الجمعة، يناير 09، 2009

السيد العزيز رجب طيب أردوغان... عفية



فترة سلطاننا صدام تشبه تقريبا فترة سلطانكم عبد الحميد
شبكة البصرة
د. صباح محمد سعيد الراوي
آه لو كنت عربيا... أنت وهوجو شافيز البطل... الذي هزأ بوش ومسح به الارض وخاطبه قائلا له بأنه جاهل لايعرف شيء... وبأنه مخمور... بل وحمار.... وجبان.... وأنه خطر على البشرية... وأنه سفاح مجرم.... وأنه يقتل أطفال العراق....

تركيا خرجت فيها مظاهرات ضخمة لأجل غزة... ارتدوا فيها الكوفية الفلسطينية... وكذلك في فنزويلا... وبعض بنو العرب مشغولين بغير غزة... مشغولين بغزوات الكرة والتحضير لحفلات الليالي الملاح على وقع أنغام هيفا ونانسي... وبعضهم باستقبال وفود علماء المسلمين بوجوه عابسة مكفهرة.... كما فعل ابن سعود مع الشيخ القرضاوي...

سيد رجب...
يحق لك أن تفخر بأجدادك العظام الكرام... سلالة آل عثمان... الدولة العلية التي هزمت جيوش الفرس والروم وفتحت القسطنطينية فتحا مبينا مشرفا سيبقى علامة فاصلة في التاريخ... نعم يحق لك أن تفخر بمؤسس الجيش الانكشاري البطل، وبالسلطان سليم والسلطان سليمان القانوني الذي كانت ترتعد أوروبا من ذكر اسمه... وكذلك السلطان العظيم محمد الفاتح... الذي بشر به وبجيشه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم... ويا لها من بشرى عظيمة.... وكذلك السلطان مراد.... والسلطان الذي كان يسمى بالصاعقة بايزيد... وباقي ملوك آل عثمان الذين كان منهم ملوك صالحين عابدين... (واعذروني إن أخطأت بترتيب السلاطين).... ولن ننسى بالطبع خادم الاسلام والمسلمين وخادم القرآن السلطان الكريم بن الاكرمين عبد الحميد الثاني الذي رفض بيع فلسطين لليهود، رغم أن خزائن السلطنة كانت فارغة في ذلك الوقت... ورغم ان أثرياء اليهود عرضوا عليه من الاموال والذهب ما لا يصدقه عقل ولا عاقل... ومع كل تلك المغريات رفض بيع فلسطين رفضا قاطعا... فكانت عقوبته أن أزالوا حكمه.... وعزلوه بمساعدة من أزلامهم وطراطيرهم ونفوه إلى جزيرة يونانية... فمات رحمة الله عليه ميتة الاشراف الكرام....

يا أيها القراء... إن التاريخ يعيد نفسه...
فالسلطان عبد الحميد رحمة الله عليه أولا كان انسانا عابدا تقيا مؤمنا ورعا، رفض بيع فلسطين لليهود... فقد زاره وفد يهودي كبير برئاسة هرتزل... يصحبه الحاخام (موسى ليفي) و(عمانيول قره صو)، رئيس الجالية اليهودية في سالونيك، وبعد مقدمات مفعمة بالرياء والخداع، أفصحوا عن مطالبهم، وقدَّموا له الإغراءات المتمثلة في إقراض الخزينة العثمانية أموالاً طائلة مع تقديم هدية خاصة للسلطان مقدارها خمسة ملايين ليرة ذهبية، وتحالف سياسي يُوقفون بموجبه حملات الدعاية السيئة التي ذاعت ضده في أوروبا وأمريكا...... لكن السلطان رفض طلبهم وطردهم من مجلسه وقال " إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبا فلن أقبل، إن أرض فلسطين ليست ملكى إنما هى ملك الأمة الاسلامية وما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن أن يباع.... وربما إذا تفتت إمبراطوريتى يوما، يمكنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل)، ثم أصدر أمرًا بمنع هجرة اليهود إلى فلسطين....

بعد هذا الطرد المهين لليهود.... ماذا فعل اليهود به؟؟
تأملوا وقارنوا الامس مع اليوم... قارنوا بين عبد الحميد العثماني رحمة الله عليه.... وبين عبد الله العراقي.... الذي ارتقت روحه الطاهرة إلى السموات العلى فجر عيد الاضحى... نهاية عام 2006.... والمشهور أقوى من المذكور....

أولا: دبروا له المكائد والدسائس بواسطة أعوانهم... فحرضوا العملاء على تشكيل الجميعات السرية الماسونية (القومية الطورانية، الاتحاد والترقي، جمعيات الدونمة اليهودية).. وكان من أهم تلك الجمعيات جميعة تركيا الفتاة... وهي ذات صبغة يهودية خالصة.... أُسست في باريس، وكان لها فروع في برلين وسالونيك واستانبول، وكانت برئاسة رضا بك، الذي فتن بأوروبا وبأفكار الثورة الفرنسية..... وقد كانت هذه الجمعيات تُدار بأيدي الماسونية العالمية كما قلنا.... وراحت هذه الجمعيات تعمل في الخفاء على عزل السلطان عن الحكم...

ثانيا: راحت أوروبا كلها تعمل ضده وتصف حكمه بالديكتانوري الظالم المستبد!!! وبأنه يقتل شعبه لأتفه الأسباب وبأن مخابراته وعيونه وجواسيسه تروع الناس في كل مكان (انتبه أخي القاريء لهذا) حتى كان يقال بأن الاب لا يستطيع انتقاد السلطان عبد الحميد أمام أبنه!!! لئلا يشي به الابن المتعاون مع رجال الأمن...!!

ثالثا: ألصقوا به تهمة تافهة للغاية لازالت تتردد الى اليوم، وهي تهمة إبادة الأرمن... وبأنه قتل خمسة ملايين أرمني!!!!! (لاحظوا الرقم بالله عليكم... وقارنوه مع الرقم الذي أتهم به سلطاننا بأنه أباد من "الشيعة والاكراد خمسة ملايين"... وقربوا هذا الرقم الى الرقم الذي يتغنى به اليهود بأن هتلر أباد منهم ستة ملايين نفر!!!!)... علما بأن العصابات الاجرامية الارمنية حاولت مع اليهود اغتياله أثناء خروجه من صلاة الجمعة....

رابعا: اتحد الجميع عليه، وعقدوا ضده المؤتمرات والمؤامرات تلو المؤتمرات، وكل همهم توزيع تركة "الرجل المريض" كما وصفو دولته في حينها... وكان لهم ما أردوا بواسطة عملائهم... فعزلوا السلطان العادل المؤمن عبد الحميد ونفوه إلى جزيرة سالونيك في اليونان...

خامسا: شوهوا فترة حكمه ما استطاعوا الى ذلك سبيلا... فجعلوه مجرما ودكتانورا وسفاحا وزير نساء... وجعلوه قاتلا ومجرما ومعتوها وسفيها ومريضا نفسيا... وكل ما أنزل الله من أوصاف شيطانية سيئة يمكن الصاقها بالمرء... حتى ليظن البعض أن فترة حكم السلطان عبد الحميد كانت فترة ظلام بظلام... ليس فيها شيء منير... وراح بعض الجهلة ممن يقولون عن أنفسهم انهم مدوني التاريخ يسيرون في نفس الاتجاه... فسالت أقلام الحقد ضد الرجل لأجل بضعة دولارات من هنا وهناك.... وخاصة من اليهود.... حتى قال بعض الحاقدين أن قصر عبد الحميد كان مليئا بالنساء وبصور النساء العارية!!!!

لكن.... ما الذي فعله المرحوم السلطان عبد الحميد حين تولى سدة الحكم؟؟
كان عليه أن يسير بالدولة إلى شاطئ النجاة والأمان... دون أن يعرضها للخطر..... وقد أدرك - رحمه الله - بما أنعم الله عليه من ذكاء وفطرة أهداف الأعداء وأطماعهم، فتحمل المسؤولية بكل قوة وحكمة..... وبدأ في العمل بكل أناة وروية وفق السياسة الآتية:
أولاً: حاول كسب بعض المناوئين له واستمالتهم إلى صفه بكل ما يستطيع...

ثانيًا: دعا جميع مسلمي العالم في آسيا الوسطى وفي الهند والصين وأواسط أفريقيا وغيرها إلى الوحدة الإسلامية والانضواء تحت لواء الجامعة الإسلامية، ونشر شعاره المعروف "يا مسلمي العالم اتحدوا"، وأنشأ مدرسة للدعاة... سرعان ما انبث خريجوها في كل أطراف العالم الإسلامي الذي لقي منه السلطان كل القبول والتعاطف والتأييد لتلك الدعوة، لكن قوى الغرب قامت لمناهضة تلك الدعوة ومهاجمتها.
ثالثًا: قرَّب إليه الكثير من رجال العلم والسياسة المسلمين.... واستمع إلى نصائحهم وتوجيهاتهم.
رابعًا: عمل على تنظيم المحاكم والعمل في "مجلة الأحكام العدلية" وفق الشريعة الإسلامية.
خامسًا: قام ببعض الإصلاحات العظيمة مثل القضاء على معظم الإقطاعات الكبيرة المنتشرة في كثير من أجزاء الدولة، والعمل على القضاء على الرشوة وفساد الإدارة.
سادسًا: عامل الأقليات والأجناس غير التركية معاملة خاصة، كي تضعف فكرة العصبية، وغض طرفه عن بعض إساءاتهم، مثل الرعب الذي نشرته عصابات الأرمن، ومثل محاولة الأرمن مع اليهود اغتياله أثناء خروجه لصلاة الجمعة، وذلك لكي لا يترك أي ثغرة تنفذ منها الدول النصرانية للتدخل في شؤون الدولة...!!! (اقرأوها مرة ثانية وقارنوها مع ما يقال عن الشهيد من انه اضطهد الاقليات في العراق)
سابعًا: عمل على سياسة الإيقاع بين القوى العالمية آنذاك لكي تشتبك فيما بينها، وتسلم الدولة من شرورها، ولهذا حبس الأسطول العثماني في الخليج ولم يخرجه حتى للتدريب....
ثامنًا: اهتم بتدريب الجيش وتقوية مركز الخلافة....
تاسعًا: حرص على إتمام مشروع خط السكة الحديدية التي تربط بين دمشق والمدينة المنورة لِمَا كان يراه من أن هذا المشروع فيه تقوية للرابطة بين المسلمين، تلك الرابطة التي تمثل صخرة صلبة تتحطم عليها كل الخيانات والخدع الإنجليزية، على حد تعبير السلطان نفسه... رحمة الله عليه....
طيب...
لو أردنا أن نشابه بين السلطان عبد الحميد بالسلطان العراقي ابن العراق صدام رحمة الله عليهما... ألا يوجد الكثير من أوجه الشبه بين الرجلين؟؟

ألم يكن عراق صدام حسين عصيا على الصهاينة؟؟ ألم يرعب جيش صدام الصهاينة؟؟ ألم يقرب صدام اليه العلماء من مختلف الاختصاصات؟؟ حتى كان هناك جيشا من العلماء العراقيين مرادفا للجيش العسكري؟؟ ألم تتحد الدول الكبرى على العراق؟ ألم تؤسس أمريكا وبريطانيا الاحزاب والجمعيات والحركات واطلقت عليها لقب معارضة عراقية ورعتها ومولتها وسلحتها؟؟ ألم يتهم (بضم الياء) صدام حسين بأنه قتل شــعبه وقتل الاكراد والشـيعة حتـى وصل الرقم الى خمسة ملايين ضحية؟؟ ألم يتخذوا من العصابات الصفوية الخمينية الكسروية التي دنست الجنوب في عام 1991 شماعة لشيطنة نظام الشهيد رحمة الله عليه؟ هل الدهماء الذين خربوا في جنوب البلاد عام 1991 كانوا عراقيين ام صفويين كسرويين مجوس؟ الا يشبه هذا ما فعلته العصابات الارمنية بالدولة العثمانية؟ ألا يتم تشويه نظام الشهيد رحمة الله عليه من قبل الاوغاد والعصابات الصفوية الخمينية الاجرامية المتسلطة على رقاب الشعب العراقي المجاهد الصابر؟؟؟ ألم تهاجم الصحف المستعربة المتصهينة والصحف الامريكية والغربية المتصهينة ايضا نظام الشهيد رحمة الله عليه وتكتب المقالات التحريضية ضده؟؟

هل هذا كاف لكل ذي بصر وبصيرة...
نقول مع السيد رجب طيب عن أجداده الكرام... نقول لخنازير اليهود المجرمين:

أولئك آبائي فأتني بمثلهم إذا جمعتنا يا أولمرت المجامع...

رحم الله سلاطين آل عثمان وأحسن إليهم... كنت أقرا مرة كتابا عن دولتهم، فلفتت نظري جملة قالها المؤلف في مقدمة كتابه عنهم، قال: آثرت أن أعيش مع الرجال الذين وحدونا وخلقوا امبراطورية مهابة مرهوبة الجانب ما جعل اوروبا واليهود يتآمرون عليها ليفتتوها.... من أن أعيش مع أشباه رجال فرقونا وجعلونا شعوبا وقبائل....

كييف – أوكرانيا
08.01.2009
27.01.2008

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار