الاثنين، مارس 03، 2008

حينما يتحدث حكماء الكرد الأشراف ليفضحوا سليلي العمالة والخيانة




الشيخ جوهر الهركي: البارزاني والطالباني هما اللذان أشعلا معركة الأنفال

شاكر الجوهري
دنيا الوطن-غزة
ينتصب علم عراق صدام حسين بمكتبه في قلب العاصمة السورية دمشق، وهو يصر على احترام هذا العلم، ويعترض بشدة على قادة أكراد يرفضون رفعه في اقليم كردستان.
يقول الشيخ جوهر الهركي، وهو الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الكردستاني، موجها كلامه لزعيمي الحزبين الكرديين الرئيسين ترفضون رفع العلم العراقي بحجة أن اكرادا قتلوا تحت رايته وأنتم تقاتلتم معا تحت راية ذات العلم، وركب مقاتلو مسعود البارزاني الدبابات العراقية سنة 1996 حيث قاتلوا وقتلوا اخوتهم في الإتحاد الديمقراطي الكردستاني تحت ذات العلم..!
ويضيف قائلا لهم إذا كان صدام حسين ضرب حلبجة فلم فاوضتموه لأربعة أشهر سنة 1991 وكنتم "تبوسون ايده"..؟! ويؤكد أن الجيش العراقي لم ضرب حلبجة بالسلاح الكيماوي، مستشهدا بتقارير مجلس الأمن الدولي في حينه، التي أكدت عدم امتلاك العراق للسلاح الذي استخدم في حلبجة.
أما معركة الأنفال، فيؤكد الهركي أن الحزبين الكرديين الرئيسين هما اللذان بدآ تلك المعركة ضد الجيش العراقي، لصالح الجيش الإيراني في الشريط الحدودي الذي كانت المخابرات الإيرانية وطلائع الجيش الإيراني متغلغلة فيه.
ويتابع شيخ عشيرة الهركي التي تعد قربة النصف مليون كردي يتوزعون في العراق وإيران وتركيا إن صدام حسين هو أول من اعطى الأكراد حقوقهم، لكن الأحزاب الكردية حالت دون اكمال تطبيق الحكم الذاتي سنة 1975، ويقول إن الحكومة الكردية تسرق الآن رواتب موظفيها وجنود البيشمركة التي تحول من الحكومة المركزية في بغداد.
ويشير الهركي إلى أنه كان عضوا في المجلس الوطني العراقي عشية الإحتلال، ويعلن نحن نمثل الشرعية في العراق لا الإحتلال وعملائه. ويجاهر في أنه يؤيد المقاومة العراقية ضد الإحتلال ويقول لنا علاقات طيبة ووثيقة مع الجناح السياسي لكل فصيل مقاوم..مشيرا إلى أن مليون مواطن عراقي قتلوا في ظل الحكومة العراقية الحالية والإحتلال الأميركي، قائلا إن كان صدام حسين ديكتاتورا، فإن العراق يحكمه الآن مئتي ديكتاتور..!

هنا نص الحوار:

• لم أنت مقيم في سوريا..؟
ـ جئت إلى سوريا منذ عام 2006، بعد احتلال العراق بثلاث سنوات، حيث أسست حزب الحرية والعدالة الكردستاني، وهو حزب يقف مع وحدة العراق، وضمان حقوق الشعب الكردي عن طريق الإخوة العراقيين، وليس عن طريق الإعتماد على المحتل الأميركي، الذي هو دائما يأتي لتفرقة الشعوب، لا لخدمتها. ونحن لسنا في حاجة لخلق عداوات مع الشعب العراقي. نحن وإياهم تاريخنا مشترك، وديننا مشترك، وجغرافيتنا مشتركة، وعاداتنا متشابهة، ونحن لسنا بحاجة للمحتل الذي يسعى لتحقيق اهداف معينة تخصه وحده، وتتمثل في اضعاف العراق.
العراق بالنسبة لنا شيئ مهم لنا وللمنطقة كلها. نحن الأكراد بإمكاننا تحصيل حقوق شعبنا الكردي عن طريق اخوتنا العراقيين، سواء أكانوا عربا، أو تركمان، أو مسيحيين أو غيرهم.
• يفهم من ذلك أنك حين جئت لدمشق سنة 2006، كنت قد بدأت بتأسيس الحزب من داخل العراق سنة 2005، وفقا لمعلوماتي..
أين بدأت بتأسيس الحزب داخل العراق..؟ في أي محافظة..؟
ـ بدأت بتأسيس الحزب في محافظة دهوك أواسط سنة 2005، وذلك بعد أن اطلعت على وضع الشعب الكردي، والإضطهاد الذي يتعرض له والأخطاء السياسية والإدارية التي يرتكبها الحزبان الكرديان الرئيسان في كردستان العراق. لذا وجدت أن هناك خطورة تنتظر الشعب الكردي بعد رحيل الإحتلال نظرا لارتباط الحزبين الرئيسين بوجود الإحتلال، وهذا يمثل من وجهة نظرنا مجازفة كبيرة من شأنها أن تخلق مشاكل مستقبيلة كبيرة، مع دول الجوار، ومع الإخوة العرب، والعراقيين. لذا فكرت بوجوب العمل على انقاذ شعبنا الكردي من هذا المأزق الذي يدفع نحوه على يدي الحزبين الرئيسين.
وقد التقيت مع عدد كبير من اخوتي رؤساء العشائر الكردية، والمثقفين الأكراد، وطرحت عليهم فكرة تأسيس حزب كردي على القاعدة التي أشرت إليها. وقد وجدت الفكرة استحسانا وتأييدا كبيرين. وعلى هذا الأساس بدأت التحرك، وبعد أن كشف ما أقوم به لقوات الإحتلال، والحزبين الكرديين الكبيرين، أصبح لا بد لي من مغادرة العراق.
مضايقات تؤدي للرحيل
• حين غادرت العراق هل فعلت ذلك لأنك تعرضت لمضايقات من قبل الحزبين الكبيرين..؟
ـ الحزبان الكبيران هما القوة الكبيرة الرئيسة المتحكمة في كردستان، والأساليب الجبانة التي يلجآن إليها في التعامل مع من يخالفهما الرأي معروفة لدى الشعب الكردي. هما لا يستطيعان التعرض لي بشكل مباشر، كوني انتمي لعشيرة كبيرة، لكنهما لديهما وسائل وطرق أخرى يمكنهما اللجوء لها، وعلى نحو من شأنه تقييد حركتي، وهذا ما اضطرني للخروج من العراق.
• هل تعرضت لمضايقات محددة..؟
ـ نعم حدث ذلك.
• هل تضعنا في صورة نماذج مما تعرضت له..؟
ـ هم يحاولون التحرك عشائريا واجتماعيا وسياسيا ومحاربة من يختلف معهما على كل الصعد. وقد تعرضت لمسلكيات لا أريد ذكرها، لكني شعرت بنتيجتها أنني أتعرض لمضايقات، جراء التحركات التي أقوم بها. وقد وجدت أن هناك ضرورة لأن اغادر العراق قبل أن تحدث مصادمات بيني وبينهم، وهم مدعومين من قبل قوات الإحتلال الأميركي.
• هل توجد الآن قيادات لحزب الحرية والعدالة الكردستاني داخل العراق..؟
ـ بالطبع، يوجد داخل كردستان العراق عشرة أعضاء في المكتب السياسي للحزب، ولكن بشكل سري، وذلك من أصل خمسة عشر عضوا.
• تعني أنهم غير مكشوفين..؟
ـ نعم..هم غير معروف أنهم أعضاء في المكتب السياسي للحزب.
• وماذا عن الأعضاء الخمسة الآخرين في المكتب السياسي..؟
ـ ثلاثة منهم مقيمون في سوريا، والإثنين الآخرين مقيمون في منطقتين أخريين، لا ضرورة لذكرهما.
• كيف يكون حزبكم سريا..؟هل قيادة الحزب فقط هي السرية، أم أن كل الحزب يمارس العمل السري..؟
ـ كل الحزب يمارس العمل السري.
• ألا يحد العمل السري من امكانية انتشار الحزب..؟
ـ طبعا نحن عملنا سري للغاية لأن عيون الحزبين الرئيسين مفتحة علينا بشكل كبير، وهما يشعران بأن حزبنا يشكل خطورة عليهما، ولذا هم يراقبون الإتصالات الهاتفية بهدف محاولة كشف اعضاء حزبنا وقياداته. هم يراقبون بشكل خاص الإتصالات الهاتفية بين كردستان العراق وسوريا، ومن يزور سوريا من الأكراد يتم استدعائه من قبل السلطات الكردية بعد عودته، ويسأل هل قابلت جوهر، أو هل رآك جوهر، وما إلى ذلك. ذات الأمر يحدث مع الأكراد الذين يزورون تركيا، حيث أنني أكون احيانا هناك. توجد مراقبة شديدة لهذه الجهة، تترصد حزبنا..لكن نحن نعمل بشكل جيد جدا، وعملنا مستمر، ويوجد لنا مؤيدون كثر داخل العراق.
• كم من الزمن تحتاجون كي تصبحوا حزبا جماهيريا في شمال العراق، وفقا لتقديراتكم والخطط الموضوعة من قبلكم..؟
ـ توجد عدة عوامل نعتمد ليها في عملنا في المقدمة منها الجيل الكردي الشاب، الذي نعمل على توعيته بأن القضية الكردية لا مصلحة لها، ولا للشعب الكردي في إثارة الخلافات مع اخوتنا العرب. كما نعمل على توعيته بأنه لا توجد قضية كردية لدى الحزبين الكرديين الرئيسين، وأن قادة الحزبين الرئيسين غير مهتمين بالقضية الكردية، وأنهم يتصدون فقط لتحقيق مصالحهم الشخصية، متمثلة في السرقة والنهب. وهذا ما انكشف للشعب الكردي.
نحن نعمل على صعيدين رئيسين: الأجيال الشابة، وتأثيرنا العشائري. نحن لدينا علاقات قوية مع العشائر الكردية الكبيرة، من خلال العادات العشائرية. ونحن لدينا أمل بأن نصبح خلال فترة قصيرة جدا من الأحزاب القوية جدا في المنطقة.
الإقامة في سوريا
• حين جئت إلى سوريا، هل واجهتك مصاعب..؟
ـ لا.لا.
• ما هي القواسم المشتركة التي تجمعك مع سوريا..؟
ـ الإخوان السوريون حقيقة لم يضايقوني بأي شيئ. وأعتقد أن هذه مسألة شخصية تخص بلدهم، وأنهم يعتبرون أن ما أٌقوم به يخص شعبنا الكردي. لم يضايقوني بأي شيئ. ونحن لا نقوم بأي تصرف يضر بمصالح سوريا، وعلاقات سوريا بأحد.
• هل تلقى تسهيلات من قبل سوريا..؟
ـ نحن حالنا حال المواطنين العراقيين الموجودين في سوريا. نحصل على ذات التسهيلات التي يحصل عليها العراقيون الآخرون.
• ولكنك تصدر صحيفة "الحرية" من دمشق..؟
ـ قدمنا طلبا للحصول على موافقة لتوزيع صحيفتنا داخل سوريا ولم نحصل على رد حتى الآن، في حين أننا حصلنا على موافقة على طباعتها في دمشق.
• متى تقدمتم بطلب الموافقة على التوزيع..؟
ـ قبل أكثر من شهرين. الإخوة السوريين يعرفون اجراءاتهم الأمنية أكثر منا. هذا أمر يخصهم هم.
• أين توزعون الصحيفة حاليا..؟
ـ وزعنا عددا من اعدادها في الأردن، لكننا نركز أساسا على التوزيع في العراق.
• هل توزع داخل العراق..؟
ـ نعم.
• هل توزع بموافقة الحكومة العراقية.
ـ حصلنا على موافقة من نقابة الصحفيين العراقيين، لكن جريدتنا محظورة في المنطقة الكردية، وإن كنا ننجح في تسريبها إلى هناك.
• هل توزع صحيفتكم في بلدان عربية أخرى..؟
ـ لا. ولكن لدينا خطة لأن نوزعها في بلدان عربية أخرى، وذلك بعد أن نحصل على موافقة من قبل الدول المعنية.
• واضح أنكم معنيون بمخاطبة الرأي العام العربي. صحيفتكم ناطقة بلسان حزب كردي، لكنها ناطقة بالعربية، وتسعون إلى توزيعها في العالم العربي..؟
ما سبب ذلك..؟
ـ نحن يهمنا الإعلام العربي، والإخوة العرب. نحن كما قلت لك تاريخنا مع اخوتنا العرب مشترك، وكذلك ديننا، وتاريخنا وجغرافيتنا، فضلا عن العلاقات الوطيدة بين الشعبين الكردي والعربي. ولا يمكن أن يتغير هذا التاريخ والروابط المشتركة. حقيقة نحن نعتبر أننا لا يمكن أن نحصل حقوق الشعب الكردي إلا من خلال الإخوة العرب، وليس من خلال أي جهة أخرى.
صدام أول من اعترف بحقوق الأكراد
• كيف..؟
ـ أول من اعترف بحقوق الشعب الكردي هم العرب. هم الذين اعطوا الشعب الكردي حقوقا، وإن لم تكن كاملة. لكنهم يظلون الشعب الوحيد الذي اعطى حقوق الأكراد سنة 1975، حين أصدرت الحكومة العراقية بيان وقانون الحكم الذاتي..
• بيان آذار/مارس..؟
ـ نعم. وقد تم تشكيل مؤسسات كردية بموجب هذا القانون، وتأسس برلمان كردي ودوائر كردية، كما تم الإعتراف بالثقافة والأدب الكردي، وأنشأت مدارس كردية. قد تكون هناك نواقص، لكن الأحزاب الموجودة، بسبب مشاكلهم، وارتباطهم بالدول الأجنبية، لم يعطوا فرصة للحكومة العراقية لإكمال تطبيق قانون الحكم الذاتي لكردستان العراق.
لذا نحن يهمنا الشعب العربي، لأننا لا يمكن أن نتمكن من العيش بدونه، أو أن نحصل على حقوقنا بدونه.
• اعطاء الحقوق للأكراد تم بموجب قانون الحكم الذاتي الذي صدر في 11آذار/مارس سنة 1975، وفي 25 آذار/مارس من ذات السنة تم توقيع اتفاق الجزائر بين شاه ايران وصدام حسين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة..ما هي العلاقة بين التاريخين..؟
ـ مشروع قانون الحكم الذاتي تمت صياغته وعرضه على الحزبين الكرديين الرئيسين في حينه، لكنهما رفضاه، بسبب ارتباطهما بجهات خارجية. وقد تعللا في رفضه بوجود نواقص فيه، مع أنه كان المفروض أن يقبلا بما يحققه للشعب الكردي، ويطالبا بما يريدان اضافته إلى ما تضمنه من انجازات بعد فترة من الزمن، وبعد أن يتأكدا من صحة نوايا الحكومة العراقية، لكنهما سارعا إلى رفضه تحت وطأة التدخلات الخارجية التي يرتبطان بها، وتمردا على الحكومة العراقية سنة 1974. الحكومة العراقية من جهتها بادرت إلى اصدار القانون من جهة واحدة بتاريخ 11 آذار/مارس 1975، وفي تاريخ 25 آذار/مارس من ذات السنة تم توقيع اتفاق الجزائر بين العراق وايران، ما أدى إلى انهيار التمرد، الذي كان مدعوما اساسا من قبل ايران.
• من هي الجهات الخارجية التي تعنيها هنا، وقلت إن الحزبين الكرديين مرتبطان بها..؟
ـ كانا مرتبطان بإيران، واميركا واسرائيل. وكل هذه الجهات عملت على تعطيل تطبيق قانون الحكم الذاتي. ولذا، فقد رفض الحزبان الرئيسان المشاركة في المؤسسات الكردية التي استحدثها قانون الحكم الذاتي.
• تعني ايران الشاه في ذلك الوقت..؟
ـ نعم.
• لكن قادة اكراد شاركوا في الحكم الذاتي في حينه..؟
ـ هؤلاء انشقوا عن الحزبين الرئيسين، مثل عبد الله اسماعيل الذي انشق عن الإتحاد الوطني الديمقراطي الكردستاني بزعامة جلال الطالباني، وهاشم عقراوي الذي انشق عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة ملا مصطفى البارزاني في حينه. وقد أصبح كلاهما وزيرا في الحكومة العراقية، بعد أن كانا قياديان في الحزبين المشار إليهما..حيث شاركا في توقيع بيان آذار/مارس.
والغريب أن هناك كتبا يقول فيها مسعود البارزاني إن قانون الحكم الذاتي لكردستان العراق حقق للأكراد أكثر مما كانوا يطالبون به، وهذا يستدعي السؤال: لم لم تقبل إذا بذلك القانون..؟!
هذا يعني أن هناك جهة أخرى هي التي عملت على رفض قانون الحكم الذاتي كي تحقق مصالح خاصة بها على حساب العراق والشعب الكردي معا. ونحن لا مصلحة لنا بأن يكون شعبنا أداة بيد اميركا أو اسرئيل أو ايران..نحن مصلحتنا تكمن في أن نتعايش مع اخوتنا العراقيين والعرب. وإذا كانت هناك خلافات علينا أن نحاول حلها بلغة سلمية، ولغة المحبة والمودة، وليس بالقتل والنهب والحقد، والتحالف مع دول اجنبية ضد العراق، وأن أقوم بقتل شقيقي العربي. بهذه الطرق لا يمكن أن نحصل على شيئ، بل نكون أول الخاسرين.
نؤيد المقاومة
• ما تعداد عشيرة الهركي التي تنتمي لها..؟
ـ نحن من أكبر العشائر الكردية التي تتواجد في العراق وتركيا وايران. وفي العراق تنتشر عشيرتنا في الموصل ودهوك واربيل والسليمانية. ويبلغ تعداد عشيرتنا في العراق ما بين اربعمئة إلى خمسمئة ألف نسمة، من أصل قرابة اربعة ملايين ونصف المليون كردي عراقي.
• هل شاركت عشيرتكم في الحكم الذاتي لدى تطبيقه..؟
ـ شخصيا كنت شابا في ذلك الوقت، حيث كنت طالبا في المرحلة الإعدادية، لكن الإخوة المثقفين الأكراد شاركوا، والعشائر الكردية الوطنية شاركت في الحكم الذاتي. وقد شارك مثقفون أكراد في المجلس النيابي الكردي، الذي تشكل من خمسين نائبا. كما شاركوا في المجلس الوطني على مستوى العراق ككل، وقد كان والدي عضوا في المجلس الوطني، كما أنني شاركت في عضوية المجلس طوال ثلاث دورات من سنة 1989 إلى سنة 2003 حيث كنت عضوا في المجلس الوطني حين حدث الإحتلال. بل اقول إنني لا أزال عضوا في المجلس الوطني العراقي إلى الآن، لأننا نحن من يمثل الشرعية في العراق، لا الإحتلال وأعوانه. حين يأتي أجنبي ويخرجني من بيتي لا يصبح احتلاله شرعيا.
• هذا الموقف يشكل تناقضا رئيسا مع الحزبين الرئيسين في الشمال..؟
ـ طبعا. هم يقفون مع الإحتلال، ونحن نقف ضد الإحتلال مع اخوتنا العراقيين.
• هل هناك اتصالات أو تنسيق بينكم وبين المقاومة العراقية..؟
ـ الحقيقة أننا نؤيد المقاومة العراقية، ونقف مع أي مقاومة وطنية شريفة ضد الإحتلال. ولنا علاقات طيبة ووثيقة مع الجناح السياسي للمقاومة العراقية.
• ولكن هناك أكثر من تنظيم مقاوم في العراق..هل أنتم على علاقة مع أكثر من تنظيم..؟
ـ نحن لنا علاقة مع الجناح السياسي لكل تنظيم عراقي مقاوم.
• كنت عضوا في المجلس الوطني العراقي، وتقول "نحن الشرعية"، باعتبار أن الشرعية كل لا يتجزأ..كيف ترشحت لعضوية ذلك المجلس..؟ هل حدث ذلك بصفة شخصية، أم باسم العشيرة..؟
ـ كنت مستقلا. أنا لم أنتم في يوم من الأيام عضوا في أي حزب من الأحزاب. وقد حصلت على الترتيب الأول في المنطقة الإنتخابية الثالثة بالإنتخابات، علما أنه كان من بين المتنافسين اعضاء فروع في حزب البعث.
• كان يؤخذ على النظام السابق في العراق أنه كان نظاما اتوقراطيا..
ـ أي بلد شرق اوسطي يصعب أن يكون ديمقراطيا..لنكن واقعيين. هنالك صعوبة في اقامة نظام ديمقراطي في بلداننا، لأن الأجواء في بلداننا ككل، وليس العراق فقط، غير مهيئة للديمقراطية.
نحن نقر بأنه كانت هناك سلبيات في العراق، غير أنه كانت هناك ايجابيات أكثر من السلبيات.
يقولون إن صدام حسين كان ديكتاتورا. "طيب شنو هي الديمقراطية اللي هسة جايبينها..؟". أصبحنا مقسمين طائفيا وعرقيا. الآن لا أعرف بأي هوية أو اسم أو مذهب يمكنني أن أذهب للعراق..! إذا كان صدام حسين ديكتاتورا، فمن يحكم العراق الآن مئتي ديكتاتور..!
كنا سابقا إذا تعدى أحد علينا نحمي ظهرنا بحكومة أو بشخص صدام حسين. الآن بمن يمكن أن نحمي ظهرنا..؟!
أنا كمواطن عراقي إن أردت الذهاب إلى بغداد عن طريق البر.. بأي هوية يفضل أن أذهب..؟!هل أذهب باسم علي أم باسم عمر أم باسم كردي أم باسم مسيحي..؟ بأي مذهب أذهب..؟ هل أقول لمن يسألني من رجال الحكم على الطريق أنني مع المحتل، أم أنني ضد المحتل..؟ هل أنا مع الحكومة أم ضد الحكومة..؟ وإذا تعرضت لاعتداء من أحد، لمن اشتكي..؟ هذه هي الديمقراطية "اللي كلها قتل ونهب وسلب وسرقة..؟!".
العراق بين عهدين
• كم في تقديرك عدد الذين قتلوا من ابناء الشعب العراقي في ظل الإحتلال..؟ يقال أنهم أكثر من الذين قتلوا في عهد صدام حسبين..؟
ـ لنقارن..هل كان هناك عراقيون مشردون في الدول العربية ومختلف دول العالم في عهد صدام حسين..؟! ولأختصر المسألة في منطقة كردستان..في جميع العهود السابقة في العراق اعتبارا من العهد الملكي حتى عهد صدام حسين، كانت نسبة المهاجرين الأكراد في حدود اثنين بالمئة. الآن نسبة من يهاجر من الأكراد ألف ضعف تلك النسبة. وهم يهاجرون بسبب امتلاء السجون بالمعتقلين الشباب، وشيوع الإضطهاد والسلب، وغياب الحرية. من أبسط حقوق المواطن أن يتقاضى الموظف راتبه كاملا، لكن الموظف الكردي الذي يحول راتبه كاملا من الحكومة المركزية ومقداره 800 دولار، يقتطع منه مبلغ 250 دولارا. جندي "البيشمركة" يأتيه راتبه من الحكومة المركزية 450 دولارا، لكنه يتقاضى عمليا فقط ما بين 150 إلى 180 دولارا..! ويأخذون الفارق..!!
حين تسرق الحكومة الكردية رواتب موظفيها، كيف يمكن أن يكون قلب المواطن مع هكذا حكومة..؟! لهذا تزداد الهجرة الكردية بكثرة إلى الخارج.
الحكومة الكردية ملتهية بالسرقة والنهب، وليس بمصير الشعب الكردي، وحقوقه.
إلى جانب كل ذلك، فإن مجازر القتل متواصة في كل العراق. واستطيع أن أقول، وأنا مطمئن لصحة الرقم، أن عدد القتلى من العراقيين في العهد الحالي بلغ المليون مواطن.
• وكل هذا يتم على أسس عرقية ومذهبية..؟
ـ لشديد الأسف. وكي يقدر القارئ الفارق الكبير بين الوضع الحالي وما كان عليه العراق من قبل، أود أن أذكر أنني حتى سنة 1978 لم أكن شخصيا أعرف إن كنت أنا سنيا أم شيعيا..؟! حدث في ذلك العام أن مررت في الموصل بقرب مسجد يبدو أنه كان شيعيا، وصادف ذلك مناسبة عاشوراء، وكان هناك عدد من اخوتنا الشيعة يلطمون ضمن الطقوس المعتادة لديهم في هذه المناسبة. وقد سألت من كنت برفقته، وكان أكبر مني سنا: من هؤلاء، أجابني هؤلاء شيعة. شخصيا انصرف ذهني إلى أنهم قد يكونوا شيوعيين. فعاودت سؤاله "شنو يعني شيعة..؟ وحنا شنو..؟". أجابني "حنا سنة". فسألته ثالثة "سنة شنو..؟".
حقيقة المسألة الطائفية والمذهبية لم نكن نعرفها أبدا، لأنه لم يكن هناك أي فرق بين سني وشيعي..بين كردي وعربي..بين مسلم و مسيحي. هذه الأمور تتعلق بكل شخص على حدة. إن كنت شخصا جيدا فإنك تكون مقدرا. وأنا أقول إن صدام حسين ربما كان يقدرنا أكثر من اخواننا العرب.
• لماذا..؟
ـ هذا يعود له.
• أنت ما تقديرك..؟
ـ ربما أراد أن يشعرنا بعدم وجود تفرقة، أو أنه يحب الأكراد، حيث كانوا يدعون أن صدام لا يحب الأكراد. أنا أعتقد بعكس ذلك تماما..صدام حسين هو الرئيس العراقي الوحيد الذي ارتدي الملابس الكردية. وهو حاول تعلم اللغة الكردية قبل اندلاع الحرب مع ايران. لا يجوز أن ننكر ذلك. يجب أن نكون منصفين. وشخصيا كنت أزوره، وكنت ألحظ كم كان متواضعا، وكان يريد أن يقدم للشعب الكردي، ولكن الأحزاب الرئيسة كان لها دور تخريبي مهم حتى لا يطوروا المشروع الكردي.
الحزبين الكرديين بدآ معركة الأنفال
• بالمناسبة، تم اعدام الرئيس صدام حسين قبل البدء بمحاكمته في قضية الأنفال. وقيل إن محاكمته في تلك القضية ربما تكشف تورط اميركا في الحرب ضد الأكراد في ذلك الوقت. وأنهم هم من زوده بالسلاح الذي استخدم في تلك المعركة..؟
ـ في ذلك الوقت كنت شخصيا في أكبر فوج من افواج قوات الدفاع الوطني الكردية التي كانت تقاتل إلى جانب الجيش العراقي، وأنا حاصل في حينه على تسعة أنواط شجاعة من الرئيس صدام حسين خلال سنوات الحرب مع ايران. في المقابل كان مقاتلو الحزبين الكرديين الرئيسين يحاربون في صفوف الحرس الإيراني. وهم (الأحزاب الكردية) فتحوا جبهة في شمال العراق، والجبهة الشمالية وعرة وجبلية، وفيها وديان عميقة. وكان الهدف من فتح هذه الجبهة ضد الجيش العراقي معاونة الجيش الإيراني. وكانت المدفعية الإيرانية قاسية علينا، وكانت الأحزاب الكردية تأتي بالجنود والضباط الإيرانيين إلى القرى الكردية، ويلبسونهم لباسا كرديا، ويقوموا بقصف الجيش العراقي من داخل الأراضي العراقية.
معركة الأنفال وقعت بعد توقف الحرب مع ايران في 8/8/1988. قبل بدء المعركة وجهت الحكومة العراقية انذارا لكل من يتواجد من الأكراد العراقيين في الشريط الحدوي بعمق 40 كيلو مترا، بوجوب مغادرة هذا الشريط إلى داخل الأراضي العراقية. وقد حدث ذات الأمر بعد توقيع اتفاق الجزائر سنة 1975. في حينه قدمت الحكومة تعويضات كبيرة جدا لكل من له ممتلكات يمكن أن يخسرها جراء قرارها المشار إليه. من كانت لديه شجرة قيمتها خمسين دولارا، عوضته الحكومة سلفا بمبلغ 300 دولار. ومن كانت لديه شجرة واحدة زعم أنه كانت لديه عشر شجرات. هذا هو واقع الحال، ولينف أي كردي حدوث ذلك، وأنه لم يتلق التعويض الذي حدده لنفسه. واقامت الحكومة مجمعات سكنية لإيواء من كان يقيم في الشريط الحدودي.
ما حدث سنة 1975، كررت الحكومة العراقية فعله سنة 1988، وأعطت مهلة كافية للمعنيين كي ينفذوا القرار، حيث كانت المخابرات الإيرانية موجودة ومتغلغلة بين الأكراد داخل الشريط الحدودي المشار إليه. كما كانت تتواجد داخل هذا الشريط طلائع القوات الإيرانية.
كان هدف الحكومة العراقية من جعل هذه المنطقة محرمة أن يتم عزل طلائع القوات الإيرانية عن المقاتلين الأكراد.
الأحزاب الكردية منعت الأهالي من مغادرة الشريط الحدودي، وافتعلت اشتباكات مع الجيش العراقي، ولم يكن الجيش هو من هاجمهم.
لذا، إذا نظرت محكمة عادلة في هذه القضية، فإن الأحزاب الكردية هي من يتحمل مسؤولية ما جرى..ذلك أنه من حق الحكومة العراقية، وهي في حالة حرب مع ايران طوال ثمان سنوات أن تخلي الشريط الحدودي لغايات حماية سيادة الدولة العراقية.
الإيرانيون قصفوا حلبجة بالكيماوي
• وما حقيقة ما حدث في بلدة حلبجة..؟ يقولون أن صدام حسين أمر باستخدام اسلحة كيماوية ضد اهالي البلدة الكردية، ما أدى إلى مقتل خمسة آلاف مواطن كردي، وتمت تسمية علي حسن المجيد بعلي الكيماوي في إطار التعبئة ضد النظام..؟
ـ أنا كنت ضمن الفوج الكردي (أفواج الدفاع الوطني) الذي كان متموضعا في حلبجة. وكنا مشاركين في العمليات القتالية ضد العدو الإيراني الذي كان يهاجم حلبجة.
• أتريد القول أن الإيرانيين هم الذين هاجموا حلبجة..؟
ـ نعم. وقد احتلوا حلبجة. ونحن نقول للأحزاب الكردية: هل تريدون أن "تدوروا على الدم الكردي أم أنكم تريدون اتهام العالم، أو شخص صدام حسين..؟". إذا كنتم مهتمين بدم الشعب الكردي، وأنه غال عليكم "دوروا على الحقيقة، وكيف ضرب السلاح الكيماوي، ومن ضربه..؟".
• ما هي الحقيقة..ما الذي حدث..؟
ـ نحن كنا موجودون في حلبجة، لكننا لم نسمع ولم نر الحكومة العراقية ضربت اسلحة كيماوية على البلدة. وفي المقابل سمعنا من تقارير دولية، ومن مجلس الأمن، وهو أكبر سلطة دولية، أن العراق لم يكن يملك الأسلحة الكيماوية التي استخدمت في حلبجة. وعلى ذلك، فإن من يريد الحفاظ على مصلحة الشعب الكردي، والدفاع عن دماء الأكراد التي سفكت في حلبجة، عليه أن يدور على الحقيقة..عجبا هو صدام أم غير صدام".
وإذا كان صدام حسين هو من ضرب حلبجة، لم بقيتم سنة 1991 لمدة اربعة أشهر عند صدام حسين وتحت العلم العراقي، وتفاوضتم معه، "وبستم ايده"..؟
• هل صحيح أنهم قبلوا يد صدام حسين..؟
ـ ما رأيناه على شاشة التلفزة أنهم كانوا يقبلون كتفه.
• من الذي قبل كتف صدام حسين..؟
ـ مسعود البارزاني وجلال الطالباني. وأنا لا أريد ذكر الكثير من الأمور الآن. كان هناك من يعمل على الحصول على دعم صدام ماديا ومعنويا.
• مسعود البارزاني هو الذي طلب ذلك..؟
ـ نعم. وقبيل إحدى سفراته للخارج، أرسل رسالة لصدام حسين قال له فيها إنه يريد السفر، ويطلب منه "دير بالك على إبن اخوك نيشروان" والمقصود من جلال الطالباني..ونيشروان هذا هو إبن أخ مسعود، وكان يحل محله حين يسافر لخارج العراق.
ما اريد أن اقوله أنهم كانوا يراسلون صدام حسين بشكل دائم، وأنهم استفادوا من صدام حسين أكثر من كل الأكراد الذين كانوا معه، ومن كل العرب..استفادوا منه ماديا ومعنويا وعسكريا وكل شيئ. صدام حسين لم يقصر معهم في شيئ. الآن يقولون أن صدام حسين هو من ضرب حلبجة..! "طيب ليش أول كنت تقول له عمي وأنت أخوية الكبير، وتأخذ منه مساعدات ودعم..وتطلب منه الدعم العسكري في مواجهة جلال الطالباني وشعبك الكردي..؟!".
كيف تقول أنك لا ترفع العلم العراقي لأن الكثير من الأكراد قتلوا تحت هذا العلم.."طيب إنت تحت هذا العلم طلبت الدعم العسكري من صدام حسين، وقاتلت سنة 1996 أنت والبيشمركة مالتك والجيش العراقي ضد قوات جلال الطالباني وقتلت اخوتك من الشعب الكردي لمصلحتك الشخصية..!".
"شنو هذا التناقض..؟!".
مستقبل العراق
• الآن ما هي رؤيتك لمستقبل العراق..؟
ـ كل يوم تنكشف المزيد من الحقائق للشعب الكردي وللشعب العربي ولكل الأقليات العرقية الموجودة في العراق..نرى الجنوب يوما بعد آخر يتبين أنه ليس من مصلحة العراق التدخل أو الإحتلال الإيراني. الأحزاب القائمة الآن لا تعمل من أجل مصلحة الشعب العربي. نحن الأكراد انكشف لنا أيضا أنه لا توجد مصلحة كردية، وإنما مصلحة للمحتل ولأفراد متحالفون معه، ويتاجرون بدماء الشعب الكردي من أجل مصالحهم الشخصية.
لذلك، أنا متفائل خيرا بأنه سيأتي يوم يتحد فيه العراقيون ويتفقون..أبناء الجنوب والوسط والأكراد. وكلما تكشف المزيد من الحقائق، تحقق المزيد من الوحدة بين العراقيين، ويصبح مستقبل العراق جيد جدا، ويؤهل العراق ليصبح عراقا حرا، وتقوم حكومة وطنية تشكل من كل الفئات من الجنوب والوسط والشمال، بعيدا عن الإحتلال ونواياه ونوايا التقسيم. ويظل العراق موحدا. نحن مع عراق موحد، وأنا عراقي قبل أن أكون كرديا، وأنا أعتد بعراقيتي قبل أن أعتد بكرديتي. ولا يمكن أن أبدل عراقيتي بأي شيئ آخر. ونحن مع حقوق الشعب الكردي، ولكن ضمن عراق موحد، يقوم على علاقات حسن الجوار مع الإخوان العرب، وكذلك مع دول الجوار. نحن لسنا بحاجة لعداوة أو حقد مع الإخوة العرب أو دول الجوار. أملنا أن يكون مستقبل العراق جيد جدا.

تحية للأشراف والمخلصين للعراق من شعبنا الكردي البطل

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار