- وقفة على حملة الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام
2008-03-11 :: بقلم: فايز الفايز ::
عندما يردد القائمون على برنامج ستار أكاديمي " ماغيره " ان حلقات العرض الأخير من السلسلة حصدت 80 مليون إتصال من أبناء العروبة ، والمعنى إن هناك 80 مليون دولار على الأقل حصيلة التصويت لبرنامج تافه استطاع ان يحدث انقلابا ليليكيا على مفاهيم النشء العربي ، فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
دولة عربية خليجية واحدة فقط تبلغ استثماراتها غير الرسمية في الولايات المتحدة الاميركانية 980 مليار دولار ، وشخصيات لا تزال تمارس هواية الصيد بالصقور التي يصل ثمن بعضها الى مئات آلاف الدولارات ، ومزايين الإبل لتباع بذات الأرقام ، ويصرف على رحلة صيد واحدة في الاردن وسوريا مبلغ 4 ملايين دولار للحاشية التي ضمت 10 شيوخ و20 " عويندي " ، وهناك آلاف المسلمين يموتون جوعا وجهلا، فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
عيد الفطر يمر دون احتفال ولا فرحة اللهم إلا في الملاهي والبارات الليلية التي تحفل برحيل رمضان الذي كبت ما كبت خلال الشهر ، ويمر الأضحى دون التفاته ، بينما تحولت شوارعنا الى اللون الأحمر بمناسبة " الفاللنتاينز دي " وكأننا في ليلة دخلة جماعية ، فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
الأطفال والنساء ينحرون كالكباش في العراق ، دون ان تذرف دمعة ، والآلاف يعيشون في فلسطين تحت ويل البرد والجوع والمرض ، ولم تتحرك شيمة سياسية واحدة لتعلن رجولتها وتكسر الحصار ، بينما تعلن فحولتها في اليوم ألف مرة . فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
عندما تنبري عجوز شمطاء كنوال السعداوي لتتطاول على الذات الإلهية، ويصور آخر كتبها، رب العزة في اجتماع للقمة ، وتوزعه مكتبة مدبولي الشهيرة ، دون ان يمنعه أحد أو يتجرأ أحد على مواجهة أفكارها الفاسدة المفسدة ، من المسيء للرسول الكريم ؟
المساجد لم يبق لأئمتها إلا ان يعلنوا عن تنزيلات حقيقية لجلب المصلين ، قد تصل الى خصم خاص في عدد الركعات والصلاة دون وضوء ، وتبنى ناطحات السحاب بملايين الدنانير ، ومئذنة المسجد لا تزال تتسول أتباع محمد ، فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
مهرجان لنصرة النبي يحضره بالكاد ثلاثة آلاف ملتح ومتحجبة ، ومباراة كرة قدم يحضرها 70 الف مشاغب ، فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
مجتمعات أصبحت تنهش في بعضها البعض كيدا وغلاء وجرائم تحاكي الرعيل الأول للجريمة قابيل وصحبه ، ترتفع أعمدة الأرقام الى ما بعد مئات الملايين وأعمدة القصور المرمرية لدى حفنة منهم ، ويموت غيرهم ميتة الغرباء ، مطرودون من كل رحمة إلا رحمة الله التي وسعت كل شيء ، فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
دول تقول دساتيرها إن دين الدولة الإسلام ، وحكوماتها أكثر علمانية من الدول العلمانية ، رجالها لا يذهبون الى مكاتبهم دون ان يتأنقوا بالماركات الغربية ، واللحى غير مرغوب بها ، وفي إحداها تمنع المرأة من الخروج الى العمل والدراسة محجبة ، وتكدس الأسلحة بالمليارات وتمص نخاع المواطن بالضرائب ، فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
جماعات تدعي إنها ظل الله في الأرض وهي العصا على العاصي ، ثم تُكفّر من لا يصلي وراء إمامهم ولا يدين بديدنهم ، ولا يفجر نفسه بين مئة بريء ليموت مذنب واحد ، جلبوا الموت لأمتهم ، وقطعوا البحور لإخافة من قالوا إنه عدوهم ، ولم يقطعوا النهر ليحاربوا من اغتصب مقدساتهم و حياة إخوانهم ، فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
من يسيء لمن ؟ رسام دنماركي ، شبعنا من جبنة أهله ، وهو عضو في منظومة مسيسة ولها مظلات قانونية وسياسية تحميها وتتبنى أفكارها ، أم قوم محمد الذين يعيش سوادهم الأعظم على هامش الحياة ، بلا رأي ولا موقف ، ولا مبدأ سياسي ، ولا عقلية اجتماعية منظمة ومفكرة ومنهم الذين أساءوا له ولدينه عندما تخلوا عن مبادئ الحق والتسامح والتكافل والقوة التي اختص بها ، بل نسوا العالم وانشغلوا بفرقتهم وتقاتلهم أحزابا وتيارات وعشائر ودويلات .
اليهودي كان يرمي القمامة على باب الرسول عليه السلام ، حتى إذا خرج عليه السلام يوما ولم يجد القمامة سأل عن الجار اليهودي ، فقيل انه مريض ، فعاده فوجده يحتضر ، فعرض عليه الإسلام محبة ، فأبت عليه يهوديته ، ولكنه قال لأبنه ، يا بني أطع أبا القاسم .
إذا، نحن نعلم إن هؤلاء الشرذمة المقيتة ، من الحاقدين على العروبة والأخلاق والقيم الشريفة التي خرجت من نبع الإسلام ، يتقصدون الإساءة للإسلام ، أما المسلمون فليسوا على قائمة اهتماماتهم لأنهم لا زالوا يصارعون وحول واقعهم المرير ، ليس لديهم سوى المظاهرات والغوغائيات والشجب والاستنكار ليس إلا.
فهل فكر صاحبنا وهو ضمن قائمة أغنى أغنياء العالم ، أن يترك عنه محطات التلفزة والعربدة وإفساد أخلاق الشعوب ببرامج قنواته الفضائية ، ومثله كثيرون ، وانشاء محطة عالية المستوى راقية الخطاب تترجم رؤى ورسالة الإسلام ، لتبث باللغات الدنماركية وهي اللغة جرمانية الأصل والشائعة رسميا هناك مع استخدام للغة الألمانية والانجليزية.
إن عدد سكان الدنمارك الاسكندنافية يقدر بستة ملايين نسمة بينهم 350 الف مسلم ، والسمة العامة للمجتمع الدنماركي هي سمة محافظة وسياساتها معتدلة ، وقد أدخل القائد بلاوتسان الدين المسيحي الى الدنمارك ، وتقول المعلومات عن تلك الدولة ان غالبية الدانماركيين يتبعون الكنيسة الايفانغلية-اللوثرية.
الكاثوليكية ، لذلك فتستطيع المنظمات والهيئات الإسلامية الرسمية أن تعمل على شرح الدعوة الإسلامية والفكر العربي لتلك الأمم ، وتبني جسور التواصل بين مؤسسات المجتمع المدني هناك وبين أصحاب الفكر المخلص في العالم الاسلامي ، لأن العرب عموما والمسلمين بخاصة غير قادرين على مواجهة هذا الطوفان الذي يكتسحهم حقدا وتفكيكا وتغييرا في البنى المجتمعية والفكرية والأخلاقية والاقتصادية ، بعدما أصبحوا مجتمعات مادية يتعاملون بلغة الأرقام ، والحسرات ، والبطش بمن يقول لا للرأي الواحد .
وإلا فإن القعود عن تلك العزائم أفضل ، لعل الساسة يستطيعون ان يتخذوا قرارا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع كل من أساء للحبيب عليه الصلاة والسلام ، والشعوب تشن حربها على المنتجات والبضائع الدنماركية التي يقدر دخلها السنوي بـمئة وثمانين مليار يورو قبل سنتين .
للبيت رب يحميه ، وللرسول أحباب ينهجون نهجه ، وللظالمين يوما يقفون به ليُسألوا ماذا فعلتم بما استخلفكم الله به على أرضه التي أكلت أجسادكم .. ولكن أنتم سادتي ماذا أنتم فاعلون ، فمثلي في حيرة ؟
2008-03-11 :: بقلم: فايز الفايز ::
عندما يردد القائمون على برنامج ستار أكاديمي " ماغيره " ان حلقات العرض الأخير من السلسلة حصدت 80 مليون إتصال من أبناء العروبة ، والمعنى إن هناك 80 مليون دولار على الأقل حصيلة التصويت لبرنامج تافه استطاع ان يحدث انقلابا ليليكيا على مفاهيم النشء العربي ، فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
دولة عربية خليجية واحدة فقط تبلغ استثماراتها غير الرسمية في الولايات المتحدة الاميركانية 980 مليار دولار ، وشخصيات لا تزال تمارس هواية الصيد بالصقور التي يصل ثمن بعضها الى مئات آلاف الدولارات ، ومزايين الإبل لتباع بذات الأرقام ، ويصرف على رحلة صيد واحدة في الاردن وسوريا مبلغ 4 ملايين دولار للحاشية التي ضمت 10 شيوخ و20 " عويندي " ، وهناك آلاف المسلمين يموتون جوعا وجهلا، فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
عيد الفطر يمر دون احتفال ولا فرحة اللهم إلا في الملاهي والبارات الليلية التي تحفل برحيل رمضان الذي كبت ما كبت خلال الشهر ، ويمر الأضحى دون التفاته ، بينما تحولت شوارعنا الى اللون الأحمر بمناسبة " الفاللنتاينز دي " وكأننا في ليلة دخلة جماعية ، فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
الأطفال والنساء ينحرون كالكباش في العراق ، دون ان تذرف دمعة ، والآلاف يعيشون في فلسطين تحت ويل البرد والجوع والمرض ، ولم تتحرك شيمة سياسية واحدة لتعلن رجولتها وتكسر الحصار ، بينما تعلن فحولتها في اليوم ألف مرة . فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
عندما تنبري عجوز شمطاء كنوال السعداوي لتتطاول على الذات الإلهية، ويصور آخر كتبها، رب العزة في اجتماع للقمة ، وتوزعه مكتبة مدبولي الشهيرة ، دون ان يمنعه أحد أو يتجرأ أحد على مواجهة أفكارها الفاسدة المفسدة ، من المسيء للرسول الكريم ؟
المساجد لم يبق لأئمتها إلا ان يعلنوا عن تنزيلات حقيقية لجلب المصلين ، قد تصل الى خصم خاص في عدد الركعات والصلاة دون وضوء ، وتبنى ناطحات السحاب بملايين الدنانير ، ومئذنة المسجد لا تزال تتسول أتباع محمد ، فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
مهرجان لنصرة النبي يحضره بالكاد ثلاثة آلاف ملتح ومتحجبة ، ومباراة كرة قدم يحضرها 70 الف مشاغب ، فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
مجتمعات أصبحت تنهش في بعضها البعض كيدا وغلاء وجرائم تحاكي الرعيل الأول للجريمة قابيل وصحبه ، ترتفع أعمدة الأرقام الى ما بعد مئات الملايين وأعمدة القصور المرمرية لدى حفنة منهم ، ويموت غيرهم ميتة الغرباء ، مطرودون من كل رحمة إلا رحمة الله التي وسعت كل شيء ، فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
دول تقول دساتيرها إن دين الدولة الإسلام ، وحكوماتها أكثر علمانية من الدول العلمانية ، رجالها لا يذهبون الى مكاتبهم دون ان يتأنقوا بالماركات الغربية ، واللحى غير مرغوب بها ، وفي إحداها تمنع المرأة من الخروج الى العمل والدراسة محجبة ، وتكدس الأسلحة بالمليارات وتمص نخاع المواطن بالضرائب ، فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
جماعات تدعي إنها ظل الله في الأرض وهي العصا على العاصي ، ثم تُكفّر من لا يصلي وراء إمامهم ولا يدين بديدنهم ، ولا يفجر نفسه بين مئة بريء ليموت مذنب واحد ، جلبوا الموت لأمتهم ، وقطعوا البحور لإخافة من قالوا إنه عدوهم ، ولم يقطعوا النهر ليحاربوا من اغتصب مقدساتهم و حياة إخوانهم ، فمن يسيء الى الرسول الكريم ؟
من يسيء لمن ؟ رسام دنماركي ، شبعنا من جبنة أهله ، وهو عضو في منظومة مسيسة ولها مظلات قانونية وسياسية تحميها وتتبنى أفكارها ، أم قوم محمد الذين يعيش سوادهم الأعظم على هامش الحياة ، بلا رأي ولا موقف ، ولا مبدأ سياسي ، ولا عقلية اجتماعية منظمة ومفكرة ومنهم الذين أساءوا له ولدينه عندما تخلوا عن مبادئ الحق والتسامح والتكافل والقوة التي اختص بها ، بل نسوا العالم وانشغلوا بفرقتهم وتقاتلهم أحزابا وتيارات وعشائر ودويلات .
اليهودي كان يرمي القمامة على باب الرسول عليه السلام ، حتى إذا خرج عليه السلام يوما ولم يجد القمامة سأل عن الجار اليهودي ، فقيل انه مريض ، فعاده فوجده يحتضر ، فعرض عليه الإسلام محبة ، فأبت عليه يهوديته ، ولكنه قال لأبنه ، يا بني أطع أبا القاسم .
إذا، نحن نعلم إن هؤلاء الشرذمة المقيتة ، من الحاقدين على العروبة والأخلاق والقيم الشريفة التي خرجت من نبع الإسلام ، يتقصدون الإساءة للإسلام ، أما المسلمون فليسوا على قائمة اهتماماتهم لأنهم لا زالوا يصارعون وحول واقعهم المرير ، ليس لديهم سوى المظاهرات والغوغائيات والشجب والاستنكار ليس إلا.
فهل فكر صاحبنا وهو ضمن قائمة أغنى أغنياء العالم ، أن يترك عنه محطات التلفزة والعربدة وإفساد أخلاق الشعوب ببرامج قنواته الفضائية ، ومثله كثيرون ، وانشاء محطة عالية المستوى راقية الخطاب تترجم رؤى ورسالة الإسلام ، لتبث باللغات الدنماركية وهي اللغة جرمانية الأصل والشائعة رسميا هناك مع استخدام للغة الألمانية والانجليزية.
إن عدد سكان الدنمارك الاسكندنافية يقدر بستة ملايين نسمة بينهم 350 الف مسلم ، والسمة العامة للمجتمع الدنماركي هي سمة محافظة وسياساتها معتدلة ، وقد أدخل القائد بلاوتسان الدين المسيحي الى الدنمارك ، وتقول المعلومات عن تلك الدولة ان غالبية الدانماركيين يتبعون الكنيسة الايفانغلية-اللوثرية.
الكاثوليكية ، لذلك فتستطيع المنظمات والهيئات الإسلامية الرسمية أن تعمل على شرح الدعوة الإسلامية والفكر العربي لتلك الأمم ، وتبني جسور التواصل بين مؤسسات المجتمع المدني هناك وبين أصحاب الفكر المخلص في العالم الاسلامي ، لأن العرب عموما والمسلمين بخاصة غير قادرين على مواجهة هذا الطوفان الذي يكتسحهم حقدا وتفكيكا وتغييرا في البنى المجتمعية والفكرية والأخلاقية والاقتصادية ، بعدما أصبحوا مجتمعات مادية يتعاملون بلغة الأرقام ، والحسرات ، والبطش بمن يقول لا للرأي الواحد .
وإلا فإن القعود عن تلك العزائم أفضل ، لعل الساسة يستطيعون ان يتخذوا قرارا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع كل من أساء للحبيب عليه الصلاة والسلام ، والشعوب تشن حربها على المنتجات والبضائع الدنماركية التي يقدر دخلها السنوي بـمئة وثمانين مليار يورو قبل سنتين .
للبيت رب يحميه ، وللرسول أحباب ينهجون نهجه ، وللظالمين يوما يقفون به ليُسألوا ماذا فعلتم بما استخلفكم الله به على أرضه التي أكلت أجسادكم .. ولكن أنتم سادتي ماذا أنتم فاعلون ، فمثلي في حيرة ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق