Friday, 24 April 2009 21:42 |
هديل الحليسي حظر التجوال، اشتباكات في شوارع المدينة، اطلاق نيران متقطع كلمات لم يعهدها العراقيون قبل خمس سنوات من اليوم...حين كانت بغداد عاصمة واحدة لوطن واحد وشعب واحد لم تنهشه الطائفية المزعومة والاحتلال المتزايد منذ خمس سنوات. يشهد العالم اليوم تظاهرات واعتصامات خفية ربما وصريحة ايضا...كل العالم يسمح له بالاحتجاج ضد احتلال واستغلال وقتل يومي الا العاصمة العراقية وذلك بعد ان فرضت (الحكومة الموقرة) قرار حظر التجول بالتزامن مع الذكرى الخامسة لدخول الدبابات الامريكية، وسقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين 0(او سقوط بغداد) ان صح التعبير. لا استطيع انا من ولدت وعشت دهرا هناك، كما لا يتصور اي عربي قومي بغداد من دون قائدها وموحدها،،، فلم نشهد يوما تلك الفرقة، لا اصدق فعلا ان من يعاني الجوع الان بعد (التحرير الامريكي-العراقي) هو الطفل العراقي،،والشعب باكمله لا يجد دواء او حياة او امانا،،وهو من كان ينعم يوما بالامن والغذاء والكهرباء و الماء والخدمات الطبية المجانية حتى بعد الحرب الاولى على العراق في التسعينيات من القرن الماضي مباشرة، فقد تم توصيل الخدمات الرئيسية للسكان في فترة قياسية ولكل انحاء العراق. لا اصدق ان من يذل بشكل يومي هو الشعب العراقي الذي طالما رفع راسه شامخا حين كان بقيادة قائده الذي (ما وطى الهامة) حتى لحبل الاعدام. لن انس ما حييت ذلك اليوم وصورة (العراقي البطل) الذي خرج بمعوله يحاول تحطيم النصب الماثل في ساحة الفردوس بمساعدة امريكية....يومها بكيت وبكيت كما كل العيون العربية الشريفة.....تمنيت لو كان هذا كابوسا اصحو منه لاعود الى الواقع..ولكنني وجدت انه الواقع وانني ان اردت رؤية الصورة الحالمة التي كانت يوما،،،،لا بد ان الجا الى السبات..... اليوم اسألك يا فيروز يا من تغنيت بمسقط رأسي،،،، بغداد...والشعراء والصور،،،ذهب الزمان وضوعه العطر،،يا الف ليلة..عسا ليلة من لياليك تعود،،،اين هي بغداد.... يا بغداد ....يا ايتها الباكية الجريحة...من لكِ وبعض اهلك قد هجروا حتى رموزك التاريخية؟ ابو جعفر المنصور ما عاد له نصب يذكر به،،،شهرزاد التي كانت تصب الزيت على اللصوص نفذ زيتها واغتصب اللصوص كل ما لديها حتى الجرار الفارغة....البيت والارض والمسكَوف...ابو نؤاس وليالي بغداد الدافئة العذبة...يا لدجلة الغالي....تلون بالحبر من قرون خلت واليوم صار محمرا....بغداد قسمت الى الف بغداد....والرصافة والكرخ لم تعد التقسيم الاداري الوحيد. عمر وعلي ما عادا يلتقيان...وجرجس هاجر الى غير رجعة... ساحة الفردوس اضحت قطعة من جهنم كما هي معظم ارجاء العراق وبغداد تحديدا...لم اعد اعرف تلك المدينة التي ولدت وكبرت فيها...فلم يكن هذا الزي العسكري الغربي مزروعا في شوارع بغداد...وما ادراك ما بغداد،،، كانت بوابة عنيدة لم يجرؤ احد على اقتحامها...وباتت مشروعا مشاعا يتقاسمه ويتطاول عليه كل من اشتهاه يوما،،،فتركيا وايران وامريكا وبريطانيا تعيث فسادا في دار السلام ليسجل العراق رقما قياسيا في نسب الفساد المستشري. علماء واطباء ومخلصين لكِ رحلوا اما الى سكن آمن تحت ترابك الذهبي او خارج اسوار السجن الكبير فيكِ.... الاعظمية التي اضحت ابرز مواطن السنة ما تزال تذكر آخر كلمات قالها الرئيس الراحل لها " أعد شعب الاعظمية باقامة نصب ذهبية بعد هزيمة الامريكيين"...ومناطق اخرى صارت حكرا على الشيعة... لا اصدق ما جرى ويرفض عقلي ان يصدق....واميل الى قول انك ستصدق يا صدام باذن الله،،، فبلد كالعراق ومدينة عريقة كبغداد لن تستكين بالمقاومة التي لن تموت مهما بذل المحتل ونائبه من الحكومة العراقية من محاولات....اطمئني يا بغداد وعدي العدة لهم....فما الليل الا مرحلة يطلع الفجر بعدها،،،وان طال الزمان.. احبك يا بغداد واعلن عشقي واكباري بمدادي لتاريخك العريق وقائدك الشهيد...احبك يا بغداد. هديل الحليسي |
الاثنين، ديسمبر 20، 2010
يوم احتلال عاصمة الرشيد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق