عندما يجتمع الغباء .. والضلالة .. والطائفية السوداء !
كتابات - علي الحمداني
أولاً أود أن أعتذر لرئيس التحرير والقراء الأفاضل عن تأجيلي نشر الحلقة الثالثة من الموضوع الذي هو قيد النشر في الوقت الحاضر ونشر هذا الموضوع لهذا اليوم .. وسأعود الى تكملة بقية الحلقات الخاصة بموضوع ( حصاد خمس عجاف ) خلال الأسبوع إن شاء الله .
فوجئت والله بما قرأت عن خطبة الجمعة في مسجد الحسينية الفاطمية في مدينة النجف والتي ألقاها العضو القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي صدر الدين القبانجي .
لم تكن المفاجأة أنها تصدر من معمم قيادي في فرقة عبد العزيز الحكيم ..
ولم تكن المفاجأة أنها صادرة من تلميذ فارسي نجيب ، ممن تجري الطائفية السياسية مجرى الدم في عروقهم .. وتعشعش في رؤوسهم كما يعشعش العفن على فاسد الطعام ..
فكل ذلك مفهوم .. وكل ذلك قد عرفناه وخبرناه !
المفاجأة .. أنها تضمنت الى جانب التطرف الطائفي .. الغباء والضلالة .
أما الغباء ، فهو في الأرقام التي أطلقها هذا العبقري .. وفي المقارنة التي عقدها مابين ( زيارة الأربعين ) وحج بيت الله الحرام !
أما الضلالة فلأنه يعين على الكفر من فوق منبر إسلامي ، أو يفترض أنه كذلك !
يقول القبانجي .. إن عدد زوار الأربعين بلغ 10 ملايين شخص .. ولا أعلق على ذلك بشيئ .. حتى لو إفترضنا أن كربلاء قد أصبحت بحجم لندن أو طوكيو أو نيويورك .. وحتى هذه المدن لاتستطيع أن تضم تظاهرة لعشرة ملايين شخص ..
العدد ليس المهم .. والكذب قد تعودنا عليه ..
المهم .. هو المقارنة التي عقدها بين حج بيت الله الحرام ، وهذه الزيارة الأربعينية من ناحية العدد ، وكأننا في مباراة منافسة .. وكأن المتكلم لاعلاقة له بالإسلام ، فلا يعرف معنى وأبعاد فريضة الحج ، بل لايعرف حتى أن الحج ركن من أركان الإسلام !!
والأهم ، أنه قد صرّح بما لم يسمع به مليار ونيف مسلم ، لا عن طريق القرآن ولا عن طريق الحديث وهو أن ( زيارة الأربعين تعادل 7 حجات الى بيت الله الحرام ، و7 عمرات ) ..! وهنا موطن الضلالة ..
وإذا ماأضفنا الى ذلك قوله ( أن الشيعة خير أمة أخرجت للناس ) للدلالة على الآية الكريمة ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) للدلالة على الأمة المحمدية .. يمكن أن نفهم معنى الغباء مضافة اليه الضلالة والكفر ..!
إسمعوا الى المقارنة التي عقدها ( سماحته ) بين الحج وزيارة الأربعين ، وأترك لكم الحُكم على المستوى الفكري لهذا الشخص ..!
ـ خدمات الحج مدفوعة الأجر ، وزيارة الحسين مجانية .
ـ يشارك في الحج مليونان أو ثلاثة ملايين شخص ، وفي زيارة الأربعين عشرة ملايين .
ـ في الحج تحدث حالات تسمم بالطعام ، ولايحدث مثل ذلك في زيارة الأربعين .
ـ في الحج تكثر السرقات على عكس زيارة الأربعين .
ـ حجاج بيت الله يؤدون الفريضة مطمأنين من الأعمال الإرهابية ، بينما زوار الحسين مستهدفين .( ربما في هذا إشارة الى أن أجر الزيارة أكثر من أجر الحج )..!
ـ نتيجة المشاق التي يواجهها الحاج فإنه لايفكر في تكرار الفريضة ، بينما في زيارة الأربعين ونتيجة التسهيلات فإن الزائر يكررها مع أفراد عائلته .
سوف أهمل كل السفاسف التي تكلم عنها في خطبته عدا ماذكرت أعلاه ، لأنها لاتستحق الذكر أو التعليق ، مثل موضوع إنتقاده للإعلام العربي لعدم نقل مراسيم زيارة الأربعين كما يفعل في نقل مشاعر الحج الى بيت الله الحرام !!!
وسوف أسال القبانجي ثلاث أسئلة فقط :
ـ إذا كان الحاج لايفكر في العودة الى الحج مرة أخرى .. فلماذا ياترى يتدافع أكثر من ثلث أعضاء البرلمان العراقي من مجلسه الإسلامي الأعلى للذهاب الى الحج كل سنة ، بحيث يتعطل البرلمان .. أم أن هناك أسباب أخرى لانعلمها في ذهابهم الى الحج ..؟
ـ إذا كان جلد الذات واللطم وضرب الزنجيل ، هو من الأعمال التي يثاب عليها المرء ويؤجر .. أفليس الأحرى أن يتقدم الجموع هذه اصحاب العمائم السود ، أو عمار الحكيم مثلاً ، ويضرب القامة أو الزنجيل على ( جده ) لينال الأجر والثواب ، أم أن ذلك واجب العامة من الناس فقط وأن سماحاتهم من المبشرين بالجنة ... ؟
ـ وإذا كانت هذه الزيارة تعادل 7 حجات و7 عمرات .. فلماذا إذن مشقة سفركم من العراق أو إيران الى الحج ، حيث تتعرضون للتسمم والسرقة ، وبالنتيجة سوف تحصلون على واحد من سبعة من أجر الزيارة الحسينية ؟ أليس الأفضل قطع عشرات الكيلومترات فقط والذهاب الى كربلاء بدل مكة ، والحصول على الأجر المضاعف ..؟ وتتركون الحج لبقية الناس من ( النواصب ) و ( والوهابيين ) و(التكفيريين ) .. وتوفرون على أنفسكم ذنب وخطيئة الوقوف معهم في المشاعر المقدسة في عرفات أو منى أو في طواف الكعبة ..؟
أرجو أن يقرأ أسئلتي .. ولكن قبل ذلك أرجو أن يتمكن من قراءة كتاب الله .. ويتفقه به ( أم على قلوبهم أقفالها ) !؟
lalhamdani@yahoo.com
كتابات - علي الحمداني
أولاً أود أن أعتذر لرئيس التحرير والقراء الأفاضل عن تأجيلي نشر الحلقة الثالثة من الموضوع الذي هو قيد النشر في الوقت الحاضر ونشر هذا الموضوع لهذا اليوم .. وسأعود الى تكملة بقية الحلقات الخاصة بموضوع ( حصاد خمس عجاف ) خلال الأسبوع إن شاء الله .
فوجئت والله بما قرأت عن خطبة الجمعة في مسجد الحسينية الفاطمية في مدينة النجف والتي ألقاها العضو القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي صدر الدين القبانجي .
لم تكن المفاجأة أنها تصدر من معمم قيادي في فرقة عبد العزيز الحكيم ..
ولم تكن المفاجأة أنها صادرة من تلميذ فارسي نجيب ، ممن تجري الطائفية السياسية مجرى الدم في عروقهم .. وتعشعش في رؤوسهم كما يعشعش العفن على فاسد الطعام ..
فكل ذلك مفهوم .. وكل ذلك قد عرفناه وخبرناه !
المفاجأة .. أنها تضمنت الى جانب التطرف الطائفي .. الغباء والضلالة .
أما الغباء ، فهو في الأرقام التي أطلقها هذا العبقري .. وفي المقارنة التي عقدها مابين ( زيارة الأربعين ) وحج بيت الله الحرام !
أما الضلالة فلأنه يعين على الكفر من فوق منبر إسلامي ، أو يفترض أنه كذلك !
يقول القبانجي .. إن عدد زوار الأربعين بلغ 10 ملايين شخص .. ولا أعلق على ذلك بشيئ .. حتى لو إفترضنا أن كربلاء قد أصبحت بحجم لندن أو طوكيو أو نيويورك .. وحتى هذه المدن لاتستطيع أن تضم تظاهرة لعشرة ملايين شخص ..
العدد ليس المهم .. والكذب قد تعودنا عليه ..
المهم .. هو المقارنة التي عقدها بين حج بيت الله الحرام ، وهذه الزيارة الأربعينية من ناحية العدد ، وكأننا في مباراة منافسة .. وكأن المتكلم لاعلاقة له بالإسلام ، فلا يعرف معنى وأبعاد فريضة الحج ، بل لايعرف حتى أن الحج ركن من أركان الإسلام !!
والأهم ، أنه قد صرّح بما لم يسمع به مليار ونيف مسلم ، لا عن طريق القرآن ولا عن طريق الحديث وهو أن ( زيارة الأربعين تعادل 7 حجات الى بيت الله الحرام ، و7 عمرات ) ..! وهنا موطن الضلالة ..
وإذا ماأضفنا الى ذلك قوله ( أن الشيعة خير أمة أخرجت للناس ) للدلالة على الآية الكريمة ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) للدلالة على الأمة المحمدية .. يمكن أن نفهم معنى الغباء مضافة اليه الضلالة والكفر ..!
إسمعوا الى المقارنة التي عقدها ( سماحته ) بين الحج وزيارة الأربعين ، وأترك لكم الحُكم على المستوى الفكري لهذا الشخص ..!
ـ خدمات الحج مدفوعة الأجر ، وزيارة الحسين مجانية .
ـ يشارك في الحج مليونان أو ثلاثة ملايين شخص ، وفي زيارة الأربعين عشرة ملايين .
ـ في الحج تحدث حالات تسمم بالطعام ، ولايحدث مثل ذلك في زيارة الأربعين .
ـ في الحج تكثر السرقات على عكس زيارة الأربعين .
ـ حجاج بيت الله يؤدون الفريضة مطمأنين من الأعمال الإرهابية ، بينما زوار الحسين مستهدفين .( ربما في هذا إشارة الى أن أجر الزيارة أكثر من أجر الحج )..!
ـ نتيجة المشاق التي يواجهها الحاج فإنه لايفكر في تكرار الفريضة ، بينما في زيارة الأربعين ونتيجة التسهيلات فإن الزائر يكررها مع أفراد عائلته .
سوف أهمل كل السفاسف التي تكلم عنها في خطبته عدا ماذكرت أعلاه ، لأنها لاتستحق الذكر أو التعليق ، مثل موضوع إنتقاده للإعلام العربي لعدم نقل مراسيم زيارة الأربعين كما يفعل في نقل مشاعر الحج الى بيت الله الحرام !!!
وسوف أسال القبانجي ثلاث أسئلة فقط :
ـ إذا كان الحاج لايفكر في العودة الى الحج مرة أخرى .. فلماذا ياترى يتدافع أكثر من ثلث أعضاء البرلمان العراقي من مجلسه الإسلامي الأعلى للذهاب الى الحج كل سنة ، بحيث يتعطل البرلمان .. أم أن هناك أسباب أخرى لانعلمها في ذهابهم الى الحج ..؟
ـ إذا كان جلد الذات واللطم وضرب الزنجيل ، هو من الأعمال التي يثاب عليها المرء ويؤجر .. أفليس الأحرى أن يتقدم الجموع هذه اصحاب العمائم السود ، أو عمار الحكيم مثلاً ، ويضرب القامة أو الزنجيل على ( جده ) لينال الأجر والثواب ، أم أن ذلك واجب العامة من الناس فقط وأن سماحاتهم من المبشرين بالجنة ... ؟
ـ وإذا كانت هذه الزيارة تعادل 7 حجات و7 عمرات .. فلماذا إذن مشقة سفركم من العراق أو إيران الى الحج ، حيث تتعرضون للتسمم والسرقة ، وبالنتيجة سوف تحصلون على واحد من سبعة من أجر الزيارة الحسينية ؟ أليس الأفضل قطع عشرات الكيلومترات فقط والذهاب الى كربلاء بدل مكة ، والحصول على الأجر المضاعف ..؟ وتتركون الحج لبقية الناس من ( النواصب ) و ( والوهابيين ) و(التكفيريين ) .. وتوفرون على أنفسكم ذنب وخطيئة الوقوف معهم في المشاعر المقدسة في عرفات أو منى أو في طواف الكعبة ..؟
أرجو أن يقرأ أسئلتي .. ولكن قبل ذلك أرجو أن يتمكن من قراءة كتاب الله .. ويتفقه به ( أم على قلوبهم أقفالها ) !؟
lalhamdani@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق