الأربعاء، ديسمبر 01، 2010

لنقف جميعا ضد عملية التقسيم بالاحصاءات المزورة


نحن الموقعين ادناه ، مجموعة من العراقيين ، من طوائف واديان ومناطق مختلفة ، كتابا وصحفيين ومثقفين وتقنيين، ومهن اخرى مختلفة .نرفع صوتنا عاليا مستنكرين بشدة ما تخطط له قوى الاحتلال ، واتباعها المحليون ، من محاولات لتقسيم العراق  ، وتمزيق ارضه وشعبه من خلال اللعبة الجديدة ، لعبة الاحصاء .ان العدوان على العراق ، وغزوه واحتلاله ، ومهما قيل او قٌدم من مبررات لتسويغ وتسويق هذا العدوان ، فانه يمثل حالة من حالات استهتار القوة بكل الشرائع والقوانين الدولية ، كما هو خروج على المواثيق والانظمة الدولية ، التي تحدد سلوك الدول التي تحتل اراضي الغير بحماية ارواح وممتلكات مواطني الدولة الواقعة تحت الاحتلال ،دون التدخل بالنظم والقوانين والعادات السائدة في البلد الواقع تحت الاحتلال . لذلك فان الاحتلال وكل ما ترتب عليه من خطوات او شرائع وقوانين او تغيرات ديموغرافية يمثل حالة باطلة شرعا كما انها تتعارض مع روح سيادة البلد واستقلاله .ان الاستقلال والسيادة تعنيان ان لاارادة تعلو فوق ارادة سكان البلد المعني بالحديث . وليس هناك من مبرر يستثني العراق كبلد عضو ، ومؤسس لمنظمة الامم المتحدة ، من تحقيق شروط السيادة والاستقلال، كما يراها شعبه وبما يتساوق مع المفاهيم المقرة دوليا في تعريف هذين المبدئين .
ومراجعة سلوك الاحتلال ، وطبيعة الحرب التدميرية وحجم القتل ، والاهداف والبنى التحتية  التي تعرضت للخراب والدمار ، والمفاهيم والرؤى التي تروج لها وسائل اعلامه وعملاؤه تؤشر على طبيعة الغايات المراد تحقيقها .اهداف مشروع شارون وايتان المعروف باستراتيجية اسرائيل للثمانينات ، والرامية لتقسيم العراق وبقية الدول العربية الكبيرة لدويلات صغيرة متناحرة لضمان حماية الكيان المصطنع في فلسطين ، كان حصة العراق في هذا المشروع ثلاث دويلات .كما كان تدمير الجيش العراقي وتبديد الثروة النفطية شرطين ضرورين لتحقيق مخطط التقسيم كما اكدت هذه الاستراتيجية العدوانية ، عليهما . فكانت لعبةالفيدراليات كمقدمة بعد تدمير الجيش .
كركوك اليوم ، كموضوع في بؤرة الصراع المصطنع بين ادوات المحتل ، الغاية منها اثارة النزعات بين القوميات الكبيرة الثلاث ، وتبديد طاقة العراق النفطية ، تماما مثل ما خطط لها شارون في استراتيجيته . ووضع الثروات النفطية تحت امرة عوائل ، ليست بعيدة العهد في استيطانها في العراق ، لاهم من اكرادنا اصلا ، ولاهم من شيعتنا ، لاتهمهم غير مصالحهم وشهواتهم غير المنضبطة اخلاقيا ولا دينيا . غير المبالية بما يمكن ان يسيل من دماء ابناء شعبنا المغررين باسماء هذه العوائل وابنائها .
ان كركوك مدينة عراقية مفتوحة ، كما هي القوانين والاعراف في جميع انحاء العالم ، لجميع العراقيين .اما ان يتم تهجير المواطنين العرب والتركمان ، والمسيحيين من مختلف الاطياف خاصة ،واسكان اكراد غير عراقيين محلهم ، ثم المطالبة باجراء الاحصاء يعني ان الامر ليس الا تحضير لمؤامرة التقسيم ، وفتح نفط كركوك امام السيطرة الاسرائيلية .
ان لعبة الاحصاء التي خرج بها علينا ادوات المحتل وصنائعه ، ما هي الا حلقة جديدة من حلقات لعبة التقسيم ، وتشويه هوية العراق التاريخية ،وارادة شعبه ، وهي مرفوضة حتى من اكرادنا الوطنيين ، الذين يتلظون بنار استهتار قيادات عشائرية ، هي بالاصل ليست عراقية  ، ولم يمضي كثيرا على استيطانها .
لماذا يحظى الاحصاء بكل هذا الاهتمام ، وليس الكهرباء او الماء او التعليم او السكن او الزراعة او اي من الحاجات الضرورية الاخرى . ولو كان هؤلاء الذين يحسبون انفسهم حكاما حريصين فعلا على مصالح الفئات او الجماعات التي يدعون الانتماء لها . لماذا الاحصاء وليس محاربة الفساد ، والقضاء على سرقات المال العام  ، والرشاوي .
لماذا الاحصاء بطريقته المتخلفة هذه ، من خلال تعداد السكان بزيارتهم في منازلهم ، اليس المفروض ان يستخدموا ما هو حديث وجديد من المعرفة والاليات في ما يسمونه "عراقهم الجديد " ، فلا تحتاج الدول ومنها سيدتهم اميركا هذه الطريقة المتخلفة في التعداد السكاني ، فالسجلات المدنية التي يفترض انها تدون كل الولادات والوفيات ، والتحولات في السكن . كافية لمعرفة الحقيقة  . والتعداد بهذه الطريقة البالية يؤكد ويكشف النوايا الخبيثة التي حاولت بعض العصابات العاملة في خدمة الموساد ان تفرضها على الارض من تهجير للسكان الاصليين من عرب وتركمان واشوريين وكلدان ، واسكان اكراد من دول اخرى محلهم بمن فيهم اكراد قادمون من الدولة العبرية . كما هي الحال عما يجري  في الجنوب من توطين لعوائل فارسية وهندية ، واستباحة النسب العلوي الشريف لتزوير وتزييف الهويات لجماعات من سقط المتاع وشذاذ الافاق .

ان شعبنا يرفض وبشدة اجراء مثل هذه العمليات التي تم توظيفها لضرب المصلحة الوطنية العراقية والامن الوطني العراقي . كما يرفض اي تغيرات دستورية او قانونية فرضها المحتل لتحقيق مصالحه وغاياته وغايات حلفائه .وندعو ابناء شعبنا الصامد البطل للانتباه لهذه المؤامرة الجديدة ، ومقاطعة عملية التعداد ، ومنع العدادين من دخول منازلهم او تقديم اي بيانات . ويتحمل من يشارك في هذه المؤامرة من عدادين او موظفين  المسؤولية التاريخية والقانونية .
على ابناء شعبنا ان ينهضوا للدفاع عن مصالحهم ، وفرض ارادتهم ، وان يجعلوا من يوم التعداد مظاهرة شعبية بالخروج الى الشوارع واستعمال ابواق السيارات ، وماذن الجوامع ، والجلوس في الشوارع امام ابواب المنازل لتفويت الفرصة على هؤلاء المتامرين من سقط المتاع ممن ارتضى ان يكون شارون ، وبوش من ائمته وشيوخ طريقته الذين يقلدهم في العداء لشعبه ووطنه .
 بايدينا نفرض ارادتنا . وعلينا ان لا نعول كثيرا على بعض المنظمات الدولية التي ما التزمت بقوانينها وشرائعها ، ومشاهد الدمارالهمجي في العراق تجري تحت انظارها  .


كما يمكن اضافة اسمائهم مباشرة من خلال الرابط التالي

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار