الاثنين، ديسمبر 29، 2008

قصتي في ليلة شهادة فارس الامة



شبكة البصرة
شمس بغداد
كان يوما عاديا لم يميزه شيء الا كونه ليلة عيد الاضحى المبارك، ولاننا فقدنا نكهة العيد الحقيقة منذ اليوم المشؤوم الذي لامست اقدام المحتل النجسة ارضناالطاهرة، ذلك اليوم الذي ترك عندي فجوة عميقة لن يطمرها الا النصر بالتحرير، فقدت شعور السعادة والنشوة والمتعة بالعيد او بغيره، لدرجة اني اشعر بالذنب وانا اشتري او اسافر او افرط بالضحك وانا اعيش فجائع شعب منكوب بويلات الاحتلال.. من ذلك اليوم وانا مصابة بأعمق جرح في عمري، وارفض بأحيان كثيرة الخروج من البيت لان منظر بغداد يوجع قلبي وهو متعب بألاصل واعصابي تالفة لا تتحمل اي انفعال، كانت تلك الليلة قارسة البرود ة وثقيلة الوطأة ساعاتها، اشعر ان قلبي مقبوض ولا اعلم لماذا..؟ كانت عيناي تتطلع الى شاشة التلفاز لتقرأ خبر عاجل مفاده (صدام حسين قد يساق الى الاعدام هذا اليوم).. لطمتني المفاجأة قبل ان استوعب واعيد قراءة الخبر مرة ثم مرة ثم مرة... بالنسبة لي لم يكن صدام شخصا عاديا على الاطلاق.. ولم اكن اعجب به يوما لطمع بمكرمة او تملق زائف ووووو ولم انتمي او احد من اهلي الى الحزب.. كان اعجابي به نابع من فهمي التام لشخصه لدرجة اني اراقب وبأنتباه نظرات عيونه وكلامه واعرف بالضبط بما يفكر وماذا سيقول.. حتى اني بمرات كثيرة اراهن اهلي عن موقف او كلمة سينطق بها وكثيرا مااكون على حق... كان اعجابي به نابع لعروبيته ووطنيته واعتزازه بذاته وكرامته وصبره الغريب على مواجهة كل المصاعب والتحديات التي تواجهه وتواجه شعبه الابي. منذ يوم آسره ومارافقها من حكاية مضحكة هوليودية كان القصد منها اذلاله امام انظار العالم. والمسرحية الباطلة المسماة محكمة وانا اغلي واموت. كنت اعلم ماهية نهاية هذه المسرحية المملة.لكن مع ذلك شعور غريب جرفني معه..شعور لم اختبره غريب عليٌ.. شعرت ان اوصال قلبي مقطعة لكن بفخر وعزة..!
في تلك الليلة بالتحديد شعرت ان العالم يسير بشكل خاطئ وان الدنيا باتت كريمة مع الظالم
لكني كنت اصبر نفسي واعللها بأن الحبيب صدام سيدخل التاريخ من اوسع ابوابه وسيكتب اسمه بحروف من ذهب وكذا الامر مع المجاهدين الابطال من اي مكان كانوا فالشهيد والكل يعلم ماؤاه الجنة مع الصديقين والانبياء.. اما الخونة والعملاء فمكانهم مزبلة التاريخ...
اشعر اني اعجز عن الصراخ واعجز عن الصمت اعجز عن البكاء وعن الابتسامة واعجز عن الفرح او الحزن فقد تساوى وتناغم كل شيء عندي... اعلم ان كارثة وفاجعة الاحتلال قضت مضجعي وتركت عندي من شعور الفاجعة مايعجز اللسان عن وصفه لكنه صدام ايضا.. عن نفسي لم اورث حبه من اهلي او من المدرسة او من اناشيد التلفاز بل من نفسي وبقناعاتي الخاصة.. نصحتني امي بالنوم لكني اجبتها بأني لن استطيع قالت لي يابنتي انتِ مؤمنة وهذا قدر الله وحكمه افرحي له كما تفرحي لسماع اخبار المجاهدين وانتصاراتهم واستشهادهم وصدام ليس افضل من الشعب ومن هذه الناس التي تقتل يوميا وبلا ذنب.. قلت لها اعرف ذلك لكن لااعرف كيف اعبر عن احساسي...!
مازلت اتابع نشرات الاخبار المتناقضة فالبعض منها يؤكد الخبر والبعض ينفيه..فكرت بتناول حبة مهدئة نصحني بها طبيبي بعد ان شخص حالتي بأني حالة نفسية لايصاب بها الا المفرطين الحساسية من الناس وهي لاتضر الا اذا تناولتها بأفراط.. بالعادة من علامات الكآبة عندي هو النوم الكثير.. لكن الليلة بالذات النوم يفلت مني.. مازال البرد والقلق ينهش عظامي و روحي.. فكرت وفكرت واسترجعت كل موافقه هو يحذر العرب من ايران التوسعية وهو محق وفكرت بموقفه هو يضرب اسرائيل وهو يأمم النفط وهو يساعد اخوتنا في فلسطين وووو انا هنا لن اجعله في مصاف الملائكة بل اعترف بأخطائه وهو بالنهاية بشر به جانب صالح وجانب طالح..

لكنه على الا قل اشرف من باقي زعماء العرب استسلمت عيني للنوم مع اذان الفجر وانا اقرأ مع نفسي ايات من الذكر الحكيم... كانت الكهرباء مقطوعة كالعادة والظلام يلف الغرفة، في الساعة السادسة وخمسة دقائق بالضبط صحيت من النوم وانا اختنق واشعر بحالة من ضيق النفس لم امر بها من قبل تعوذت من الشيطان ورددت الشهادة وقلت في نفسي اذا اعدمت ايها البطل فأمانة عليك اذا قبل الله شهادتك ورزقك بالجنة فسلم لي على الرسول الكريم والصحابة وآل البيت.. ثم شعرت بالخدر يسري في عروقي وشعرت بحالة راحة وهدوء وسكينة لكن مازالت الكهرباء مقطوعة و الصباح بدأ ينبلج.. كل مااردته بشدة هو سماع الاخبار لأرى ماذا حصل...
بعد قليل استسلمت للنوم من جديد ولم اصحو الا على صوت والدي وهو يقول لقد اعدموا صدام.. اعدموا البطل هؤلاء الصفويين الانذال اعدموه في الساعة السادسة وخمسة دقائق صباحا....! كل ماعبرت عنه في ذلك الوقت هو ابتسامة رضا وعز وشموخ ارتسمت على ملامح وجهي مع دموع تنهمر من عيني بغزارة ودعوت بالنصر للعراق وفلسطين واخوتي المجاهدين في كل بقاع الامة.....
(ماسردته هنا هو حقيقة كاملة لم ازد او انقص منها شيء)

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار