الثلاثاء، يونيو 18، 2013

رسالة الدكتور خضير المرشدي ، أمين عام الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق للسيد احمد الكحلاوي ، رئيس الهيئة التونسية لدعم المقاومة العربية ومقاومة التطبيع .. 
 بسم الله الرحمن الرحيم 

الأخ العزيز احمد الكحلاوي المحترم
رئيس الهيئة التونسية لدعم المقاومة العربية ومقاومة التطبيع ..
ابتداءا ابعث لجنابك بخالص التحية وعميق الاعتزاز وأرجوان تكون والعائلة الكريمة بخير وفير   
وبعد :
لقد اطلعت على الورقة التي قدمها جنابكم الى الدورة ٢٤ للمؤتمر القومي العربي الذي عقدت في القاهرة بتاريخ ١و٢ حزيران ٢٠١٣ ، والتي كانت بعنوان ( الاستقلال الوطني والقومي ) ، وقد جاء فيها حول قضية العراق ما نصه :
(( كما تصاعدت تلك التهديدات لسورية بعد احتلال العراق وتدميره وتفكيك جيشه سنة (2003) والزج بشعبه الذي كان موحدا في الفتنة ووضعته على حافة الانهيار والتقسيم الطائفي والإثني وهي الجرائم التي تمت بقيادة السفير نيغروبونتي في بغداد، الذي أطلق موجة الاغتيالات والقتل التي استهدفت المدنيين. والأطباء والمهندسين ومئات العلماء والمثقفين. وضرب المقاومة العراقية على أيدي فرق الموت المتكونة من مرتزقة جرى تجنيدهم وتدريبهم من قبل قوات الولايات المتحدة الأمريكية والناتو وحلفائهم في مجلس التعاون الخليجي. والذين عملوا تحت إشراف القوات الخاصة والشركات الأمنية الخاصة التي تعاقد معها البنتاغون والناتو )) . 
 وانطلاقا من إيماني بصدق نواياك ، واخلاصك للقضية الوطنية والقومية ، وبحكم مارأيته فيك من  صفات المناضل العربي الذي لايتردد في قول الحق ، والتصدي للباطل ، وخاصة مايتعلق بقضية بحجم قضية العراق ، وشأن بحجم شأن الأمة .. حيث كنت من أوائل من رفع لواء ذلك في تونس العزيزة ولازلت مناضلاعلى ذات الطريق انشالله .
من هنا فاسمح لي ان اقول ان الرؤية المطروحة في الورقة ، لاتعبر عن حقيقة الصراع الذي يجري في غير ساحة من ساحات امتنا العربية المجيدة ، ولم تشخص عناصره بدقة وموضوعية !!! ، وقدر تعلق الأمر بموضوع الصراع الجاري في العراق وكما ورد في الورقة ، فقد تم إغفال حقيقة هذا الصراع ، وأطرافه ، وعناصره ، ومن الذي يحركه ، ومن المستفيد من ذلك ؟؟؟
كما تعلم أخي الكريم ويعلم معك العالم اجمع ان الاحتلال الأمريكي الغربي للعراق قد تم بمساعدة ومعاونة ومشاركة جميع الدول العربية والإقليمية وكل حسب دوره المرسوم ، منها الكيان الصهيوني وهو المستفيد الاول وصاحب المصلحة الحقيقية في احتلال العراق وتدميره ، ومنها ايران التي وفرت الكثير من الدعم لهذا العدوان والغزو وباعتراف رسمي معلن .
وقد تصدت المقاومة العراقية الباسلة لهذا  الحلف الأمريكي الصهيوني ومن سانده عربيا ودوليا ، وتكلل ذلك الكفاح الملحمي للمقاومة الباسلة بهزيمة الأمريكان وحلفهم الشرير بأنسحابهم مدحورين في نهاية كانون الأول عام ٢٠١١ ، لتسجل المقاومة العراقية نصرا تاريخيا مجيدا للعرب والمسلمين والإنسانية جمعاء عندما أسقطت نظرية القطب الأوحد ، وأنهت ألأحلام بمشروع امبراطورية عالمية للهيمنة والتسلط والابتزاز .
وطيلة عملية الصراع الملحمي بين شعب العراق ومقاومته الباسلة من جهة ، والاحتلال وأعوانه وعملاءه من جهة أخرى ،  كان لإيران دورا خطيرا في التصدي للمقاومة ورجالها وملاحقتهم وتصفيتهم ، تارة بشكل مباشر من خلال أجهزتها الأمنية والعسكرية المنتشرة في عموم العراق ، وتارة أخرى بواسطة الميليشيات المرتبطة بمكتب ( علي خامنئي ) مباشرة والتي تقاد وتجهز وتدرب من قبل الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس ، وتارة ثالثة من خلال دعم ايران الموثق ( لجزء من تنظيمات القاعدة في العراق ) .
حتى بلغ الأمر أشده بعد هزيمة الأمريكان ، حيث اندفعت تلك المليشيات المرتبطة بإيران ومعها قوات إيرانية بالسيطرة على كافة مرافق النظام العميل في العراق ومنظوماته السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية .. ولعلك تسمع بما يسمى عصائب أهل الحق ومن قبلها جيش المهدي ، وجيش البطاط والمختار  ، واليوم الموعود ، وحزب الله العراقي ، والجيش اللادموي ، وفيلق بدر وغيرها الكثير من ميليشيات وعصابات ، تقتل على الهوية وتعيث في الأرض فسادا وانتهاكا وتدميرا، وهي أذرعا إيرانية الصنع والتمويل والتجهيز والتدريب !!!! 
فكيف لمناضل عربي ومن تونس العزيزة بالذات بمكانة الأخ احمد الكحلاوي ان تغيب عنه تلك الحقيقة الناصعة !! أو يتجاهلها ، سهوا أو عمدا !!!
ولمصلحة من يتم تناول هذا الأمر المتعلق بحقيقة الصراع في المنطقة ابتداءا من العراق بهذا الشكل الذي يبتعد كثيرا عن الحقيقة ؟؟؟ ويربك العقل العربي ، ويشوش تفكيره ورؤاه !!!
هل هذا هو موقفكم الشخصي أخي احمد ، ام أنها مجاملة لاذرع ايران في المنطقة التي سار عليها المؤتمر القومي العربي مؤخراً ، وخاصة حزب الله في لبنان !!! وقراءات المؤتمر الخاطئة والمشوهة للأحداث ولطبيعة الصراع بمجملها كما جاء في بيانه الختامي الأخير ؟؟
وإذا كان الموقف لربما يتطلب منك أو من الآخرين مجاملة هذا الحزب لسبب أو لآخر ووفق رؤية قد نختلف عليها كثيرا!! 
فهل هناك من العرب ممن يؤيد حزب الله في توجههه ، وموقفه وخاصة تدخله المرعب والسافر في سوريا ، ومن قبلها علاقاته المشبوهة مع جواسيس الاحتلال في العراق!! قد سأل هذا الحزب يوما أو لامه أو وجه له نقدا أو مجرد سؤال ، لماذا يتحالف مع هؤلاء العملاء في العراق ؟ 
وما الذي دفعه ليستقبل جواسيس بخسة ودناءة احمد الجلبي وأياد علاوي والمالكي وقادة الميليشيات التي تقتل العراقيين مجانا ومن منطلق طائفي اجرامي حقير ؟؟؟
أخي الكريم 
أرجو ان يكون الموقف كما يستحق من رؤية وتحليل ، سواءا مايتعلق بالعراق او مايتعلق بالشقيقة سوريا ، وما يتعرض له هذا الشعب الكريم من قتل وتدمير وقصف بالصواريخ والطائرات ، بحجة المتطرفين وما يسمى النصرة !!
تماما كما هي الحجة التي سيقت حول مايسمى القاعدة في العراق ، والتي اتخذت مبررا لضرب المقاومة العراقية من ناحية كما فعل الأمريكان ، أو التشويش على عملياتها من خلال إثارة الفتنة الطائفية بضرب الطائفتين معا من قبل فرق للقاعدة مدعومة إيرانيا !!! وفي كلتا الحالتين العراقية والسورية ، لايتجاوز وجود هؤلاء أكثر من خمسة بالمئة ، وبارتباطات مشبوهة وتوظيف معلوم !!
ذات الحجة ونفس التفسير بل والتزوير والتزييف للواقع والحق وكذلك التاريخ ..
والشعب السوري ومن قبله العراقي قد تم ذبحمها بذات الاسلحة وان اختلفت الوسائل ..
- الخطورة أخي الكريم تكمن في ان المشروع الأمريكي الصهيوني المتمثل بالعملية السياسية الجارية في العراق والتي هي رأس الحربة في هذا المشروع  ، وان ايران وأعوانها واذرعها يصرخون ليل نهار بانه يستهدف وجودهم ، وهم من  يتصدى له ،، ولكننا نرى في حقيقة الامر أن ايران تقوده وتديره في العراق بشكل مباشر وغير مباشر ، وتسهر وتقاتل مع عملاءها من اصدقاء حزب الله من أجل إنجاحه وبمختلف الوسائل حتى وان 
ادى ذلك لقتل كل الشعب العربي في العراق ... فأي تزوير وكذب ونفاق ذلك الذي تمارس بموجبه السياسة الآن .
أدعوك الى ان تراجع تلك الورقة التي تفتقر الى رؤية واقعية وموضوعية للأحداث ، بل انها رؤية مخطوئة لانها تتجاهل حقيقة الخطر الذي يحيط بالامة بسبب النفوذ والتدخل الايراني ، تماما كما ورد في البيان الختامي للمؤتمر القومي العربي في دورته ٢٤ الأخيرة ..
وهذا لايلغي بطبيعة الامر ان نذكر بالدور العربي الرسمي المتآمر والمتخاذل والخانع والمتراجع برمته تجاه مايجري في العراق وسوريا والامة باجمعها !!!
أخيرا ليس لدي ادنى شك بان موقفك كما هو دائما سيبقى داعما ومساندا لمقاومة شعب العراق ، والتي هي تمثل بحق ماتبقى من شرف لهذه الأمة .
دمتم ودامت تونس العزيزة وشعبها الوفي الأصيل ... مع تحياتي 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوكم الدكتور خضير المرشدي
أمين عام الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق  

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار