الجمعة، يوليو 10، 2009

أيران وأمريكا ،،،العدو الصديق

أيران وأمريكا ،،،العدو الصديق
شبكة البصرة

صقر بغداد

ما دفعنا اليوم للكتابة في هذا الموضوع هو تصاعد وتيرة الحرب الأعلامية بين أمريكا وأسرائيل ودوائرهما الاعلامية من جهة وبين أيران والمندفعين لنصرتها من المحامين العرب الصحفيين من جهة أخرى، فلايخفى على المتابع مايجري خلف الكواليس هذه الأيام من تحضيرات سياسية وعسكرية لتهيئة طاولة المرحلة القادمة من الستراتيجية الأمريكية الخاصة بالشرق الأوسط بعد تقلد أوباما مقاليد الحكم بعد خلفه سيء الصيت بوش، فقد أدرك أوباما وفريقه الحاكم في البيت الأبيض نتائج حرب بوش الوخيمة على الأقتصاد الأمريكي وعلى المجتمع الدولي وأضمحلال هيبتها وكسر شوكتها في العراق، لذلك وجب عليه أن يبحث عن طوق نجاة يعيد لأمريكا هيبتها ويعوض بها خسائر النكبة الأقتصادية ولكن هذه المرة ليست بطريقة الكابوي القذر التي أستخدمها سابقه بوش، فكما نعلم بأن الديمقراطيين يؤمنون بأن خيار الحرب هو آخر الخيارات ولايمنع ذلك من أتخاذ قرارات الحرب المباغتة والسريعة والبعيدة عن الأستنزاف وهدر الطاقات، كما فعل كلينتون مع العراق عندما قرر قادة الحرب في البيت الأبيض ضرب العراق جويا دون أي تحرك عسكري بري، وها هو اليوم أوباما الديمقراطي أيضا يمشي على خطى سلفه كلنتون ولكن هذه المرة مع أيران، وبالرغم من أننا نعتبر لأمريكا وأيران مصالح مشتركة في الوطن العربي عامة والعراق على وجه الخصوص إلا أننا سنغض الطرف عن تلك العلاقة المتبادلة لنؤيد ما جاء على لسان محامي أيران من الكتاب والصحفيين من أن هنالك حربا وشيكة بين أمريكا وأيران ولكننا قطعا لانعتمد المسببات التي طرحوها وهي أن أيران بلد خطر أسلاميا ويساعد العرب ضد أسرائيل وسيكون له موقعا يشكل خطورة على أسرائيل لأمتلاكها السلاح النووي وووو.
سنطرح الأن موجبات توجيه ضربة أمريكية أو أسرائيلية الى أيران من خلال قضية العراق المشتركة بين الطرفين، وما أذا كانت الضربة على شكل هجوم عسكري بري مدعوم بسلاح الجو والصواريخ عابرة القارات أم هو هجوم جوي على مواقع المفاعل النووي الأيراني لأزالة الخطر المحتمل في المستقبل، وهنا يجب دراسة النتائج التي تحققت على الأرض في العراق، وسنذكرها على شكل نقاط

1- آلاف القتلى من ضباط وجنود الجيش الأمريكي والقوات المتجحفلة معها. 
2- مئات الآلوف من الجرحى وأغلبهم أصيبوا بعاهات جسمانية شديدة.
3- مئات الألوف من الحالات النفسية في صفوف الجيش الأمريكي.
4- مليارات الدولارات كخسائر ناتجة عن تمويل الحرب .
5- مليارات الدولارات كخسائر ناتجة عن تدمير الآليات والاسلحة والطائرات والمعدات العسكرية.
6- خسائر معنوية كبيرة في أوساط الشعب الأمريكي.
7- هبوط مستوى التأييد الدولي لمشاريع أمريكا في العالم.
8- بداية أنهيار تسلط القطب الواحد الذي تجبرت فيه أمريكا لعشرات من السنين.
9- فشل آيدلوجية "دمقرطة العالم" التي وعدت به أمريكا للكثير من الشعوب بعد تجربته في العراق.
10- سقوط شعار "الشرق الأوسط الجديد"
11- هبوط مستوى معنويات الجنود الأمريكان الى أدنى مستوياته التي لاتتيح له تحمل أخفاقات أخرى.


ومما تقدم فأن الأقدام على أي عمل عسكري مشابه لما حصل في العراق يعتبر أنتحارا عسكريا وسياسيا لن تنهض منها أمريكا بعد مئات السنين.
أذا مالخطة اليوم وبأي أتجاه سيعمل المخططون العسكريون الأمريكيون؟
بداية وقبل الدخول في أحتمالات تلك الخطة علينا أن نبين بأن أمريكا أستغلت الوجود الأيراني القريب من ساحة معركتها في العراق لتحقيق غاياتها وتجنيبها الكثير من خلال طرح أيران كلاعب في الوضع العراقي وورقة ضغط على الكثير من الأطراف العراقية منها المناهظة ومنها العميلة، وهنا سنبين الخطوط العريضة للتدخل الأيراني في العراق:

1- أنتهاز الفرصة الذهبية في أسقاط النظام الوطني العراقي من خلال تهيئة عوامل نجاح الخطة الأمريكية في العراق في بداية الأحتلال، ويمكن الرجوع لتصريح أبطحي وخاتمي والأعتراف صراحة بأن لولا أيران لما نجحت القوات الأمريكية من دخول العراق.
2- دعم كامل وواضح لحكومة عميلة لأمريكا أنشأها بريمر وجلهم من الموالين لأيران ويحملون جنسياتها ويتلقون رواتب بالتومان منذ الحرب العراقية الأيرانية الى يومنا هذا.
3- دعم الأنتخابات العراقية تحت حراب المحتل وأصدار الفتاوى التي تجبر المواطن الساذج للمشاركة فيها، وتكفيره في حال رفضها.
4- دعم مليشيات منظمة واجبها قتل وتهجير المواطن العراقي، وهي كثيرة منها جيش المهدي وبدر وحزب الله .
5- فتح الكثير من المقرات الدينية والسياسية في العراق وبواجهات مختلفة منها سياحية ومنها دينية ومنها أنسانية تعمل كمواقع تجسس لتحييد عمل المقاومة العراقية التي تقاوم أمريكا وليس أيران!
6- دعم الأحزاب الموالية لأيران ومنها حزب الهاشمي وحزب عزيز حكيمي والمالكي والجعفري ومقتدى الصدر والطالباني وما الزيارات المكوكية لكل هؤلاء الى أيران إلا دليلا قاطعا لذلك.
7- دعم مجاميع من القاعدة أستطاعت من خلالها توجيه الأنظار من مقاتلة الجيش الأمريكي الى قتل المواطن العراقي على الهوية بألأشتراك مع المليشيات الأخرى، وقد القي القبض على الكثير من الأفغان والباكستانيين على الحدود الأيرانية العراقية كانوا متجهين للعراق للأنظمام الى القاعدة، والغريب في الأمر أن السلطات العراقية لاتلقي القبض عليهم بل تعيدهم من حيث أتوا.
8- محاولة تحييد الشباب العراقي عن واجبه الحقيقي بمقاتلة المحتل الأمريكي من خلال تصدير السموم والمخدرات وهنالك شواهد كثيرة على تورط أقطاب الحكومة العراقية العميلة بعمليات التهريب.

هذا غيض من فيض لما تقوم به أيران في العراق وما خفي كان أعظم.
الأن نصل الى النقطة المهمة والتي أردنا فيها تسليط الضوء على الجدل الدائر حول الضربة المحتملة لأيران، فبرغم التحرك الدبلوماسي الوضح ضد أيران فأن هنالك تحرك ستراتيجي عسكري يراد منه قص أجنحة أيران في ضربة أستباقية مأمونة العواقب، فكما نعلم بأن من الخطورة توجيه ضربة صاروخية الى مواقع المفاعل النووي الأيراني لكون هامش الأخطاء ستؤدي الى نتائج كارثية، حيث سيؤدي الى انتشار الغبار النووي الذي سيؤثر على المنطقة كلها بما فيها العراق وأفغانستان الذي يتواجد الجيش الأمريكي فيهما، أذا كيف ستكون خطة محكمة لاتقبل الأخطاء؟
أمريكا ومنذ وقت طويل تتابع الموضوع النووي الأيراني وسأقول حتما لديها مخططات وأحداثيات تلك المواقع وبالضرورة فأنها درست جيدا خططا كثيرة لتوجيه تلك الضربة، فالمفاعل النووي الأيراني وأن كان مصمما ومستوردا من كوريا الشمالية فأنه بالتأكيد لايختلف من حيث التخطيط الهندسي والأنشائي عن المفاعلات الروسية والتي تفككت البعض منها لتنتقل مخططاتها الى أمريكا، وطبعا لاننسى مجاميع المفتشين الذين زاروا تلك المفاعلات وحددوا مواقعها على الخريطة، أذا فالخطة الموضوعة مدروسة بشكل جيد وربما بالنسبة لأمريكا فأنها ناجحة بنسبة تسعين بالمئة، وإن كانت هنالك ضربة فنحن نفضلها محدودة ما دامت لا تؤدي بالأبرياء الى جحيم المعارك كما حدث في العراق ولكن الفرق أن العراقيون لن يتدخلوا لصالح أمريكا في أيران، والسبب بسيط وهو عدم وجود تطلعات توسعية لديهم فهم يتطلعون الى التحرير فقط ولا شيء غير التحرير مع تحييد دور أيراني خبيث في العراق والمنطقة.
لربما كنت لأمريكا الكثير من الدوافع لفرض تلك الخطة وأهم مافيها هو ضربة أستباقية كما نوهنا عنها سابقا ولكونها ستنعش السوق النفطية العالمية من خلال زيادة أسعار النفط كما حدث في حربها على العراق، وهناك من سيسأل وما دخل النفط في ضربة محدودة على المفاعل النووي، سنجيب ونقول بأن أمريكا وإن أرادت توجيه الضربة الى المفاعل فهي لاتريد عودة عمل تلك المفاعلات من خلال ضرب المنشآت النفطية الأيرانية التي تزود تلك المفاعلات بالطاقة، وهي بذلك ضربت عصفورين بضربة جوية واحدة، الأول التخلص من المفاعل النووي المزعوم، والثاني وقف تصدير النفط الأيراني لتعود بذلك الأرباح على أمريكا التي تستغل النفط العراقي اليوم لصالحها وكل ذلك سببه محاولة النهوض بالأقتصاد الأمريكي المتعثر.
نحن نتمنى وندعو الله أن تمتلك دولة أسلامية أو عربية التكنلوجيا النووية ولكن في بعض الأحيان السلاح في يد الأرعن أكثر خطورة منه بيد العدو، وتدخل أيران في العراق لم يدع مجالا للشك بأن تلك التكنلوجيا ستطال الأقربون قبل أسرائيل، ونحن بالتأكيد لسنا مع ضربة أمريكية لأي من دول العالم لكوننا خبرنا حروب أمريكا وتحملنا العبء الثقيل ولكن نقول من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، وكان على أيران أن تفكر مليا قبل أن تدعم حكومة منصبة من المحتل الأمريكي، ودعم أنتخابات في ظل أحتلال، وتمويل عصابات القتل والسرقة، وسرقة البنى التحتية العراقية التي فككت وبيعت لها بأبخس الأثمان، وسرقة طائرات العراق المودعة لديها كأمانة والكثير الكثير ولكننا سندعو الله متمنيين أن يعطهم ما يتمنون لنا.
وأخيرا وإن أعتبرنا أن هنالك مصالح أمريكية أيرانية مشتركة في العراق وربما في الوطن العربي من خلال جعل أيران بعبعا يخيف دول الخليج ليستمر حلب البقرة حتى آخر قطرة من النفط العربي، إلا أن المستقبل ينبأ بأنتهاء شهر العسل بين أمريكا وأيران، ونتمنى أن يتسلم الحكم في أيران متعقلون يقدرون معنى الجيرة ولينهوا مسلسلا مملا من الأهداف التوسعية بأطر أسلامية، ولتتوحد الجهود حقيقة لمحاربة أسرائيل وليس أعلاميا.
 










ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار