الأربعاء، نوفمبر 10، 2010

رفاق البعث... بعض من الحقيقة والرؤية


شبكة البصرة

مزهر ألنوري

بعيدا عن الآمال والتمني يقترب البعثيون في صفاتهم النضالية والكفاحية يوم بعد آخر في تجاوز الصعاب، بدءا من النفسية وامتصاص ماحدث بروح العمل المثابر في قيادة الذات وقيادة جماهيرهم، وإدراك المخاطر والتهديدات والتحديات بوعي متصاعد، يحقق التماسك ولم الشمل وإعادة البرامج الواعية لماهية عمل يوم غد وفقا لما متوفر من الجهد الذاتي النوعي في الكادر والقاعدة التنظيمية الآخذة في الاتساع، وفي المستلزم أو الضروري... ولكن لابد من تثبيت بعض الحقائق:

الحقيقة الأولى : العدو ثقيل ومتشعب في عدوانيته، نعم هو في مستويات واضحة في البطون الرخوة والصلبة ضمن مفهوم مقاسات ميزان القوة والوهن، ولكن هذا لايعني انه ينتظر الضربات الموجعة، بل يعمل رغم الاختلافات البينية بين أطرافه وتباعد تعضيده، يسعى بخطى تجعله يعيد امتداده في التأثير على بعض  الأوساط الاجتماعية بتغطيات مالية ونفسية وشراء الذمم، لذلك يتطلب من طرف الأحرار في الوطن إن يدركوا ان الشعب يحتاج دورهم، دور القوى الوطنية المراهن عليها في تحرير واستقلال العراق، ليس في التخلل البيني بل بمستوى التعبئة الحاشدة باتجاه ألشراره لاسيما وان الوعي الان يحصل بنمو واضح، أي هنالك فراغ وهنالك أذهان تستفهم الواقع وتدرك المطلوب من منطلق تصعيد وتائر المقاومة و الذي يضطلع به العائدون القادمون من الأحرار الخلص للوطنية في التحرير موحدي العراق في تحريره وبناءه.
 
الحقيقة الثانية: المقاومة الوطنية الباسلة خيار استراتيجي، والمقاومة، وكما يحدث في كل التجارب تأخذ مدياتها الكفاحية والقتالية حسب خطط، مع التعامل الزمني والأهداف بوعي الذاتي والموضوعي وثقة الشعب، واشتدادها من عدمه بفترات معينة محسوب لدى القيادة، لذلك التفكير المقاوم، والعمل المقاوم يخضع لمعايير تضمن القوة والاستمرار لما في ذلك من تكتيك وحساب الهدف والتهيئة لما هو قادم.والمعلومة لمن يحتاجها وكل ضمن مسؤوليته يجب أن يكون فعال. بالإشارة (استيعاب).
 
الحقيقة الثالثة: حركة البعث، ونقصد بذلك الحركة اليومية للرفاق في تفاعل الواجبات والمسؤوليات بروح ديناميكية أفقيا وعموديا في جدلية الفعل المخطط له أخذت مسارات الانتشار الايجابي المعشق بأوساط الناس، وحتى تصعد وتائر العمل لابد من الهمة المبنية على فهم الواقع المعاش اليومي كواقع اجتماعي سياسي متحرك تتطلب من رفاق البعث تصعيد وتائر الاتصال والتأثير المجسد للطليعة، بروح طليعية عالية في الوثوب والثبات وفي السير إلى أمام كحركة تؤطر وتعبئ و تنتفض كتظاهرة تشتعل وهتاف يعلوا للتواصل مع الانتفاضات القادمة، حيث الحماسة تؤطر بذكاء المناضل ألبعثي الصميم، والانتظار من قبل الآخرين من الناس والأحزمة الجماهيرية يجب أن يفكر فيه بطريقة أخرى بحيث يصل إلى الانفجار البركاني الذي لن يهدأ وصولا للتويج التحرري.
 
الحقيقة الرابعة: الإعلام المقاوم، معروف لدى رفاق البعث... الكتاب والإعلاميون والمثقفون كثر ولكن البعض بل الغالبية منهم، ممن عرفهم رفاق البعث، نعرفهم أيام زمان وهم أحياء يرزقون الآن، لم نسمع منهم (دمعة قلم تطرز موقفا في الكتابة الخادمة للهدف) وهذا الموضوع كتب عنه أستاذنا المخلص الدكتور قيس ألنوري بمقال مكثف مختصر نقد فيه نقدا بناءا اولئك المختبئون.... و نعود إلى صريح الكلام المتداول بيننا... البركة بالذين يكتبون في وسائل الإعلام والذين يظهرون في الفضائيات ويصرحون ويقولون الحق بكلمة كالطلقة الشجاعة، والذين يعصفون الافكار ويسهدون في الليل في تقديم البحوث والدراسات الفاعلة لخدمة الوطن في تحريره،
 
الحقيقة الخامسة: المرحلة التاريخية التي يمر بها حزب البعث العربي الاشتراكي بعد الذي حدث وعلى شعبنا الأبي، فهي بلاشك تجربة فيها من الامتحانات الصعبة والاحتمالات المتوقعة الأصعب، وفيها من مجالات العمل النضالي والقتالي والجهادي والتضحية مساحات أرحب والدائرة تتسع لمن يريد أن يسجل موقعه في النضال اليومي، فلا تزاحم في مجال الآمال بل التزاحم في مجال التنفيذ والتجسيد بوعي وفقا للخطط ومتطلبات النضال، ولكن هنا تبقى المسؤولية وتحملها أمام الشعب وأمام البعث ورفاقه في رقاب أعضاء القيادة، لان القيادة ليست سهله، نعم الشخص ممكن ان يقود نفسه في واجب يسيطر فيه على مشاعره ويطرد مخاوفه من نفسه، وعندما لم يوفق يحسب بمقياس الخسارة القليل، بينما الشخص الذي يكون الناس تحت قيادته او امرته وهو غير مؤهل وغير مكترث فان المصيبة كبيرة، ولان النضال ليس بتجارة في ميزان الخسارة والربح، الخسارة التي تنم عن عدم اهلية القيادة تجري فيها دماء وتؤدي الى نكسة تضعفنا وتختزل الزمن لصالح العدو.
 
الحقيقة السادسة: المقاومة ومن في المقاومة انموذج الوطنية في التجسيد لايمكن لاخر ان يرتقى ويجادل في مستوى الاقلال من ذلك، ولكن المقاومة لها اطر واذرع وكما كتبنا في هذا الموضوع تشكل في فعلها وعملها حياة للمقاومة على الارض في الاسناد والتعبئة والسياسة والاعلام والمجتمع، لذلك فلا تقليل من شأن المساند في المعايير الاخرى وفي موقع المسؤولية والكل محترمون وكل حسب ما مناط به من عمل.... لذلك من الناحية الافتراضية ان نفهم طبيعة... كيف نقود بشر أحرار ارتضوا المواقف الصعبة في مجالات عديدة وهي متشعبة ولكنها في العمل التكاملي منظورة وموقرة، والقائد الجيد هو من يستطيع توظيف كل الاختصاصات والصنوف في معركته مع معرفة خواصها إضافة إلى علمه وعلومه في صنفه الذي هو فيه يقود. والقائد في السياسة ومستويات الحزب عليه أن يفهم المجتمع المدني، المجتمع وكيف تتحرك فيه الأفكار التي تمسك السلاح لصالح المقاومة التي هي لصالحه اي الشعب وكيف تنطلق التظاهرة والانتفاضة وكيف ينفذ الإضراب وكيف يهتف الناس للتحرير... أن يعرف كيف يعمل العدو وسط الناس لإغراض التخريب.. وكيف يضع خططه لتغيير الواقع في حركته لصالحه.حتى تكون المواجهة بما يناسب الفعل وحسم المعركة لصالح الشعب ومقاومته. اي الدراية مع عنصر الفعل.
 
الحقيقة السابعة: المر الذي نعيشه كثير، ولكن المهم الآن كيف نفهم الدرس بعد الإمعان والوقفة وهذا لايكفي، بل كيف نضع الخطط بعد الاستفادة وهذا لايكفي، بل كيف ننفذ ونجسد وهذه الخطة والمقدمة، وماهو المطلوب :: المطلوب أن نقاتل وننتفض ونجابه ونواجه وفقا للأوامر والصلاحيات وكما ذكرنا فيها من الاتساع لكل وطني شريف فكيف بنا نحن رفاق البعث وفي كل مكان... كي تنجح لابد من خطط تبنى وفق العلم والمختصين في العلم العسكري وعلم الاستراتيجيات في إبعاده الخدمة للمقاومة.
 
الحقيقة الثامنة: المحتل ينسحب بمستويات وخطط التدرج، والمحتل يعمل على أرضنا في عدوانه ليس بغبي ولا يعمل بردود الأفعال بل وفق خطط يفشل في بعضها ولكن بالتأكيد يصلح شأنه العدواني في أخرى ضد عراقنا وشعبنا وحزبنا العظيم، نعم المقاومة قهرته وأجبرته بتبديل خططه نحو الانسحاب، ولكن علينا أن نكون مدركين علميا ان هذا لايعني انه انسحب بالكامل وندرك تماما انه وضع عملاءه بواجب تنفيذ الاتفاقيات السرية والعلنية (نظام البديل)، نعم حتمية المقاومة في كل تجاربها الانتصار وطرد الغازي والمستعمر أو المحتل طالت ام قصرت الفترات، لذلك من حيث الحقيقة لابد من استيعاب الخطط وإدامة الخرائط القتالية والسياسية والاجتماعية واستيعاب المتغيرات والمستجدات يوميا من قبل رفاق البعث، قيادة وتراتبيا إلى مستويات التنفيذ في جميع مفاصل ومستويات العمل المقاوم الأدنى.
 
الحقيقة التاسعة: المعنويات مهمة وإدامتها مستلزم من مستلزمات النصر، المعنويات تقوى بالفعاليات والعمليات الناجحة أكثر من التحدث سياسية في اجتماع وغرف مغلقة، اليوم المرئي في العمليات هو المصعد المعنويات، الذي يقوي معنويتي، ويخفض معنوية عدوي ويعجل باعتراف المحتل بقوتي، والاعتراف بقوتي يعني طرده. والمعنويات تتفاعل مع الخطاب السياسي والخطاب ألبعثي المتجدد المستوعب المتطور.. وفي البيان المؤثر والذي يؤصل النضال لابد له من خطط جديدة تختلف عما في زمن نحكم ونقود فيه، النضال فيه جوع وفيه عوز، وفيه مطاردة وفيه احتمالات أسوأ.
 
الحقيقة العاشرة: النضال في حزب البعث العربي الاشتراكي معروف وهو نضال تعرضي، علينا أن ندرك فلا يجوز أن فلان بن فلان هو هانئ ومترف وقد حوا المال من زمن كنا فيه والآن يتسلق وهو يمشي في الأرض مرحا وكأن العراق تحرر واستقل، هذا المنفاخ يجب ان نبعده بل نركنه بل ننقده بل نحاسبه وان نطرده، العراق ملك الشعب والحزب حزب الشعب وحزب المناضلين الصادقين الشرفاء الذين يزحفون على بطونهم من اجل غاية وهدف الشرف في تحريره واستقلاله وعلى المتخمين ان يتعلموا من رفاقهم الذين كدوا من وظائفهم وبعرق جبينهم سابقا وحاليا وهم يبذلون أرواحهم وأموالهم من اجل التحرير والتكافل مع رفاقهم في تقاسم الرغيف والبعثيون يعرفون من النماذج النضالية ألخيره وكذلك يشخصون أولئك الذين نقصدهم في الوصف الآخر. فلابد من دعم العمل المقاوم وتسهيل أمور تحرك العمل السياسي والأذرع الأخرى في الجهد القانوني. فلا تدور المحركات الا بالوقود.
 
الحقيقة الحادية عشر: حتى ندفع بالمقاومة والنضال إلى الأمام لابد من تطبيق معايير اتفقت مع روح العمل يقبلها المنطق ويتطلبها العمل فلا يمكن ان نغادر شيء صحيح ولايمكن أن نبقى على شيء معطل فلابد لدينامكية العمل من تثوير، والمقدمات الصحيحة تفضي الى نتائج صحيحة، ومن اجل أن تكون كن علميا ومنطقيا وكن صاحب معيار في التعامل، وهذا ينسحب في انطباقه على كل المستويات وليس من عمل القيادة بل وصولا للقاعدة التنظيمية.
فصائل متعددة متحالفة أو جبهوية، فصائل وجبهات غير متوحدة جبهويا، كواقع حال موجودة على الأرض أو في الهواء الطلق، فاعلة على الأرض، أو شكلية الله اعلم، وهذا شيء اعتيادي في هذه الدنيا المليئة بالزيف، الحقيقة هناك فصائل قتالية وهناك جبهات قتالية وجهادية راقية تدعو إلى التوحيد وأخرى تنفر من هذا أو ذاك وبأعذار شتى، علما إن مستلزمات قوة المقاومة في وحدتها.
 
الحقيقة الثانية عشر: العملية السياسية في العراق لا ترتقي أبدا حتى إلى درجة دنيا في الوطنية ولواقع معروف لكل أبناء الشعب العراقي الأبي المخلصين للوطن ولامتهم، جاءوا وعملوا ونفذوا كعملاء بدءا من مؤتمر لندن ومؤتمر صلاح الدين والاحتلال واجتماع الناصرية بإشراف وأوامر المحتل..ومرورا بتشكيلة مجلس الحكم الانتقالي.. وحكومة علاوي والجعفري والمالكي..وحتى الحكومة القادمة باطله شرعيا ودستوريا وواقعيا إضافة لما اقترفته أقطاب العملية السياسية وعناصرها التنفيذية الإجرامية من الجرائم العلنية والسرية. وهذا يعرفه كل مفكر بسيط وكل مواطن لديه إدراك متواضع لماحدث ويحدث وما تؤل إليه الأمور في الأيام القريبة القادمة.
 
الحقيقة الثالثة عشر: لايمكن للعدو أن يذعن لمطالبينا وحقوقنا مالم يشعر بان الشعب اخذ يلتف تأييدا وحماسة ودفاعا عن المقاومة من اجل التحرير، وهو الأمر ذاته الذي يجعل قضيتنا متصاعد في القانون الدولي، وفي المحافل الدولية بما يحقق الإسناد القانوني والتأييد القانوني وتتسع دائر العمل السياسي والقانوني لصالح قضيتنا، وهذا لاياخذ طريقه الى الامم المتحدة الا عندما تفرض المقاومة الوطنية العراقية الباسلة حقائق على الارض تؤكد قوتها وتصاعد فعلها وبإيقاع الخسائر الفادحة بالعدو.
 
الحقيقة الرابعة عشر: حتمية انتصار المقاومة الوطنية العراقية الباسلة وفقا لحسابات الحاضر والمستقبل، لا على أساس الثابت والمتغير فحسب، بل لان الشعب يزداد التفافه حول المقاومة يوم بعد آخر بسبب انقشاع بعض الأتربة والضباب والمقارنات حصلت والجرائم تكشفت، وان المقاومة تزداد يوميا بفرض حقائقها على ارض الرافدين، وان القضية أخذت تلامس وتخلق التماس في المعركة القانونية، وطبيعة المصالح وتقاطع الاستراتيجيات سيكون لها شأننا، والشارع سيتحرك لما هو منشود.
وحقائق اخرى لها طبيعة مكمنها ستاخذ طريقها الى العلن عندما يحين الحين (الوقت المناسب).
شبكة البصرة
الاثنين 2 ذو الحجة 1431 / 8 تشرين الثاني 2010

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار