السبت، نوفمبر 27، 2010

رسالة مفتوحة الى غبطة البطريرك والى السادة اساقفة الكنيسة المسماة بالكنيسة الكلدانية

القس لوسيان جميل . نينوى .العراق



صاحب الغبطة والسادة اساقفة كنيستنا الأجلاء...

بعد التحية وعظيم الاحترام، اطلب العذر اولا من غبطتكم ومن سياداتكم لأني اكتب لكم رسالة مفتوحة من على موقع لستم متعودين ان تقرؤوا شيئا مسيحيا عليه، مع العلم ان هذا الموقع: كتاب عراقيون من اجل الحرية، مفتوح لكل العراقيين ولغير العراقيين، وتكتب فيه عدة شخصيات مسيحية، حيث لي عليه شخصيا، قرابة سبعين مقالا، اقول عنهـا انها مقالات في اخلاقيات السياسة، هذه الأخلاقيات التي هي من صلب واجباتنا المسيحية والقسسية، وكان يجب ان تكـون من صلب واجباتكم ايضا، لو انكم من البداية كنتم واعين بعمق لحقيقة لا اخلاقية الاحتلال وخطيئته الكبيرة، ووقفتم منه الموقف المسيحي المطلوب ايمانيا وأخلاقيـا، على الأقل مثلما كنتم انتم انفسكم، او بعض من سبقكم، قد وقفتم من الحزب الشيوعي بين الأعوام 1958 و 1960 وما قبل ذلك وما بعد ذلك ايضا.

لماذا اكتب على المكشوف:

اما عذري في الكتابة لكم بشكل مفتوح ومكشوف فناتج عن الموضوع الذي اكتب لكم فيه، والذي يتطلب العلنية في مثل الحالة التي نحن فيها، حيث بدأ الكثيرون يكتبون لكم بالطريقة عينها، طالما ان جميع تصرفاتكم الكنسية والسياسية خرجت هي الأخرى من السرية الى العلن.

ويقينا ان الكتابة العلنية المكشوفة سوف تظهر لغبطتكم وسياداتكم وللعالم كله الـى أي جانب يقف غالبيتكم، منذ الاحتلال الى يومنا هذا، والى أي جانب كان يجب ان تقفوا طوال هذه المدة كلهـا، والى أي جانب عليكم اليوم ان تقفوا، بعد كل مـا جرى للعراق ولكنائسه من الآم وجراح، ولكي لا يبقى بالتالي أي عذر لأحد بعد كل ما كتبنا لهم، وكتب لهم آخرون، بشكل مباشر وغير مباشر.

تمنيات عميقة:

وفي الواقع كم كنا نتمنى، نحـن القسس الكتاب من ابناء الكنيسة، ان يعرف العالم كله، بأن كنيسة العراق، بمسيحييها او بدونهم، بسياسييها المزعومين او بدونهم، كنيسة باقية على اخلاق الستينيات الانسانوية، وأنها لم تتأثر كثيرا بما حصل في العالم في التسعينيـات، بعد حلول ما يسمى النظام العالمي الجديد، وهيمنة الرأسمال العالمي وبطشه بالشعوب الضعيفة، وأيضا بعد ان حل على الكنيسة ما يمكن نحن ايضا ان نسميه النظام الكنسي العالمي الجديد، الذي اثر بشكل خاص على الكنيسة الكاثوليكية وحرف مسيرتها الانسانوية التي كانت قد بدأتها منذ انعقاد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، حيث عادت هذه الكنيسة بشكل تدريجي الى الاسلوب السلطوي المتوازي مع اسلوب النظام العالمي الجديد الذي اعتمد على الهيمنة والتسلط والتعسف، السياسي منه والمالي والعسكري.

في ستينيات القرن المنصرم:

سادتي الكرام!

لقد كانت اخلاق الستينيات، والحق يقال، قد تغلغلت في مفاصل جميع كنائس العراق تقريبا، بدءا بأبرشية الموصل التي ينتمي اليها كاتب هذا المقال، ووصولا الى اصغر كنيسة في اعالي الجبال العراقية، علـى الرغم من عدم ارتياح الرؤساء الأعلين لمنهج الستينيات الانسانوي الذي كانت تحمله. ففي الستينيات من القرن المنصرم بدأ تجديد كنيسة العراق التدريجي، من خلال الخطاب الكنسي المسموع والمقروء، كما بدأ تجديد كثير من نظم الكنيسة التي كانت قد اصبحت نظما بالية حقا، وكثيرا من طقوسها التي كانت منظمة ومكتوبة من اجل انسان القرون المسيحية المشرقية الخوالي.

علما بان معظم هذا التجديد كان قد حدث على يد قسس الستينيات من القرن المنصرم، اكثر مما حدث على ايدي الأساقفة الذين كانوا بين مؤيد ومعارض للتجديد، وبين ممتنع عن التجديد بدرجات مختلفة، او غير مبال به، مع العلم ان هذه الرئاسات كانت غير قادرة على وقف زحف التجديد المبارك.

نتائج منهج الستينيات في الكنيسة:

وهكذا اذن، يا اصحاب الغبطة والسيادة، قد لمسنا في كنائسنا في مرحلة الستينيات من القرن المنصرم، وما بعدها، فوائد كثيرة لا تعد ولا تحصى، على مستوى وحدة الكنيسة الداخلية الواحدة، او علـى مستوى تقارب الكنائس المختلفة والمتعددة، او على مستوى تقارب الأديان والمذاهب، وأيضا على مستوى التفاهم بين السلطة الثورية آنذاك وبين غالبية الكنائس ومؤمنيها.

ما كنا نتمناه لكنائس اليوم:

اما اليوم فقد كنا نتمنى لكنيسة او كنائس العراق، وفي مقدمتها الكنيسة المسماة بالكنيسة الكلدانية، ان تبقى ثابتة ومستقرة علـى المبادئ الانسانوية التي تربت عليها في الستينيات، دون الالتفاف الى ما جرى بعد ذلك في العالم منذ بداية التسعينيات من القرن المنصرم. نعم! كنا نتمنى اليوم ان نرى كنيستنا المسماة بالكنيسة الكلدانية، وسائر كنائسنا الأخرى تقف من خلال خطابها الكنسي المسموع والمقروء، الى جانب الحق دوما، وترفض بشدة الاحتلال ونتائجه الوخيمة وغير الأخلاقية والعدوانية، لأن مثل هذا الخطاب وحده ينسجم مع الايمان المسيحي، كما ينسجم مع ايمان كل الأديان السماوية وغير السماوية، ومع شرائعها، سواء اتفق هذا التوجه الروحي والإنساني مع حكام هذا الزمان ام لم يتفق.

ما حدث في الواقع:

اما ما حدث في الواقع، يا اصحاب الغبطة والسيادة، في كنيستنا العراقية بشكل عام، وما حدث في كنيستنا المسماة بالكنيسة الكلدانية بشكل خاص، منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي، فهو أمر يؤسف له حقا، على الرغم من اننا، نحن المتتبعين لشؤون كنائسنا، كنا نتوقعه، وهو سيطرة روح النظام العالمي الجديد ( العولمة ) على الكنيسة، وعودة روح السلطة التعسفية اليها، في غالبية الكنائس، وفي المركز البطريركـي ايضا، دون ان نستثني مركز الكنيسة الجامعة من حدث الردة الكنسية، كما نقول دائما، وكما قلنا وكتبنا منذ بابوية المثلث الرحمة يوحنا بولس الثاني الذي ركن المجمع المسكوني في زاوية من الكنيسة في روما، وصار يوجه الكنيسة توجيها آخر ينسجم مع روح النظام العالمي الجديد ويأخذه بعين الاعتبار ويعترف به كواقع مفروض على العالم يجب التعامل معه بايجابية، حتى وان استوجب نقده من حين لآخر.

موقف رؤساء كنائسنا من النظام العالمي الجديد:

وبما ان جوهر النظام العالمي الجديد كان يعني العودة الى السلطة بخلاف ما بشر به الفاتيكاني الثاني، فقد ارتاح رؤساء كنائسنا الى هذا التوجه، وظهر ارتياحهم خاصة بمناسبة يوبيل الألفين لميلاد يسوع المسيح، عندما بدؤوا يتجاهلون القاعدة الكنسية ويتصرفون حسب اهوائهم الشخصية ومزاجهم بأمور الكنيسة والرعية، مع العلم ان المجمع لم يدخل اصلا في كنائسنا، كما كان يجب، بسبب توجس رؤساء كنائسنا من خيارات المجمع الانسانوية التي لم تكن تروق لرؤساء كنائسنا المطبوعين على الانفراد بالسلطة الكنسية.

ما حدث لكنيسة العراق بعد الاحتلال:

اما ما حدث لكنيسة العراق بعد الاحتلال، يا اصحاب الغبطة والسيادة، فقد لا نجد له اسما آخر غير اسم الفوضى، هذه الفوضى التي لم تكن هي الأخرى فوضى خلاقة بل فوضى هدامة على كل المستويات. علما بأن سبب هذه الفوضى يعود الى النهج الاستبدادي السلطوي الذي دخل الكنيسة منذ ايام النظام العالمي الجديد، هذا النهج الذي وظفه اساقفة وقسس اعتمدوا على سلطتهم الخاصة، ولم يستشيروا غير مصالحهم، ومن قدر ان يكسب ثقتهم من السياسيين العملاء الذين بدورهم لم يكونوا ناشئين على تربية يسوع المسيح ومبادئه الانسانية، ولا على تربية المؤسسات الانسانية، بل كانوا قد نشئوا على التربية الماركسية في اضعف اوجهها، وعلى تربية المخابرات الأمريكية الشريرة، وغيرها من المخابرات.

من هنا يكون من المؤسف حقا ما حدث لكنيسة العراق على يد مسئولين كنسيين لم يكونوا مؤهلين بكفاية لتحمل مسؤولية الكنيسة في زمن الاحتلال، لا ايمانيا ولا انسانيا، فانساقوا وراء تعسف المحتل وانجرفوا مع تيار القابلين بالاحتلال، ولاسيما من اشباه الأحزاب السياسية التي فرضت نفسها على المسيحية بقوة المحتل ودعمه، الأمر الذي القى على كنيستنا العراقية، وكنيستنا المسماة بالكنيسة الكلدانية، كثيرا من الشبهات، مع العلم انه لم يكن لتصرفات هذه الكنيسة المشبوهة والمفرطة في الغباء أي سند لاهوتي او انساني، او وطني.

كنيسة فقدت دعوتها الخلاصية:

وهكذا، يا اصحاب الغبطة والسيادة نلاحظ كيف فقدت كنيستنا العراقية، منذ التسعينيات، ولاسيما بعد الاحتلال، دعوتها الانسانوية الخلاصية وتأثيرها على اخلاق مسيحييها السياسية، فصارت الجماعات السياسية العميلة للمحتل تقود كنائسنا العراقية، عوضا عن ان تقود الكنيسة هذه الجماعات، اقله فيما يخص ما نسميه اخلاقيات السياسة، والتي لا تعود للسياسيين بل لكنائسهم، اذا ارادوا ان يبقوا مسيحيين حقا، لاسيما وان اعطاء لقب السياسي للمسيحيين الذين يدعون امتلاك احزاب سياسية خاصة بهم، وإعطاء لقب المرجعية لرجال دين تعاطوا في امور لا تعنيهم، وكأنها حقوق يدافعون عنها، امر يجب ان توضع له الف علامة استفهام، وذلك لأسباب كثيرة لا نأتي الى ذكرها في هذه المصارحة، لكي لا تضيع فكرة المقال الأساسية عن القارئ.

الوهم الكبير:

ولكن يبدو، يا اصحاب الغبطة والسيادة، بأن المحتل، وعن طريق عملائه وأعوانه، استطاع ان ينجح في الترويج لمصطلح المرجعية الدينية المسيحية والمرجعية السياسية، وغيرها من المصطلحات، على الرغم من سخافة Absurdité هذه المصطلحات ولا شرعيتها وبعدها عن الحقيقة الاجتماعية والتاريخية، حتى صار رئيس الكنيسة يحسب نفسه مرجعية دينية طائفية او قومية بحق وحقيقة، وصار العملاء من الأحزاب السياسية المسيحية يحسبون انفسهم سياسيين بحق وحقيقة. فيا لها من مسرحية هزلية الغاية منها اعادة المرجعيات الطائفية الى مسرح المجتمعات، بعد ان اندثرت المرجعيات الدينية والمدنيـة بسقوط الأمم الدينية في كل مكان، وبعد ان فعل المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني فعله الخلاصي في تحرير الانسان من بقايا ورواسب الأمم الدينية، ومنها الأمة الدينيـة المسيحية في الغرب التي سقطت على اثر قيام ونجاح الثورة الفرنسية، في حين نعرف ان القوميات التي دخلت قاموس الأقليات الدينية المسيحية جاءت على طلب من المخابرات الأمريكية، من اجل فصل هذه الاقليات الدينية عن وطنهم العراق، تحت بند المظلومية القومية ومطلب المحاصصة لما سمي بشكل تعسفي مكونات العراق وطيفه الوهمي التآمري.

هل الكنيسة الكلدانية كنيسة قومية؟:

وهنا نحب ان نتوجه اليكم، يا اصحاب الغبطة والسيادة بالسؤال التالي ونقول: ترى هل حقا يمكن لكنيسة ككنيسة المشرق التي ضمت في القرن الأول الميلادي، كل من كان يحتاج الـى الايمان المسيحـي الجديد، بغض النظر عن عرقه وقبيلته وعشيرته، كما حدث لمسيحية الغرب تماما، ان تكون كنيسة قومية عرقية، وهل حقا خضعتم للحق عندما اعلنتم كنيستكم كنيسة قومية، ام انكم خضعتم لمطالب الأحزاب المفضلة لديكم بشكل طائفي وعاطفي، هذه المطالب التي نعرف علم اليقين، انها كانت مطالب المخابرات الأمريكية، في الأصل؟

عودة على بدء:

في هذه العودة نود ان نقول لأصحاب الغبطة والسيادة بأن المنهج الذي جاءكم من النظام العالمي الجديد وأيضا من النظام الكنسي الجديد هو اصل البلاء لمسيحييكم اولا ولكم ولكل الكنيسة معكم ثانيا. فصحيح ان المسئول الأول عن معاناة المسيحيين مثل معاناة كل الشعب العراقي هو المحتل والذين تعاونوا معه، غير انكم ايضا وبصفتكم رعاة الشعب المسيحي مسئولون مسؤولية حقيقية، وان كانت ادبية وضميرية، عن هذه المعاناة الصادرة عن منهجكم الخاطئ في التعامل مع المحتل وأعوانه؟ فماذا انتم فاعلون يا ترى؟

وهل ستكتفون بتعليق نياشين الشهادة على صدور ضحاياكم، وتغسلون اياديكم من مسؤولية دماء هذه الضحايا، كما فعل بيلاطس مع السيد المسيح قائلا: انـي برئ مـن دم هذا الرجل؟ ام انكم، وكما سمعت اليوم في الأخبار ستكونون سعداء عندما يسلح السيد أثيل النجيفي ونائب السفير الأمريكي في العراق كل عائلة مسيحية بقطعة سلاح رشاش؟ فتعسا لهذا المقترح الأمريكي المرائي الكذاب الذي يعمل كل شيء للمسيحيين إلا العمل الصحيح، هذا العمل الذي يقتضي اعادة احوال العراق الى ما كانت عليه قبل الاحتلال. اليس ذلك صحيحا يا مرجعياتنا الأفاضل، ام ان الكلام عن هذا الحل اصبح من المحرمات؟

سؤال مقلق ومحير:

فإذا كان ما قلته اعلاه صحيحا، فلماذا لا يوجد بينكم ايها الأفاضل، باستثناء كاتب هذا المقال، من يرفع صوته ويشجب الاحتلال، ويقول للمحتلين بأنهم يرتكبون خطيئة عظيمة ضد الله وضد الانسان، ويقول الكلام عينه، لمن شارك مع المحتل، بأي قدر كان، كما يقول لهم بأنهم السبب الحقيقي لنكبة المسيحيين ونكبة العراقيين المظلومين. فما حدث، ايها السادة الكرام، هو العكس تماما، فقد ظهرت كنيستنا، الكنيسة المسماة بالكنيسة الكلدانية، شأنها شأن الكنائس الأخرى، كنيسة معتمدة على قوة المعتدي المحتل الغاشمة والظالمة والواثقة من نصره في عدوانه على العراق، مرددة بشكل او بآخر مقولة الرئيس المصري حسني مبارك الذي قال، بعد احتلال العراق: دي امريكا يابا... في حين كانت هذه الكنيسة خلاف ذلك تماما، في العهد العراقي الوطني.

غير اني لا اريد لمقالي هذا ان يكون نقدا ولا تجريحا ولا تشهيرا بموقف من مواقفكم، يا اصحاب الغبطة والسيادة، وإنما اريد فقط ان اضع يدي على الجرح الكبير الذي آلم كنيستنا العراقية، بما فيها الكنيسة المسماة بالكنيسة الكلدانية، باستثناء السياسيين المسيحيين المفروضين على كنائسنا بقوة السلاح الأمريكي، والذين تعودوا على الاصطياد في الماء العكر، واستغلال نكبات المسيحيين المصطنعة من اجل غايات سياسية معروفة وواضحة.

الكارثة القادرة على فتح عيون العميان:

فإذا كانت جميع الكوارث السابقة لم تستطع ان تزحزحكم عن مواقفكم المستقرة مع المحتل، لأسباب يعرفها الجميع، فاني افترض بحسن نية ان الكارثة الأخيرة، وأعني بها كارثة كنيسة سيدة النجاة، كفيلة ان ترجعكم الى جادة الصواب فتسلكوا السبيل الحقيقي المؤدي الى الخلاص. لذلك اقول لغبطتك وسيادتك بأن القوة الأمريكية لا تفيدكم، لأنها ليست قوتكم، وان اية قوة عراقية اخرى لا تنفعكم عمليا، لأن هذه القوة لا تملك الشرعية اصلا، كما ان كتل الكونكريت التي تسورون بها مدنكم وبلداتكم وكنائسكم لا تنفعكم بشيء، لأن هذه الكتل الكونكريتية لم تستطع ان تحمي المحتلين انفسهم، اما حصولكم على السلاح لكي تحمون به انفسكم فهو خدعة وصلت حد المهزلة،غايتها التنصل من حمايتكم الحقيقية.

سبيل الخلاص الوحيد:

سادتي رؤساء كنائسنا الأكارم! قد تكون كل الطرق تؤدي الى روما، كما يقول المثل الغربي، غير انكم ترون بأنفسكم بأنه لم يعد لكم انتم غير طريق واحد يفضي الى النجاة، اذا كنتم حقا تطلبون النجاة لكم ولمسيحييكم. وبما اني افترض عندكم الصدق فأملي ان تكون جرعة كنيسة سيدة النجاة وما تلاها من قتل للمسيحيين في اماكن عديدة، كافية لتدمير الفيروس الخبيث الذي دخل حياتكم فأصابها بمرض عضال. او فلنقل ايضا ان هذه الجرعة، او الخضة، او الصعقة، تفيق سياداتكم، وربما تفيق المسيحيين معكم، من التخدير الذي انتم فيه منذ اكثر من سبع سنوات عجاف، لكي تتمكنوا من رؤية طريق الخلاص الحقيقي، بعيدا عن المحتل وشروره ووعوده الكاذبة، وكذلك بعيدا عن وعود اعوان المحتل المضللة والمسببة لشقاء المسيحيين.

وهنا اذكركم ايها السادة بقول يسوع المسيح، معلمكم ومعلمنا جميعا، عندما اوصاكم وأوصانا جميعا ان نكون " حكماء كالحياة و ودعاء كالحمام ". ولكن تذكروا ايضا انكم في زمن ضعفكم المسيحي والإنساني لم تكونوا لا حكماء ولا ودعاء بكفاية، بعد ان ارتبطتم بأناس لا يعرفون الحكمة ولا الوداعة ولا العدل في سلوكهم السياسي.

الخلاصة الأخيرة:

وبما اننا يا سادتنا الأجلاء لن نستطيع ان نطيل موضوعنا اكثر مما فعلنا، فإننا نقدم لكم بتواضع ما سميناه بسبيل الخلاص الوحيد. اما خلاصة هذا السبيل، او الطريق فهي كالآتي:

1- ليكن خروجكم من مجمل العملية السياسية وخبثها وعدوانيتها ومعاهداتها ودستورها الظالم كخروج بني لوط من مدينة سادوم الفاجرة، دون ندم ودون تردد ودون تحسر على مكاسب. على ان يكون فك الارتباط بالعملية السياسية واضحا وموثقا وعلنيا.

2- ليكن فك ارتباطكم مع جميع الأحزاب المسيحية وغير المسيحية، بسائر تنظيماتها وواجهاتها ومشاريعها وأهدافها المشبوهة والسليمة امرا لا رجعة فيه، دون ان يعني ذلك اعلان معاداة جماعات هذه الأحزاب، على ان يتم توثيق هذا القرار. وليكن في علمكم ايها السادة ان التصريح الذي يقول بأنكم تقفون بمسافة واحدة من جميع الأحزاب وإنكم تباركون جميع الأحزاب، غير كاف، لأن المطلوب ان لا تقفوا إلا موقف الشجب والاستنكار من جميع الاحزاب التي اشتركت في احتلال العراق، والتي من دون وجه حق تريد تغيير بنى العراق الجغرافية والاجتماعية والإدارية بقوة المحتل وتعسفه. وعليه إذا كان الوقوف على مسافة واحدة من الاحزاب ضروريا وجميلا في الأوقات الاعتيادية الطبيعية فان هذا الوقوف لا يعني بعد الاحتلال سوى مباركة الشر والعدوان.

3- ان الحق والعدل يطالبان رؤساءنا الأجلاء بشجب الاحتلال جملة وتفصيلا، وبدون لف ودوران. فالمحتل احتل العراق بشكل غير مشروع، وقد دمر العراق والعراقيين من كل الوجوه، وهو لا يحق له ان يتصرف بشبر من عراقنا من خلال قوته المسلحـة، فكيف بنا اذا كان هذا المحتل ينوي تقطيع اوصال عراقنا ونهب ثرواته. فهل يعقل ان يحلل رؤساؤنا ما حرمه الله، بهذه الحجة او تلك؟

4- من اجل اثبات حسن النية يكون من المهم جدا ان يتنصل رؤساؤنا من أي عملية تغيير ينوي المحتل من خلال مؤامرة دولية ان يعملها في العراق، بما فـي ذلك تغيير طابـع كركوك التاريخي وطابع المناطق التي تسمى جورا بالمناطق المتنازع عليها، بأية حجة كانت. ومن ذلك ايضا، وعلى وجه الخصوص، مؤامرة ما يسمى سهل نينوى التي تشترك فيها احزاب مسيحية، مع الأسف.

5- من اجل الحقيقة العلمية والاجتماعية والتاريخية، ومن اجل حماية الوجود المسيحي الطبيعي في العراق نطلب من رؤسائنا الأجلاء اعادة النظر في قرارهم الخاص بجعل الكنيسة المسماة بالكنيسة الكلدانية كنيسة قومية، لكي يتم إلغاء هذا القرار من جذوره. وهنا يكون من المستحسن جدا تغيير تسمية كنيستنا بتسمية مناسبة تلغي الالباس القومي الحاصل بسبب هذه التسمية والذي تستغله الأحزاب الشوفينية العميلة للأجنبي.

6- حذف الطابع الطائفي من كنيستنا بكل ابعاده، والإبقاء على طابع العلاقة الكنسية الايمانية بين الرئاسات الكنسية والمؤمنين. تلافيا لأضرار الطائفية المقيتة.

7- وأخيرا وليس آخرا يكون على رؤساء كنائسنا ان يقطعوا صلتهم بالمال المشبوه الذي يقدمه السيد سركيس للكنائس، لكي يكون هذا المال رشوة وهمزة وصل بين الكنائس وواهبي المال، وبين واهبي هذا المال وسائر مسيحيي العراق المغلوبين على امرهم.

مع دعائي لغبطتكم وسياداتكم بالتوفيق وطول العمر.



القس لوسيان جميل

تلكيف- محافظة نينوى- العراق

27- 11- 2010

fr_luciendjamil@yahoo.com

الجمعة، نوفمبر 26، 2010

عفوا ياصابرين دياب




د.محمد رحال

السويد.2010/11/23

عفوا صابرين دياب انه التنسيق الأمني!!!!!!!؟؟؟؟؟ هذا هو تبرير السلطات المصرية التي وقفت في أكرم الأيام المترافقة مع عيد الأضحى متفرجة على رجال الموساد في ارض الكنانة وفي مطارها وهم يعتدون على صابرين دياب في محاولة لتمزيق أستار الشرف العزيز الذي حملته ابنة الجليل الصامد ، وهي التي زارت مصر ضيفة على أبنائها ، وللتنسيق الأمني العربي الصهيوني الأمريكي قصص طويلة ليس لها أول ولا آخر ، ويندرج في إطارها الحرب الكونية على الإرهاب والذي صرح به رئيس الشر الأمريكي بوش ليتحول نظام الرذيلة العربي إلى رجال شرطة ومحققين وقتلة وسجانين بيد سلطان الشر بوش .

انه من العار ترك عصابات الموساد الصهيوني تمارس إذلال المواطنين العرب في ارض باعها ساستها إلى رجال الموساد ، وتركوهم يمارسون ساديتهم أمام عيون رجال الأمن المصري في مطار القاهرة ، وهو انحدار في القيم التي فرضت على النوعيات التي تحمي أملاك حسني مبارك وحزبه اللاوطني في أكثر فترات التاريخ حساسية حيث تتسابق الأمم في محاولة النهوض أمام سباق تنافسي عالمي منقطع النظير للنهوض بخطط التنمية ورفع مستوياتها .

http://sn144w.snt144.mail.live.com/default.aspx?wa=wsignin1.0



انه لمن العار أن تتحول كبرى الدول العربية إلى نقطة أمنية للصهيونية في نفس الوقت الذي يتبجح به النظام بالسيادة الوطنية حين التحدث عن مراقبة الانتخابات المزمع إنشائها والمزمع تزويرها ، فعن أي سيادة يتحدث أساطين السياسة البلهاء في اكبر بلد عربي ، وهم عبارة عن نظام كامل تحول لخدمة الصهيونية ومخططاتها وكان ابرز أدواتها وتكتيكاتها.

أن يقوم عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية بإهداء المعلومات عن قائد جيش الإسلام في غزة لهو أمر شديد الخطورة ، ويدل على خضوع هذا النظام الكامل وتحوله من دولة إلى مجموعات أمنية هدفها حماية الكيان الصهيوني ، وما فضحه الإعلام الغربي عن تورط عمر سليمان في إهدائه تلك المعلومات يشكل سابقة خطيرة جدا في التاريخ الوطني لمصر وهي الدولة التي دفع أبناؤها العبء الأكبر في سبيل فلسطين وأقصاها، وعمر سليمان ليس شخصا عاديا وإنما هو احد المرشحين الكبار لخلافة الفرعون الأكبر حسني منقرف(نسبة إلى الفرعون منقرع).

ان ماكشفته مذكرات الملعون بوش من ان فرعون مصر حسني منقرف أكد له امتلاك العراق لأسلحة كيماوية وحثه على غزو العراق لهو من الطامات الكبرى والتي تستحق من الشعب العربي وضعه مكان إبليس ورجمه بكافة أصناف الأحذية ، فهو وحزبه ليسوا إلا جنودا في جيب الصهيونية يستخدمونها متى أرادوا.

لم أكن اعرف صابرين دياب ، ولكنها أرسلت لي منذ اشهر رسالة تشكرني على مقال عن الشيخ رائد صلاح وأنها كانت في بيت الشيخ وقرأت لامه مقالي فيه(وداعا يارائد صلاح) ، وهو جزء صغير من رد الجميل لشيخ تبكي عليه حجارة الأقصى التي افتقدته ، وحملت لي صابرين حينها تحية أم الشيخ وهي تحية تكريم كبيرة من أم مناضل ومجاهد اعتز بها وبه ، وما فوجئت به هو أن الأخت صابرين ترسل لي منذ أيام رسالتها الحزينة الدامية عن محنتها في مطار القاهرة وكتبت لي:

تحياتي دكتور

قدّر لي الله أن أتجرع طعم اليتم ولؤم ونذالة ذوي القربى في مطار القاهرة قبل نحو أسبوع مضى

قبل مغادرتي للقاهرة إلى بلادي فلسطين الحبيبة,حين استلمني وحقائبي امن الطيران الإسرائيلي في قلب المطار وقاموا بما لا يخطر ببالك من أفعال مهينة بحق ادميتي وانتمائي

الآن وانأ اقرأ لك اشعر بطعم مختلف عما كنت اشعر به في مقالات سابقة قرأتها لك

عندما تتجرع فعليا طعم الذل والمهانة والاستشعار باليتم وأنت لا تزال في ضيافة اكبر بلد عربي يفترض أن له سيادة على أرضه,يكون طعم التعاطي والانفعال مع كل ما يحدث معك أو يمر عليك لاحقا مختلفا تماما

يا الهي يا دكتور

اشعر باحتراق وألم لا أتمناه في الدنيا لأحد

يا الهي يا دكتور

ما اقسي طعم الهوان والذل

إنا فتاة عربية مسلمة تربيت على مكارم الخلق التي تربت عليها كريمات ضباط امن المطار المصري الذين سمحت رجولتهم بالتفرج علي وعلى إهانتي وانا ضعيفة وحيدة كنت أظن أنني بحمايتهم

سامحني

شعوري بالقهر والوجع يفقدني تركيزي والسيطرة على أفكاري

سامحني وتقبل شكواي

فكتبت لها وكنت مندهشا مستغربا:

هل يعني أن هناك رجال امن صهاينة في مطار القاهرة؟؟؟

فكتبت لي التالي:

نعم "رجال" امن الطائرة الإسرائيلية يصولون ويجولون على راحتهم في مطار القاهرة

وهم من قاموا بالتنكيل بي على مرأى من "رجال" الأمن المصري

مجددا

سامحني,ولست اعرف ما الذي دعاني للكتابة إليك

تقبل شكواي إليك

تحياتي

وكتبت لها مقتبسا فقرة من رسالتها:

يا الهي يا دكتور



ما أقسى طعم الهوان والذل

انأ فتاة عربية مسلمة تربيت على مكارم الخلق التي تربت عليها كريمات ضباط امن المطار المصري الذين سمحت رجولتهم بالتفرج علي وعلى إهانتي وأنا ضعيفة وحيدة كنت أظن أنني بحمايتهم

سامحني

شعوري بالقهر والوجع يفقدني تركيزي والسيطرة على أفكاري

سامحني وتقبل شكواي

رسالتك اختي صابرين مازالت تؤرقني

فهل تسمحي أن اكتب حول الموضوع

محمد رحال



وأجابت:

ما أنبلك أستاذي

اتستاْذنني؟؟؟

إن غضبت ,فاصرخ في وجوههم وعب عليهم وعلى رجولتهم

ولما لا يستضعفوننا ويهينوننا

واكبر بلد عربي مداس على رأسه

فكيف لنا ألا نشعر بأننا أيتام نقف على أبواب اللئام

في كل الأحوال والأهوال

فان الله الواحد الأحد مولانا



تحياتي أستاذي الدكتور محمد



اكتب رسالتي ياصابرين وأقول لك عفوا ، فقد بدأت معرفتي بك وأنت في بيت الشيخ رائد صلاح ترابطين هناك لتقهري من أراد قهرنا ، عفوا لأني لا أستطيع أن أحميك وانت بعض حجارة الأقصى وصموده ، عفوا لاني لاأملك للنظام العربي الخائن من حيلة سوى أن العنه والعن معه كل سواد الظلم الذي حمله النظام الوطني والحزب الوطني ، عفوا ياصابرين فقد باعنا النظام العربي آلاف المرات واشتروا بثمن جلودنا وشرف بناتنا بركة آل صهيون.



http://www.aljazeera.net/NR/exeres/08FFB439-7635-4A09-B7C7-78290C4F6A56.htm



ساهم في توزيع هذا المقال

تحرير العراق وفلسطين والجولان والأراضي العربية والإسلامية واجب ديني ووطني وإنساني

د.محمد رحال

globalrahhal@hotmail.com






هكذا سقطت اقذر مؤامرة على وحدة الحزب


شبكة البصرة
صلاح المختار
حينما تبنى الاحتلال (قانون اجتثاث البعث) فانه اكد بلا مواربة او شك بان هدفه كان ومازال هو تصفية البعث اولا وقبل كل شيء كعقيدة وتنظيم سياسي، ولذلك كانت كل جهود الاحتلال الاساسية منصبة على القضاء على البعث واجتثاث عقيدته ومناضليه، فقدم البعث كوكبة تلو كوكبة من الشهداء وكان التتويج العظيم لتضحيات البعث هو اغتيال قسما كبيرا من قادته وعلى راسهم سيد شهداء العصر القائد الخالد صدام حسين، بينما قبع في الاسر مئات القادة والاف الكوادر صامدين قابضين على جمر المبادي ومصالح العراق والامة العربية. ولكن البعث كان ومازال وسيبقى كالعنقاء كلما احرق بعث حيا من رماده وتجدد شبابه وانطلق اقوى واشد تمسكا بالمبادئ وقيم النضال واكثر استعدادا للتضحية والفداء.
ونحن نسبح بدماء الاف الشهداء البعثيين الذين استشهدوا وهم يقاتلون الاحتلال والالاف من رفاقنا يواجهون الموت والتعذيب وينتظرون الفرج جاءهم رد لئيم وقاس ومشبوه، ونحن مازلنا في اربعينية الشهيد صدام حسين الذي لم يجف دمه، فقد تحركت زمرة مضللة ومضللة وحاولت خطف الحزب وتسخيره لخدمة هدف الاحتلال الاهم وهو اجتثاث البعث، ولكن هذه المرة على يد من يحملون اسمه ومن داخله نتيجة فشل الاجتثاث من الخارج، وحاولنا اقناع المرتدين بان عملهم هو ردة كاملة ولا تخدم الا الاحتلال الا انهم ركبوا رؤوسهم وواصلوا محاولة تمزيق الحزب من داخله، لكن ارادة الشعب وطليعتهم البعثيين احبطت هذه المؤامرة الخسيسة، والاكثر قذارة في تاريخ الحزب لانها وقعت في ظل الاحتلال وحينما كان الحزب بحاجة لكافة مناضليه وكان بحاجة لرص الصفوف لكن الذي ظهر هو متأمر قتله حب السلطة والتسلط وحب المال، ليشكك بالحزب وقيادته وقائده الرفيق عزة ابراهيم الخليفة الشرعي للامين العام الشهيد، ويقوم بتزوير رسائل منها رسالة الشهيد طه ياسين رمضان وينسب للقائد الشهيد صدام حسين معلومات كاذبة لتمرير مؤامراته الدنيئة على الحزب.
 
لقد وقف كل بعثي ضد هذه المؤامرة لانها اولا وقبل كل شيء تقع والحزب يتعرض لاخطر عملية اجتثاث في تاريخه، واتفقت ضده كل شياطين الارض، من امريكا الى ايران مرورا بالكيان الصهيوني وخونة عرب، ولذلك كان المعيار الاول للاخلاص للوطن قبل الاخلاص للبعث هو الالتزام الصارم بقيادة الحزب وتعليماتها واوامرها ونهجها خصوصا نهجها التنظيمي القائم على الانضباط التام ورفض الخروج على الشرعية والنظام الداخلي، وابرز مظاهر ذلك تحمل كل شيء من اجل الوطن وتحريره مادام البعث هو القوة الرئيسية عسكريا وسياسيا في العراق ولم تعد هناك اوهام حول حقيقة ان تحرير العراق بدون البعث وهم وسراب خطيرين.
 
وتكشفت اهداف هذه المؤامرة القذرة حينما نزع رأسها برقع الدفاع عن الشهيد صدام حسين واخذ يشتمه ويشكك به وبفترة امانته لسر القطر ويحرك بامواله التي سرقها من امانات الحزب الساقطين والتافهين والزعاطيط والجبناء، اللذين يتخفى اغلبهم خلف اسماء وهمية في شيطنة البعث بلا خجل او تردد او حساب ضمير تحت غطاء نقد تجربة البعث او تقويمها وكأن التقويم هو اسقاط كل انجازات البعث ومأثرة التاريخية وتوجيه الاتهامات من خمارات دمشق ومراقصها وليس فرز الخطأ عن الصواب. وراينا العجب حيث تحرك كل تافه وساقط اخلاقيا ووطنيا ليتطاول على الحزب ومناضليه الذين رفعوا الراية بعد الغزو في حين اختفى هؤلاء تحت عباءات نساءهم ولم يتجرأوا حتى الان عن رفع صوتهم دفاعا عن البعث، وتولى المهمة الاكثر قذارة جاسوس لمخابرات المالكي اخذ يشتم الحزب ومناضليه مقابل مال يقبضه من المتامر الاول ويتعاون مع اعداء البعث التقليديين لانه لم يجد غيرهم تافهين وساقطين اخلاقيا قبل سقوطهم الوطني مثله.
 
حقا ان البعث يعيش ويتقدم بصلابة وصمود ابطاله وليس الانتهازيين الذين تسللوا اليه طمعا بامتيازات السلطة لذلك راحوا يبحثون عن الفتات بعد سقوط سلطة الحزب في معركة شرف، ووجدوا في العملية السياسية ملاذا لهم فعقدوا صفقة مع المالكي واضرابه لكن عين الشعب وبنادق مناضليه كانت بالمرصاد للمرتدين والانتهازيين فدحروا مؤامرتهم بعد فضحها وتسليط الضوء على اهدافها الحقيقية.
واليوم وقف الرفيق غزوان الكبيسي وقفة رجل بقيت اخلاقه البعثية تؤرقه وهو يعمل بصفة الرجل الثاني في المؤامرة الكبرى على الوطن والحزب، وكان دوما يحن للحزب ويعرف انه في المكان الخطأ، وانه تورط في مؤامرة لم يكن يقصد ان يقع فيها، ولمست ذلك شخصيا حينما تحدثنا كثيرا في عام 2006عن مشاكلنا الحزبية والوطنية واتفقنا على حلها بالحوار وليس بغيره، لكن البشر خطاءون ومن لا يخطأ ليس بشرا ووقع الرفيق غزوان في فخ سوء التقدير ولكنه بعون الله وبفضل يقظة ضميره عاد الى طريق الصواب واطلقها كلمة مدوية اخزت المتامرين واسقطت اخر اوراقهم ووضعتهم في مكانهم الصحيح وهو انهم مع اعداء الشعب والبعث وان ما قاموا بهم لم يكن سوى عملية تأمر على الحزب والشعب، كانت كلماتك يا ابا عمار المغرفة التي دفنت بها جثة المؤامرة العفنة بعد ان قتلها صمود رفاقك ووعيهم وبعثيتهم التي ابت الا ان تكون فوق اي اعتبار اخر بعد الله والوطن.
 
تحية حب واعتزاز للرفيق القائد عزة ابراهيم الامين لحزبنا وامين سرالقطر العراقي والمجاهد وقائد المجاهدين في ارض معركة الشرف معركة تحرير العراق، ونقول له بلغة رجال لا يهابون الا الله : نحن جنودك في معركة تحرير العراق ولن نبيع شرفنا وكلمتنا مهما كان الثمن وسنبقى ذراعك اليمنى في المنازلة الكبرى.
تحية للرفيق المناضل (ابو عمار) غزوان الكبيسي على موقفه المشرف والذي سجل له بمداد من نور لانه دفن جثة المؤامرة المتفسخة والمتهرئة ووضع حدا للكذب والتزوير الفاضحين.
 
تحية لكل رفيق يعود الى حزبه معززا مكرما كفرد وجد نفسه خارج الحزب فالحزب ليس ملكا لشخص او فئة بل هو ملك كل البعثيين.
تحية للبعثيين السابقين الذين اصبحوا خارج الحزب قبل الغزو لاي سبب كان ونقول لهم هذا البعث هو حزبكم ولن تجدوا العز الا في صفوفه وهو مفتوح لكم ومساره ونهجه يتقرر في مؤتمراته وبصورة ديمقراطية، ولا اصلاح الا من داخل الحزب ووفقا لضوابطه التنظيمية.
وتحية لكل الشخصيات الوطنية والقوى الوطنية التي رفضت الاعتراف بالمرتدين وعزلتهم لمعرفتها بان اي انشقاق في اي حزب او جماعة وطنية لا يخدم الا الاحتلال.
والف تحية لمن يضع مصلحة تحرير العراق فوق اي مصلحة اخرى.
25/11/2010
Almukhtar44@gmail.com

في تصريح هام .. الممثل الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي :

شبكة المنصور








في تصريح هام .. الممثل الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي :



● إن حزبنا يثبت مرة أخرى عبر مسيرته الطويلة والزاخرة بالعطاء والمنجزات ، قدرته على تجاوز الصعاب والمؤامرات والانحرافات التي ترتكب من البعض من المحسوبين عليه، وهذا دليل على صواب منهجه المعبّر عن مبادئه وأهدافه ومنطلقاته رغم ما تعرض له من تآمر وخيانة البعض



● حزبنا العظيم قد أسقط الاحتلال وحلفائه وأعوانه وعملائه في وحل الهزيمة والحيرة والارتباك، وأفشل مشروع الاجتثاث سيء الصيت، وانقلب السحر على الساحر



● نشيد بالقرار الشجاع الذي اتخذه الرفيق غزوان الكبيسي ورفاقه الآخرين، ونحييهم كبعثيين نأمل أن يكونوا متجردين من كل مصلحة أو هدف أو غاية، فتحية لهم جميعاً على هذا الموقف الجريء والشجاع في تصحيح خطأً مبدئي واستراتيجي ارتكب بحق حزبنا المناضل وبحق الحركة الوطنية العراقية بأكملها.



● نوجه الدعوة للقلة القليلة الباقية ولكل من خرجوا من الحزب، أن يعلنوا عودتهم إلى حزبهم وفق ضوابط نظامه الداخلي ووفق ما تقرره القيادة بشأن كل منهم



أدلى الممثل الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي، الدكتور خضير المرشدي، بتصريح هام أشاد فيه بالقرار التي اتخذه الرفيق غزوان الكبيسي ورفاقه الآخرين، بانسحابهم من ما يُسمى (تنظيم المؤتمر القطري الاستثنائي)، وقرار العودة إلى حزبهم تحت إمرة قيادته الشرعية المجاهدة .. مؤكداً أن هذا القرار هو موقف جريء وشجاع في تصحيح خطأً مبدئي واستراتيجي ارتكب بحق البعث وبحق الحركة الوطنية العراقية بأكملها.



وأكد الدكتور خضير المرشدي بأن حزب البعث العربي الاشتراكي يثبت مرة أخرى عبر مسيرته الطويلة والزاخرة بالعطاء والمنجزات، قدرته على تجاوز الصعاب والمؤامرات والانحرافات التي ترتكب من البعض من المحسوبين عليه، وهذا دليل على صواب منهجه المعبّر عن مبادئه وأهدافه ومنطلقاته رغم ما تعرض له من تآمر وخيانة البعض، ومن عملية تشويه وتشويش مقصودة قام بها نفر من ضعفاء النفوس.



كما أكد الدكتور المرشدي بأن البعث قد أسقط الاحتلال وحلفائه وأعوانه وعملائه في وحل الهزيمة والحيرة والارتباك، وأفشل مشروع الاجتثاث سيء الصيت، وانقلب السحر على الساحر، حيث أن من يجتث العملاء وأسيادهم الصغار والكبار هو البعث ومناضليه ومجاهديه وقيادته الشرعية المجاهدة.



وفيما يأتي نص التصريح:



إن حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي يثبت مرة أخرى عبر مسيرته الطويلة والزاخرة بالعطاء والمنجزات، قدرته على تجاوز الصعاب والمؤامرات والانحرافات التي ترتكب من البعض من المحسوبين عليه، وهذا دليل على صواب منهجه المعبّر عن مبادئه وأهدافه ومنطلقاته رغم ما تعرض له من تآمر وخيانة البعض، ومن عملية تشويه وتشويش مقصودة قام بها نفر من ضعفاء النفوس، ومن أعدائه المحليين والإقليميين وصولاً إلى أعدائه الكبار الذين حاولوا اجتثاثه بقرار بغيض ومشبوه جاء به المحتل الأمريكي الصهيوني الإيراني للعراق، لإجهاض مشروع البعث الوطني القومي الإنساني والحضاري التقدمي.



إن هذا الحزب العظيم بعمق وصفاء فكره وامتداده التنظيمي وصدق أهدافه الكاملة والتامة، والتي هي أهداف الأمة، وبنقاء عقيدته التي هي عقيدة العرب والمسلمين، وبصلابة مناضليه وصدق انتمائهم وتضحياتهم، ودماء شهدائه الأبرار التي روت أرض العراق والعروبة يتقدمهم رمز العراق والأمة والإنسانية الشهيد القائد الرمز صدام حسين ورفاقه رحمهم الله جميعاً، حيث قد بلغ شهداء حزبنا في المنازلة التاريخية الكبرى في عملية التصدي والمقاومة للاحتلال الأمريكي الصهيوني الفارسي للعراق (139) ألف شهيد، هم جزء من شهداء العراق الأبرار والبالغ عددهم مليون ونصف المليون شهيد سقطوا على مذبح حرية هذا الشعب وهذا الوطن العظيم.. نقول بأن هذا الحزب وبهذه الأهداف وهذه العقيدة وهذه المنطلقات وهذه التضحيات الفريدة في تاريخ الحركات الثورية في العالم، قد خرج سالماً معافىً قوياً عزيزاً موحَّداً يقود جحافل الحق من أجل تحرير العراق وطرد الاحتلال، وإكمال مسيرته النضالية التي بدأها لبناء مشروع وطني عربي إنساني حضاري، يكون المدخل المركزي والرئيسي لتحرير فلسطين والأمة.



وبذلك فإن حزبنا العظيم قد أسقط الاحتلال وحلفائه وأعوانه وعملائه في وحل الهزيمة والحيرة والارتباك، وأفشل مشروع الاجتثاث سيء الصيت، وانقلب السحر على الساحر، حيث أن من يجتث العملاء وأسيادهم الصغار والكبار هو البعث ومناضليه ومجاهديه وقيادته الشرعية المجاهدة والأمينة وعلى رأسها قائد البعث وأمينه العام الرفيق القائد العزيز عزة إبراهيم الدوري أمين سر قيادة قطر العراق للحزب، وقائد جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني.



إن رسالة الرفيق غزوان الكبيسي ومعه الأكثرية من تنظيم ما يُسمى (المؤتمر القطري الاستثنائي)، الموجهة إلى الرفيق أمين عام الحزب، والتي يعلنون فيها انسحابهم النهائي والقطعي من هذا التنظيم الانحرافي، والذي شكّل ردة في العمل الوطني والنضالي، وطلبهم العودة إلى صفوف تنظيمات الحزب الشرعية وتحت إمرة قيادته المجاهدة، وإعلان براءتهم من هذا التشطيل وإدانته وإدانة كل فعل خياني وتآمري، بعد أن انكشفت لهم وبالدليل الملموس عملية التضليل والتزوير والتدليس التي قام بها نفر ارتضى لنفسه أن يكون جزءاً من عملية الاجتثاث الخبيثة والبغيضة.. إنما هي موقف جريء وشجاع يستحق الاحترام.



وبهذه المناسبة الهامة في حياة حزبنا وشعبنا وأمتنا وكل الأحرار في العالم، لابد من الإشادة بهذا القرار الذي اتخذه الرفيق غزوان الكبيسي ورفاقه الآخرين، ونحييهم كبعثيين نأمل أن يكونوا متجردين من كل مصلحة أو هدف أو غاية، فتحية لهم جميعاً على هذا الموقف الجريء والشجاع في تصحيح خطأً مبدئي واستراتيجي ارتكب بحق حزبنا المناضل وبحق الحركة الوطنية العراقية بأكملها.



بإسم كل الرفاق نثمن هذا الموقف للرفيق الكبيسي ورفاقه ليكونوا جنوداً في مسيرة البعث وتحت لواء قيادته الشرعية، وضمن فصائله المجاهدة من أجل التحرير والاستقلال ونيل إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة.



ولا يفوتنا في هذه المناسبة أن نوجه الدعوة للقلة القليلة الباقية ولكل من خرجوا من الحزب، أن يعلنوا عودتهم إلى حزبهم وفق ضوابط نظامه الداخلي وتقاليد الحزب وأخلاقه وقيمه، ووفق ما تقرره القيادة بشأن كل منهم.



وهنا يتحتم علينا أن نوجه التحية إلى الرفيق القائد المجاهد عزة إبراهيم الدوري الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، لصموده وبطولته وقيادته لأعز وأشرف وأنبل مقاومة عرفها التاريخ.. داعين المولى له ولرفاقه المجاهدين من رجال البعث أينما كانوا، ولرجال القوات المسلحة وصناديد فصائل الجهاد والمقاومة وبكافة عناوينها، بالنصر المؤزر والثبات والصبر والصحة الدائمة والعمر المديد.



تحية إلى الرفاق المناضلين، نائب الأمين لحزب البعث العربي الاشتراكي والرفاق أعضاء القيادة القومية وجميع مناضلي الحزب في كافة أقطار الأمة وحيثما كانوا.

تحية خاصة لرجال المقاومة بكافة فصائلها، وهم يتصدون للمحتل الباغي ليل نهار.



وتحية حب وتقدير لكافة القوى الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال والرافضة لمشروعه، شخصيات وأحزاب وهيئات ومنظمات وعشائر وكافة أحرار العراق.

إنه لموقف يستحقه حزبنا العظيم وعراقنا العزيز

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته







الدكتور خضير المرشدي

الممثل الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي

في العراق

غزوان الكبيسي ينسحب من الانشقاق ويعود للبعث



اللواء غزوان الكبيسي نائب زعيم الانشقاق
ينسحب من الانشقاق ويدينه ويعود الى البعث







شبكة المنصور








وجه الرفيق غزوان الكبيسي رسالة هامة الى الرفيق المجاهد عزة ابراهيم الدوري امين عام حزب البعث العربي الاشتراكي امين سر قيادة قطر العراق للحزب يعلن فيها انسحابه الكامل والنهائي والقطعي من مايسمى ( تنظيم المؤتمر الاستثنائي للحزب ) غير الشرعي وغير النظامي



● الرفيق الكبيسي يعلن براءته من ذلك العمل الذي شكل عملية ردة وانحراف في العمل النضالي ، وشرخا في العمل الوطني .



● الرفيق الكبيسي " قررت العودة الى تنظيمات الحزب الشرعية بقيادة الرفيق المجاهد عزة ابراهيم الدوري امين عام الحزب ... واضعا نفسي جندي مقاتلا امينا في صفوف هذا الحزب وتحت امرة قيادته المجاهدة ، واعلن استعدادي لأي مهمة تعهدون لي بها او اي دور او موقع تنسبونه ،وتنفيذ اي قرار تتخذه القيادة بهذا الشأن.



● الرفيق غزوان الكبيسي يؤكد بأنه بعد ان انكشفت عملية التضليل والتزوير التي تعرضنا اليها من قبل نفر ممن قامو بهذا العمل غير الشرعي وغير النظامي قررنا انا ومجموعة كبيرة من كوادر هذا التنظيم العودة الى تنظيمات الحزب الشرعي وتحت امرة قيادته المجاهدة.



● اختتم الرفيق الكبيسي رسالته بمخاطبة الرفاق والكوادر الحزبية جميعا والتي التحقت بما يسمى (تنظيم المؤتمر الاستثنائي للحزب ) تحت عملية التظليل تلك ، ان يبادرو بالسرعة الممكنة بتصحيح هذا الخطأ المبدئي والاستراتيجي الذي ارتكب بحق حزبنا المجاهد حزب البعث العربي الاشتراكي وان يلتحقو دون تأخير وقبل فوات الاوان بحزبهم وقيادتهم الشرعية وفقا لتعليمات ومباديء النظام الداخلي للحزب ووفق ماتقرره القيادة وما تراه .

وفيما يلي نص الرسالة.





بسم الله الرحمن الرحيم

( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به وأعفوا عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )

صدق الله العظيم



الرفيق القائد المجاهد عزة إبراهيم الدوري أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي ، أمين سر قيادة قطر العراق المحترم

الرفاق المناضلون أيها البعثيون في كل مكان

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم وأمتنا العربية المجيدة

أيها الأشقاء.. أيها الأصدقاء حيثما كنتم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



إن حزباً كحزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي، حزب الرسالة الخالدة والأهداف الأصيلة، أهداف الأمة الكاملة والتامة المتمثلة في وحدتها وتحررها وتقدمها، وذات العقيدة الوطنية والقومية والإنسانية الثورية التحررية التقدمية الاشتراكية، حزب المنجزات الكبيرة والمعاني العالية والقيم الأخلاقية الرفيعة والمبادئ النقية.



حزباً بهذا العمق والصفاء الفكري والنضالي، والامتداد التنظيمي والعطاء السياسي الوطني على مستوى العراق والأمة وفي جميع أقطارها العزيزة ، ليس من الغريب أن يتعرض إلى ما تعرض إليه من تآمر وخيانة وانحرافات وردة وتشويه وتشويش وعبر تاريخه الطويل، يعرفها جميع المناضلين ممن عاشوا في صفوفه وفي صفوف الحركة الوطنية العراقية وعلى مستوى مناضلي الأمة ، ولكن البعث بأصالته التاريخية ونقاء فكره العميق وصدق أهدافه وقوة مبادئه وصلابة مناضليه وصدق انتمائهم، بقي محافظاً على وحدته الفكرية التنظيمية والعقائدية والنضالية ومتمسكاً بها، والتي شكلت وتشكل الضمانة الأساسية لشرعيته والتي من خلالها حقق هذا الحزب العظيم المنجزات الكبيرة ومن أهمها عملية التصدي للاحتلال الأمريكي الصهيوني ومقاومته ومقاومة مشاريعه، ومن خلال تلك الوحدة الأزلية والثابتة استطاع الحزب أن يتمسك دائماً بقيادته الشرعية والسير خلف لوائها بالرغم من كل الانحرافات التي تعرض لها عبر تاريخه الطويل ، انطلاقاً من التمسك بتقاليد الحزب وقيمه وأخلاقه ودستوره ونظامه الداخلي.



أيها الرفاق الأعزاء

إن هذه الحقائق وهذا الإيمان الصادق المتجسد في نفسي ووجداني، وثابتا وراسخاً في ضميري، ومنذ أن انتميت إلى هذا الحزب العظيم لن يتزعزع مطلقاً، وكان دافعاً فاعلاً ومؤثراً في عطائي طيلة مسيرتي الحزبية، وضابطاً لانتمائي، ومجسداً لحقيقة ناصعة تلك هي إنني بعثي ملتزم وجندي أمين على مبادئ هذا الحزب وقيمه وأخلاقه.. أقول هذا رغم الهفوة والكبوة الكبيرة التي وقعت فيها ومعي مجموعة من الرفاق ومن خلال عملية تضليل وتشويه للحقائق، وأقصد بذلك مشاركتنا ومساهمتنا فيما يُسمى (المؤتمر القطري الاستثنائي لحزب البعث العربي الاشتراكي) !! والذي عقد خارج العراق عام 2007، والذي أصبح وبوضوح محطة من محطات الانحراف عن مسيرة الحزب الشرعية والتشويش عليها ومحاولة تشويه مواقفها المبدئية الناصعة والتي أثبتت سنين الصراع مع المحتل الباغي لبلدنا وشعبنا، صدق تلك المبادئ وقوة الفعل في الميدان الجهادي والسياسي وتحت قيادتكم المجاهدة.



وبنقاء السريرة وأصالة الانتماء وصفاء الضمير ونباهة العقل وصدق القول، وبعد مراجعة عميقة للذات والموقف، وبعدما انجلت الغشاوة وانكشفت عملية التضليل التي تعرضنا إليها من خلال الادعاء بمقاومة المحتل والجهاد وقيادة العمل الوطني في داخل العراق من قبل نفر ممن قاموا بهذا العمل غير الشرعي وما خفي كان أعظم؟



واستناداً لكل ذلك وغيره مما لا يتسع المجال لذكره الآن، وبعد الاتكال على الله العزيز القدير، قررت ما يلي :



1- انسحابي الكامل والنهائي والقطعي من ما يُسمى (تنظيم المؤتمر القطري الاستثنائي للحزب) غير الشرعي وغير النظامي، وأعلن تبرئي من ذلك، وبمعيتي عدداً مهماً والأكثرية من قيادات وكوادر هذا التنظيم لإيماننا الراسخ بأن وجود واستمرار هذا الهيكل التنظيمي إنما يشكل ردة وانتكاسة في العمل النضالي، وشرخا في العمل الوطني الذي ينشده ويطمح إليه كل مناضل وكل عراقي وعربي شريف في هذه المرحلة الحاسمة والخطيرة من حياة حزبنا وشعبنا وبلدنا وأمتنا، هذا إضافة لكونه يشكل خروجاً على شروط الانضباط الحزبي وتقاليد الحزب ونظامه ودستوره، ولكن الذي حصل إنما كان بسبب تلك الفترة الضبابية والمعقدة والمظلمة والتي أفرزها الاحتلال، وكانت لها تداعياتها في نفوس الكثيرين والتشويش على عقولهم ورؤيتهم ، والتي تزامنت مع حالة استشهاد الرفيق القائد الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله، والخطابات المبهمة والرنانة والمضللة التي رافقت ذلك الحدث الجلل من قبل البعض ممن هيأ لعقد ذلك المؤتمر غير الشرعي، وحدث الذي حدث.



2- قررت العودة إلى تنظيمات الحزب الشرعية بقيادة الرفيق المجاهد عزة إبراهيم الدوري أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي، وأمين سر قيادة قطر العراق، وقائد جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني.. واضعاً نفسي جندياً مقاتلاً أميناً في صفوف هذا الحزب العظيم وتحت أمرة قيادته المجاهدة، وضمن فصائل مقاومته الباسلة التي أفشلت الاحتلال وحطمت جبروته وأجهضت أهدافه.. مستعداً لأية مهمة تعهدون لي بها أو أي دور أو موقع تنسبونه، وأعلن استعدادي لتنفيذ أي قرار تتخذه القيادة بهذا الشأن.



3- أيها الرفيق المجاهد العزيز أمين عام الحزب، إنني أجد نفسي ملزماً بأن أعلن عن ندمي لما حصل، واعترف بالخطأ الذي ارتكبته، وإنني اعتذر لله والبعث والقيادة بكافة عناوينها القومية والقطرية، وأعبر عن أسفي لما بدر مني ومن رفاقي الآخرين الذين قرروا العودة إلى حزبهم الشرعي الكبير وتحت لواء قيادته المجاهدة ، كما واني أود أن اعبر عن اعتذاري الشديد لرفاقي الذين لم تسنح لي الفرصة لتبليغهم قراري لظروفهم الخاصة والذين لي الأمل بعودتهم جميعا .



وأعلن والتزم أمام الله وأمامكم وأمام الرفاق وكافة العراقيين الشرفاء بأن أحافظ على القسم الذي أديته منذ نيلي شرف العضوية في هذا الحزب العظيم، وأتمسك بشرف النضال والجهاد والمقاومة حتى نيل إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة.



4- الحق يتطلب وبشجاعة مطلقة وموقف صادق وبوضوح تام أن أعلن إدانتي ورفضي واستنكاري لكل فعل خياني أو تآمري حصل وقد يحصل، ولكل عملية انحراف أو ردة أو تشويه حدثت أو قد تحدث لشعبنا ولحزبنا عبر التاريخ أو في المستقبل، سواء قد صدرت من شخص أو مجموعة أو تكتل أو حركة، وذلك استنادا لقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ) سورة المائدة.. صدق الله العظيم.



وأخيراً أرجو أن تسمح لي أيها الرفيق القائد المجاهد العزيز أن أخاطب وأدعو من خلالكم كل من تبقى من الرفاق والكوادر الحزبية والتي التحقت بما يسمى (تنظيم المؤتمر القطري الاستثنائي) تحت عملية التضليل تلك، والذين التحقوا من خلالي أو بسببي، ومن خلال ثقتهم بي وعلاقاتهم الرفاقية معي، أو من خلال قناعاتهم الشخصية، أن يبادروا بالسرعة الممكنة بتصحيح هذا الخطأ المبدئي والاستراتيجي الذي ارتكبتاه جميعاً بحق حزبنا المجاهد، وأن يلتحقوا بدون تأخير وقبل فوات الأوان بحزبهم وتحت لواء قيادته الشرعية المجاهدة ، وفقاً لتعليمات ومبادئ النظام الداخلي للحزب، ووفق ما تقرره القيادة وما تراه.. سائلاً المولى القدير أن يعفو عنا ويرحمنا ويسدد خطانا على طريق الموقف والفعل الإيماني الصحيح.



التحية لشهداء البعث والعراق والأمة وفي مقدمتهم الرفيق المجاهد الشهيد صدام حسين ورفاقه رحمهم الله جميعاً

التحية لرجال البعث ومقاومته الباسلة وجميع الرفاق أعضاء القيادة القومية والقطرية وجميع مناضلي الحزب في كافة أقطار الأمة .

تحية لشعب العراق الصابر الصامد المقاوم ولكافي فصائل الجهاد والمقاومة .

عاش العراق وعاشت الأمة وعاشت فلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر.. والله أكبر وليخسأ الخاسئون .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته







رفيقكم المقاتل غزوان الكبيسي

أواخر تشرين الثاني ٢٠١٠














بعض دلالات عودة الرفيق غزوان الكبيسي


الأستاذ الدكتور


كاظم عبد الحسين عباس


أكاديمي عراقي


لا يجوز النظر إلى قرار الرفيق غزوان الكبيسي ورفاقه المجاهدين في العودة إلى أحضان الشرعية التنظيمية والجهادية، وقياس وزن وثقل وتأثيرات هذه العودة بمعيار كمي مجرد, على أهمية وزن الرفيق غزوان والرجال الذين عادوا معه, بل إن الدلالات النوعية تبقى هي التي تشرق شموسا في ظلمات قوانين الاجتثاث والإقصاء وسلب الحقوق الفردية والجماعية في زمن غزو واحتلال، حدث بمسوغ واحد يمثل رأس كل المسوغات الأخرى, ألا وهو القضاء على البعث فكرا وعقيدة ونظاما وتنظيمات وكيانات بشرية لأنه القوة العربية الوحيدة التي ظلت صامدة بوجه الامبريالية والصهيونية ورياح الطائفية الفارسية الصفراء.

وحيث إن للبعث كيان شعبي عملاق, ولقيادته ومناضليه بأس جهادي ونضالي تعرفه قوى الظلام والعدوان جيدا, ولأن الكيان الوطني والقومي الذي أسسه كان مبنيا على إنسان خلقته ثورة البعث وأخذ مواقع الريادية في بناء العراق وفي الدفاع عنه في كل مفاصل الدولة وقطاعات الإنتاج وروافد الحياة كلها, فلقد وجد الاحتلال وقردته الخاسئين أنفسهم أمام سلسلة خطوات لاغتيال البعث لا تنتهي بإصدار قانون الاجتثاث الإجرامي كما تخيلوا، بل يجب أن تتواصل بإجراءات أكثر وحشية لأن الاجتثاث كقانون لا يمكن أن يقتلع هذا الكيان النضالي الأسطوري من أرض العراق. وقد جرب الاحتلال وأدواته الوسائل الآتية ضمن خط سير الاغتيال المراد تحقيقه للبعث وكتعضيد لقانون بريمر ودستور الصهيوني نوح فيلدمان:

1- التصفية الجسدية لقيادة الحزب ولكادره المتقدم والأوسط وبعض الأعضاء والأنصار والمؤيدين وأوكل هذا الدور إلى حكومات الاحتلال وميليشيات بدر والدعوة وجيش مقتدى وفرق الموت لأحمد الجلبي وعصابات الأحزاب الكردية العميلة فضلا عن اعتقال مئات الآلاف من البعثيين.

2- الإيحاء إلى عناصر معينة لتأسيس كيانات سياسية كارتونية بمسمى (حزب العودة) مثلا، وغيره، كبديل وهمي لحزب البعث العربي الاشتراكي بهدف تشتيت الوحدة التنظيمية الحديدية للبعث.

3- اعتماد عناصر كانت في سنوات ماضية مرتبطة بتنظيمات حزب البعث غير إنها خرجت وأسست كيانات سياسية تعاقدت مع الغزو قبل حصوله لاستثمار الظروف الضبابية التي تلت الاحتلال لاحتواء مَن تشتت أفكاره، وغشت بصيرته، من البعثيين، أو ممن لمن يتمكن من الصمود أمام إعصار اللحظة فتاهت خطاه وصار يبحث عن (ريحة بعثية) في جلباب هذا أو ذاك من الراكبين لموجة الغزو.

4- تجزئة قانون الاجتثاث لاحتواء صدمة بريمر بالكم البشري الهائل الذي وجده أمامه مشمولا بقانون الاجتثاث والذي يزيد كثيرا عن الأعداد التي أعطيت له سلفا. وجاءت التجزئة بعدم شمول الأعضاء أولا ومن ثم منح أعضاء الفرق حق الاستثناء بعد تقديم مستمسكات البراءة الخطية من الحزب وتقديم ضمانات أخرى بعدم العودة إلى تنظيمات الحزب مقابل إعادة المعنيين إلى وظائفهم او إحالتهم على التقاعد وتسليط ظروف قاهرة حياتية ومعيشية لإنجاح حملة الترهيب الوحشية.

5- السعي لتشكيل تنظيمات جديدة من قبل بعض المتساقطين من البعث والذين وجد فيهم الاحتلال ومخابراته الاستعداد للتعاون مع أجنداته لغرض إغراء بعض البعثيين بالانضمام إليها ضمن اتجاهات تشتيت الكيان البعثي العملاق وإضعاف وحدته التنظيمية.

6- الاتجاه إلى خلق انشقاقات وردات ضمن جسد الحزب ومن عناصر محسوبة على كوادره، ومنح بعضها امتيازات لجوء واستضافات وامتيازات مادية وإيحاءات بامكانية الإعادة إلى مواقع في سلطة الاحتلال تحت يافطات مزيفة عُرفت باسم (المصالحة الوطنية).

وقد كان محمد يونس الأحمد أخطر الخناجر التي أُستلت لضرب جسد الحزب لأنه كان عضو قيادة قطرية سابق في الحزب قبل الاحتلال بسنوات، وعمل بعدد من المحافظات، فضلا عن كونه ضابط سابق في الجيش ولديه علاقات ومعارف يمكن أن تؤثر على العديد من الضباط البعثيين في اتجاهين مهمين وخطرين ليس على البعث فقط، بل وعلى المقاومة الباسلة، هما الاتجاه التنظيمي والاتجاه الجهادي المقاتل أو الساند له. بمعنى آخر إن احتواء الأحمد ومَن يجمعه معه على خط تشكيل المجموعة المرتدة سيكون عنصر استثنائي الأهمية في تحقيق جزء من أهداف قانون الاجتثاث التي لا يستطيع أحد غيره تحقيقها، وقد تم توجيه السهم الغادر إلى الحزب عبر شخص الأحمد ومَن تمكن من إغواءهم وتضليلهم أو حشدهم على أساس نفعي، والحزب لما يزل يئن تحت وطأة أوجاع اغتيال أمينه العام صدام حسين رحمه الله وبعد أيام قليلة جدا من عملية الاغتيال.

من هنا وبناءا على ما تقدم تأتي الأهمية النوعية لخروج الرفيق الشجاع غزوان الكبيسي وعدد كبير من رفاقه من مجموعة الردة وتبرّئهم منها وإعلان موقفهم التاريخي بالعودة إلى أحضان الشرعية النضالية والشرعية الجهادية. فعودة الرفاق الشجعان وفي هذا الزمن بالذات بعد أن تكشّفت لهم الحقيقة، تحمل العديد من الدلالات النوعية الهامة منها:

أولا": حيوية الخلفيات العقائدية والفكرية للمناضلين العائدين التي كانت مهمازا يتحرك في ضمائرهم ويؤرق عيونهم لاصطراع إرادات داخلية عميقة بين الحق والباطل وبين النور والظلمات وبين الصح والخطأ. انتصرت المبادئ والعقيدة وصح الصحيح وأشهر سيف قيم الرجولة حده في مواجهة التخاذل والفوضوية والظلامية. هنا تتكشف بالنتيجة حيوية البعث وقوة البناء الفكري والعقائدي الذي أسسه في ذوات مناضليه وأبناءه البررة الأوفياء الاصلاء الانقياء.

ثانيا": إسقاط ـحد ابرز أدوات التجاسر على البعث العظيم التي استخدمت ولا زالت كأداة طعن وتشويه من قبل قردة الاحتلال الخاسئين من العرقيين والطائفيين وأجهزة إعلام الاحتلال والباحثين في قمامة الاحتلال وأعوانه.

ثالثا": الإعلان الباهر عن انتصار الشرعية التنظيمية والجهادية وإسقاط ورقة التآمر الوقحة التي راهنت على شق صفوف الحزب التي عجز قانون الاجتثاث وفقرة الدستور الصهيوني عن تحقيقها.

رابعا": إنها طعنة نجلاء مباركة في جسد التخرص والتشويه والتبشيع والشيطنة وإعلام التفتيت والقائمين عليه أفرادا ومؤسسات ودول.

إن العودة الميمونة للرفيق غزوان ورفاقه إن هي إلا انتصار لثبات الشرعية النضالية والجهادية وقائدها المجاهد البطل عزة إبراهيم الدوري وحنكته وصبره، وخط التسامح الخلاق الذي ينتهجه والروحية الايجابية التي يتبناها في التعاطي مع ظروف هي الأكثر تعقيدا وخطورة في تاريخ الأحزاب في العالم كله. وهي تكليل لجهود مباركة لرفاق البعث الغيارى في الساحة السورية وغيرها. وثمة انعكاسات ايجابية منتظرة وأكيدة لعودة رفاق العقيدة من جنود بواسل وبعثيين شجعان في مقدمتهم الرجل الثاني في المجموعة والأكثر وزنا وثقلا في تركيبها وتركيبتها كما يعرف كل المعنيين على أداء المقاومة الباسلة عموما والبعثية خصوصا بإذن الله.

اليقين إن ما حصل لم يحرر العراق ولم يجتث الاجتثاث غير انه خطوة مهمة, في تقديرنا, على طريق تقوية الفعل البعثي الشجاع والفعل الجهادي للمقاومة الباسلة في اتجاه التحرير الناجز بإذن الله. فتحية رفاقية للرفيق غزوان ومَن عاد معه من الرفاق على موقفهم الشجاع هذا. وإنها لفرصة مؤاتية للمتبقي من المغرر بهم من رفاقنا في انتهاج ذات السبيل فورا والعودة إلى الوضع الطبيعي السليم لهم وللحزب وللمقاومة وللعراق الجريح.







aarabnation@yahoo.com






المقاومة واجب وحق وليست مزاج أو عاطفة

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

أكاديمي عراقي

لم يحصل احتلال أو استعمار في تاريخ البشرية إلاّ وهو مقترن بأسباب ومبررات ودوافع تعبر عن (قناعات) الجهة أو الجهات المخططة والمنفذة له. وبالمقابل, لم يحدث أبدا, في كل تاريخ البشرية أن توافقت قناعات المحتلين والمستعمرين مع قناعات شعوب الأرض التي تعرضت لهذا الفعل العدواني السافر. إن الأهداف الحقيقية في العادة, المعلن منها والباطن, هي تحقيق منافع اقتصادية وسياسية وإيديولوجية واجتماعية لصالح المستعمر، وقد تتضمن إدخال تغييرات طبوغرافية وتربوية وفكرية وثقافية تتقاطع وتعارض ما هو سائد في البلدان المحتلة. الاحتلال والاستعمار يحقق من بين ما يحقق جغرافية إضافية تنتشر فيها أدوات نفوذه وإراداته وخططه على حساب الدول والشعوب المغلوبة. هذه حقائق بديهية ولا جدال فيها، مثلما معروف أيضا إن إرادة الاستعمار والاحتلال قد تنجز وتتحقق في صفحتها الأولى العسكرية غير أنها سرعان ما تجد نفسها أمام الفعل المقابل للشعب الواقع تحت نيرها وظلمها وتعسفها. وتأخذ المقاومة أشكالا مختلفة تقع المسلحة منها موقع القلب والرأس وتشكل أنواعها الأخرى المدنية والمالية والإعلامية والسياسية أطرافا ساندة.

ومن خضم التجارب التي حصلت عبر التاريخ نجد إن الاحتلال والاستعمار يحاول أن يخترق قبل وبعد حصوله أفرادا وقوى ومنظمات وقبائل وعشائر في البلد المحتل لتعمل لصالحه بوسائل وطرائق مباشرة وغير مباشرة. وتعتمد سعة دائرة الاختراق على عوامل عديدة منها ما هو مرتبط بمواقف سياسية متناقضة، أو بالانتفاع المادي أو المناصب الواجهية أو لإغراءات فئوية أو عشائرية أو دينية ظاهرية.

ما حصل في احتلال العراق لا يبتعد كثيرا عن التعميمات المذكورة غير إن ثمة بعض الخصوصيات الواجب تشخيصها لتشكل قواعد للتعمق في موضوعة المقاومة:

1- اعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية في تشكيل أرضية الاحتلال والاختراق السياسي المسبق على قـوى

سياسية عارضت النظام الوطني السابق لفترات تربو على عشرين عاما واستقتلت في محاولاتها للوصول إلى السلطة, إلى الحد الذي باعت فيه موقفها الوطني إلى الجهات المخططة للغزو والاحتلال مقابل منحها الفرصة التي استماتت للحصول عليها واصطدمت بقوة النظام الوطني وسعة القواعد الشعبية التي ارتكز عليها طيلة خمس وثلاثين عام.

2- استخدمت أميركا العامل الطائفي المرتكز على فعل إيران كدولة مجاورة للعراق بطريقتين احدهما التعاقد مع إيران مباشرة لتكون أحد دول الاحتلال والغزو عبر التنظيمات الطائفية الإيرانية وما يسندها من مال ومخابرات وقوات إيرانية من حرس الثورة وباستخدام العامل الطائفي داخل العراق وخاصة في وسط وجنوب العراق عبر استخدام عوائل طائفية يحترم الكثير من العراقيين بطيبتهم المعهودة ادعاءات انتماءها لعمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وال بيت الرسول سلام الله عليهم.

3- اعتمدت أميركا والأطراف المتعاونة معها على تحريك عوامل عداء وثأر وأحقاد وضغائن لمن سقطوا تحت طائلة القانون عبر ثلاثين عام من عمر الحكم الوطني أو الذين فقدوا أبناء لهم في الحرب مع إيران أو في معارك الكويت وعملت على تحشيد كل هؤلاء في تحركات خيطية في مواضع معينه من الجسد العراقي يعتريها قدر من الوهن الوطني إزاء عوامل التحريك هذه. وإجمالا يمكن القول إن أميركا وإيران قد استخدما عوامل الثأر والضغائن للتغلب على العامل الوطني في عملية تشتيت وبعثرة هذا العامل الوطني في مواضع بعينها يمكن أن يسجل استخدامها خرقا في سياج الحصانة الوطنية.

4- استخدمت أميركا وإيران عامل الولاء الطائفي الذي يتراوح بين مستوى ظاهري شكلي منافق وبين مستوى أعمى لا يميز الأبيض من الأسود للحوزة الدينية في النجف ومرجعياتها التي اشتغلت بفتاوى مدروسة وبتشكيلات توزعت في وسط وجنوب العراق بشكل منسجم مع تقدم ارتال الاحتلال نحو بغداد، وهيئت الأجواء للمجاميع الداخلة من إيران من فيلق بدر وأحزاب الدعوة والمجلس الأعلى وغيرها. والمعروف إن أهم ما ارتكزت عليه المرجعيات في فعلها العميل الخائن هو دعاوى حقن الدم العراقي وعدم جدوى مقاتلة القوة الغازية وقدراتها الأسطورية والتي طرحت بطريقة توحي بالعقلانية والحرص والتقية.

إذن, عوامل البغضاء السياسية وعوامل الثأر والضغائن المبنية على ردود أفعال شخصية وعائلية وعوامل الفرقة والتمزيق العرقي والطائفي تشكل بمجملها مرتكزات لمرحلة الاستعمار بالاحتلال العسكري التي اعتمدتها الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية والطائفية الفارسية لإضعاف رد فعل الشعب العراقي ضد الاستعمار الجديد للعراق باحتلاله بغزو عسكري. ومجمل عوامل الإضعاف التي ركنت إليها أميركا وحلفاءها من العراقيين العملاء أو من سواهم لا يمكن أن تستمر بذات الوتائر القوية، بل هي وبشكل مؤكد وقاطع عوامل وقتية لن تقوى على الثبات لان جلها عاطفية أو منافقة أو كاذبة وستضعف وتذوي مع تقادم الزمن. ويتعجل اختفاء بريقها ويذوي لهب اشتعالها مع تصاعد الوعي بأهداف الاحتلال الاستعمارية وتراكم أفعاله الإجرامية ضد الشعب وبفشل من أعتمدهم في بناء نموذج دولة حقيقية بعد أن هدمت أركان ومرتكزات الدولة في نموذج الاستعمار الأمريكي الجديد الذي نفذ في العراق.

هنا نصل إلى مربط الفرس ... فالاحتلال وشركاءه قد راهنوا على عوامل إضعاف الروح الوطنية العراقية عبر النفوذ السرطاني بنسيجه الاجتماعي بعوامل تمزيق أقحمت في زمن الاحتلال وقبله. إنهم راهنوا على وضع الطائفية والعرقية والثأر الفردي والعائلي والعشائري فوق الوعي باستحقاق القانون والعدل الاجتماعي والنظام ومصلحة الوطن العليا كما هو حاصل في كل دول العالم . غير إنهم لم يحسبوا توازن الفعل مع ردود الأفعال التي ستتشكل مع الزمن ومع هدوء عواصف لحظات التغيير والتي ستتصاعد مع انكشاف التزوير السياسي والإعلامي للغايات المعلنة من قبل القوات الغازية وإفرازاتها على ساحة الوطن المستعمر وتآكل ادعاءاتها على ساحة السياسة الدولية وتهافت نظرية التحرير التي رفعتها القوى المتعاقدة مع الاحتلال بهدف استلام السلطة. وغير هذا حين يدرك الشعب نفاق المرجعيات الحوزوية باستخدامها لنظرية حقن الدماء، إذ إن الدماء لم تحقن، بل سالت وما زالت تسيل انهارا في منحدرات والتواءات الصراع الطائفي والعرقي والسياسي فضلا عن شهوة القتل الإجرامي لقوات الاحتلال والشركات الأمنية الساندة. ومن بين تداخل الألوان هذا تبرز عوامل الارتقاء بالمقاومة الوطنية عن طريق الرهان على قوى الشعب التي أخضعت لمخدرات الاحتلال التي اشرنا إليها وأول الغيث، هو إدراك الناس إن ادعاء التحرير كاذب لان القوة الغازية باقية بالكم والنوع الذي يؤمن المصالح الاستعمارية لأمريكا وإيران والكيان الصهيوني. ومن بين العوامل التي اتضحت لمَن لم يكن مدركا من قبل:

1- إن الحوزة والمراجع وأحزابها ليست حريصة على الدم العراقي، بل إنها ركبت أجنحة الغزاة لتستلم السلطة تحت إمرتهم وتنفذ لهم مآربهم الاستعمارية بواسطة أحزابها وميليشياتها مقابل حفنة منافع شخصية وفئوية على حساب الوطن وعلى حساب أنهار الدم العراقي.

2- إن أميركا لن ترحل من العراق نهائيا وان ادعاءات الرحيل هي للتغطية الساندة لادعاءات الحوزة الإيرانية في النجف والقوى العرقية وان صيغا مثل المعاهدة الأمنية والقواعد الثابتة كاستحقاق لنصرة الحوزة وأحزاب التعاقد مع الاستعمار هي من بين العوامل الضامنة لسنوات طويلة من الاستعمار لبلدنا.

لقد تمكنت الحوزة العميلة في النجف ومراجعها من استخدام العواطف الغريزية والفطرية المتعانقة مع الجهل والعوق الفكري لسواد الشيعة في الفرات الأوسط والجنوب لتخدير العراقيين هناك تحت ذرائع متهافتة في طليعتها حقن دماء الناس وعدم قدرة العراقيين على مواجهة القوة الأسطورية للغزاة. وحقيقة الموقف الحوزوي تم اكتشافه الآن من قبل جل شعبنا في الفرات والجنوب، إذ أدركوا إن الحوزة لم تتدخل دينيا ولا لمصلحة الطائفة أو المذهب، بل تدخلت لضمان سلامة أحزابها القادمة من إيران مثل حزب الدعوة وبدر والمجلس وغيرها وقامت بتأسيس أحزاب جديدة للتغلب على غضب الناس على القادمين من خارج العراق خلف ارتال الاحتلال مثل التيار الصدري وحزب الفضيلة لتضمن توليهم للسلطة تحت حراب الاحتلال. كما إن مَن اندفعوا من أبناء الفرات لتأمين مصالح شخصية أو عائلية أو مالية نفعية قد أدركوا الآن عمق المأزق الذي وضعوا فيه أنفسهم وبدءوا يعتذرون للعراق وشعبه بهذه الطريقة أو تلك عبر التخلي أولا عن أي إسناد لأحزاب الحوزة العميلة.

إن التجسيد الحقيقي لتوبة البعض ولأدراك المحنة الشخصية والعائلية والعشائرية والوطنية للبعض الآخر هي بالعودة إلى الله سبحانه ومنهج الإسلام الحنيف المجاهد المقاتل، الذي يرفض الأدبار والهرب والتخلي عن روح المواجهة لمَن يعتدي على الأرض والعرض. إن إدراك معنى المقاومة المتصاعد هو السبيل الوحيد للتكفير عن ذنوب الانصراف أو اللامبالاة التي أفصح عنها البعض في المرحلة المنصرمة من عمر الاستعمار الأمريكي الإيراني لبلدنا، وهم أبناء شعبنا الذين لا مصلحة لهم على التهاون والمهادنة على حساب وطنهم. وان دعم المقاومة لا يعني بالضرورة حمل السلاح من قبل الجميع فالمقاومون بالسلاح هم نخبة دائما وأبدا إنما يعني الإسناد بالمواقف والمال والمساعدة بالتوعية والتنوير واعتماد منطق المقاومة في الحوار والنقاش والاستعداد للمقاومة السلمية بالتظاهرات والاعتصام والإضرابات.

مقاومة الاحتلال والاستعمار المترتب عليه واجب ديني ووطني مقدس وهو واجب انساني لم يتخلى عنه شعب من شعوب الأرض من قبل، وعلى العراقيين الذين تعاملوا مع صدمة حصوله طبقا لما ترتب على الواقع العراقي الذي فرضه الحصار الظالم المجرم وقبله حروب كان هدفها إسقاط التجربة الوطنية والقومية العراقية الرائدة واصطدمت بقوة عراقية عصية على السقوط والانحناء السهل, أن يستفيقوا فورا من أي وهم اوهموا به أو توهموه هم. لأن بقاء البعض يتفاعل مع معطيات ما بعد الغزو كحال متخاذل ومنبطح أو متردد في مواجهة التحديات التي تهدد العراق حاضرا ومستقبلا والتي تصدّى لها نظامنا الوطني وقيادته الشجاعة ودحرها كلها حتى تدخلت أميركا وبريطانيا ومعها نصف دول العالم الخاضعة لسياسة وإرادة الصهيونية والامبريالية التي تفردت بعد أن أسقطت المعسكر الشيوعي الموازن لتحول العالم كله إلى عبيد لشهوات الاحتلال والاستيطان والاستغلال الإجرامية لمقدرات الشعوب وأوطانها.

إن ما يحصل في العراق اليوم هو صراع بين الشعب العراقي وقواه الوطنية والقومية والمسلمة وبين استعمار يعمل على التوطن بصيغة أمريكية _ صهيونية_ فارسية مطورة عن نسخ الاستعمار التقليدي، ومن الخطأ الفادح أن يستكين أي عراقي لهذا الاستعمار في هذه المرحلة الانتقالية التي يجري بها تحويل إحداثيات الأجندة الاستعمارية من صيغة الاحتلال بالقوة العسكرية إلى صيغة تثبيت الوكلاء والعملاء الذين ستحميهم قواعد ثابتة ودائمة مكفولة بالاتفاقات الأمنية مع هؤلاء الوكلاء والعملاء التي توطن الاحتلال بصيغة استعمارية واضحة وسافرة. وعلينا جميعا أن ندرك إن عدم قدرة كل منّا على إيجاد صيغة من صيغ المقاومة لينتمي إليها إنما هو طريق لعصيان الله سبحانه وتنازل عن حماية العرض والشرف الذي لا يليق ولا يقبل به العراقيون الغيارى أبدا مهما غلت التضحيات ومهما طال زمن المنازلة.

الله اكبر والنصر لمقاومتنا البطلة.




aarabnation@yahoo.com




آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار