* شعــر: هــلال الفــارع
طَالَ الفِرَاقْ
يا أيُّها الْعِشْقُ الَّذِي يُدعَى الْعِراقْ
لمْ يَبقَ شَوْقٌ في القُلُوبِ،
فَقَدْ تَزَنَّرَ، ثُمَّ غَافَلَهَا،
وَفَرَّ إِلَى تَلاقْ
لمْ يَبْقَ دَمْعٌ.. فالعُيُونُ بِلا مَآقْ
أَوَّاهُ مِنْ وَجَعٍ يُزلْزِلُنِي،
يُقَالُ لَهُ الْعِرَاقْ
أَوَ لَسْتَ - مِثلِي - تَشْرَئِبُّ إلى عِنَاقْ؟
أَوَ لَسْتَ مِثْلِي لا تَنَامُ،
وَحَربَةُ الْجَلاَّدِ تَسْرَحُ فيكَ،
تَفصِدُ كُلَّ زاويِةٍ،
وَشِبْرٍ، في زِقَاقْ؟!
خُذنِي إِلَيْكَ، ولا تُبالِغْ في الْعِتَابِ،
فَكُلُّ عُمْرِي في النَّوَى،
شَرٌّ، وَيُتْمٌ لا يُطَاقْ
وَالأَرضُ، كُلُّ الأَرضِ، بَعدَكَ مَدفَنٌ،
والناسُ، كُلُّ النَّاسِ، دِينُهُمُ النِّفَاقْ
فَلِمَنْ ستَتْرُكُنِي، وَتَمضِي يا عِرَاقْ
لأَظَلَّ أَمشِطُ
- مِنْ بعِيدٍ –
نَخْلَ بغدادَ الجَميلِةِ،
وهي تَرمُقُنِي، ودَمْعَتُهَا تُرَاقْ؟!
بَغدادُ يا بَغدادُ،
يا حُوريَّةَ الدُّنيا،
ويا شَجَرًا من الآهاتِ يَزْفُرُهَا العِرَاقْ
يا مُهْجَةَ الْمَنصُورِ،
يَمْضُغُ حُلْمَكِ الأَوْبَاشُ،
بِاسْمِ زِنَى الْوِفَاقْ
وَيَخُوضُ كَلْبُ الرُّومِ، كَلْبُ الفُرسِ، كَلْبُ الكَلْبِ،
في دَمِكِ المُرَاقْ
يا أيُّهَا السَّبْيُ الَّذي أَدمَى الْعِراقْ
يَمْضِي بِهِ الأَكْرَادُ والأَوغادُ،
حيثُ تَشاءُ شَهْوَتُهُمْ،
وَتَنْتَظِمُ البَقِيَّةُ في السِّيَاقْ
وَيُحَشُّ في وَضَحِ النَهَارِ، وَيُبْتَلَى
غَضَبُ الرِّفَاقْ
باسمِ اجتِثاثِ البَعثِ يُنْهُونَ العِرَاقْ
باسمِ اجتِثاثِ البَعثِ "يَأْتُونَ" العِرَاقْ
أنا لسْتُ بَعثِيًّا، ولكنْ؛
لسْتُ مِمّنْ سَوَّقُوا لَحمَ العِرَاقِ،
وتاجَرُوا بِدَمِ العِرَاقِ،
وزَوَّروا لُغَةَ العِرَاقِ،
وقَسَّمُوا أَرضَ العِرَاقِ،
وشَيَّعُوا الزَّانِي إلى عِرضِ الْعِرَاقْ
أَنا لستُ بَعثِيًّا،
ولَكِنْ قَد أَكُونَ، لأَفتَدِي هذَا الْعِرَاقْ
أَنا لستُ بَعثِيًّا،
ولَكِنْ أَلفَ بَعثِيٍّ أَكُونُ،
ولا أَخُونُ ثَرَى الْعِرَاقْ!
يا سَيِّدِي،
يا أَيُّها الوَطَنُ الَّذي قدْ ضَيَّعَتْهُ حَمِيَّةٌ،
وَصَهِيلُ أَفْرَاسٍ عِتَاقْ
ما زلتَ تَحمِلُ وِزرَ أهلي،
وِزْرَ أَهلِكَ،
وِزرَ أَهْلِ الأَرضِ،
... أَنتَ هُوَ العِرَاقْ!!
طالَ الْفِرَاقُ، وآنَ أَنْ تَلتَفَّ
فيكَ، وتَلْتَقِي سَاقٌ بِسَاقْ
فَيُقَالُ: مَنْ؟
فَيُقَالُ: رَاقْ
لَكَأَنَّمَا سَيَكُونَ تَحْتَ نَخِيلِكِ الدَّامِي الْمَسَاقْ!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق