الأحد، مارس 09، 2008

مال صدام حسين ..


واع /
ماهر أبو طير
2008-03-08 :15:09 AM
اثار مقال "كرامة العراقيين في الاردن"ردود فعل واسعة ، اذ وردتني عشرات الايميلات ، ما بين من هو مؤيد للفكرة التي طرحتها ، وما بين من هو مندد.اهم فكرتين اجد واجبا العودة اليهما ، ما قيل لي من احدهم "يستأهل العراقيين ما تعرضوا له ، فقد سمحوا باحتلال العراق وسقوط النظام" اما الفكرة الثانية فقالت "النفط الذي قدمه العراق ، قدمه فعليا الرئيس صدام حسين ، وليس الشعب العراقي ، فلماذا نتحمل جمائل من سمحوا بسقوط النظام". والفكرتان جديرتان بالمناقشة لما فيهما من مغالطات وقراءات خاطئة.اولا ، لم يسمح العراقيون بدخول الاحتلال ، فهذه اعظم قوة عسكرية حاصرت بلدهم ، وثم احتلته ، والعرب هم الذين سمحوا باحتلال العراق ، فجميع القوات العسكرية ، حشدت ضد العراق ، عبر دول عربية ، وانطلقت من دول عربية ، وكما هو معلوم ، اذا كان الجيش النظامي مهما بلغت قوته في شرق المتوسط لا يستطيع رد الجيش الامريكي وقوات التحالف ، فهل سيتمكن جيش العراق ، واهل جنوب العراق من رد هذه القوة بأسلحتهم العادية ، ومن جهة اخرى ، لا تجد عراقيا واحدا يرحب باحتلال بلده ، حتى لو رأيته ، ينسق مع الامريكيين ، فهو في النهاية يريد خروج الامريكيين.ثانيا ، الرئيس صدام حسين ، كان له موقف ايجابي ، من الاردن ، وعلينا ان نتذكر ان ذات الرئيس ، في محاكماته الشهيرة ، لم يحرض لا شعبه ، ولا العرب ، ضد العراق والعراقيين ، هل سمعتم صدام ذات يوم ، يشتم الشعب العراقي ، او يحمله مسؤولية دخول الاحتلال ، والاهم ربما ان هذا النفط هو نفط الشعب العراقي ، وهو مال العراق ، واهل العراق ، فاذا منح صدام حسين ، لاي دولة مجاورة ، فقد منحه من مال العراقيين ومال الشعب العراقي ، هذا يقودنا بالضرورة ، الى ان امتناننا ، يجب ان يكون موجها لشعب العراق ، واهل العراق ، وليس للرموز ، فاذا رحلت هذه الرموز ظالمة ام مظلومة ، انقلب بعضنا على نفسه ، وعلى شعب العراق ، واوسعهم شتما ، ناسيا ، انه عاش ذات يوم من خيرهم ، وليس من خير اي رمز ، مهما بلغت قدسيته بالنسبة للبعض.الاصل اذن ان نحافظ على العراقيين في الاردن ، فليس هؤلاء مجرد عابري سبيل ، انهم اهلنا مرة اخرى ، وعلينا ان نتذكر ان غالبيتهم هربوا من القتل والذبح ، واي اساءة لعراقي في الاردن ، تذبحه الف مرة ، لانها تأتي من اهله ، واساءة الاخ اشد فتكا ، من سكين العدو ، وعلينا ان نتصرف بوعي ديني وعروبي تجاه هؤلاء ، فهم ليسوا غرباء ولا ضيوف ، فكما شهدت شوارع بغداد والموصل والبصرة ، وجوه عشرات الاف الطلاب الاردنيين ذات يوم ، حين درسوا مجانا ، في جامعاتهم ، علينا ان نحفظ الود لهم ، حتى لو رأى احدنا عراقيا يتصرف بطريقة خاطئة ، او يقود بطريقة جنونية - باعتبارنا نسوق بهدوء - فالشاذ لا يقاس عليه في العموم ، مثلما لم يقس العراقيون ذات يوم ، اي تصرفات شاذة من جانب اي واحد فينا ، على عموم الاردنيين.من الكارثة ان تتسلل هذه الثقافة ، فذاك يكره الاردني وذاك يكره العراقي ، وذاك يكره الفلسطيني ، وذاك يشتم السعودي والكويتي والاماراتي لانهم لم يعودوا يقدمون نفطا ، وذاك يستهين بالمصري ، الذي لولاه لما بني بيت في البلد ، وذاك يشك في السوري ، واخر يكره الشيعي ويعتبره كافرا ، واخر يحقد على الماروني ، باعتبار ان كل مسيحي يستهدف المسلم ، وثقافة الكراهية ، لها متواليات تصل حتى الى الكراهية الى بين اطراف العشيرة الواحدة ، والكره على اساس شمالي وجنوبي ، وهي كلها متواليات ، تبدأ بنسيان حقائق الدين والتاريخ والجغرافيا ، ليصل الانسان في نهاية المطاف ، الى ان يكره نفسه ، ويحقد على ذاته ، وينتحر ربما ، حين لا يجد خصما ينفث في وجه سموم الكراهية والعداء.

نقلا عن الدستور الاردنية

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار