الثلاثاء، يونيو 16، 2009

نجاد والأسماء الحيّة لدولة فلسطين الميتة




نجاد والأسماء الحيّة لدولة فلسطين الميتة


كتابات أبو الحق


سادس عشر من حزيران


2009



(دولة فلسطين القابلة للحياة),...


...في أغرب عبارة محيّرة يمكن أن تعني أيّ شيء سوى ما تبدو عليه... ورد توصيف الإتحاد الأوربي هذا اليوم لمشروع يهدف بظاهره إلى إنهاء خلاف لا مجال لإنهائه, نحن نعرفها من دون الحاجة إلى خبراء ومن دون الحاجة إلى مشعوذين و عرّافات أو تلسكوبات فضائية تنقل لنا صورة المستقبل, وأنا من جانبي, تصورت سَيلا إضافيا من التوصيفات المتناغمة مع رؤية الغربيين الفايخين هؤلاء , وهاكم ما بجعبتي:


...دولة فلسطين المنزوعة السلاح, دولة فلسطين المتشرذمة لفريقين دوما, دولة فلسطين لصاحبها إسرائيل, دولة فلسطين المنتوفة الشعر , دولة فلسطين المنضوية تحت لواء نادي المعوّقين, دولة فلسطين المحتاجة يا محسنين لله, دولة فلسطين القابلة للذوبان, دولة فلسطين الصالحة للإستهلاك البشري, دولة فلسطين العديمة المطار, دولة فلسطين مشروع الإجتياح والحصار, دولة فلسطين المنذورة للدمار, دولة فلسطين الواقعة في مرمى الصاروخ والمنظار وأسلحة الطيّار, دولة فلسطين ال.. مو دولة مهما قيل ومهما دار, دولة فلسطين الداشرة الحدود بلا حراس ولا أسوار,دولة فلسطين الوحيدة الرئة ذات التك كلية والمحدودة الإبصار..


هذه هي نظرتي التفاعلية لما أوردته الأخبار هذا اليوم, عن نظرة الإتحاد الأوربي للكيان المقترح كدولة للفلسطينيين...وأنتم ترون حتما كم هي عرجاء عدالة البشر, نخبة البشر, فكيف بالعربنجية ؟


أعتقد أنه ينبغي عليكم أن تخجلوا من التربية التي أنشأتم بها عقول وضمائر أبنائكم,وأنا أتقصدكم أنتم بالذات,

ا أمّهات وأبّهات رجالات المجتمع الدولي والأوربي , يا أمّ كل حيزبون كميركل , ويا أبا كل برلسكوني ملعون, وأمثاله من وزراء دول الجي إيت مدري الجي سبوت, لقد قضيت عمري أشاهدكم أنتم وأمثالكم كل عام مرة أو مرتين , تترجلون من سياراتكم الليموزينية السوداء كسواد قلوبكم, و تصطفون أمام شاشات العالم كشلة قشامر على أهبة التخرج, تتبادلون الأنخاب وتتصافحون, على جثة أحدهم بلا خجل ولا وجل , ثم تعودون لتتباكوا بعدها ببضعة أسابيع, على مصير جثة سمراء أخرى ... يبدو أنكم تتلذذون بهذه الطقوس, كما تتلذذون بمعاكسة الواقع, من خلال إطلاق هذه التصريحات الخارجة عن كفتي الميزان..



أنا لا أتعرض هنا لتقصير الإتحاد الأوربي طيلة سنين طويلة بخصوص إدانة جرائم الصهاينة في جنين وغزة وغيرها, وتدميرهم لحياة المدنيين العالقين بين كل نارين , دوما, ..هناك, حيث "بين" هذه هي سمة غراب أسود, يسمّونه غراب البَين,.. وهو أيضا حرف جرّ يجرّ الإنسان الفلس طيني دوما لمصير لا قبل له بمعارضته , يوم تختنق رئتيه من إنسداد المعابر, ويموت يوميا كذا مرة من أعراض متلازمة نقص الكرامة ونتائج الحصار ورعب الأطفال والضعاف , أنا إنما أرى أنّ نخبة زعماء العالم يصبرون على ما لا يجوز الصبر عليه كمهاترات وتصريحات القذر الذي لم يتعرف بنعمة إسمها الصابون, نجاد الخبل, وبالمقابل, فهم يتعجلون أحداثا هامشية كالقرصنة الصومالية والملهاة الدارفوريّة , إنتقائيا..لا أكثر.. أنا أرى أنهم ينافقون نجاد ونظامه منذ أمد طويل ويسمحون له بالإستمرار بجرائمه , كما لم يفعلوا مع أحد من قبل, كما لو كان يمسك ببيضاتهم, بيديه, كما لو كان قادرا فعلا , على أن يصيب مخادع نومهم بصواريخه المستوردة تكنولوجيا..



وهكذا ترون معي أننا نعيش وسط عالم أثول, لا يحسن أن يتخذ الخطوات الصحيحة , وإن حصل وفطن إلى حراجة حسمها, فهو يفعل ذلك بعد أن تكتمل فصول المذبحة, وتضيع الحقوق , وتتحلل الجثث.. وتتشكل بيئات جديدة مُتأسّسة على الباطل , وإشبع قهر يا من تنشد العدالة والحق, في دنيا الباطل هذه ..!!, ولنا في العربدة النجاديّة المنفلتة هذه الأيام ومنذ سنين, خير مثال ..



نجاد الأرعن زوّر الإنتخابات لأنه طابت له لعبة السلطة والإجرام بحق العراق وتوزيع المليارات على الشعوب المجاورة وغير المجاورة, لقلب الأوضاع فيها على الجميع , وهو يحتاج أن يكمل هذه اللعبة, لديه نمر في السعودية يحتاج الدعم, ولديه حوثي في اليمن يحتاج الإسناد, ولديه تواجد مريب في أريتيريا و مخطط خبيث في نايجيريا لتحويل المسلمين فيها إلى زوومبيات تنفذ مخططاته التوسعيّة , وشهيته مفتوحة لإبتلاع أفغانستان و الكويت والبحرين ولبنان وزعزعة وضع مصر التي تعيش حالة غليان بركاني أصلا, وأذرعه ممتدة أصلا للجمهوريات السوفيتية المنهكة تلك وكم سحب من خبراء الإتحاد السوفيتي المنحل من خبرات وتقنيات ومواد تسليحية, بينما العالم الأثول لاه بحصار العراق, بحثا عن سيارات برازيلي تتجول على الطرق الخارجية وهي تنتج السارين والتابون !!


كل هذا, وأنت تسمع بين الفينة والأخرى أناسا من المتحمسين لنشر مذهبهم, يوافقون نجاد الأرعن في مخططاته هذه, فهم لا يرون من جبل الجليد إلا قمته الصغيرة , بدلا من أن يحسبوها بالمضبوط ويتحروا الرشد في الحكم على الأمور...وإلا فقولوا لي , أين تنتهي حدود المطامع هذه؟ هل أننا نعيش مطامع الزمن الماضي, عصر كورش وإسماعيل الصفوي أم إنها فورة أطماع جديدة تنظر لتحوطات الوضع في المستقبل , كما فعل سيء الصيت بُش؟ ...يشبه الموضوع طموح ربّة ماخور للزنا وإندفاعها لإصلاح أخلاقيات نساء الدور المجاورة للماخور !! لا بل يشبه الموضوع إرسال تلك الطيور في رواية" مزرعة الحيوانات" للتبشير بالثورة اليافعة , بين حيوانات المزارع المجاورة والنائية, زمنا طويلا قبل أن تقطف حيوانات المزرعة نفسها, ثمار الثورة المتواضعة!!


... لأجل هذه الأمور زوّر نجاد نتائج إنتخابات إيران , فهو عرّاب تزويرها في العراق الذي يريدونه ضيعة خانعة لهم , وهو إذ يكبت أصوات المعارضين له داخل إيران, من بني جلدته ومن أبناء الأحواز وبلوشستان وزاهدان , فهو نفسه من تباكى على حريات الأقليات والأكثريات في العراق , في تباكي تماسيحي معروف.. وهو يقف اليوم مع تفتيت العراق ويصفق له, ويقف بنفس الوقت مع تكوين إسرائيل مصغرة في شمال العراق, لكنه لا يتقبل معشار ضررها على نظامه وبلده !! .. وهو ينكر المحرقة اليهودية ليس لأنه شريف وذي غيرة على فلسطين مثلا, فهو المعني بقتلهم في العراق, لكنها تجارة المزايدات , حيث ينخدع بها ملايين الفلسطينيين اليائسين , كما إنخدعوا بالثور المجنح , حسن نصر اللات وهو يلعب على مشاعر كل عدو للصهاينة .. وكما ينكر نجاد وبغباء معاند المحرقة على اليهود, فهو ينكر التاريخ الإسلامي الصحيح على أهله الأصلاء, لأنه يقرأه من خلال القذارة المتكلسة على عينيه, إنها عواقب مخاصمة الصابون ومقاطعته لسنين .. ولعمري إنه ليس المَعني بالعتب واللوم , فمثله قد سقط عنه الحساب ورفع عنه القلم لكون تلافيف دماغه تحوي ضفيرة من الدمن و العته والحقارة المزمنة, ..أنا أعتب على من يصدّق للحظة , بأن إنتصار الأمة العربية والإسلامية النكَضانه, يتكفل به قاتل متجبرت زنيم, كنجاد أو كخاتمي , أو كخامنئي... كلهم ,كما يقال فيهم, كطابوق التواليت, من لم يصبه خاء فقد أصابه باء !!!



الجميل والمثير في حال اليوم, هو إنقلاب الأمور لصالح المقاومة الإيرانية, فأنت ترى الشارع يغلي على المكشوف ضد السلطة الغاشمة, كما لو كان ذلك التاريخ الذي قلب الكرسي بالشاه , فهي خدعة لم تستطع أن تحافظ على سرّها, فإنقلب السحر على الساحر... إنه نظام مجرم بغيض شديد الوطأة على النفس, لم يفلح بتطبيق الشعارات التي رفعها عقودا طويلة, فمصير النفايات كان دوما وعبر التاريخ, إلى المزبلة .. تهانئنا لمجاهدي خلق, ولكل من قاوم نظام الشنق بالكرينات, وإهتم بتصدير الثورة الخايسة بدلا من إعمار بيته المتهدم من الداخل..



ليست الشوارع المتعددة المسارات والمجمعات السكنية هي الأصل, ولا سعة مطار كرمنشاه أو شوارع طهران , إنه موافقة التطبيق للفكر وللنظرية , وللشعارات الإنتخابية, إنه كم من الإنسانية يتبقى في نفوس الحاكمين وبين ثنايا قوانينهم, بعد أن يتم تبليط طريق الثورة بجماجم البشر.. وهو ليس متعلقا بحجم القنبلة النووية التي سعيتم لإمتلاكها, بقدر ما هو معرفة من كنتم لتستخدمونها ضده, لو أذعن العالم الأثول لمشيئتكم !! ..




ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار