الأربعاء، يناير 12، 2011

لا لإعدام طارق عزيز ورفاقه .. أطلقوا سراحهم جميعا .




الدكتور عبدالإله الراوي .

قبل أن نبدأ مقالنا هذا يحلوا لنا أن نشير لمقال سابق له علاقة مباشرة بموضوع بحثنا  (الدكتور عبدالإله الراوي  : ليوث العراق الأبطال في سجون الأنذال.. الدكتور محمد مهدي صالح والسيد طارق عزيز . شبكة البصرة .31/5/2010 )

نقول بداية رغم جهود الكثير من الكتاب والصحافيين وكافة المدافعين عن العدالة والحق ، ضد المحاكمات الصورية ورفضهم إعدام مسؤولي الحكومة الوطنية الرابضين في سجون الاحتلال ، فإن ما يحز بأنفسنا هو الموقف المخزي والمتخاذل لما يطلق عليهم قادة الدول العربية أولا ، والموقف الدولي غير المبالي ثانيا .

ووفق قناعتنا فإن هذه المواقف ، ممكن تفهمها ، لكون سلطات الاحتلال الأمريكية – الإيرانية تساند الحكومة العميلة في العراق ، والتي تم تعينها من قبل القوات الغازية والجارة العزيزة جدا !! ، ولذا فإن جميع الأنظمة العربية تخشى الطعن أو مجرد التشكيك بما يطلق عليها المحكمة الجنائية العليا ، أو أن تطالب ، ولو من باب ما يطلق عليه الموقف الإنساني بتخفيف العقوبات أو بإطلاق سراح الأبطال من معتقلاتهم لكونهم لم يقوموا بأية جريمة ، بصورة مباشرة ، تستحق العقاب . والذين كان من المفروض أن يعتبروا أسرى حرب .

ولكن هل نستطيع أن نعول على هذه الأنظمة الغارقة في عمالتها لأمريكا وللصهيونية وقسما منها للنظام الصفوي في إيران .
هذا إذا قبلنا التصور الخاطئ للكثير منهم بأن هنالك عداء بين أمريكا وإيران .

أما دول العالم ( المتحضر !!) فهي الأخرى لا تحرك ساكنا لأن أغلبها محكومة بصورة مباشرة من قبل العصابات الصهيو- أمريكية .

فعلى من نعول إذا ولمن نوجه نداءنا ؟ ا للشعوب العربية  التي قرأنا على روحها الفاتحة منذ زمان بعيد ؟ . إذا لم لدينا أي أمل سوى بمقاومتنا البطلة ومواطنينا الشرفاء الذين يساندوها وبعض المخلصين من أبناء أمتينا العربية والإسلامية .

ولكن هل فعلا لا يوجد أي أمل بإحياء شعبنا العربي ، وإن الله سبحانه وتعالى  " يحي العظام وهي رميم " وهؤلاء لم يموتوا موتا حقيقيا ولكن موتا معنويا ، إذا هنالك أمل كبير ببعثهم ونحن واثقون بأن انتصار المقاومة سيوقظهم من سباتهم العميق .
وعلينا أن نشير بأن المظاهرات الأخيرة في تونس والجزائر ممكن اعتبارها بارقة أمل لإحياء جماهيرنا العربية .

من جهة أخرى نحن واثقون بأنه لو توفر ضغط جماهيري عربي وعالمي على حكومة بغداد العميلة فستضطر لإطلاق سراح كافة أبطالنا أو على الأقل إلغاء أحكام الإعدام الصادرة بحق قسم منهم .

لا نريد أن نثقل على قرائنا الأعزاء .. فنقول أنه منذ الاحتلال عام 2003 ولحد الآن فإن أبطالنا عانوا ويعانون من التعذيب والمعاملة الغير إنسانية ، والمحاكمات الصورية .. ولم يطلق سراح أي منهم ، حسب علمنا ،عدا المرحوم الدكتور سعدون حمادي والدكتورة هدى عماش ، رغم وجود عدد منهم لم يصدر بحقهم أي حكم لحد الآن ولم يتم إطلاق سراحهم ، ومنهم على سبيل المثال الدكتور محمد مهدي صالح ، وزير التجارة في الحكومة الوطنية قبل الاحتلال .

ليس غرضنا من كتابة هذا المقال تكرار ما كتبه ألأخوة الأعزاء في هذا المجال ، بل سنقوم بترجمة بعض ما نشر باللغة الفرنسية ، وبصورة خاصة ما نشر منها بعد صدور حكم الإعدام بحق السيد طارق عزيز ورفاقه .

ولذا سنقوم بتقديم بحثنا المتواضع كما يلي :-

أولا : مقتطفات من مقالات كتبت باللغة الفرنسية .
ثانيا : ترجمة مقال أحد الأساتذة الجامعيين الفرنسيين .    

أولا : مقتطفات من مقالات نشرت باللغة الفرنسية .

علينا أن نذكر بأن كافة المقالات  التي سنذكرها تم نشرها أو إعادة نشرها من قبل السيد جيل مونييه في نشرة جمعية الصداقة الفرنسية -العراقية .

1- الشاذلي القليبي السكرتير العام لجامعة الدول العربية . عنوان المقال : يجب إنقاذ طارق عزيز . جون أفريك . 7-13 تشرين الثاني 2010
- حكم عليه بالإعدام يوم 26/10/10 من قبل القضاء العراقي ، إن نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز ، من المؤكد بأنه يدافع عن سياسة بلده بحماسة ، ولكن ليس لديه مسؤولية مباشرة بالقرارات التي اتخذها الرئيس السابق . 

- العلاقات بينه وبين صدام لم تكن واضحة ، مع ذلك من المؤكد توجد علاقة إعجاب بينهما ، المناضل ، أصبح وزيرا لقضايا مهمة بعيون صدام ، العلاقات الخارجية ، الذي عليه أن يخلص لرئيسه وفي كافة المحن ، وهذا الموقف يعتبر نوع من الشعائر المقدسة .

- طارق عزيز لا يتحمل أية مسؤولية مباشرة ، ولكنه يدافع ، دائما وبحرارة ، عن القضايا التي يهتم بها صدام وكأنها تعود له شخصيا ، وكمثال على ذلك حرب الثماني سنوات مع إيران .

نص المقال على الرابط

2- شهادة بول بلتا أو بلطا ( كما يكتبه بعض الصحافيين العرب ) وهو صحافي وكاتب معروف . هذه الكلمة قيلت في مؤتمر ، عقد في باريس يوم 20/11/2010 بعنوان :  أراء - مناقشات في سبيل الدفاع عن طارق عزيز وزملائه .
علما بأن السيد بلطا عمل صحافيا في جريدة اللوموند لمدة طوية ، وقد زار العراق مرات عديدة بصفته الأخيرة هذه.

- في لقائنا الأول ، سألني طارق عزيز : لماذا وكيف تعلمت اللغة العربية . فشرحت له بأن جد أمي كان لبنانيا –يونانيا ..... ثم تكلمنا عن المسيحيين الشرقيين ، وألح على ضرورة الدفاع عنهم في سبيل أن يعيشوا بصورة جيدة منعا لهجرتهم .
وقال لي أيضا بأنه صديق طفولة لصدام حسين ووعدني بأن ينظم لي لقاء معه ، وهذا اللقاء تم في نهاية 1971 ودام ساعتين ونصف .

( تعليق بسيط من المترجم :وهكذا نرى أن السيد طارق عزيز وقيادة الثورة الحكيمة في العراق كانت تعمل كل ما بوسعها للقضاء على أي تعصب ديني أو مذهبي لغرض الحفاظ على وحدة العراق ووحدة شعبه . ولكن منذ وصول عملاء أمريكا والنظام الصفوي في إيران تم محاربة إخواننا المسيحيين من قبل العصابات ( المليشيات ) الصفوية وعصابات الحزبين الكرديين المتصهينين ، والغرض من ذلك إفراغ العراق من أحد مكوناته الرئيسية – المسيحيين – إضافة لما قامت به نفس العصابات وبالأخص التابعة للحزبين الكرديين ضد اليزيدية .

وبالنسبة لما تم بالنسبة للمسيحيين فسبق وذكرنا ذلك في مقالنا " الدكتور عبدالإله الراوي :  الإعلام الفرنسي ووثائق ويكيليكس ومسيحي العراق   اثر مجزرة كنيسة سيدة النجاة .  شبكة البصرة .10/11/10 "
كما يحلو لنا ذكر موقف الرئيس أحمد حسن البكر ، رحمه الله ، من إخواننا المسيحيين :-
يروي شاهد عيان هذه الحادثة : إن الرئيس العراقي البكر كان في اجتماع في القصر الجمهوري ببغداد مع رئيس الكنيسة الآشورية مار يوسف، وبينما هما في الاجتماع نهض البكر ثم ذهب بنفسه وأغلق باب غرفة الاجتماع، والتفت إلى مار يوسف وخاطبه قائلا: أريد أن اطلب منك طلبا فلا تردني به.
وأحس مار يوسف بالارتباك عندما اقترب منه البكر وفاجأه وقال له: أيها الأب.. باركني وصلي علي، أسقط في يد مار يوسف وقال جزعا: هل تريد أن يصدر بعضهم حكما بإعدامي يا سيادة الرئيس؟ فقال له البكر مبتسما:
ومن يصدر عليك حكما أو يقتلك وأنا رئيس العراق؟ هيا افعل ما أقول لك باركني وصلي علي.. وأمام إلحاح الرئيس لم يجد مار يوسف مهربا، وقام بطقوس الصلاة والبركة، والبكر راكع في وضعية من يتلقى بركة القديس.

وفي مناسبة أخرى دعا البكر رئيس الطائفة الآشورية في الولايات المتحدة الأمريكية مار شمعون إلى بغداد، وفي زيارة لهما إلى تكريت لفت الرئيس البكر انتباه مار شمعون إلى حقيقة أن معظم القبور القديمة في تكريت هي قبور مسيحية، فأكد مار شمعون معرفته بهذه الحقيقة، وهنا مازحه الرئيس البكر وقال له: الذي لا تعرفه هو أننا، نحن مسلمي تكريت، ترجع أصولنا إلى المسيحيين الذين خافوا من ضغط المسلمين فأعلنوا إسلامهم، ولذلك كانت معظم القبور قبل ذلك للمسيحيين.. إن صحت الرواية فان في سلــــوك الرئيس البكر عدة مغاز منها إن التعصب الديني كان لا يحتل مكانــــا في التربية العراقية، وان قدرا من التسامح والانسجام كان متاحا بين المسلمين والمسيحيين، بل إن تماهيات بين الديانتين كانت محط اعتراف الطرفين. (د. نضال معروف : ما الذي طلبه الرئيس احمد حسن البكر من رئيس الكنيسة الآشورية؟ القدس العربي . 7/1/11)

- وعندما يتكلم بلطا عن التطور الذي حصل في العراق ، وزيارته لكثير من المنشآت ، وتركيزه على النهضة في مجالي الزراعة والثقافة يقول : لقد زرت جميع المنشآت ، وكتبت ما شاهدته في جريدة اللوموند ، وتكلمت مع طارق عزيز الذي ساهم في هذه النهضة الثقافية .
التكامل بين صدام حسين وطارق عزيز : لقد استنتجت بأن كافة الإصلاحات لا يمكن أن يتم تنفيذها دون تعاضد قوي بين صدام حسين وطارق عزيز .
رابط المقال

3- موقف ( البرلمان ) الأوربي .

- قامت مجموعة من نواب المجلس المذكور، التي تمثل : "  نواب  اليسار الأوربي الموحد واليسار الخضر لشمال أوربا "، بمطالبة المجلس باتخاذ قرار يتضمن :
أ- عدم شرعية أحكام الإعدام ، وكافة الأحكام الأخرى ، الصادرة من المحاكم العراقية وذلك لغياب العدالة في العراق منذ قيام القوات الأمريكية بغزوه .
ب- يطالب بإجراء تحقيق دولي شامل عن كافة الجرائم ، من تعذيب وإعدامات وسوء معاملة .. الخ ، سواء من قبل قوات الاحتلال أو من قبل ما يطلق عليها الحكومة العراقية .
مع الأخذ بعين الاعتبار ما كشفه موقع ويكيليكس من الجرائم البشعة بحق العراقيين ومرتكبيها . 
- ولكن المجلس الأوربي تبنى قرارا يتضمن : أسفه بعمق لصدور قرار المحكمة الجنائية العليا العراقية بالحكم بإعدام كل من طارق عزيز وسعدون شاكر وعبد حمود .

كما قدم رجاء وبإلحاح إلى السلطات العراقية بتغيير هذا الحكم وعدم تنفيذ أحكام الإعدام التي صدرت من المحكمة المذكورة .
وهذا الموقف ضعيف جدا كما نرى لأن المفروض أن يطالبوا بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ، وثانيا تجاهل المحكومين الآخرين بالإعدام .
رابط المقال

4- نداء لجنة مطالبة تحرير المعتقلين السياسيين في العراق

- هذا النداء وجه يوم 3/11/2010 في جنيف من قبل القس ميكل دي ايكوتو بروكمان رئيس سابق للجمعية العامة للأمم المتحدة .
موجز النداء : في سبيل ، التعرف على القضية بصورة واضحة ، نقول أن المحاكمة غير متسمة بالعدالة ، وإن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن تنفيذ حكم الإعدام ، المتوقع الآن ، بحق طارق عزيز .

- وبهذه الطريقة فإنهم ارتكبوا خرق المادتين  3 و 4 من اتفاقية جنيف بكل وقاحة ، في الوقت الذي يدعون فيه بأنهم يعملون على معاقبة الأشخاص الذين قاموا بارتكاب جرائم خطيرة على المستوى الدولي .

- بالاتفاق مع مجموعة العمل للأمم المتحدة حول الاعتقالات العشوائية ، والتي تم ملاحظتها خلال محاكمة طارق عزيز ، وعدم شرعية المحكمة ، وعدم مراعاتها للقواعد القضائية التي تفرض عليها الحيادية .، فإن على الولايات المتحدة من الناحية الأخلاقية والالتزام القانوني ، أن تعمل لتحرير طارق عزيز . 
شريط مسجل
رابط المقال

5- النداء الذي قام بتوجيهه جيل مونييه باسم جمعية الصداقة الفرنسية - العراقية .

نداء لتحرير طارق عزيز وكافة المعتقلين السياسيين في العراق . علما بأن هذا النداء وقع عليه عدد كبير من المثقفين والسياسيين الفرنسيين والعرب وغيرهم .

- نطالب بإطلاق سراح طارق عزيز ورفاقه الذين تم الحكم عليهم بالإعدام بناء على محاكمة غير شرعية وجائرة ، وكذلك آلاف المعتقلين السياسيين في العراق ، الذين تم اعتقالهم دون أمر قضائي ودون توجيه أي اتهام لهم .

- لقد صرح كوفي أنان ، السكرتير العام للأمم المتحدة ، في شهر أيلول ( سبتمبر ) 2004 : بأن غزو العراق غير شرعي ، وهذا يعني بأن كافة الاعتقالات التي نتجت عن الغزو هي غير شرعية ، وكذلك فإن أحكام الإعدام التي صدرت في نهاية تشرين أول ( اوكتوبر ) بحق كل من : طارق عزيز ، سعدون شاكر ، عبد حمود ، سبعاوي إبراهيم وعبدالغني عبدالغفور ، هي غير شرعية أيضا .

- إن عقوبة الحكم بالإعدام علقت من قبل سلطات الاحتلال بين شهر حزيران ( جوان ) وآب ( أغسطس ) 2004 ، ولذا كان على المحكمة الجنائية العليا العراقية ، وفق القواعد القانونية الدولية ، في هذا المجال تطبيق القانون الذي يراعي مصلحة المتهم .

- كان على المحكمة المذكورة أن تلتزم بما نص عليه القانون العراقي  وبصورة واضحة ، وذلك بعدم إمكان الحكم على الأشخاص ، الذين تجاوز عمرهم سبعين عاما ، بالإعدام . وفي حالة ارتكابهم جريمة تقع تحت طائلة هذه العقوبة فإما أن تخفف العقوبة وإما أن يصدر بحقهم مرسوم عفو .
وبالنتيجة فنحن نطالب بإطلاق سراح طارق عزيز وكافة رفاقه الذي حكم عليهم بالإعدام ، وجميع المعتقلين السياسيين العراقيين .

6- مقابلة مع المحامي المشهور جاك فيرجس .

لقد زودنا السيد جيل مونييه بموجز مقابلته مع المحامي المذكور ، والتي سيتم نشرها في العدد القادم من مجلة أفريقيا – آسيا . وسنقتطف فقرات منها .
- يقول السيد فيرجس : راجعت السفارة العراقية في باريس لغرض الحصول على تأشيرة دخول إلى العراق ورفض طلبي ، كما قمت بمحاولة الحصول على موافقة الأمريكان للسماح لي بمقابلة طارق عزيز وباءت محاولتي بالفشل .
ولذا اضطررت بالاكتفاء بتوجيه رسالة ، عن طريق جمعية الصداقة الفرنسية – العراقية ، إلى المحكمة العراقية موضحا فيها بأنه في حالة قيامها بإصدار عقوبة الإعدام بحق طارق عزيز ، فإن قرارهم سيكون غير شرعي كما كان الحكم على صدام حسين الذي كان غير شرعي أيضا .

- عندما تم اعتقال طارق عزيز ورفاقه ، كان من الممكن الحكم عليهم بالإعدام وفق القانون العراقي النافذ ، ولكن صدر بعد ذلك ، أي خلال فترة توقيفهم وقبل محاكمتهم ، قانونا ألغى عقوبة الإعدام ، إذا وفق قواعد القانون الدولي فإن العقوبة الأخف هي التي يجب تطبيقها .

وإن صدام حسين ألقي القبض عليه في فترة تطبيق القانون الذي صدر من قبل قوات الاحتلال والذي ألغى عقوبة الإعدام ، إذا كان المفروض أن تطبق القواعد القانونية الدولية بحقه ولا يحكم عليه بالإعدام .

- نستنتج مما ذكرنا فإن الأحكام الصادرة بحق طارق عزيز وسعدون شاكر ورفاقهما الثلاثة الآخرين ، كان من المفروض أن لا يتم إصدارها لكونها مخالفة لأبسط القواعد القانونية الدولية .  

ثانيا : ترجمة مقال أحد الأساتذة الجامعيين الكبار .

أنقذوا طارق عزيز . بسرعة

شهادة الأستاذ الجامعي المعروف جاك  فافيو

قابلت الرئيس ( يقصد أنه كان رئيس المؤتمر الذي ساهم به ، وسيكرر ذلك عدة مرات – المترجم ) طارق عزيز في مؤتمر عالمي ضد الحصار الذي فرض على العراق : تم عقد هذا المؤتمر عام 2001 وترأسه طارق عزيز .
الرجل أثر في كثيرا ، ومنحني بعض الدقائق لتبادل الرأي ، قبل الجلسة التي ترأسها .

لقد أثار إعجابي بتوقد ذهنه وحبه الاطلاع على ما يتعلق بي ، رغم كوني كنت مدعوا بصورة رسمية من قبل كلية القانون في بغداد لغرض عقد عدة ندوات .
وقد قمت بتكرار تقديم هذه الندوات عام 2002 ثم عام 2003 ، في الظروف المأساوية التي يعرفها كل العالم الآن بصورة أفضل .
في هذه السنة حملت معي شجرة زيتون السلام ، ملفوفة بألوان العلم العراق ، والتي أودعت في بيت الحكمة ، هذا البيت العراقي الذي نستطيع مقارنته ب ( كولج دي فرانس ) ، والذي يقع على ضفة نهر دجلة . 

كان طارق عزيز يمثل ثمانية  (بيك : ماجة أو بستوني ) من اللعبة الأمريكية . ( وهو يقصد طبعا الذين طلب إلقاء القبض عليهم من قبل قوات الاحتلال – المترجم ) ، الرئيس طارق عزيز دخل التاريخ من أوسع أبوابه ، والذي سيكون شخصية بارزة في التاريخ وفي كل العهود ، وفي الأسطورة : إنه وطني ، تعلق قبل كل شيء بحب بلده ، علاوة على ذلك فهو مسيحي ، وأخيرا فهو يتقن اللغة الفرنسية ( فرانكو فون ) .

هنالك حاجة لعملية المصالحة الوطنية في هذا البلد ، الذي عانى من الضربات الحديدية الموجعة ، هذه المصالحة تتم من خلال إعادة بعث ماضيه ، الذي تثلم وقلب رأسا على عقب ، هذا الماضي الذي يبقى العراقيون متمسكين به وبإرثه ، والذي سيبقى دائما ، ولا يمكن إلغائه نهائيا .

أي قدر مأساوي لهذا الرجل ، أي معاناة غير إنسانية ودون جدوى تحملها خلال سنوات الاعتقال : آن الأوان لوضع حدا لهذه المعاناة بمبادرة طيبة وبرحمة اوغسطينية ( نسبة للقديس اوغسطين ونظريته عن الرحمة أو الغفران – المترجم ) .
ولكن مثل هذا القرار لا يستطيع اتخاذه إلا السلطات العليا ، منذ أقدم الأزمنة ، ولا يوجد أفضل من هذا القرار الذي من المفروض  أن يفتن سلطات هذا البلد : العراق .

إن مصير الرئيس طارق عزيز يتعلق بمحاولة البحث عن إيجاد مخرج إنساني  وليس ، مؤكدا ، قضائي ، لأن اللجوء إلى القضاء سيكون مثل طلب وساطة الوحي أيا كان ، أي عدم اللجوء إلى " المكينة القضائية " كما أطلق عليها القاضي الشاب : لفرساي : اليكسي توكفيل . ( أحد رجال القانون والمؤلفين الفرنسيين المعروفين وبالأخص من خلال ما قدمه من تحليلات فيما يتعلق بالثورة الفرنسية والديمقراطية . ولد عام 1805 وتوفى عام 1859 – المترجم )

أعيدوا الشرف لهذا الرجل بمنحه الحرية . بسرعة .

نص المقال المترجم
Vendredi 31 décembre 2010 5 31 /12 /2010 11:14
Sauvons Tarek Aziz... Vite!
Témoignage du professeur Jacques Foviaux, Professeur émérite des Universités *

   J'ai rencontré le Président Tarek Aziz, dans le cadre d'une réunion internationale organisée contre l'embargo qui frappait l'Irak : c'était, à Bagdad, en 2001. L'homme m'a fait beaucoup d'impression, m'accordant quelques minutes d'entretien avant la séance qu'il présidait. J'ai été frappé par sa vivacité d'esprit et sa curiosité à mon égard, alors que j'étais l'invité officiel de la Faculté de droit de Bagdad pour y donner une série de conférences. J'ai réitéré ces cycles de conférences en 2002, puis en 2003, année où j'ai apporté, dans les circonstances tragiques que tout le monde connaît mieux maintenant, un Olivier de la paix, emballé aux couleurs irakiennes, déposé à la Maison de la Sagesse, équivalent irakien du Collège de France, au bord du Tigre.
    Ex-Huit de pique du jeu de l'Amérique, le Président Tarek Aziz est entré de plein pied dans l'histoire, dans l'Histoire, qui surplombe l'histoire et toutes les histoires, dans la légende : c'est un patriote, qui chérit avant tout son pays, c'est un chrétien de surcroît, enfin c'est un parfait francophone. La réconciliation dans ce pays, frappé aux fers du malheur passe par la consolidation du passé, ébréché et bousculé, auquel tous les Irakiens demeurent filialement très attachés, ce qu'il en reste à jamais, que rien n'effacera jamais : quel destin tragique pour cet homme, quelles souffrances inhumaines et inutiles depuis les années de captivité : il est temps d'y mettre fin par un beau geste de clémence et de paix augustéenne, c'est l'exercice majestueux et réservé du pouvoir suprême depuis la plus haute Antiquité, que rien ne peut ravir aux autorités du Pays : l'IRAK.

   Le sort du Président Tarek Aziz est à chercher dans une solution humanitaire, surtout pas juridique, qui serait rendue comme l'oracle d'une quelconque "machine à droit", comme la nommait le tout jeune magistrat: de Versailles : Alexis de Tocqueville. À cet homme, rendons l'honneur dans la liberté. Vite !

* Histoire du droit à l'histoire.com  


الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على




ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار