بقلم: ميلاد رزوقي
قبل ستة سنوات اصدرت الامم المتحدة قرارا يوجب على ايران وقف برنامجها النووي والا سوف تتعرض لعقوبات دولية صارمة كالتي تعرض لها العراق,ومنذ ست سنوات واسرائيل وامريكا يهددون بضربة وشيكة لايران,ومنذ ثلاثين سنة زعمت اسرائيل وامريكا ان ايران الملالي هي عدوهم الاول.
لكن على مر هذه الثلاثين سنة من العداوة "الممسرحة" بين الغرب وايران لم يتم اطلاق رصاصة واحدة من الغرب ضد ايران ,بل وخلال هذه الثلاثين سنة وجدنا ما يلي:
في الثمانينات اسرائيل تهدد بضرب ايران واذا بطائراتها تتيه تقصف مفاعل تموز العراقي وتترك مفاعلات بوشهر الايرانية دون ان تفكر حتى بالمررو من فوقها؟.
في 2001 امريكا تغزو افغانستان وتطيح باشد اعداء ايران في المنطقة الا وهي حركة طالبان ثم تسمح لايران بالتمدد داخل افغانستان بعد ان كان محرما عليها مجرد ايجاد سفارة لها هناك.
في 2003 امريكا تغزو العراق وتسقط نظام صدام الذي كان يعد العدو الاول لايران ,ثم تسلم العراق على طبق من ذهب لايران بعد ان سلمت مقاليد الحكم لاشهر عملاء ايران في العراق والمنطقة الا وهم ابراهيم الجعفري والمالكي والحكيم ومقتدى الصدر.
في 2007 وفي خضم التصعيد الاعلامي عن قرب قيام اسرائيل بقصف المفعلات الايرانية,تيهت الطائرلت الاسرائيلية هدفها مرة اخرى فاغارت سرا على المفاعل النووي السوري السري تاركة المفاعلات النووية الايرانية !.
في عام 2012 وفي ذروة الترقب لضربة اسرائيلية وشيكة على ايران,اضاعت الطائرات الاسرائيلية طريقا مرة اخرى وقصفت مصنع للسلاح التقليدي في السودان في ذات الوقت الذي ادعت الحكومة الايرانية ان الصواريخ التي تطلق عليها من غزة هي صواريخ ايرانية؟؟.
ومن خلال هذا المسح التاريخ نلاحظ في كل مرة تهدد اسرائيل بضرب ايران واذا بها تضرب احد الدول العربية,قد يقول قائل بان ايران دولة قوية وان العرب حايط نصيص تبرع اسرائيل في لكمه كلما اشتد غضبها,لكننا نعلم بان ايران كان ضعيفة في الثمانينات حتى كان الطيارون العراقيين الصغار يتدربون فوق اجوائها دون ان تطلق عليهم قذيفة واحدة ورغم ذلك لم تشن اسرائيل غاراتها على مفاعلات ايران النووية التي كان الامريكان قد شيدوها لشاه ايران ويعرفون مواقعها وتفاصيلها جيدا؟.
ثم هل من الحكمة ان تقوم امريكا واسرائيل باسقاط اشد اعداء ايران (طالبان وصدام) بحجة انهم يريدون محاصرة ايران,رغم انهم سلموا الحكم في تلك البلدان الى اهم حلفاء ايران وهما المالكي وكرزاي؟.
اما هذه المفارقة نحن امام خيارين,اما ان نقول ان الساسة الامريكان واليهود على درجة عالية من الغباء بحيث لا يعرفون كيف يديرون الحرب مع ايران,وان مخابراتهم التي تعرف تفاصيل لون وتاريخ صناعة حتى الملابس الداخلية التي يرتديها كرزاي والمالكي قد اخطات في تقييم مدى اخلاص المالكي وكرازي لامريكا,لذلك سلمتهم حكم العراق وافغانستان ظنا منها بانهم اعداء لايران؟؟.
او ان نقول بان اسرائيل وامريكا تدعي ان ايران عدوها اللدود من اجل تمرير مخططاتها في تقاسم النفوذ في المنطقة بينها وبين ايران ,ولذلك كانت تمد ايران بالسلاح في حرب الثمانينات رغم انها كانت تدعي انها عدو لها,ولهذا ايضا كانت وما زالت تحتضن احمد الجلبي رغم انها تدعي انه احد اعدائها,ولهذا ايضا تدعي انها ضد ايران وتفرض الحصار الاقتصادي عليها رغم انها تزود المالكي باحدث الاسلحة والطائرات,وتدعي انها سوف تضرب ايران واذا بها تضرب العرب وخصوصا اعداء ايران ؟.
واترك اختيار احد هذين الاحتمالين لكم وللمستقبل القريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق