحة قومية أو مذهبية سياسية إيرانية تخدم مصالحها الإستراتيجية القومية في العراق لذا تسارع إلى احتضان قيادات ومنتسبي هذه الأحزاب بغض النظر عن توجهاتها أو أهدافها .

في لقاء سابق مع أحد الشخصيات السياسية العراقية والذي يعمل بمنصب رفيع المستوى في مكتب أمانة رئاسة الوزراء ( العراقي ) كان قد جمعنا صدفة في منزل أحد السفراء الوطنيين والذي أحيل إلى التقاعد بناءآ على رغبته الشخصية بعد إحتلال العراق , تطرقنا بحديثنا إلى الوجع والألم العراقي في ظل الظروف الصعبة الذي يمر به بلدنا وقد استفسرت شخصيآ أثناء التعارف والحوار الذي كان مفعما بالروح الوطنية مع هذه الشخصية السياسية في مكتب أمانة رئاسة الوزراء بعد أن تعرف علي شخصيآ وعلم بأنني من المهتمين بخطورة تدخل الحرس الثوري في العراق من خلال قراءته وإطلاعه على مقالاتي التي نشرتها في فترة سابقة بخصوص خطورة التدخل الإيراني في الجرح العراقي النازف وأثناء الحوار معه وعدني شخصيآ بأنه أذا كتب له العمر ولم يتم اغتياله وتصفيته فسوف يجلب معه في المرة القادمة وثائق رسمية غاية في السرية تؤكد كيفية اختراق وزارة الخارجية ( العراقية ) وبعض السفارات والقنصليات وتجنيد عملاء يعملون لصالح مخابرات الحرس الثوري الإيراني .

وفعلآ بعد مرور عدة أشهر التقيت بهذه الشخصية السياسية مرة أخرى قبل أسابيع قليلة وقد جلب معه ملفا يحتوي على العشرات من الكتب الرسمية بعضها صادر من وزارة الخارجية ( العراقية ) وبعضها صادر من مكتب أمانة رئاسة الوزراء , وبعض هذه الوثائق والكتب الرسمية وهنا المصيبة والخطورة صادرة من أجهزة استخبارات أحدى الدول الغربية تستفسر عن أحد الموظفين الدبلوماسيين وعلاقته بالسفارة الإيرانية في لندن بعد أن وضعته تحت المراقبة السرية لمدة طويلة , وبعد أن وضع جميع وثائقه على الطاولة لغرض الإطلاع عليها من قبلنا ومناقشته شخصيآ بما ورد فيها من معلومات غاية في الأهمية والخطورة تبين جميع هذه الوثائق الرسمية وتؤكد بصورة قاطعة لا مجال فيها للشك أو التأويل على خطورة هؤلاء الموظفين الدبلوماسيين ( العراقيين ) وعملهم كجواسيس ومرتزقة لصالح مخابرات الحرس الثوري , وهناك كتب ووثائق رسمية تشرح بصفة واضحة عن حجم الأموال العراقية التي تم اختلاسها عن طريق ما يسمى بأموال تحت بند (( النثريات والهبات والهدايا )) بواسطة أشخاص يعملون بصفة مستشارين في مكاتب رئاسة الجمهورية ومكاتب رئاسة الوزراء ومكاتب مجلس النواب .

لقد تمكنت المخابرات الإيرانية بكل سهولة ويسر وبدعم واضح من مستشاري مكتب رئيس الوزراء نوري ( المالكي ) من أن تكون لها عين في داخل السفارة ( العراقية ) بالعاصمة البريطانية / لندن ترصد وتراقب وتقييم كل نشاط يتم في مكاتب السفارة , وذلك عن طريق تجنيد أحد عملائها في زمرة حزب الدعوة ( الإسلامية ) المدعو (( أبو علي أحمد البغدادي )) وهو من أهالي محافظة النجف وبمنصب معاون المستشار في الملحقية الثقافية , حيث يقوم هذا الأخير بزيارة أسبوعية للسفارة الإيرانية / بلندن ويقدم بدوره تقريرا مفصلا إلى ضابط المخابرات الإيراني المدعو أبو (( زهراء تقي الطبرسي )) عن ما يدور في داخل أروقة السفارة ( العراقية ) بلندن , وقد أطلعت على فاكس كان قد أرسله بخصوص طلب المخابرات الإيرانية من المدعو أبو (( علي أحمد البغدادي )) أسماء الطلاب العراقيين الدارسين على حساب ونفقة الحكومة العراقية في الجامعات البريطانية في اختصاص الكيمياء والفيزياء النووية للعام الدراسي 2008 ـ 2009 وكانوا خمسة أسماء , وكذلك أطلعت على كتاب وزارة الخارجية المرسل إلى ـ وزير التعليم العالي والبحث العلمي شخصيآـ والذي يستفسر عن علاقة هذا الشخص مع احد أعضاء السفارة الإيرانية لأنه منسب من قبل وزارة التعليم العالي ويطالبون بإجراء تحقيق فوري بالموضوع .

والذي عرفته شخصيآ بعد رؤيتي للعشرات من الوثائق واستفساري شخصيآ عن سر قوة هذا الشخص المدعو (( أبو علي أحمد البغدادي )) تبين أنه تم تعينه والموافقة عليه شخصيآ بعد أن طلبت المخابرات الإيرانية من المدعو النائب علي ( الأديب ) أبو بلال وهو إيراني الجنسية وأسمه الحقيقي ( علي أكبر زندي ) وأخوه هو الحاج ( صالح زندي) الذي كان معلما في المدرسة الإيرانية في كربلاء , ويتذكر نوري ( المالكي ) جيدآ عندما أراد قرضا ماليا من أحد البنوك الإيرانية أشترطت عليه أدارة البنك أن يأتي بكفيل إيراني وما كان من أبو أسراء المالكي إلا أن يذهب إلى أبو بلال الأديب لغرض أن يكفله بموضوع القرض المالي , وهناك العشرات من الشهود على هذا الموضوع ويا للمفارقة والصدف العراقية الجميلة أن يكون أحد هؤلاء الشهود هو صاحب الوثائق شخصيآ وهناك أمور أخرى غاية في السرية سوف أؤجلها لفترة لاحقة أخرى , وقد أخبرني هذا العراقي الشهم النبيل كذلك بأن (( أبو علي أحمد البغدادي )) يدير شخصيآ أملاك وعقارات وزير التربية ( العراقي ) الملا خضير الخزاعي في لندن وهذا الموضوع تحديدآ سوف تكون لنا وقفة مطولة معه .

وقد استفسرت من هذه الشخصية السياسية النبيلة أثناء حواري عن مدى خطورة أن تكون للمخابرات الإيرانية عملاء ومرتزقة يعملون تحت ستار وظائفهم الدبلوماسية فأكد لي " أن عملية اختراق جهاز المخابرات الإيراني أطلاعات للسفارات العراقية تتركز الآن في دول الخليج العربي وخصوصآ سفارة العراق بالبحرين ـ الأمارات ـ السعودية ـ وكذلك جمهورية مصر ـ ولندن ـ وأمريكا هذا الذي أعرفه لغاية الآن ناهيك عن وزارة الداخلية ( العراقية ) ووزارة الدفاع وكذلك وزارة شؤون الأمن الوطني إضافة إلى مكاتب رئاسة الوزراء وبعض مجالس المحافظات الجنوبية " ثم أضاف لنا مسألة مهمة جدآ وهي " أن السفارة الإيرانية في بغداد استطاعت أن تدخل أجهزة حساسة إلكترونية خاصة بعمليات التصنت على المكالمات الهاتفية السلكية واللاسلكية لأنها قريبة من المنطقة الخضراء والعديد من الأجهزة الالكترونية الحساسة الأخرى التي يتم استخدامها في عمليات التجسس والتصنت والاستخبارات وعمليات الاغتيالات السياسية " إضافة إلى وجود القنصليات الإيرانية في أغلب محافظات العراق " وهي بالأساس محطات مخابراتية تابعة للحرس الثوري الإيراني إضافة إلى منظمات مجتمع مدني وهيئات وجمعيات خيرية تعمل لصالح فيلق القدس ولدينا قائمة مفصلة بأسمائها سوف تكون لكم نسخة منها قريبآ أن شاء الله في زيارتنا القادمة لكم " ثم طرحت عليه سؤال حول وضع السفارة ( العراقية ) في العاصمة الإيرانية طهران فأجابني " هذه السفارة تحديدآ هي وكر حقيقي للمخابرات الإيرانية وحدث عنها ولا حرج وهي ليست سفارة بالمعنى الحقيقي وإنما مجرد مكتب مخابراتي ليس إلا " حقيقة عندما رأيت جميع هذه الوثائق هالني ما جرى و يجري وسوف للعراق أذا لم تكن هناك وقفة وطنية عراقية خالصة غير متحزبة إلا للعراق والشعب العراقي وحده لا شريك له , وبدورنا شخصيآ لا يسعنا إلا أن نقدم شكرنا الجزيل وعظيم امتناننا إلى الثقة المطلقة بقلمنا وما نكتب من أجل إحقاق الحق و التي أولتنا بها هذه الشخصية السياسية الوطنية , وتقديمه هدية لنا شخصيآ مجموعة من الوثائق والأدلة التي تكشف زيف هذه العصابة الحاكمة المجرمة بحق الشعب العراقي ... وسوف تكون لنا وقفات مطولة وعديدة من فصول سرقات وفساد ورشاوى من المال العام العراقي وقطعآ سوف تكون بالأدلة والوثائق ... وأن غدآ لناظره قريب ...


سياسي عراقي مستقل
باحث في شؤون الإرهاب الدولي للحرس الثوري الإيراني
sabahalbaghdadi@maktoob.com

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار