شبكة البصرة
المحامي حسن بيان
شهيد الأضحى، شهيد الحج الأكبر، شهيد العراق وفلسطين، شهيد المقاومة الوطنية العراقية، شهيد الأمة العربية، شهيد البعث، كلها مسميات ندر ان تجتمع في شخصية واحدة. والندرة لا تعني الاستحالة، ولهذا برز واحد تجسدت فيه كل الدلالات النضالية والإنسانية لهذه المسميات.
إنه الشهيد صدام حسين، الذي وقف، وقفة العز التي اعتادها وهو يواجه التحديات بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين، مستحضراً في لحظة استشهاده كل معاني البطولة والاقدام التي جبلت بها شخصيته، واضعاً استشهاده في سياق المسيرة النضالية التي انخرط بها منذ تفتحت براعم الحياة عنده، واستمر طليعياً في كل دور أداه، وفي كل موقع شغله،
صدام حسين، الشهيد الأكبر للعرب والعراق والبعث، حوَّل حدث الاستشهاد إلى موقعة نضالية، توج فيها مسيرة الكفاح الطويلة التي خاض غمارها، مع رفاقه وجماهير شعبه للارتقاء بالأمة العربية إلى المستوى الذي يليق بها وبتاريخها، ورسالتها الحضارية إلى الإنسانية. وإذا كان الذين خططوا ونفذوا عملية الاغتيال السياسي بقائد عربي أرادوا أن يغيّبوا عن مسرح الحياة، من خافوا منه في حياته، وخالجهم الرعب من وقفته لحظة النطق بالشهادتين، فإن ظنهم خاب، لأن من انتقل إلى مثواه الأخير صبيحة الأضحى لست سنوات خلت، بقي رمزاً حياً في وجدان رفاقه وشعبه وأمته. والمناسبة التي اختيرت توقيتاً زمانياً لتنفيذ عملية الاغتيال، هي المحطة الزمنية التي أرخت الاندحار الاحتلال الأميركي.
وإذا كان الأضحى لا يستقر في محطة زمنية لارتباطه بالتأريخ الهجري، فإن مع تجواله على مدار السنة، تجول مناسبة الاستشهاد معه، فيبقى الإنسان العربي، يعيش في الأضحى دلالة حدثين مرتبطين بمعاني التضحية والفداء. ولهذا بقدر ما كان حدث الاستشهاد شديد الواقع والألم، فإنه في الوقت نفسه كان مفعماً بكل معاني التضحية والفداء، كصفتين بقيتا ملازتين للشهيد القائد في كل سلوكيته النضالية، وفيها تجلى كم كان مشبعاً بالإيمان الرسالي، وبالإيمان النضالي الذي كان بمثابة وصية وقعها ومهرها بتوقيعه الخاص، عاشت فلسطين عاشت الأمة العربية.
إن تطل على ذكرى الاستشهاد في مناسبة الأضحى، ففي هذا استحضار لدلالات الذكرى، التي تبقى حية في الوجدان الشعبي العربي، لأن شعب العراق العظيم وجماهير الأمة العربية، وان نسوا بعضاً إلا أنهم لن يسنوا من كان تختصر بشخصيته كتلة المبادئ التي ربطت بين معطى النضال الوطني والقومي، والتي كانت تشكل الأساس الفكري للمشروع النهضوي العربي، الذي لأجله انخرط القائد الشهيد في صفوف حزبه الذي أعطاه كل ما منت الحياة عليه من عطاءات، ولأجله قاد مسيرة نضالية طويلة، ولأجله استشهد دفاعاً عما آمن به وعمل لأجله.
إن مناسبة استشهاد قائد العراق العظيم، لم تكتسب حضورها المؤثر في نفوس أبناء العراق والأمة ورفاقه في الحزب من المشهدية البطولية التي واجه خلالها الأدوات الصغيرة التي نفذت قرار التحالف – الصهيوني – الإمبريالي –الشعوبي وحسب، بل اكتسبت دلالاتها من كونها تزامنت مع ثلاث محطات مهمة في التاريخ العربي بقديمه وحديثه، إنها مناسبة الأضحى، ومناسبة انطلاق الثورة الفلسطينية، ومناسبة دحر الاحتلال الأميركي. فهل هناك من دلالات أبلغ من أن يكون استشهاد القائد صدام حسين محتضنا بهذه المناسبات الثلاث!!
شبكة البصرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق