خلال الاجتماع الموسع للأمانة العامة للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق ومجموعة من المناضلين العراقيين الرافضين للاحتلال وإفرازاته ونتائجه البغيضة ، أكد الدكتور خضير ألمرشدي في كلمة افتتاح الاجتماع ، بأنه ليس أمام العراقيين إلا التمسك بخيار المقاومة بكافة أنواعها خيارا وحيدا لطرد الاحتلال وإفشال مشروعه السياسي ، من اجل أن يعود العراق حرا عربيا مسلما ليعيش فيه العراقيون في ظل نظام وطني ديمقراطي تعددي ينعم فيه الجميع بالمساواة والحرية والعيش الكريم ويقيم أفضل العلاقات مع أشقائه العرب ودول العالم المختلفة طبقا لمبدأ احترام المصالح المتبادلة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية.
وفيما يأتي نص الكلمة :
الرفاق الأعزاء أحييكم وأرحب بكم وأشكر حضوركم الكريم ، وتلبيكم الدعوة لحضور هذا اللقاء المهم والحيوي رغم الصعوبات والتكاليف التي تحملتموها ولكن قضيتنا وبلدنا وحزبنا يحتاج المزيد من التضحيات وفي كل المجالات.
الاحتلال الأمريكي للعراق وكما هو معروف لجنابكم قد فشل عسكريا ،وعمليته السياسية هي الأخرى تعاني من الإرباك والتصدع بسبب الفساد السياسي والمالي والإداري الذي ينتاب أركانها وباعتراف عناصرها الرئيسية كل ذلك أنما تم بفعل جهاد ومقاومة شعب العراق التي ألحقت أفدح الخسائر بأكبر إمبراطورية للشر والعدوان خسائر بشرية ، يقول أحد التقارير الصادرة عن وزارة قدامى المحاربين الأمريكان بأن عدد جرحى الحرب في العراق قد بلغ 224 ألف إصابة ناتجة عن 164 ألف عملية عسكرية وتفترض الوزارة إن واحدا من كل سبعة جرحى هو في عداد القتلى وعلينا أن نعرف إن قتلى المحتل قد بلغ وفق هذه الإحصائية بحدود 33315 قتيل وهذا يقترب من تقديرات المقاومة وإحصائياتها بجميع فصائلها رغم التباين بالإحصائيات من مركز إلى أخر ولو قبلنا حتى بإحصائيات الإدارة الأمريكية الرسمية البالغة 4500 قتيل 45000 جريح وآلاف المنتحرين والمصابين بعاهات نفسية وعقلية، فان ذلك يشكل أكثر من ثلث الجيش الأمريكي الموجود في العراق . وفي موازاة ذلك فأن كلفة الحرب بسبب الاستنزاف الكبير لقوات الاحتلال بلغ حسب أخر الإحصائيات هو تريليون و800 مليار دولار، وان ستيغلتز الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد ومعه ليندا بيلمز الباحثة في الاقتصاد في كتابيهما المهم ( حرب الثلاثة تريلونات) يشيران إلى الكلفة الكلية للحرب بما فيها البنى التحتية للجيش الأمريكي ستصل إلى حدود (3-5) تريليون في نهاية هذا العام.
نقول إن هذه المؤشرات من انجازات المقاومة العراقية التاريخية هي الأساس في قرار جدولة الانسحاب من العراق الذي أتخذه المجرم بوش، وهي التي دفعته إلى إيجاد آلية للخروج من العراق وفق صيغة ما يسمى الاتفاقية الأمنية لكي يقول للأمريكان وللعالم بأنه قد أنجز وحقق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وأقام نظاما ( ديمقراطيا) مواليا لها في العراق، وان الرئيس الأمريكي الجديد وإدارته قد سار على ذات النهج في تنفيذ جدول الانسحاب ولرنما إطالته وعدم الالتزام ببنوده بدقة رغم اعترافها ضمنا بالخطأ الاستراتيجي الذي ارتكب من قبل الإدارة الأمريكية السابقة بغزو واحتلال العراق وذلك حينما قال الرئيس اوباما بأنها حرب اختيارية ناسفا بذلك ادعاءات بوش الكاذبة بان العراق يهدد ويستفز الولايات المتحدة الأمريكية ودول العالم، ولم يعودوا يتحدثوا عما يسمى تحقيق النصر في العراق لأنهم أيقنوا بعمق الكارثة التي حلت بجيشهم المهزوم واقتصادهم المنهار.
إن استراتيجة الانسحاب من العراق والتي بدؤها في 30 حزيران الماضي بانسحابهم من المدن ، أنما جاءت على وفق ما ذكرنا من حقائق أعلاه ورغم شكلية هذا الانسحاب كونه لم يغير من عدد وعدة القوات الأمريكية شيء حيث أنهم مازالوا في القواعد والتي هي في معظمها في قلب المدن العراقية وقريبة منها، وهي المسيطرة على الأرض والجو وبيدها القرار السياسي والاقتصادي والعسكري،فيمكننا القول بأن هذا الانجاز هو انجاز للمقاومة الباسلة ومن حق المقاومة العراقية وفي طليعتها حزب البعث العربي الاشتراكي والقيادة العليا للجهاد والتحري والتي تضم فصائلا وطنية وقومية وإسلامية تمثل كافة أطياف الشعب ومكوناته ووصل عدد فصائلها إلى أربعين فصيلا فمن حقها أن تبتهج بهذا الانجاز الذي حققته مع شقيقاتها من فصائل الجهاد والمقاومة الأخرى.
فقد وضعت قيادة البعث وقيادة الجهاد والتحرير استراتيجة للمرحلة المقلبة أهم مبادئها هو:
أولا : تكثيف فعليات المقاومة وجهدها القتالي ضد القوات المحتلة وأين ما كانت في ارض العراق، وان تكون هذه القواعد وهذه التجمعات للقوات المحتلة مقابرا لهم بعون الله ، وان تستمر المقاومة بذات الزخم المتصاعد حتى طرد أخر جندي محتل من ارض العراق وليس أخر قاعدة فقط.
ثانيا : تحريم قتل إي عراقي أو قتاله وبشكل مطلق سواء كان هذا العراقي في تشكيلات وأجهزة السلطة العميلة فيما يسمى بالجيش والشرطة والصحوان وأجهزة الإدارة إلا ما يستوجب الدفاع عن النفس أو الدفاع عن شعب العراق وممتلكاته، أما إذا ما حاول بعض العملاء والجواسيس والخونة في هذه الأجهزة التصدي للمقاومة أو إيذائها عند ذلك نلجأ إلى قوله تعالى( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين) صدق الله العظيم.
ثالثا :دعوة فصائل الجهاد في الميدان إلى التحمل ومزيدا من التحمل من السيئين القلة في هذه الأجهزة من أجل تجنب إيذاء الخيرين من العراقيين الذين دفعتهم ظروف الحياة وشظف العيش والبطالة التي خلفها الاحتلال وقطع الأرزاق إلى الانخراط في هذه الأجهزة.
رابعا: دعوة أخوتنا أصحاب الشرف والغيرة الوطنية في هذه الأجهزة إلى التعاون والتنسيق مع فرسان المقاومة وكلا حسب ظروفه وإمكاناته واستطاعته وشيمته ونخوته ، وتكثيف الجهد لإسناد المقاومة وتسهيل مهمتها التاريخية في تدمير ما تبقى من فلول الاحتلال المنهارة.
خامسا: دعوة رفاقنا وإخواننا وأشقاءنا في كافة فصائل الجهاد والمقاومة وبكافة عناوينها أن يحذروا من مخططات العدو ومشاريعه القذرة للنيل من وحدة المقاومة وعقيدتها وأهدافها والحذر كل الحذر من عملية سحب بعض الفصائل المجاهدة للاشتباك مع القوى الأمنية والعسكرية العراقية من ناحية أو الاشتباك فيما بينها عسكريا أو سياسيا أو إعلاميا.
سادسا: دعوة فصائل الجهاد والمقاومة للتمسك بهدف وحدة المقاومة في الميدان والتنسيق فيما بينها وكذلك التمسك بثوابتها المقدسة والتي هي :
1. تصعيد العمل الجهادي بوتيرة وزخم متصاعد حتى التحرير الشامل والكامل لبلدنا وذلك بخروج أو هروب أخر جندي غازي أو محتل لكي يعود العراق لأهله الشرعيين والذين لم يمثل غيرهم شرعية هذا الشعب، المقاومة بكل إشكالها وألوانها وعناوينها المسلحة وغير المسلحة.
2. عدم التفاوض مع المحتل مهما طال الزمن وغلت التضحيات إلى أن يعترف هذا العدو المجرم بحقوق العراق كما هي معلنة منها:
أ.الانسحاب الشامل والكامل وغير المشروط من العراق.
ب. المقاومة بوصفها المعروف هي الممثل الشرعي الوحيد لشعب العراق الذي يسندها ويشكل بيئتها ويمدها بالمال والرجال ويؤيدها في أغلبيته المطلقة.
ج. إطلاق سراح الأسرى والموقوفين والمسجونين جميعا وبدون استثناء.
د.إعادة جيش العراق وقوى أمنه الوطني وفق قوانينها وتقاليد عملها الوطنية والتي كانت عليها قبل الاحتلال.
هـ .اعتراف العدو بجريمته الكبرى جريمة العصر باحتلال العراق والتي جاءت على وفق مبررات وأكاذيب ثبت باعتراف العدو بطلانها وتحمل مسؤولية هذه الجريمة وما تفرضه من تعهد رسمي بتعويض العراق عن كل ما أصابه من الاحتلال وبسببه ومن جراء أفعاله وجرائمه اليومية.
و. تسليم العملاء والجواسيس والخونة الذين أجرموا بحق شعب العراق والوطن واستباحوا المقدسات وانتهكوا الإعراض وقتلوا الملايين وشردوا وهجروا ملايينا أخرى من اجل محاكمتهم بعد التحرير لكي ينالوا قصاصهم العادل.
ز. إلغاء كافة القرارات والقوانين والاتفاقيات التي ابرموها ونفذوها من اجل الهيمنة والتسلط والابتزاز والاستقلال وسرقة ثروات وأموال الشعب.
سابعا : دعوة كل الخيرين ممن يملكون الحس الوطني ولا زالوا متمسكين بالانتماء للوطنية العراقية والعروبة الخالصة والإسلام الحقيقي اؤلائك الذين تورطوا في العملية السياسية المخابراتية الفاسدة التي أوصلت العراق إلى مهاوي الفشل والقائمة على الرذيلة، نقول دعوتهم بأن ينحازوا إلى شعبهم ووطنهم ومقاومتهم أن شاءوا المقاومة المسلحة ، وان شاءوا المقاومة السياسية وكل حسب قدرته وإمكانياته وعليهم أن يعبروا عن هذا الموقف بشكل واضح وصريح، وان يبتعدوا عن الخداع والتضليل لشعبهم وأمتهم وان يعبروا أن كانوا صادقين عن دعواهم برفضهم للاحتلال ومناهضته من خلال مواقف معلنة وواضحة لأن المنطق الوطني الصحيح هو أن عليهم أن يعرفوا سواء كانوا في أجهزة الشرطة والجيش والأمن والصحوات أو في البرلمان من أن مشروع العملية السياسية أصبح اليوم بكامله مجيرا ومرتبطا لتنفيذ المشروع الإيراني ألصفوي الفارسي والذي بدء يمد مخالبه للسيطرة على بغداد لينطلق منها لمحافظات القطر الأخرى.
ثامنا : إن فصائل الجهاد والمقاومة عليها الحذر وتتنبه وتتهيأ لمعركة المواجهة مع هذا المشروع، وان ترى بأن ذلك لا يبرأ المحتلين الأمريكان وأعوانهم الذين يدفعون بكل ما يملكون من قوة لتحقيقه وفق خطة تقاسم المغانم كما يسمونها.
تاسعا : دعوة الإخوة القادة العرب وكل الأحرار في الأمة العربية والإسلامية وكافة المناضلين والخيرين والأحرار في العالم أولائك الذين يرفعون لواء الحق ويتمسكون بقيم الحرية والعدالة عبر أحزابهم وتنظيماتهم السياسي والشعبية والمهنية بأن يقفوا جمعيا في إسناد شعب العراق المحب للسلام والحرية وإسناد مقاومته الباسلة من اجل دحر الاحتلال وحلفائه وهروبه وان يكون حاضرا أمام أنظارهم أن المشروع الصفوي في العراق البعيد كل البعد عن روح وتطلعات الإسلام والمختلف كل الاختلاف عن إيران الجارة المسلمة الثورية وان هذا المشروع قد رتب بين المحتلين والصفويين تكريما لما قدمته زمرة الصفويين من جهد لولاه لما استطاعت الامبريالية المتصهينة احتلال العراق ولما استطاعت الوقوف على أرضه هذا الزمن الطويل، ولولاه لما دمر هذا البلد العظيم وهذا الشعب الكريم.
عاشرا : تأكيد الدعوة لقادة الأمة ورجالها لتقديم الدعم المادي والسياسي والإعلامي لحملة رسالة الأمة في العراق ومجاهديها لكي تمحو براثن ونتائج الاحتلال والمشروع ألصفوي والتغلغل الصهيوني وإفرازاته لأنه لا سامح الله أن تمكن هذا الثالوث الشرير من تنفيذ مشروعه وبرنامجه في العراق فأن ذلك سيكون مدعاة للنيل من أقطار الأمة ودولها وشعوبها استباحة وقتلا وتشريدا وفتنة طائفية وإرهابا سوف يدق جميع الأبواب في حواضر الأمة بأجمعها وما جرى ويجري في العراق ألا بداية له.
حادي عشر : الدعوة والعمل الجاد من اجل فضح نوايا المحتلين وأعوانهم وحلفائهم وعملائهم وجواسيسهم ومرتزقتهم ومليشياتهم بإلصاق تهم التفجيرات والقتل العشوائي للمدنيين من أبناء العراق الإبرار بالبعث وفصائل المقاومة بكافة عناوينها من اجل إنجاح مشروعهم والإبقاء على قوات الاحتلال لسنين طويلة قادمة في العراق رغم تظاهرهم بالاحتفال بانسحابه من المدن وكأنه يوم (للسيادة الوطنية)؟ كما يقولون فهل يعقل وهل يمكن أن يصدق عاقل في هذا الكونان من جاء بالاحتلال وقواته ومرتزقته وأطلق عليهم صفة( محررين)؟ أن يحتفل بخروج هؤلاء؟ وهم أصحاب الفضل عليهم في أن يجلسوا على كراسي الحكم البائس والفاسد والمتردي؟
نقول إن هذه التفجيرات التي استهدفت الأبرياء والتي نتوقع لها أن تتصاعد وتستمر بتخطيط وتنفيذ من جهات عديدة منها المحتل نفسه حيث انه يستفيد لإبقاء قواته فترة أطول لحماية ورعاية وتنفيذ مشروعه البغيض.
ومنها حكومة الاحتلال ومليشياتها وعصاباتها وتبتغي من وراء ذلك التمسك بمظلة الاحتلال لكي لا تكون في مواجهة مع غضبة الشعب، وإلهائه بجروحه وآلامه عن مطالبيه العادلة في الوحدة والتحرر ونيل الاستقلال وتوفير مستلزمات حياته اليومية.
ومنها الصراع بين مليشيات الأحزاب الطائفية في جنوب العراق والعنصرية شمال العراق لتصفية حسابات بين هذه الأحزاب لكسب السلطة والمال استعدادا لخوض ما يسمى بالانتخابات المزورة سلفا والباطلة في ظل الاحتلال ورعايته.
ومنها دول إقليمية مثل إيران ومخابراتها وذلك لتصدير أزمتها الداخلية وتحويل الأنظار عما يعانيه شعب إيران المسلم المظلوم من سياسات حكامه القائمة على الكذب والحرمان والظلم وانعدام الحريات والخدمات وكذلك محاولة من حكام إيران لإبقاء القوات المحتلة في العراق لأطول فترة ممكنة للضغط عليها من اجل المزيد من التنازلات من اجل تحقيق مشروعها النووي والذي يهدف بنتيجته إلى تنفيذ وخلق منطقة نفوذها في العراق وبقية أقطار الأمة مشرق الوطن العربي ومغربه، ولا ننسى دور الموساد الإسرائيلي وأجهزة مخابرات دول أخرى من مصلحتها أن تستمر هذه الفوضى والقتل والتشرذم في أن يبقى العراق ضعيفا وغير قادر على أداء دوره الوطني والقومي والإنساني.
أيها الرفاق أيها الأخوة
إننا نرفض ونقاوم العملية السياسية في العراق ليست لأنها عملية باطلة وغير قانونية وجاءت بفعل الاحتلال لتنفيذ مشروعه البغيض فحسب ، وإنما نقاومها ونرفضها لأنها عملية فاشلة واستخبارية جاءت بكل الويلات وتسببت بجميع الكوارث التي تعرض ويتعرض لها شعبنا الكريم، حيث إن هذه العملية السياسية التي يطبل ويزمر لها البعض قد أدت إلى :
1- أنها جعلت من العراق يتصدر قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم حسب تقرير منظمة الشفافية الدولية حيث لا يخفى على احد حجم الانهيار السياسي والاقتصادي والأخلاقي نتيجة انتشار الفساد الذي أدى إلى عودة العراق ظلام للقرون الوسطى .
2- جعلت العراق الأسوأ في موضوعة احترام حقوق الإنسان وعدد الجرائم والسجناء وتجارة المخدرات والسلاح والحروب الداخلية حيث أن العراق قد احتل بفضل هذه العملية البغيضة التسلسل الأخير في مقياس السلام العالمي بعد أفغانستان والكيان الصهيوني،وأكدت أن العراق هو اخطر دول العالم الثالث في انتهاكات حقوق الإنسان.
3- إن هذه العملية التي يقودها عملاء الاحتلال قد جعلت من العراق في مقدمة الدول التي تتعرض فيها الأقليات الاثنية إلى الخطر وأشار تقرير مجموعة الأقليات الدولية في حزيران الماضي بان الأقليات في العراق تواجه عنف منهجي مبرمج ومتواصل.
4- إن مجلة السياسة الخارجية الامريكية وصندوق السلام في واشنطن قد أكدت على إن العراق في ظل العملية السياسية الفاسدة يحتل المركز السادس من بين الدول الأكثر فشلا في العالم من حيث تفكك السلطة وفشلها في توفير ابسط مستلزمات الحياة للشعب والتي أوصلت البلد إلى حالة من الكارثية التي أدت إلى ازدياد عدد المهجرين والنازحين بالقسر والقوة وانهيار الاقتصاد وفقدان الخدمات العامة وانتشار المليشيات والجريمة والتدخل الخارجي في شؤونه الداخلية بحيث أصبح ما يسمى بالعراق الجديد بعيدا كل البعد عن مستلزمات أي دولة في العالم.
5- قد أوصلت هذه العصابات المهيمنة على رقاب الشعب العراق إلى المركز الثالث من بين دول العالم في موضوع النازحين قسرا وبالقوة داخل العراق وخارجه، وان هؤلاء المهجرين لا يرغبون بالعودة إلى مناطق سكناهم لأنهم قد فقدوا الأمل في الحصول على العيش الأمن والخدمات بحدها الأدنى، وإنهم قد فضلوا العيش بمنافي في ظروف تفتقر إلى ابسط مقومات الحياة المادية والمعنوية وبالتالي فأن مقاومة هذه العملية وإزاحة كوابيسها من أحلام العراقيين وتخليصهم من عواقبها الكارثة أصبح هدفا ومنهجا وبرنامجا ويجب أن يصبح كذلك لشعب العراق ومقاومته وجميع الأحرار في الأمة والعالم.
6- وأخيرا فأنه ليس أمام العراقيين إلا التمسك بخيار المقاومة بكافة أنواعها خيارا وحيدا لطرد الاحتلال وإفشال مشروعه السياسي ، من اجل أن يعود العراق حرا عربيا مسلما ليعيش فيه العراقيون في ظل نظام وطني ديمقراطي تعددي ينعم فيه الجميع بالمساواة والحرية والعيش الكريم ويقيم أفضل العلاقات مع أشقائه العرب ودول العالم المختلفة طبقا لمبدأ احترام المصالح المتبادلة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية.