الخميس، يناير 15، 2009

الحكام غسلنا ايدينا منهم... ولكن ماذا عن الشعب العربي؟؟!!


قبل ايام ارسلت صور الام الغزاوية التي استشهدت تحت ابط ابنها والاب الفلسطيني الذي يحمل ابنه الذي بتر وسائل الدمار والحقد الصهيوني ساقه، الى مجموعة من الاصدقاء والمعارف العرب والاجانب، ومنهم صديق الماني من اسرة جرمانية عريقة. اجابني بكلمات مفعمة بالحزن والاسى وقال بانه لايدري كم من الوقت ظل محدقا بهذه الماساة الانسانية وهذا الاجرام الموغل بالبشاعة الى ان ادركت ان دموعي قد جفت في مقلتاي ولم اقوي على المزيد من البكاء. ولكنني، استطرد في رسالته قائلا، أن حكامكم خذلوكم ولكن اين انتم ايها الشعب العربي؟
ومن وحي استفساره كان هذا المقال.
اننا لا نكتب عن دور حكام العرب في مجزرة غزة الصامدة وخذلانهم، لاننا ببساطة متناهية، قد غسلنا ايدينا منهم من زمان. ولن نكتب عن الجامعة العربية ودورها الذليل، لانها تحولت الى جامعة عبرية بامتياز. كما لا نكتب عن منظمة الامم المتحدة، هذه المنظمة التي تأسست لاذلال العرب وباتت مكتبا تابعا للخارجية الامريكية التي تديرها الصهيونية بكفائة عالية. فالأمم المتحدة والقانون الدولي ما كان يوماً رادعاً للعدوان او حامياً او مدافعاً عن الحقوق العربية على امتداد التاريخ الحديث؟ وما غزو واحتلال العراق ببعيد.
ولاكننا في هذه السطور نكتب عن الشعب العربي وغفلتها وصمتها المريب. رغم المظاهرات الخجولة التي طافت بعض العواصم العربية يوم الجمعة الماضية، وقد شاهدنا على شاشاة التلفاز والخجل يغمرنا، كيف تصرف درك مكافحة المواطنين في احدى العواصم العربية !.
ابتدأً نقول نحن لسنا من انصار حماس، ولا من انصار محمود عباس، ولاكننا قلبا وقالبا مع الشعب الفلسطيني ، شعب المقاومة والنضال من اجل استرداد حقه المغتصب ولو كره الحكام والعملاء ورغم انف أنف الصهيونية المجرمة..
نحن في العراق رضعنا حب فلسطين وشعبها مع حليب امهاتنا منذ الصغر فامتزج هذا الحب بمح خلايا جسم كل عراقي غيور.
ان مايتعرض ه اشقائنا في غزة منذ 27 كانون الاول ديسمبر 2008 من قتل وتدمير على ايادي المجرمين الصهاينة يندى له جبين الانسانية،بعد ان سقط خلال هذه الهجمة الوحشية العالم الغربي في اختبار غزة جميع القيم الاخلاقية والانسانية التي ادعت وتدعي بها.
سيصنف التاريخ المتخاذلين في خانة الجبناء الاذلاء. وذلك وسام يستحقونه بامتياز .

الشعب الذي يقاوم الصهيونية المجرمة منذ خمس وسبعين عاما لن يموت، ابدا لن يموت، مهما تأمر الحكام وساوت المنظمات الدولية بين الجلاد والضحية، فراية المقاومة لن تنتكس، واردة شعبنا الفلسطيني لن ينكسر. لقد حاول غزاة كثيرون من قبل احتلال فلسطين ورأس رمحها غزة، وارتكبوا مجازرة بشعة بحقهم، حاصروا مدنهم و جوعوهم ولكنهم انكفؤا على وجوههم خاسئين مهزومين مطرودين يجرون اذيال الفشل، وكذلك سيكون مصير الصهاينة، فان اسرائيل تنحدر الى الزوال بفعل عوامل التاريخ والجغرافية والارادة الحديدية لشعبنا الفلسطيني. ووسيبقى شعبنا الفلسطيني الابي سامقا شامخا كاشجار الزيتون، جذورها تمتد في عمق الارض والتاريخ.
المجازر لم تروع اوتخيف الفلسطينيين، فهذا الشعب الابي جبل على التضحية من اجل كرامته وعزته وحريته،وما مجازر دير ياسين وقانا ومخيم جنين ببعيد.
سينتصر اهلنا في غزة، بعون الله ثم بالارادة الحديدية للمقاومين الابطال، الارادة المفعمة بالايمان العميق بعدالة قضيتهم.
وكما اشرنا انفا، اننا قد غسلنا ايدينا من الحكام ولن ينفع معهم أي شيئ، لقد ماتت ضمائرهم وجفت الدماء والنخوة في عروقهم مخافة فقدان عروشهم.يفسرون مواقفهم المتخاذلة بانها سياسة، الا لهنة الله على هذه السياسة الجائفة. انهم سيجتمعون في الدوحة يوم الجمعة القادم، ولكن ماذا سيقررون؟ هل سيقرورون ارسال جيوشهم لفك اسر غزة واهلها؟ فهذا من سابع المستحيلات، لان هذه الجيوش لم تؤسس للدفاع عن الاوطان ولكن للدفاع عن العروش الخاوية. وفي احسن الاحوال سيصدر قرار مائع لدرجة تزكم، تضيف الى ألامنا وجعا وملحا..
يدعي البعض ان التدخل الايراني وتحريضها لحماس هو السبب فيما الت اليه الاوضاع في غزة!! عجيب أمور غريب قضية، اليس عملاء ايران الاقحاح يحكمون العراق منذ العام 2003 ويحملون جنسيتها وينفذون اجندتها الصفوية الطائفية؟؟!! فلماذا سارعتم الى ارسال سفرائكم الى بغداد المحتلة وتستقبلون العملاء الذين يحملون الجنسية الاايرانية تخطبون ودهم ورضاهم وتفتحون لهم احضانكم الدافئة وتغمرونهم بالهدايا الثمينة والمساعات المادية و السياسية والاقتصادية والتبادل الامني بينكم وبينهم جار على قدم وساق. هل لان الخنفسانة السوداء امرتكم بذلك ومنتعكم من مساندة اشقائكم في غزة. ان العذر اقبح مليون مرة من الذنب.
وبعد هذا نتسائل، ولكن اين هم 300 مليون عربي أويزيد؟ لماذا لم يحملوا العصا أوالقنادر، وذلك اضعف الايمان، يلوحوا بها بوجه حكامهم ويهزوا عروشهم المخضبة بدماء ابنائهم؟ لماذا لم يجلسوا في الشوارع ويغلقوا محلاتهم، يوقفوا مظاهر الحياة في العواصم و المدن والقرى؟ لماذا لم يمتنعوا من الذهاب الى المكاتب والدوائر ويقفوا حركةالموانئ والمطارات، الى ان يستكين الحكام ويستيقظوا من غفوتهم. هل سقتنا الفضائيات مشروب الجبن؟ أم ان اطفال ونساء وشيوخ وشباب غزة من من طينة اخرى غير الطين اللازب؟ هل يتذكر الشعب العربي الشعب الاوكراني كيف وقف اياما بلاليها تحت الثلج وزمهرير الشتاء القارس فيما سمي بالثورة البرتقالية؟ لماذا لايقوم الشعب العربي بثورة عارمة بوجه الطغاة؟ أننا لا نحثهم على حمل السلاح، حتى لانتهم بالارهاب، ولكن نحثهم ان يحملوا بدلا عنها القنادر والعصا، الم يصبح قندرة منتظر الزيدي شعار القرن الواحد والعشرين بدون منازع ضرب بها رئيس وزعيم اقوى وأكبر دولة في العالم؟!!.

أما نحن، الجزء الاخر من الشعب العربي، اعني معشر الكتاب والشعراء والمثقفين، اين نحن من هذا الذي يحدث في غزة العز وفلسطين الجريحة والعراق المحتل المنكوب بالاحتلالات. ،سوى اننا ندبج مقالاتنا واشعارنا بحبر بادر واحيانا فاسد واهلنا في غزة يكتبون التاريخ بالدم الطاهر، فشتان ما بين الحبر والدم. كم كاتب او شاعر او مثقف تطوع ليستشهد على ارض غزة؟ الا ندعي بأننا مسلمون والجهاد في سبيل الله ثم الارض والعرض والوطن والاهل هو استشهاد؟ فلماذا نخاف من الموت اذا كنا سننال الشهادة ؟ هل يتذكر مثقفونا وشعرائنا الشاعر غارسيا لوركا
والكاتب البير كامو؟
نحن معشر الكتاب والشعراء، فليزعل من يزعل،أننا لا نساوي سيرورة حذاء مقاوم بطل في غزة الصامدة و مقاوم صنديد في بلاد الرافدين. فخندق المقاومة ضد الاحتلال واحد وليس خندقان.لان العدو واحد.
الصمود الاسطوري لشعبنا في غزة اذهل حكامنا قبل عدونا الصهيوني المتغطرس ، هذا الصمود النابع من الايمان العميق بعدالة القضية، والايمان الذي لايتزحزح عن مبدأ انتصار الارادة الانسانية المحتوم ضد التجبر والاجرام والعدوان.
غزة لن تسقط ما دام هناك عرق ينبض في شرايين الجنين الفلسطيني،و لن يرفع أهلنا في غزة العزالرايات البيضاء، وسيظل ابناء الجبارين يقاوم هذا العدوان الهمجي بصدور ابنائه العامرة بالايمان وقيم العدالة، ومن يراهن على رضوخه للهوان والذل الصهيوني يرتكب خطأ فادحا. وسيشهد التاريخ ان غزة ستكون مقبرة للغزات الصهاينة كما اصبح عراق الصناديد مقبرة للغزاة الامريكان.انهم رجال الرجال ، ، انهم مشاريع استشهاد من اجل قضيتهم ووجودهم وهويتهم العربية والاسلامية, لا يترددون في التضحية، ولايقبلون العيش في الذل والهوان تحت ظل الاحتلال رغم الخذلان الذي يواجهونه من قبل الحكام والشعب العربي والاسلامي والاقلام المؤجورة والعقول العفنة والاعلام المتحيز.
عذرا يا أهلنا في غزة فنحن في العراق ايضا نكتوي بنار الاحتلال .
لكم من ارض الرافدين المنكوب بالاحتلالات، الف تحية وتحية, تحية اكبار واجلال يا من بيضتم وجه امتكم ودينكم والله ينصركم و يحفظكم.
اللهم احفظ اطفال ونساء وشيوخ غزة.
اللهم انصر ابطال غزة المقاومين الميامين.
اللهم انصر المقاومة العراقية الباسلة.
اللهم اجعل نيران وصواريخ الصهاينة الاوباش بردا وسلاما على اهل غزة.

وجدي أنور مردان
بغداد المحتلة
14.1.22009

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار