افتراءات الكتاب الفرنسي الرخيصة جزء من العملية الاميركية الخائبة لتشويه صورة الحكم الوطني وقيادته الرشيدة وسجلها المشرف
شبكة البصرة
نفى الدكتور ناجي صبري الحديثي وزير خارجية العراق الشرعي نفيا قاطعا ما ورد في كتاب الكاتب الفرنسي فنسان نوزي من إفتراءات رخيصة واتهامات باطلة ملفقة ضده بالتعاون مع الفرنسيين في ميدان الكشف المزعوم عن أسلحة دمار شامل كانت حكومة اميركا وحليفاتها الغربيات متيقنة من عدم وجودها.
وقال في تصريحات صحفية ان كل ما ورد عنه في هذا الكتاب الذي استعرضه برنامج الملف بقناة الجزيرة يوم 26/11 عار عن الصحة تماما ولا اساس له على الأطلاق، وانه محض افتراء وكذب واجترار لما سبق ان مررته ادارة بوش عبر قناة اميركية في عام 2006 من فبركات واكاذيب، في اطار حملتها الضخمة لتشويه صورة الحكم الوطني والسجل الوطني النظيف المشرف لقادته الذين خدموا العراق بشرف وأمانة وإخلاص، خصوصا اولئك الذين عملوا بكل شجاعة وعزم على درء الحملة الحربية الاستعمارية الاميركية عن شعبهم ووطنهم، وواجهوها بشجاعة وتضحيات نادرة، وأحبطوا حملة الضغوط الهائلة التي مارستها حكومتا المجرمين الكذابين الفاشيين بوش وبلير بهدف إضفاء الشرعية الدولية على غزوهما غير المشروع ومخططهما الاحتلالي الاستعماري.
وأضاف الدكتور الحديثي : كان حريا بالكاتب الفرنسي ان يتحرى الدقة في الرواية المفبركة التي زعم ان مصادر فرنسية ابلغتها له ولم تستند الى اية وثيقة أو دليل مادي وانما فقط على ما روجته ادارة بوش.
وتساءل : هل بقي عاقل واحد في هذا الكون يصدق أي ادعاء لهذه الادارة بخصوص العراق بعد أن اشتهرت وتخصصت بتصنيع الاكاذيب، باستثناء من يريد ذلك لغايات غير شريفة كالمتواطئين معها في غزو العراق وعملائها وعملائهم والمرتزقة المستفيدين من حروبها وشرورها؟ .
وأضاف الدكتور ناجي صبري الحديثي ان محور ادعاءات الكاتب الفرنسي وقبلها المزاعم الاميركية التي اطلقت عام 2006 هو لقاء لبضع دقائق جرى معه في نيويورك في أيلول/سبتمبر عام 2002 . وروى تفاصيل هذا اللقاء فقال: "كنت آنذاك في نيويورك رئيسا لوفد العراق الرسمي الى الدورة السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة . وكنت مشغولا بترتيب قرار العراق بالموافقة على عودة مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة مع امانتها العامة وبمساهمة مشكورة من الامين العام للجامعة العربية، وذلك لتفويت الفرصة على ادارة بوش وحرمانها من استغلال مجلس الامن لإصدار قرار قدمت مشروعه بريطانيا لاضفاء شرعية زائفة على مخططها العدواني لشن الحرب على العراق وغزوه ثم إحتلاله، وهو ما وفقني الله في تحقيقه.
وأضاف وزير الخارجية الشرعي : "في غمرة انشغالي بذلك، إتصل بي شخص عربي مقيم في فرنسا ويحمل جنسيتها، وقال انه قدم من باريس لزيارتي والإطمئنان على صحتي ووضعي، بعد انقطاع دام اكثر من ثلاث سنوات. وهذا الشخص كانت تربطني به صلة عمل ودية بعد عام 1991 عندما كنت وكيلا لوزارة الثقافة والاعلام ومسؤولا عن الإعلام الخارجي وكان هو رئيسا لتحرير جريدة عربية وقفت الى جانب العراق في تلك الفترة. وبقي يتردد على العراق بضع سنوات وكان يبحث عن فرص تجارية ويلتقي بعض المسؤولين، ثم عرفت فيما بعد ان له صلة معينة بجهاز الامن الوطني العراقي جهاز المخابرات. فقررت ان استقبله لبضع دقائق للمجاملة، ودعوته الى بيت السفير العراقي حيث كنت اقيم في جميع زياراتي الى نيويورك."
وروى وزير خارجية الحكم الوطني ما جرى في اللقاء فقال انه لاحظ حرجا شديدا على وجه الشخص الذي بدأ يسأله عن أوضاعه وطبيعة عمله في وزارة الخارجية. فقال : "أجبته أنني مرتاح جدا في عملي، رغم انه متعـِب ومجهـِد بدنياً، وأنا سعيد جدا به وبما حققته للعراق من خطوات مهمة لتعزيز علاقات العراق مع الدول العربية (ومنظومة العمل الرسمي العربي التي وقفت الى جانب العراق في كل مؤتمراتها الوزارية والرئاسية)، ومع منظمة الامم المتحدة، وعلى طريق التصدي للنوايا والتهديدات العدوانية الاميركية والبريطانية، والعمل الجاد والمثمر لسد الثغرات في علاقاتنا الخارجية التي كانت ادارتا بوش وبلير تستغلها للتحريض ضد العراق ولإبقاء الحصار الظالم على شعبه والتحضير لشن الحرب عليه.
ثم سألني: "وكيف علاقتك بالرئيس صدام؟ "قلت له: ممتازة. وتحدثت له عما لقيته من الرئيس الشهيد رحمه الله منذ بداية تسلمي الوزارة من تفهم ودعم ورعاية لعملي. وقلت له : انا سعيد للعمل معه.
تصورت آنذاك ان هذه الأسئلة للمجاملة ولأنه لم يلتقيني منذ عام 1999 اي سنتين قبل تسلمي وزارة الخارجية، وهي المرة الاولى التي يلتقيني بعد تكليفي بالوزارة في نيسان/ابريل عام 2001.
وبعد برهة، قال هذا الشخص أن لديه علاقة بإبنة الرئيس شيراك وأنها طلبت منه إن كان يعرف مسؤولا عراقيا يستطيع توصيل رسالة خاصة منه الى الرئيس العراقي مفادها ان الرئيس شيراك يريد ارسال وفد فرنسي عالي المستوى سرا الى بغداد لبحث امور خاصة تتعلق بالتهديدات الاميركية للعراق، ويرجو أن يستقبله السيد الرئيس.
وقال الدكتور الحديثي أن اللقاء انتهى عند هذا الحد، وانه عاد في اليوم التالي الى بغداد. وبعدها بيوم او يومين التقى الرئيس الشهيد صدام حسين وابلغه الرسالة التي نقلها الشخص المذكور، فقال انه يعرف هذا الشخص ويوافق على استقبال الوفد. وأضاف الوزير انه بعد عودته الى مكتبه طلب من احد المسؤولين في مكتبه أن يتصل بالشخص المعني ويبلغه بحصول الموافقة على حضور الوفد.
وأشار وزير خارجية الحكم الوطني العراقي انه لم يسأل بعد ذلك عما حصل بشأن الوفد لإن مهمته حسب وصف هذا الشخص كانت سرية وأمنية مما لا يتصل بميدان عمل وزير الخارجية .
وقال الدكتور ناجي انه بعد الأحتلال وخروجه من العراق بشهر تقريبا اي في اواسط شهر مايس اتصل هذا الشخص به هاتفيا من باريس. وقال له : "لقد أضعتَ عليّ عشرة ملايين دولار، فعندما جئتك الى نيويورك كنت مكلفا من الفرنسيين، الذين كانوا يتعاونون مع الاميركيين، بمفاتحتك للانشقاق على الرئيس صدام. واذا وافقت وعد الاميركيون بدفع مئة مليون دولار لك وعشرة ملايين لي. لكنني لم استطع أن اطرح عليك الموضوع بعد ان عبرت عن سعادتك بالعمل مع الرئيس وعن رعايته لك. فكيف يمكن ان أطرح عليك ان تنشق عليه وانت تشيد بعلاقتك به وتتحدث عن سعادتك للعمل معه. فاضطررت لاختلاق قصة رسالة شيراك".
وتحدث وزير الخارجية العراقي قبل الإحتلال عما يقف وراء فبركة هذه الكذبة وإجترارها في الكتاب الفرنسي فقال: "ثمة احتمال ان تكون الجهات الاميركية التي طلبت من الفرنسيين تكليف هذا الشخص، حسب زعمه، بهذه المهمة غير الشريفة في ايلول/سبتمبر 2002 والتي لم يتجرأ على طرحها انذاك، بسبب تأكده من ارتياحي في عملي وسعادتي بالعمل مع قيادتي الوطنية واعتزازي بها، قد شعرت بالخيبة لفشل مسعاها الرخيص هذا، فارادت التغطية على ذلك بفبركة هذه الرواية المتهافتة واطلقتها عام 2006، ثم عادت الآن لتمررها في هذا الكتاب، وذلك استمرارا في الحملة المنظمة التي ما تزال الولايات المتحدة ماضية فيها لتشويه صورة العراق وحكمه الوطني والرامية لتبرير غزوها واحتلالها غير الشرعي وما جره على العراق وشعبه من دمار وويلات وابادة وفوضى وكوارث، وللإنتقام من القيادات الوطنية التي حرمتها من شرعنة حربها على العراق. اما الاحتمال الآخر فهو ان يكون هذا الشخص قد اختلق هذه الرواية المفبركة وباعها للفرنسيين ومنهم للامريكان لغايات ارتزاقية رخيصة، فتلقفتها ادارة بوش التي كانت متعطشة لأية معلومات مهما انحدرت درجة مصداقيتها لاضافتها لقائمة الاكاذيب التي كانت تختلقها لاستخدامها في التحريض ضد العراق والتهيئة لغزوه واحتلاله. وهذا ما لا اتمناه له فهو عربي كانت تربطه بالعراق وبعض مسؤوليه واجهزته صلات طيبة في السابق. وفي جميع الأحوال اتمنى ان يفيق ضميره ويبرىء ذمته من هذه الكذبة المخزية ويسارع الى كشف حقيقتها، وبخلافه ستبقى عارا يلطخ سمعته.
وعلق الدكتور ناجي صبري الحديثي على إجابة الكاتب الفرنسي على سؤال مقدم البرنامج عما لديه من وثائق تثبت هذه الادعاءات، بأنه استقاها من مصادر في المخابرات الفرنسية (لم يسمها)، وان مسؤولين في الادارة الاميركية كانوا يتحدثون عن وجود مصدر لادارتهم في العراق.
فقال : اذن الكاتب نفسه يعترف بتهافت هذه التهمة الباطلة عندما نسبها الى شيء مجهول هو ما اسماه مصادر في المخابرات الفرنسية. من يقول ان هناك مصادر بالفعل؟ ومن هي هذه المصادر؟ وما درجة مصداقيتها؟ وما هي ادلتها المادية الموثقة؟.
اما الدليل المتهافت الآخر الذي قدمه الكاتب فهو تصريحات اعضاء ادارة بوش التي لم تبق لها اية مصداقية في داخل اميركا وخارجها بعد الاكاذيب التي اختلقتها واستخدمتها في غزوها غير الشرعي للعراق واحتلاله وتدمير دولته الحديثة، والتي كتب عنها اطنان من الكتب والمقالات، وفي مقدمتها ما اعترفت به المصادر الحكومية الاميركية نفسها. إذن هذه الرواية لم تستند الى اي دليل او وثيقة، لسبب بسيط هو انها مختلقة مائة بالمائة، ولا أساس لها من الصحة على الإطلاق وهي هراء في هراء وكذبة مفضوحة.
ويبدو أن هذا الكاتب الفرنسي قد إنطلق من نظرة إستعلائية عنصرية إزاء الانسان في العالم الثالث (وخصوصا الانسان العربي والمسلم) ما تزال مع الأسف في العقل الباطن لدى الكثير من الغربيين. واصحاب هذه النظرة يستهينون بالحق الإنساني للإنسان غيرالغربي في الانتماء الى وطنه ويستكثرون عليه تمسكه بكرامته وارضه والدفاع عنهما. لذلك يسهل عليهم إطلاق الاتهامات الباطلة التي تتجاوز على حق الناس في الانتماء الى وطنهم وارضهم، متجاهلين عن قصد ما يقدمه العرب يوميا خصوصا في العراق وفلسطين والمسلمون في افغانستان من نماذج رائعة في الوطنية والانتماء لتربة الوطن والتمسك بالأرض وبالهوية الوطنية والقومية والاسلامية، ومقاومة الاحتلال، والتضحية بالنفس والمال والولد دفاعا عن حقوقهم وارضهم .
--
نفى الدكتور ناجي صبري الحديثي وزير خارجية العراق الشرعي نفيا قاطعا ما ورد في كتاب الكاتب الفرنسي فنسان نوزي من إفتراءات رخيصة واتهامات باطلة ملفقة ضده بالتعاون مع الفرنسيين في ميدان الكشف المزعوم عن أسلحة دمار شامل كانت حكومة اميركا وحليفاتها الغربيات متيقنة من عدم وجودها.
وقال في تصريحات صحفية ان كل ما ورد عنه في هذا الكتاب الذي استعرضه برنامج الملف بقناة الجزيرة يوم 26/11 عار عن الصحة تماما ولا اساس له على الأطلاق، وانه محض افتراء وكذب واجترار لما سبق ان مررته ادارة بوش عبر قناة اميركية في عام 2006 من فبركات واكاذيب، في اطار حملتها الضخمة لتشويه صورة الحكم الوطني والسجل الوطني النظيف المشرف لقادته الذين خدموا العراق بشرف وأمانة وإخلاص، خصوصا اولئك الذين عملوا بكل شجاعة وعزم على درء الحملة الحربية الاستعمارية الاميركية عن شعبهم ووطنهم، وواجهوها بشجاعة وتضحيات نادرة، وأحبطوا حملة الضغوط الهائلة التي مارستها حكومتا المجرمين الكذابين الفاشيين بوش وبلير بهدف إضفاء الشرعية الدولية على غزوهما غير المشروع ومخططهما الاحتلالي الاستعماري.
وأضاف الدكتور الحديثي : كان حريا بالكاتب الفرنسي ان يتحرى الدقة في الرواية المفبركة التي زعم ان مصادر فرنسية ابلغتها له ولم تستند الى اية وثيقة أو دليل مادي وانما فقط على ما روجته ادارة بوش.
وتساءل : هل بقي عاقل واحد في هذا الكون يصدق أي ادعاء لهذه الادارة بخصوص العراق بعد أن اشتهرت وتخصصت بتصنيع الاكاذيب، باستثناء من يريد ذلك لغايات غير شريفة كالمتواطئين معها في غزو العراق وعملائها وعملائهم والمرتزقة المستفيدين من حروبها وشرورها؟ .
وأضاف الدكتور ناجي صبري الحديثي ان محور ادعاءات الكاتب الفرنسي وقبلها المزاعم الاميركية التي اطلقت عام 2006 هو لقاء لبضع دقائق جرى معه في نيويورك في أيلول/سبتمبر عام 2002 . وروى تفاصيل هذا اللقاء فقال: "كنت آنذاك في نيويورك رئيسا لوفد العراق الرسمي الى الدورة السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة . وكنت مشغولا بترتيب قرار العراق بالموافقة على عودة مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة مع امانتها العامة وبمساهمة مشكورة من الامين العام للجامعة العربية، وذلك لتفويت الفرصة على ادارة بوش وحرمانها من استغلال مجلس الامن لإصدار قرار قدمت مشروعه بريطانيا لاضفاء شرعية زائفة على مخططها العدواني لشن الحرب على العراق وغزوه ثم إحتلاله، وهو ما وفقني الله في تحقيقه.
وأضاف وزير الخارجية الشرعي : "في غمرة انشغالي بذلك، إتصل بي شخص عربي مقيم في فرنسا ويحمل جنسيتها، وقال انه قدم من باريس لزيارتي والإطمئنان على صحتي ووضعي، بعد انقطاع دام اكثر من ثلاث سنوات. وهذا الشخص كانت تربطني به صلة عمل ودية بعد عام 1991 عندما كنت وكيلا لوزارة الثقافة والاعلام ومسؤولا عن الإعلام الخارجي وكان هو رئيسا لتحرير جريدة عربية وقفت الى جانب العراق في تلك الفترة. وبقي يتردد على العراق بضع سنوات وكان يبحث عن فرص تجارية ويلتقي بعض المسؤولين، ثم عرفت فيما بعد ان له صلة معينة بجهاز الامن الوطني العراقي جهاز المخابرات. فقررت ان استقبله لبضع دقائق للمجاملة، ودعوته الى بيت السفير العراقي حيث كنت اقيم في جميع زياراتي الى نيويورك."
وروى وزير خارجية الحكم الوطني ما جرى في اللقاء فقال انه لاحظ حرجا شديدا على وجه الشخص الذي بدأ يسأله عن أوضاعه وطبيعة عمله في وزارة الخارجية. فقال : "أجبته أنني مرتاح جدا في عملي، رغم انه متعـِب ومجهـِد بدنياً، وأنا سعيد جدا به وبما حققته للعراق من خطوات مهمة لتعزيز علاقات العراق مع الدول العربية (ومنظومة العمل الرسمي العربي التي وقفت الى جانب العراق في كل مؤتمراتها الوزارية والرئاسية)، ومع منظمة الامم المتحدة، وعلى طريق التصدي للنوايا والتهديدات العدوانية الاميركية والبريطانية، والعمل الجاد والمثمر لسد الثغرات في علاقاتنا الخارجية التي كانت ادارتا بوش وبلير تستغلها للتحريض ضد العراق ولإبقاء الحصار الظالم على شعبه والتحضير لشن الحرب عليه.
ثم سألني: "وكيف علاقتك بالرئيس صدام؟ "قلت له: ممتازة. وتحدثت له عما لقيته من الرئيس الشهيد رحمه الله منذ بداية تسلمي الوزارة من تفهم ودعم ورعاية لعملي. وقلت له : انا سعيد للعمل معه.
تصورت آنذاك ان هذه الأسئلة للمجاملة ولأنه لم يلتقيني منذ عام 1999 اي سنتين قبل تسلمي وزارة الخارجية، وهي المرة الاولى التي يلتقيني بعد تكليفي بالوزارة في نيسان/ابريل عام 2001.
وبعد برهة، قال هذا الشخص أن لديه علاقة بإبنة الرئيس شيراك وأنها طلبت منه إن كان يعرف مسؤولا عراقيا يستطيع توصيل رسالة خاصة منه الى الرئيس العراقي مفادها ان الرئيس شيراك يريد ارسال وفد فرنسي عالي المستوى سرا الى بغداد لبحث امور خاصة تتعلق بالتهديدات الاميركية للعراق، ويرجو أن يستقبله السيد الرئيس.
وقال الدكتور الحديثي أن اللقاء انتهى عند هذا الحد، وانه عاد في اليوم التالي الى بغداد. وبعدها بيوم او يومين التقى الرئيس الشهيد صدام حسين وابلغه الرسالة التي نقلها الشخص المذكور، فقال انه يعرف هذا الشخص ويوافق على استقبال الوفد. وأضاف الوزير انه بعد عودته الى مكتبه طلب من احد المسؤولين في مكتبه أن يتصل بالشخص المعني ويبلغه بحصول الموافقة على حضور الوفد.
وأشار وزير خارجية الحكم الوطني العراقي انه لم يسأل بعد ذلك عما حصل بشأن الوفد لإن مهمته حسب وصف هذا الشخص كانت سرية وأمنية مما لا يتصل بميدان عمل وزير الخارجية .
وقال الدكتور ناجي انه بعد الأحتلال وخروجه من العراق بشهر تقريبا اي في اواسط شهر مايس اتصل هذا الشخص به هاتفيا من باريس. وقال له : "لقد أضعتَ عليّ عشرة ملايين دولار، فعندما جئتك الى نيويورك كنت مكلفا من الفرنسيين، الذين كانوا يتعاونون مع الاميركيين، بمفاتحتك للانشقاق على الرئيس صدام. واذا وافقت وعد الاميركيون بدفع مئة مليون دولار لك وعشرة ملايين لي. لكنني لم استطع أن اطرح عليك الموضوع بعد ان عبرت عن سعادتك بالعمل مع الرئيس وعن رعايته لك. فكيف يمكن ان أطرح عليك ان تنشق عليه وانت تشيد بعلاقتك به وتتحدث عن سعادتك للعمل معه. فاضطررت لاختلاق قصة رسالة شيراك".
وتحدث وزير الخارجية العراقي قبل الإحتلال عما يقف وراء فبركة هذه الكذبة وإجترارها في الكتاب الفرنسي فقال: "ثمة احتمال ان تكون الجهات الاميركية التي طلبت من الفرنسيين تكليف هذا الشخص، حسب زعمه، بهذه المهمة غير الشريفة في ايلول/سبتمبر 2002 والتي لم يتجرأ على طرحها انذاك، بسبب تأكده من ارتياحي في عملي وسعادتي بالعمل مع قيادتي الوطنية واعتزازي بها، قد شعرت بالخيبة لفشل مسعاها الرخيص هذا، فارادت التغطية على ذلك بفبركة هذه الرواية المتهافتة واطلقتها عام 2006، ثم عادت الآن لتمررها في هذا الكتاب، وذلك استمرارا في الحملة المنظمة التي ما تزال الولايات المتحدة ماضية فيها لتشويه صورة العراق وحكمه الوطني والرامية لتبرير غزوها واحتلالها غير الشرعي وما جره على العراق وشعبه من دمار وويلات وابادة وفوضى وكوارث، وللإنتقام من القيادات الوطنية التي حرمتها من شرعنة حربها على العراق. اما الاحتمال الآخر فهو ان يكون هذا الشخص قد اختلق هذه الرواية المفبركة وباعها للفرنسيين ومنهم للامريكان لغايات ارتزاقية رخيصة، فتلقفتها ادارة بوش التي كانت متعطشة لأية معلومات مهما انحدرت درجة مصداقيتها لاضافتها لقائمة الاكاذيب التي كانت تختلقها لاستخدامها في التحريض ضد العراق والتهيئة لغزوه واحتلاله. وهذا ما لا اتمناه له فهو عربي كانت تربطه بالعراق وبعض مسؤوليه واجهزته صلات طيبة في السابق. وفي جميع الأحوال اتمنى ان يفيق ضميره ويبرىء ذمته من هذه الكذبة المخزية ويسارع الى كشف حقيقتها، وبخلافه ستبقى عارا يلطخ سمعته.
وعلق الدكتور ناجي صبري الحديثي على إجابة الكاتب الفرنسي على سؤال مقدم البرنامج عما لديه من وثائق تثبت هذه الادعاءات، بأنه استقاها من مصادر في المخابرات الفرنسية (لم يسمها)، وان مسؤولين في الادارة الاميركية كانوا يتحدثون عن وجود مصدر لادارتهم في العراق.
فقال : اذن الكاتب نفسه يعترف بتهافت هذه التهمة الباطلة عندما نسبها الى شيء مجهول هو ما اسماه مصادر في المخابرات الفرنسية. من يقول ان هناك مصادر بالفعل؟ ومن هي هذه المصادر؟ وما درجة مصداقيتها؟ وما هي ادلتها المادية الموثقة؟.
اما الدليل المتهافت الآخر الذي قدمه الكاتب فهو تصريحات اعضاء ادارة بوش التي لم تبق لها اية مصداقية في داخل اميركا وخارجها بعد الاكاذيب التي اختلقتها واستخدمتها في غزوها غير الشرعي للعراق واحتلاله وتدمير دولته الحديثة، والتي كتب عنها اطنان من الكتب والمقالات، وفي مقدمتها ما اعترفت به المصادر الحكومية الاميركية نفسها. إذن هذه الرواية لم تستند الى اي دليل او وثيقة، لسبب بسيط هو انها مختلقة مائة بالمائة، ولا أساس لها من الصحة على الإطلاق وهي هراء في هراء وكذبة مفضوحة.
ويبدو أن هذا الكاتب الفرنسي قد إنطلق من نظرة إستعلائية عنصرية إزاء الانسان في العالم الثالث (وخصوصا الانسان العربي والمسلم) ما تزال مع الأسف في العقل الباطن لدى الكثير من الغربيين. واصحاب هذه النظرة يستهينون بالحق الإنساني للإنسان غيرالغربي في الانتماء الى وطنه ويستكثرون عليه تمسكه بكرامته وارضه والدفاع عنهما. لذلك يسهل عليهم إطلاق الاتهامات الباطلة التي تتجاوز على حق الناس في الانتماء الى وطنهم وارضهم، متجاهلين عن قصد ما يقدمه العرب يوميا خصوصا في العراق وفلسطين والمسلمون في افغانستان من نماذج رائعة في الوطنية والانتماء لتربة الوطن والتمسك بالأرض وبالهوية الوطنية والقومية والاسلامية، ومقاومة الاحتلال، والتضحية بالنفس والمال والولد دفاعا عن حقوقهم وارضهم .
--
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق