الأربعاء، مارس 05، 2008

الفرس في بغداد,الاتراك في كردستان وغياب أمة العرب في صفقات الشرق ألأوسط



أمير المفرجي
أشعلت الإدارة الأمريكية حروبا ومشاكل بتدخل سياستها الخارجية في الشئون السيادية لدول العالم ، وعلى وجه الخصوص في دول منطقة الشرق الأوسط. حيث ساهمت في تغذية الصراعات الداخلية والتفتيت لتلك الدول وعجلت من عوامل الارتباك السياسي الناتج من غياب وإندثار الاتحاد السوفيتي وانفرادها في منطقة الشرق الأوسط وباكستان ولم تستثني مؤامرات الإدارة الأمريكية أحداً، بل استهدفت أخلص حلفائها الذين استخدمتهم باحتلال دوله شرعيه والمتمثلين بقيادات الأكراد في العراق, علماً بأن الحركات الانفصالية الكردية في العراق وجدت نفسها أخيرا في مواجهة تركيا المدعومة أمريكياً من الجهة الأخرى.. ولم تكن كل هذه المناورات بدون دراسة أو بغياب بعد نظر بل بالعكس فأنها تترجم أسس علميه مدروسة كسائر العلوم الأخرى بأصولها وقواعدها التي تقوم عليها, حيث يراد من خلالها إعطاء نتائج ايجابيه لمشروع جديد للتقسيم وإعادة توزيع الأدوار بين قوى يُراد إظهارها في المنطقة.
يشمل الشرق الأوسط المنطقة التي تمتد من غرب مصر إلى شرق إيران، والتي يسميها البعض بغرب آسيا ويحددها "معهد الشرق الأوسط بواشنطن" بشكل يجعلها تتطابق تماما مع خريطة العالم الإسلامي، أي من المغرب إلى أندونيسيا، ومن السودان إلى أوزبكستان.بينما يعرفها "المعهد الملكي البريطاني للعلاقات الدولية" بأنه تشمل" إيران وتركيا وشبه الجزيرة العربية ومنطقة الهلال الخصيب ومصر والسودان وقبرص". ويجد الملاحظ بسهوله لكل هذه الأسماء والدول بأن ألصبغه والانتساب العربي هو ما يُمثل الأغلبية الكبيرة التي تعيش في هذا المكان المهم في العالم. بمعنى أخر انتماء المواطنين العرب المقيمين على بقعة تمتد مساحتها من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي لأمة يربطها تاريخ مشترك وجغرافيا وثقافة وآمال ومعاناة مشتركة. من هذا المنطق ومن هذه الحقيقة وجد النظام الإقليمي العربي كل مقومات ألتشابهه والأهداف وكان لنظامه المتمثل في جامعة الدول العربية العديد من الانجازات ألاقتصاديه والسياسة تجاه القضايا المصيرية العربية والذي كان بدون شك حجر عثرة أعاق ومن ثم أفشل كثيرا من المعاهدات والأحلاف الغربية وباشتراك تركيا وإيران باعتبارهما المنافسان الوحيدان للعرب كقوة بشريه واقتصاديه ، نظرا للحجم السكاني والسياسي والتاريخي في المنطقة.
هدية أمريكية لإيران تسليم مفتاح بغداد بزيارة أحمدي نجاه !
كثرت الادله عن حقيقة التحالف الإيراني - الأمريكي ، و نقاط التلاقي والإستراتيجية الخطيرة التي يعمل بها الإيرانيون مع الإدارات الأمريكية ودورهم الخطير ليس فيما يتعلق بالعراق ودولته فقط بل بمصير الأمة ومستقبلها . ولاندري إذ وعت شعوب ألامه العربية وحكامها بأن اندثار العراق وتعجيم تاريخه هو النهاية لوجود ومستقبل دولهم . الكل يتذكر مقولة نائب الرئيس الإيراني السيد محمد علي أبطحي "بعظمة لسانه": "إن أمريكا لم تكن لتحلم بغزو العراق أو أفغانستان لولا الدعم الإيراني". الكل يتذكر أيضا ماقاله الكاتب الأمريكي جورج فرديمان: "هل تعرفون ما هو أهم حدث عالمي في بداية القرن الحادي والعشرين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ إنه التحالف الأمريكي الإيراني". والكل رأى العراق الجديد وكيف وظفت أمريكا جهودها من أجل تنصيب الجماعات الموالية لإيران وما جاء به الدور الإيراني في إشعال الحرب الأهلية في العراق والتحضيرات الإيرانية لدخول العراق و التي رافقت الغزو الأمريكي له عن طريق دعم الميليشيات و فرق الموت و اغتيال العلماء و المفكرين و الضباط و الشخصيات المعروفة و السيطرة العملية و الإيديولوجية على جنوب العراق بالكامل و دور إيران في طرح الفيدرالية و التقسيم كمشروع تخريبي في العراق, وكيف أصبح العراق بليله وضحاها الشبيه والحليف لإيران .ولابد من التذكير بأننا هنا في هذا التحليل لا نتكلم عن خلافات بين مذاهب الدين الإسلامي بين سنه وشيعه وكما يسمون العراقيين اليوم بل نناقش حقيقة وجود تحالف إيراني -أمريكي في العراق وكل المناطق التي تقوم أمريكا باحتلالها وتفتيتها بحجة الحرب على الإرهاب . وبهذا بات الحديث واضحا عن‏ ‏مشروع‏ ‏إيراني‏ ‏لمنطقة‏ ‏الشرق‏ ‏الأوسط‏ وبتوا طي أمريكي وعلى حساب العرب .
إن‏المشروع‏ ‏الإيراني‏، ‏سياسياً‏ ‏واستراتيجيا،‏ ‏يهدف‏ ‏إلى‏ ‏تغيير‏ ‏منطقة‏ ‏الشرق‏ ‏الأوسط‏ ‏بما‏ ‏يحقق‏ ‏مصالح‏ ‏طهران‏ ‏كما‏ ‏يراها‏ ‏حكامها‏ ‏الآن‏، وهذا يعني وجود إرادة مشتركة بين الاحتلالين في العراق لتعجيل وأتساع نفوذ إيران‏ ‏الإقليمي،‏وسعيهما‏ ‏إلى‏ ‏ربط‏ ‏أوراق‏ ‏عربية‏ ‏من‏ ‏العراق‏ ‏إلى‏ ‏لبنان‏ ‏وفلسطين‏ بالدولة الفارسية وحين نقول دول عربيه نفهم من ذلك تفتيت أجزاء من كيان ألامه لربطها إسلاميا بالفرس . ‏فطموح‏ ‏طهران‏ ‏الآن هو أعاده صياغة‏ ‏منطقة‏ ‏الشرق‏ ‏الأوسط‏ ‏على‏ ‏مقاسها‏ ‏ووفق‏ ‏مصالحها‏ وهو الوقت المناسب لاستلام مفتاح جزء من العراق و زيارة أحمدي نجاه وبرعاية بل بحراسه 170000 جندي أمريكي هي أكثر من دليل وبرهان. وهكذا، ‏أزدادت‏ ‏طموحات‏ ‏إيران‏ ‏لأن‏ ‏تكون‏ ‏هي‏ ‏القوة‏ ‏الإقليمية‏ ‏العظمى‏ ‏الأولى‏ ‏في‏ ‏الشرق‏ ‏الأوسط‏ ، ‏وأن‏ ‏يتعامل‏ ‏معها‏ ‏العالم‏ ‏على‏ ‏هذا‏ ‏الأساس‏. وهذا‏ ‏هو‏‏ ‏جوهر‏ ‏مشروعها‏ ‏بشأن‏ ‏مستقبل‏ ‏منطقة‏ ‏الشرق‏ ‏الأوسط‏.‏ ‏وبعد‏‏أن‏ ‏كان‏ ‏العراق‏، الدولة والوطن، عائقا وحاجزا ‏أمامها‏، ‏صار‏ وبفضل الاحتلال الأمريكي للدولة الفارسية ‏الممر ‏الذي‏ ‏تتمدد‏ ‏عبره‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏أصبح‏ ‏منطقة‏ ‏نفوذ‏ ‏لها‏ ‏على‏ ‏نحو‏ ‏لم‏ ‏يحلم‏ ‏به‏ ‏أبداً‏ ‏نظام‏ ‏آيات‏ ‏الله‏ ‏ولا‏ ‏نظام‏ ‏الشاه .
الاجتياح التركي الأخير احتلال ثالث وإشاره للنفوذ التركي في الشرق الأوسط الجديد
بزيارة نجاة واحتمالات حصول إيران على جزء من العراق بات من ألأكيد من أن تحذو تركيا حذوها فتسعى إلى السيطرة على شمال العراق لتظهر إلى العلن حقيقة الصراع في المنطقة ولأن التاريخ قد يعيد نفسه فاضحا الأهداف ونوايا العلاقات بين ما كان يسمى بالإمبراطوريتين العثمانية والفارسية. ‏‏ منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1920 كان الخطر يهدد العراق من الشمال والشرق أي من تركيا وإيران. إذ لم تتخلّ تركيا عن حلمها بالسيطرة لشمال العراق الغني بالنفط والذي كان يخضع لسيادة الإمبراطورية العثمانية حتى انهيارها في الحرب العالمية الأولى،. وقد كانت تركيا تهتم بصورة خاصة بمحافظة الموصل التي يقطنها حتى اليوم أغلبية من العرب ومن ثم الأكراد والتركمان. إن انهيار الدولة العراقية والفوضى التي يعيشها هذا البلد كان قد أعاد آمال تركيا وأطماعها في هذه المنطقة. وأياً كان الحال فان تركيا مصممة على سحق آمال أكراد العراق بالاستقلال، وهي تستعد لإرسال عشرات الألوف من الجنود إلى شمال العراق ، وقد يسارع يوما ما الجيش التركي نحو كركوك وآبار النفط لمنع وقوعها في أيدي الأكراد. ويتوقع أن تنشب اصطدامات دامية بين الجيش التركي والميليشيات الكردية . والسوأل المطروح هو ... هل ستُعقد هذه الأحداث الخطط الأميركية في المنطقة...؟ في الوقت الحاضر لا... ولسبب موضوعي وهو فشل الإستراتيجية الأمريكية في الاحتلال والبقاء بقواعد عسكريه دائمة في العراق.
ولكن يمكننا من إن نطرح السوأل بصيغة أخرى وهو هل إن فشل الإستراتيجية الأمريكية في العراق يعني انتهاء شهر العسل مع القيادات الكردية في كردستان العراق وبداية حقبه تدير فيها الإدارة الأمريكية ظهرها لهم ؟ والجواب هو نعم إذ كان التحليل موضوعيا وناتجا من معرفة العالم لحقيقة النوايا الأمريكية المبنية على المصالح وخلو تعاملها من أي صفه إنسانية أو اجتماعيه مع شعوب العالم . أن ما يوجه سياسة أمريكا هي مصالحها الاقتصادية وموقعها في بقاع العالم وهي علاقات غير ثابتة ونوعيه وحسب الظروف. وقد أثبتت الأحداث الأخيرة بحقيقة التغيرات واحتمالات حدوث تغير أمريكي جذري في غير صالح القيادات الانفصالية العراقية . لقد كان أول هذه الأحداث هو وبعد زيارة اردوغان إلى واشنطن في شهر كانون الأول الماضي حيث تم الاتفاق مع الجانب الأمريكي في هذا الخصوص. وقد تابعه بعد ذلك زيارة نائب رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال جيمس كارترايت والجنرال بيتراوس إلى تركيا للمساهمة في وضع اللمسات الأخيرة لخطة عسكريه تركية للسيطرة على الوضع في شمال العراق وتحت غطاء طرد المتمردين في حزب العمال التركي من المنطقة. بمعنى أخر تلاشي أمال القيادات الكردية في بقاء القوات الامريكيه أو أنشاء قاعدة تحرس ما غنموه لفترة ما بعد الاحتلال. لقد أثبتت الوقائع ألأخيرة بأن الولايات المتحدة وبعد فشل استراتيجيها في البقاء في العراق قامت بالتركيز على قواعدها الموجودة في أراضي حلفاءها في المنطقة كالكويت وقطر وعُمان والإمارات وتركيا ولم تعد قادرة عمليا من بناء قواعد في العراق . وهكذا تعطي واشنطن الأهمية والفعالية لعلاقتها الإستراتيجية التحالفية "العسكرية" مع تركيا في إطار حلف شمال الأطلسي وتنظر إلى المستقبل في حالة الانسحاب أو لإعادة انتشار قواتها وتمركزها في قواعد عسكرية في محيط العراق، وهذا ما يولد حاجة إلى القواعد في تركيا من أجل إبقاء العراق والشرق الأوسط في حقل ألرقابه الأميركية واستمرار التحكم بأمن المنطقة .
ألخلاصه من كل هذا هو إن ألصوره التي يعكسها العراق العربي الممزق والمشتت بين أحفاد الإمبراطوريتين العثمانية والفارسية وحليفتهما إسرائيل هي صوره ألامه العربية الغائبة والمغيبة من الساحة السياسية في الشرق الأوسط . السؤال المهم هو ماذا ينتظر العرب للدفاع عن العراق وعروبتهم . أن ضياع العراق بين تركيا وإيران يعني سقوط ألأمه وزوالها من خارطة الشرق الأوسط الجديد وبروز تركيا وأيران وإسرائيل كقوى أساسيه وفاعله في المنطقه ولم يبق للعراقيين إلا الدفاع عن الوطن والاعتماد على النفس ولهم في عراقيه العراق خير وأنبل سبيل.www.mouwatana-iraqiya.com

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار