سعدون شيحان
اعلامي – كاتب سياسي
من المفيد الربط بين حدثين مختلفين مع اشتراكهما بنفس المصير وهو السلوك السيء .. والحادثة التي تجتمع مع المالكي ونواياه لتوقيع الاتفاقية الامنيه مع واشنطن في الزمن ذاته سعي ايندهوفن الهولنديه هذه المدينة التي تنتشر فيها بشكل لافت للغاية ازدحام الشوارع بالصبايا المومسات وتسعى هذه المدينة للتخلص من انتشار الضاهرة بحلول 2011 ايضا .
طالعت بتمعن سعي المالكي للتخلص من الوجود العسكري الامريكي في العراق بحلول 2011 من خلال توقيع الاتفاقية الامنيه وما يتوقعه من صمود هذه الاتفاقية امام البرلمان والشارع العراقي ومع اعلان غالبية الاطراف رفظها لهذا المشروع .
اصرار المالكي على ان الاتفاقية لن تنال من السيادة العراقية لم تقنع شركائة الذين لا يعجبهم مطلقا ان تكون امريكا وحدها اللاعب الوحيد في الساحة العراقية لان هناك اجندة تحرك الباقين لتحقيق مصالح الدول الاقليمية المجاورة ..
عندما نستطلع الرافضين للاتفاقية الامنية نجد ان اولهم الشارع العراقي مع ادراكنا ان لو كان مصيرها مبني على رغبة المواطن لكانت في حكم التطبيق وخلاف رغبة الشعب العراقي ولكن هناك جهات سياسية ايضا تزامن رفضها مع اصوات الشارع منها التيار الصدري الذي خرج للشارع عشرات الالاف من مناصرية في مسيرة دانت مشروع الاتفاقية وانظم لقائمة الرفض اعضاء البرلمان الذين اكدوا عدم الموافقة على الاتفاقية بصيغتها الحالية .
منذ شروع الاحتلال في تطويق مصير جميع الساسة وفق نظرية ( الايد التوجع ) وكل منهم له يد توجعه عند الامريكان بين مكاسب مادية او مناصب او سكوت عن ملف سرقات الى غيره تحدثنا للجميع ان لا افق مستقبلي للعراق او العراقيين مع اجندة امريكا وبنينا ذلك على فلسفة وايديولوجيا وطنية صرفة مع ادراكنا ان المحتل يبحث دوما عن مكاسبه بأي حال من الاحوال الا ان الغالبية تمرد على طريق الصواب وربما ان مكاسبة الذاتية انساه مشروع الوطن ...
ما يبدو مهما الان هو الافق المستقبلي للعراق والية اعادة بناءه ورأب الصدع الذي احدثة المحتل واجندة القوى السياسية للمجتمع العراقي ..عندما نتحدث عن رأب الصدع فأننا مللنا وانزعجنا كثيرا من نظرة العالم للشعب العراقي الذي بات يراه نسيج هش قابل للانحراف والتشرذم مع أي طارىء ..وعلى ذكر النسيج الاجتماعي الذي ندافع عنه وفي حوار في احد برامج قناة البي بي سي التي اشتركنا فيها وكان الموضوع عن( الصراع الطائفي ) دافعنا منطلقين من توضيح حقائق الوضع الاجتماعي العراقي واشرنا الى ان الطائفية عملة رخيصة اججها بعض الكتل السياسية بسبب فشلها في تحقيق تقدم على صعيد الوعود التي قطعتها للمواطن وضغوط المواطن لرؤيا البلد يعود كما كان يرفل بالامن واصبح صراع الطائفية لعبة يحلو للكثيرين اظهارها للتخلص من مشهد الفشل الذي عانى منه كل تلك الكتل
.
قبل فترة من الزمن سربت تقارير اعلاميه تحدثت عن نوايا امريكية للتخلص من المالكي ورسمت سيناريو يتظمن ثلاث مشاهد للخلاص من ورطة المالكي حسب زعمها ..ولكننا اشرنا للجميع على انها ورقة مناورة للضغط عليه لتحقيق الموافقة على الاتفاقية الامنيه بعد تلك التسريبات سارع المالكي لتغيير عدد من المدراء العامين في وزارة الخارجية اضافة الى سحب مشروع الاتفاقية الامنيه من يد زيباري رافق ذلك جولات مكوكية لكونداليزا رايس لبغداد استمر المشهد في تصاعد لغاية الاعلان عن اكتمال صفقة بيع المستقبل العراقي للمحتل .
ما يهمنا حاليا وكما اشرنا هو مستقبل العراق وعدم رهنة بأجندة الولايات المتحدة ومعه نود ان نوضح ان بعض اعضاء البرلمان ممن يدافعون عن مصالح السنة وكما يحلو لهم هذه التسميه رفضوا الاتفاقيه من منطلق عدم تحقيقها رغبات البعض في انسحاب تدريجي للقوات الامريكية يتزامن معه اعادة تشكيل قوى الامن الداخلي والجيش والتخلص من النفوذ الايراني وهنا اود ان اعود الى مقال سابق نشرناه وضحنا ان العدو المزعوم ورقة لابتزاز العالم وايران هي هذا العدو المزعوم الذي لا يعدو كونه دمية تنشط في أي زمان ومكان تتقاطع فيه المصالح الامريكيه ومصالح الجهة التي تستهدف والعراق اصبح وكما هو الواقع هدف امريكي يجب الاستئثار به فيجب على اعظاءنا البرلمانيون ان لا يستمروا في السير خلف مشروع الكذب الامريكي ووجود العدو المزعوم ومنذ متى اصبحت ايران ذو قيمة ترعب العراقيين واذا كان الحديث عن الجهات السياسية العراقية التي باعت مشروعها الوطني لايران فعلى الجميع ان يدرك ان خروج المحتل كفيل بأخراج كل تلك العمائم العفنه والاجندة البغيضة مع احترامنا لبعض العمائم الوطنية الشريفة التي لم ترتضي ان تكون مطايا للمحتل .
اما باقي الاعضاء الذين يتاجرون بسمعه اهلنا الشيعه فأننا نقول لهم هناك مع الواقع العراقي مثل ضربة بدوي عراقي عندما اراد اخذ ثاره بعد اربعين عاما عندما قال اني استعجلت !! حتى لو بقي المحتل اربعين عاما لا بد للعراقي ان يأخذ ثاره وما اكثر طلابة هذا الثار ....
ان مشهد الاتفاقية يبدو معقدا للغاية وفق ضروف الضغط المختلفة من كل الجهات ووفق مصالح ذاتية مع ادراكنا ان توقيع الاتفاق مرهونا بسيناريو لا علاقة له ببنود النسخه الاخيره المعدله بل بوجود صيغة ارضائية توافقية لغالب الكتل والجهات اللاعبة على صعيد القرار العراقي ولكننا نستبق الاحداث لنوضح للجميع ان مستقبل الاتفاقية سيكون بيد المجلس السياسي حصرا وليس بيد أي من الجهات ولكن مع ذلك قد يحمل المستقبل القريب مفاجأة تجذب الجميع نحو الموافقة دون شروط .
دعوة اخيرة قبل ان توضع الاقلام حبرها على هذه المسودة التي ستحكم على رقاب العراقيين فكروا مليا قبل ان تبصموا عليها لان بصمتكم ستكون نقطة في الجبين لن تنتهي مع رحيل القوات الامريكية المزمع من العراق مع ان صوتنا لا تسمعه اذان صمها المحتل باكاذيبه ولكننا نصر على ان نصرخ عل الضمائر تعود لأحضان الرافدين واهله .
Saadon_shehan@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق