الجمعة، نوفمبر 12، 2010

لقاء مع جورج غالوي أبكى مترجم الجزيرة

أستمعوا وشاهدوا جورج غالوي
بربكم أليس هذا الرجل أكثر أسلاما ممن سلموا العراق وفلسطين الى الأعداء؟
أستمعوا الى الحديث الذي أبكى مترجم الجزيرة.


الإجرام عقيدة سياسية !!

الإجرام عقيدة سياسية !! كاظم عبد الحسين عباس أكاديمي عراقي تتعامل البشرية مع الإجرام كحالات فردية تظهر هنا أو هناك. والإجرام في خطه العام سلوك غير سوي يتأتى عن انحرافات سلوكية وأخلاقية تخرج بصاحبها عن خط السير المعتاد للناس وأعرافهم وقواعد سلوكهم وأخلاقياتهم العامة والخاصة وتتقاطع مع أعراف السماء وشرائعها قبل أن تتقاطع مع شرائع وقوانين البشر الوضعية. ومع إن القرآن المجيد قد أكد على وجود أقوام مجرمين غير إن وجودهم قد مرت عليه أزمنة طويلة جدا لا صلة لها بحديث ومعاصر السفر الإنساني، حيث إن نموذجها الجمعي قد صار خارج الزمن اللاحق للإسلام الحنيف وما ذكرهم في كتاب الله العزيز إلا ليكونوا عبرة. وظلّ الإطار الإنساني عموما يتعامل مع الإجرام على انه حالات فردية بعد أن اهلك الله جلّ في علاه تلك الأقوام بكوارث طبيعية وأمراض مختلفة, حتى أطل على العالم، العراق الجديد الذي وُلد من مؤخرة المارينز وحلفاءهم الصهاينة والفرس. العراق الجديد جاء بجديد على العالم كله ألا وهو تمكين أحزاب وقوى سياسية وميليشيات تعتنق القتل والإجرام كعقيدة سياسية، وبواسطة تشكيلاتها الجمعية وليس مجرد سلوك فردي شاذ ومنحرف لبعض من أفرادها. فالإجرام بمختلف أنواعه ومنها القتل وتعريض الناس إلى الإذلال بالتهجير والإقصاء والاعتقال العشوائي ومداهمات الليل القذرة والاغتصاب الجنسي للذكور وللإناث ومصادرة الممتلكات والتعذيب الوحشي الذي قلّ نظيره من حيث الكم ومن حيث الأنواع هو ما خبرناه وتعرفنا عليه على انه عقائد سياسية للأحزاب الطائفية والعرقية التي تعاقد معها الاحتلال المرّكب لبلدنا. بهذا المعنى فان الإجرام يخرج من إطاره الفردي إلى إطار جمعي منظّم من جهة، ويتحول من جهة أخرى إلى مفاهيم وأسس إيديولوجية تؤمن بتوطين الرعب والخوف عند الناس لتثبيت البقاء السياسي لهذه الإطراف. كما أن اعتماد الإجرام كعقيدة سياسية يدخل الحزبية عموما والقوى السياسية المختلفة التي تتبناه ضمن مدارات أهداف وغايات أبعد ما تكون حتى عن أبشع وأقذر ما عرفه العالم سابقا من شوفينية وشعوبية وعرقية مجرمة، ويتعداه ليشكل إطارا وجوديا وهوية مستديمة تبنتها حكومات الاحتلال المختلفة. إن فكرة إنتاج عراق جديد بالغزو والاحتلال لم يقصد بها تغيير النظام السياسي والحكومة الممثلة له، إنما تضمن توجهات ترمي إلى إعادة تشكيل المجتمع برمته وبشكل متزامن مع إعادة تشكيل الهيئات الحكومية الممثلة له. هكذا هدف معلن لأمريكا وشركاءها الصهاينة والفرس وأدواتهم يتضمن توطين الطائفية والعرقية على أنقاض المجتمع الذي أسسته الدولة الوطنية العراقية، وخاصة مجتمع ثورة حزب البعث العربي الاشتراكي الوطني القومي التحرري. إن تغيير البنية الاجتماعية من وطنية قومية تحررية اشتراكية مؤمنة إلى نقائضها بعملية غزو، وإنتاج عملية سياسية طائفية، عرقية هو عملية إجرامية بحد ذاته قبل أن يعتمد على قوى مجرمة بطبيعتها وتركيبها وغاياتها وأهدافها. ولكي تحقق قوات الغزو والاحتلال وأذنابها غاياتها الاجتماعية والسياسية والعسكرية فان عليها أن تقتل وتهجّر وتقصي وتعتقل وتعذّب وتقطع أرزاق كل مَن: 1- يؤمن بوحدة العراق الوطنية التي تتعارض مع مضامين الدستور الفيدرالي التفتيتي الاحتلالي. 2- يرفض الطائفية والعرقية ويعارضها بكل الوسائل. 3- يرفض ويقاوم تسييس الدين كوسيلة تمزيق للمجتمع وللوطن. 4- يرفض الاحتلال كفعل باطل ويرى في كل ما ينتج عنه على انه باطل. 5- يرفض الاجتثاث الجسدي والفكري كممارسة غير أخلاقية وغير شرعية بكل المعايير والمقاييس والأعراف. 6- يقاوم الفساد المالي والإداري المرافق لعملية إنتاج العراق الجديد. 7- المؤمن بحق العراق، بوحدة أرضه وسيادته وعروبته وبحق العراق بثرواته المختلفة وبحقه الطبيعي بانتهاج السياسة الوطنية والقومية التي تجعل منه بلدا قويا مزدهرا منيع الجانب وقادر على حماية نفسه. إن تحقيق هكذا أهداف يضع الأطراف المنفذة في تقاطع تام مع الشعب ويفرض عليها نمطا تنفيذيا محدَدا ألا وهو ممارسة الإجرام. ولا يمكن أبدا تغيير البنى الارتكازية الاجتماعية بالطريقة التي أريد بها إنتاج العراق الجديد، إلا باستخدام الإجرام والقوى السياسية التي تنتهجه كعقيدة سياسية وكإطار إيديولوجي لفلسفة بقاءها وانتشارها. هنا تكون جريمة أميركا وإيران والصهيونية مرّكبة ليس بحق العراق فقط، بل بحق الإنسانية كلها وهي جريمة لا تنحصر باستخدام الغزو والاحتلال كوسائل تغيير، بل أيضا باستخدام قوى سياسية وميليشيات تنتهج الإجرام كأيديولوجية تستطيع بواسطتها إرغام الناس على الخضوع للوضع الناتج عن الاحتلال، ليس بسطوة الاحتلال العسكرية، بل بسطوة سياستها الإجرامية بوصفها واجهات للاحتلال تمكنت به من الوصول إلى مواقع السلطة واحتمت به، وبالتفويض الإجرامي الممنوح لها توافقا وانسجاما مع ذاتها وهويتها الإجرامية السياسية العقائدية. إن الإفلاس العقائدي والفقر الفكري هو الذي يقود إلى تبني العنف والرعب لإعادة تشكيل المجتمع على أسس غير مقبولة، إلا من قبل معتنقي إيديولوجيتها بعد أن انحسر عنها المد والمدد الشعبي وانكفأت على نفسها فتفاعلت مع الإحباط والفشل لتعيد تكوين وجودها بالقتل والترهيب. إن فشل القدرات التقنية والتكنولوجية العسكرية والمخابراتية في قتل إرادة الرفض والمقاومة عند شعب العراق العظيم فضلا عن الطبيعة الإجرامية لدول الغزو والاحتلال وفي مقدمتها أميركا والكيان الصهيوني وبريطانيا وإيران، كان من بين العوامل التي جعلت الأمريكان يلجأون إلى الاعتماد كليا على أساليبهم البطشية الوحشية والاعتماد على قوى سياسية لا تمتلك أي مصدر قوة شعبي لأنها منبوذة, وإن تواصل معها نفر من الناس فهم يتواصلون لمنافع شخصية, فاعتمدت العنف منهجا لحياة بعيده عن روح الإنسانية وسماتها المتمدنة المتحضرة وبعيدة عن روح الله سبحانه وتعالى. لقد توافق الإجرام وعقلية الكاوبوي للغزاة المحتلين مع عقلية البقاء بالقوة الإجرامية الغاشمة لقردة الاحتلال فصار الدم العراقي الطهور ثمنا لتغيير إجرامي ومجرم بحق العراق والعراقيين. غير إن قانون الحق يخبرنا إن البطش والإجرام ستزلزل به الأرض كما زلزل الله الأرض تحت أقدام طغاة وقتلة في الأزمنة السالفة فالله موجود وقانونه لم ولن يتغير والخاسر الأكبر ليس الشعب، بل القتلة المجرمون الذين لن يجدوا موطئ قدم في سفينة النجاة ساعة يأتي الطوفان. وسلاما على أشلاء شهداءنا في كنيسة النجاة وجامع أم القرى وشارع الرسول في النجف وباب طويريج في كربلاء الذين قتلتهم عقائد الإجرام لسياسيي زمن الاحتلال. aarabnation@yahoo.com

الخميس، نوفمبر 11، 2010

فخ.. اسمه مجلس الأمن!!




شبكة البصرة
د. أبا الحكم
·        أمريكا تهرب صوب مجلس الأمن.. للتملص من المسؤولية.
·        والهروب.. لا يلغي أو يحرق وثائق "ويكيليكس".
·        وإدانة أمريكا وإيران وغيرهما.. مسألة محسومة قانونياً.
·        وعلى أمريكا أن تختار بين.. إيران والمنطقة!!
 

حاولت أمريكا في فترات اقتضت تحركاً سريعاً صوب المنظمات الإقليمية، ظناً منها أن هذه المنظمات تستطيع أن تضفي على احتلالها وحكومته العميلة نوعاً من  "الشرعية" حتى تمكن تلك الحكومة البائسة من أن تنجز مشروع الاحتلال وتمنح إيران نفوذاً لم تكن تحلم به أبداً طالما انكسرت سياسياً وعسكرياً عبر تاريخها القديم والحديث.
فقد حاولت دولة الاحتلال الأمريكية أن تحمل الجامعة العربية مسؤولية ما أسمته (تخلي العرب عن العراق، الأمر الذي سيترك فراغاً ستملؤه إيران)، والإشارة هنا وضع الأنظمة العربية بين خيارين أو بالأحرى مغالطتين، الأولى: أن لا يترك العرب العراق فريسة لإيران.. والمعنى في هذه المغالطة ليس الدفاع عن العراق وعروبته، لأن بعض الأنظمة العربية فرط بسيادة العراق واستقلاله وعروبته، وفرط بشعب العراق العربي المسلم، إنما لإضفاء "الشرعية" على حكومة الاحتلال لغرض دعمها وبالتالي دعم المشروع الأمريكي في العراق تبعاً لذلك. والمغالطة الثانية : إذا ما ترك العراق فستملأ فراغ العرب إيران.. وكأن إيران لم تكن شريكاً لأمريكا قبل مؤتمر لندن عام 2001، وكأن العراق أمام هتين المغالطتين خالِ من الشعب ومن قواه الوطنية ومقاومتها التي تقود النضال والجهاد من أجل التحرير!!
وبالرغم من الجهود التي بذلتها الدبلوماسية الأمريكية المهددة والضاغطة، لم تستطع الجامعة العربية عمل شيء سوى إرسال مدير مكتب تمثيلي لها غير قادر حتى على حماية نفسه في أجواء انعدام الأمن وتدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية الوخيمة.. وبالرغم من تكرار هذا التحرك إلا أن الجامعة العربية وهي الفاشلة والعاجزة لم تستطع أن ترمي بطوق نجاة إلى حكومة عاجزة وفاشلة تريدها أمريكا أن تقف على قدميها الخائرتين من أجل الدفع بمشروعها إلى صالة الإنعاش.. وآخر هذه المحاولات طلب عقد مؤتمر الجامعة العربية في بغداد.!!
وكما حاولت أمريكا مع الجامعة العربية التي خضعت رغم ميثاقها الذي لا يجيز منح مقعد العراق لمندوب العراق المحتل إنما يتوجب أن تشغله المقاومة الوطنية العراقية صاحبة الحق في التمثيل والتعبير عن رأي الشعب العراقي الذي يقاوم الاحتلال ومن جاء معه على ظهور الدبابات الأمريكية والبريطانية.. حاولت أمريكا مع منظمة المؤتمر الإسلامي العزف على وتر الدين من أجل مد يد العون للحكومة العميلة في بغداد، في الوقت الذي تحارب فيه أمريكا الإسلام والمسلمين على أساس أنهم إرهابيين!!
وكما فشلت الجامعة العربية ودعوات بعض الدول العربية لعقد مؤتمرات حول الشأن العراقي، فشلت منظمة المؤتمر الإسلامي في تمكين حكومة الاحتلال في بغداد من تكريس مشروع الاحتلال، ليس لأن هتين المنظمتين الإقليميتين ترغبان في دعم شعب العراق وحركته التحررية، إنما لأسباب تقع في مقدمتها أن حركتهما الداعمة تنصب في الاتجاه الخطأ الذي يكرس الاحتلال، كما أن علة الفرقاء المعنيون بالعملية السياسية البائسة لا يجمعهم فهم مشترك حول الوطن والوطنية وبناء الوطن، بل أن انشغالاتهم الوحيدة هي النهب والسلب والاغتصاب والقتل والإقصاء تبعاً لأجندات متعارضة ومتناقضة ومتقاطعة منهجياً ترتكز على فئوية وعرقية وطائفية مقيتة، ولا تمتلك الحالة الوطنية التمثيلية، ولا الرؤية الموضوعية الشاملة في تصريف الأمور السياسية، ولا المنهجية القادرة على بناء الدولة وتكريس أمنها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والبيئي..إلخ.
 
تزييف إرادة الشعب العراقي..
حاولت إدارة الاحتلال الأمريكية تزييف إرادة الشعب العراقي بوسيلة الانتخابات حيث وضعت دستوراً طائفياً وعرقياً للبلاد :
1-  ففي الوقت الذي يحظر القانون الأمريكي الاتحادي التمييز بين المواطنين الأمريكيين على أساس الدين والعرق واللون أو الأصل القومي، وإن مخالفة هذا القانون تعد جريمة يحاسب عليها القانون الأمريكي.. نجد أن السياسة الأمريكية في العراق تكشف عن ازدواجية مقيتة يرفضها القانون الأمريكي ذاته، قائمة على تشريع الدستور وتشكيل مجلس الحكم وآلياته والحكومات ومكوناتها، وتأسيس البرلمان وتكتلاته، وإجراء الانتخابات الشكلية، وإظهار القوائم الانتخابية مفصلة كلها على أسس طائفية وعرقية.!!
 
2-  وفي الوقت الذي ترفض الإدارة الأمريكية الاعتراف باللغات القومية في المجتمع الأمريكي، ومنها أكثر من (40) مليون أمريكي يتكلمون اللغة الأسبانية.. تعمل إدارة الاحتلال في العراق على إشاعة المناهج التربوية والتعليمية التي تكرس التفرقة القومية في العراق وتشجع على حشرها حتى في (جوازات سفر المواطنين العراقيين) في سابقة خطيرة لم يألفها الشعب العراقي من شأنها أن تزيد من تمزقه على أساس العرق والمذهب.!!
 
3-  وفي الوقت الذي ترفض الإدارة الأمريكية تكتلات في الكونغرس الأمريكي على أساس التمثيل العرقي وأي أصول قومية.. يعمل الاحتلال الأمريكي على وضع (حصص في برلمان الاحتلال... للشيعة كذا، وللسنة كذا، وللأكراد كذا، وللتركمان كذا، وللطائفة الفلانية كذا..إلخ)، تتشعب عن هذه الحصص تكتلات برلمانية ومسميات وعناوين وناطقين رسميين باسم هذه الطوائف، والمؤتمرات، والندوات، والفضائيات، والصحف التي تنطق بأسمائهم.. وكلها لا تتحدث عن الوطن، إنما تسوِق لفئويتها الطائفية غير التمثيلية.
 
4-  وفي الوقت الذي لم يحدد القانون الأمريكي للمرأة الأمريكية في الكونغرس الأمريكي حصة تمثيلية.. يشرعن الاحتلال الأمريكي حصة للمرأة في "البرلمان" العراقي وفي كل هيئة على مستوى منظمات المجتمع المدني.
 
الأزمة المستعصية..
الإدارة الأمريكية تعلم بالأسباب الكامنة وراء الأزمة المستعصية، التي تمر بها "العملية السياسية" وهي في حقيقتها نظام لقوى طائفية وعرقية تتصارع على النفوذ والسلطة والمنافع الشخصية.. فيما بلغ المأزق الأمريكي حداً يصعب تصوره، وإن المحاولات التي أبداها القادة السياسيون والعسكريون الأمريكيون ومنهم (هيلري كلنتون) و(جو بايدن) والجنرال (ريموند أوديرنو) والسفير الأمريكي (كريستوفر هل) ونائبه (روبرت فورد) الذين أجروا محادثات ولقاءات مع مختلف أطياف "العملية السياسية" من أجل التوصل إلى حلول لمعضلاتها منذ ما قبل الانتخابات وبعدها وحتى الوقت الحاضر، حيث دخلت حكومة المنطقة الخضراء في عنق زجاجة لا أحد يتكهن بنتائجها.. فماذا تريد أمريكا وإيران من العراق :
أولاً- أمريكا تريد تقاسم السلطة.. بمعنى تهدئة كل الأطراف لكي لا تتعرض مصالحها لمخاطر التصادم وهي في ذروة عصبيتها وشعورها بالهزيمة السياسية جراء إدراكها بأنها باتت بين المطرقة والسندان.. مطرقة المقاومة الوطنية العراقية الباسلة، وسندان الداخل الأمريكي، الذي وضع حكومة الديمقراطيين في الزاوية الحرجة، وأظهر فشلها وحمَلها مسئولية تلك الجرائم البشعة، ظناً منه بأن الأمر سيبرأ ((أمريكا كدولة)) من هذه الجرائم الوحشية.!!
 
ثانياً- إيران تريد (المالكي)، وأمريكا تريده أيضاً ولكنها تخشى من مغبة تهميش القوى الأخرى، ليس حباً بهذه القوى، إنما حفاظاً على مصالحها التي أكدتها الاتفاقية الأمنية الموقعة مع حكومة المالكي العميلة، في الوقت الذي ترمي فيه أمريكا بهدوء إلى تفكيك أحزاب السلطة، الأمر الذي لا يجعلها تشعرها بالقلق جراء التصادم وتصفية الحسابات التي يمارسها أطراف "العملية السياسية".. لذلك فقد سكتت أمريكا وشاركت في المجازر التي ارتكبها المالكي في أوساط الصدريين وجيش المهدي.. أما إيران فقد سكتت على هذه المجازر، وحين جاء الوقت المناسب أوعزت لـ(كاظم الحائري) بأن يعالج الأمر ويغسل الدم المسفوح لسواد عيون (المصلحة الإيرانية العليا)، بالدفع نحو تكتل شكلَ قمة الانتهازية والمكانة المنحطة للصدريين، الأمر الذي أدى إلى كشف زيف إدعاءاتهم الكاذبة..فيما بات المجلس الأعلى يلعب على حافات المفاوضات بين الكتل الأخرى، وهو التوجيه ذاته الذي يخضع لسياسة توزيع الأدوار الإيرانية.. أما الأكراد فقد التزموا بسياسة انتظر لترى (Wait and see)، فوضعوا قائمة مطالب وعرضوها على الكتل المتناحرة، ولا مانع لديهم من الانضمام لمن يوافق عليها، وجوهر هذه المطالب (كركوك).. بيد أنهم لا يفقهون شيئاً سوى قشور السياسة وتهويماتها العاجلة التي تعطي الانطباع بتحقيق الأهداف، كمن يسعى نحو سراب!!
 
الهروب الأمريكي.. يقاس في ضوء مستوى الفعل المقاوم في الكم والنوع :
مهما وضع الاحتلال من حشد في الرجال والسلاح والمعدات لا ينجح، ومسببات عدم النجاح تقوم على عدد من العوامل :
أولاً- المقاومة الوطنية العراقية لن تتوقف، ولديها من القدرة على المطاولة ما يجعلها خارج الحسابات التقليدية، وزخمها يقوم على قاعدة تحقيق (الكيف والكم) في الفعل المقاوم كلما أمكن ذلك في المكان والزمان المعينين، ولن تلهيها الحلقة المفرغة التي تدور في إطارها بيادق العملاء والمنتفعين من الظرف والحالة التي تعكس منبعاً للثراء غير الشريف ثم الفرار إلى الخارج.
ثانياً- أطراف "العملية السياسية" لن يقدروا على إصلاح حالهم، لأن أحوالهم فارغة ومأزومة (كل يريد أن يفصل دشداشته على مقاسه، أما الوطن فلا يهمهم أن يبقى عارياً كما خلقه الله)، وسيستمر تآمرهم على بعضهم وتأكلهم من أجل المال والمنصب والنفوذ.
ثالثاً- النظام الإيراني.. يعيش في عصبية رغم التوافق مع أمريكا على اقتسام المنافع أو المصالح، ولكن لهذا النظام أجندته الضاغطة التي يسعى من خلالها إلى الحماية والتمدد في النفوذ من العراق إلى لبنان إلى حافات البحر الأبيض المتوسط، ومن العراق إلى الكويت فالبحرين وباقي دول الخليج العربي.. والنظام الإيراني يرى أنها فرصة ذهبية لن تتكرر له في التاريخ المعاصر بالرغم من تأكل وضعه الداخلي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وفقهياً مذهبياً..إلخ.
رابعاً- المحيط العربي القريب لواقع التأزم في العراق، بعضهم يلعب حسبما تمليه عليه توجيهات السفراء الأمريكيين، يساورهم القلق من تدفق الطائفية إلى مخادعهم ولكنهم ليسوا نادمين على وضع العراق وإسقاط نظامه الوطني، بل خائفين على نظمهم السياسية.. وعلى هذا الأساس يقفون حيال الوضع في العراق بين (رفض الحالة الطائفية) وبين (الدعوة للتهدئة وإصلاح ذات البين، وإبقاء وضع الاحتلال قائماً).. دون أن تخرج دولة عربية شجاعة تقول الحقيقة، أن الطائفية مرفوضة وإن الاحتلال بأي شكل وبأي لون مرفوض، حينئذٍ يصار إلى العمل على أساس هذا الموقف الموضوعي الشجاع الذي يؤسس للعراق أمنه وللمنطقة استقرارها.
خامساً- الأمريكيون يجربون كل الوسائل الممكنة والمتاحة، بالرغم من جراحاتهم الدامية وانكساراتهم وهزائمهم السياسية، وإن تجريبيتهم لا تتوقف حتى عند الفرصة الأخيرة لهروبهم!!.. يجربون القتل، والتفكيك، والفتنة الطائفية، والإفساد المالي والإداري، والتورط أللأخلاقي، والجريمة المنظمة، والإبادة الجماعية، حتى جرائم ضد الإنسانية.. بالرغم من شعورهم بأن فرصهم في البقاء باتت حرجة ومكلفة!!
 
وتبريرات الهروب من أجل إخفاء الهزيمة وإخفاء الجريمة متعددة :
أولاً- الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي لكي يتم تدويل (الوضع في العراق) لأنه مستعصي وقد يقود إلى (حرب أهلية مليشية يجب تفاديها)!!
ثانياً- الاختباء خلف قرارات يصدرها مجلس الأمن تكرس حالة غير حقيقية تقول (إن الإشكالية هي من صنع العراقيين وليس غيرهم، الأمر الذي يستوجب إرسال قوات حفظ السلام إلى العراق وفي مقدمتها القوات الأمريكية)!!
ثالثاً- التنصل عن الجرائم التي كشفتها وثائق (ويكيلكس) أو إخماد أو تأجيل إثارتها في ظروف الصراعات الداخلية في كل من بغداد وواشنطن ريثما (يستطيع) الديمقراطيون من إقناع الرأي العام الأمريكي بأن هذه الجرائم -وهي مغالطة واضحة- تتحملها ولآية الجمهوريين في عهد الرئيس بوش الصغير المدمن على المخدرات، حيث يتم الضغط السياسي والدبلوماسي من أجل تمييع أي تحركات أو دعوات تستهدف البحث في هذا الكم الكبير من وثائق الإدانة كجرائم حرب ضد الإنسانية!!
 
ربما.. سيلجأ الجمهوريين الذين برزوا ثانية في الانتخابات الأخيرة ومن بينهم بعض المحافظين الجدد إلى صدمة جديدة في المنطقة بعد "انسحاب" القوات الأمريكية من العراق، لإعادة توازنهم.. ولكن عليهم أن يختاروا بين إيران والمنطقة، أما اللعب على حلقة سياسية مفرغة إذا ما نجح في وقت فلن ينجح هذا اللعب في كل وقت أبداً!!
11/11/2010
شبكة البصرة

العراق وموقفنا


شبكة البصرة
ناجي علوش
عندما أخذت الإمبريالية تهول بقضية أسلحة الدمار الشامل، عرفت القيادة العراقية أن الهدف هو النظام، وبالتالي احتلال الأرض، فلم تجبن ولم ترتعد فزعاً لأنها ستواجه الولايات المتحدة الأمريكية، بل ظلت صامدة. ومع أنها كانت أمام خطر محدق، ظلت على تماسكها وثباتها في مواجهة المؤامرة، فسمحت لأطقم دولية بعمليات التفتيش، حتى لا يؤخذ ذلك حجةً لشن الحرب، واستعد النظام للمواجهة، فهيأ قواته وقواه، واتخذ إجراءات متنوعة لتعزيز الجبهة، وكان الخيار المواجهة لأن أرض الوطن ليست ملعباً للمتلاعبين، ولأن الدولة، ومنها الجيش، ليست موجودة للاستعراض، بل للدفاع عن الوطن والأرض، ولأن أرض الوطن غالية، لا يعبر عن غلاوتها إلا سيل الدماء.
 
وكان عملاء الولايات المتحدة قد أوهموا حكومتها بأن النظام كله إذا تأكد أن الحرب قادمة سيهرب ويترك أسلحته ومواقعه، وكذلك سيفعل الوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية، وبأنهم سيفرون بلا قتال ويتركون أسلحتهم، ولكن القيادة العراقية، وهي تعرف أنها تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، لم يفكر أحد منها بالهرب، فأصروا على المواجهة والقتال، فالوطن لا يسلم للأعداء.
 
والحزب الحاكم في العراق كان يعرف دوره العربي، وفي تحقيق الوحدة، ومواجهة العدو الصهيوني، كما أثبت في أكثر من حرب على الجبهة السورية بالمشاة والدبابات، وعلى الجبهة المصرية بالطائرات. ولذلك فقد قرر أن يعد مخابئ الأسلحة، وأن يفرز أموالاً خاصة لمهمات القتال، وقد ساعدت هذه الأسلحة والأموال على دعم المقاومة التي قامت في مواجهة العدو الأمريكي.
 
والعدو الأمريكي لم يهاجم العراق لأنه خطرٌ مباشرٌ على الولايات المتحدة، بل لأنه خطرٌ مباشرٌ على العدو الصهيوني، ولأنه داعمٌ أكيدٌ لسورية إذا ما تعرضت لعدوان صهيوني، ولأنه يحمل مشروعاً اقتصادياً وعلمياً كان سيجعل العراق قادراً على تحمل مسؤولية الوحدة العربية، وهذا كان يقلق الكيان الصهيوني ويزعجه ويضعه في مأزق.
 
وفي هذا الوقت كانت حكومة إيران، وهي على علاقة مع المتآمرين العراقيين الذين زودوا الولايات المتحدة بالمعلومات الإستخبارية، تنتظر أن يحقق العدوان أهدافه بسرعة، فيحدث فراغ تملأه حكومة إيران، بضم أجزاء من العراق أو فرض سلطة عملائها فيه على الشعب العراقي. وكانت الفصائل الموالية لإيران تعمل ليل نهار لتحصل على معلومات تفيد العدو الأمريكي، وتعزز وضع عملاء إيران في العراق.
 
أما عربياً، فإن القوى المستسلمة المندفعة وراء السلام مع الكيان الصهيوني، وعاشقة الاستسلام لحكومة الولايات المتحدة، لم تعتنِ بمصير العراق وشعبه وأرضه والكرامة العربية، بل عنيت بالاستسلام السريع وتسلم السلطات الأمريكية وعملائها لمقاليد السلطة في العراق. ولم تفعل الأحزاب العربية شيئاً لرفع سوية المواجهة مع المحتل الأمريكي وعملائه العراقيين. ولم تحاول أن تدرس طبيعة المعركة، أو أن تقف مع العراق في هذه المواجهة لأنها مواجهة قومية، ولو اقتصرت على قطر عربي بعينه، وبدأت اتصالات رسمية عربية مع حكومة إيران التي كانت تخطط للانتقام من العراق، بعد أن هُزمت في حربها معه.
 
وأصبحت إيران قبلة لبعض العرب، رغم احتلال الجزر الثلاث منذ سنوات، ورفض التفاهم حولها.
 
وحين فشلت السلطات الأمريكية وعملاؤها في العراق في تصفية المقاومة الباسلة، ذات التأييد الشعبي الواسع، وقام شكلٌ من الحكم الهش والمفكك الذي ما زال لا يستطيع أن يشكل وزارة أو أن يحفظ أمناً، أو أن يمنع ارتكاب الجرائم ضد الشعب، استغلت حكومة إيران الفوضى لتفرض عملاءها، ولتستغل الظروف لنهب العراق مادياً وبشرياً، وكانت حكومة إيران قد رفضت أية مبادرة لإنهاء الحرب العراقية - الإيرانية، فقد كانت مطالب العراق في الحرب ما يلي:
أولاً: أن يُترك مصير الأكراد في كل بلد لحكومته،
ثانياً: أن يكف كل طرف عن محاولة "تصدير الثورة" إلى جاره.
ولم تقبل حكومة إيران هذه البادرة السلمية.
 
وحين قامت الحرب مع الولايات المتحدة، كان الطيران العراقي يواجه مشكلة السيطرة الأمريكية على الجو، مما حدا بالقيادة العراقية أن تطلب من الطيارين العراقيين أن يهبطوا في المطارات الإيرانية. ورغم ذلك لم ترَ الحكومة الإيرانية في هذا الموقف ميلاً إلى السلام، واتجاهاً للتفاهم على المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
 
وما زالت حكومة إيران تحاول أن تطبخ حكومة موالية لها في العراق، مما اضطر بعض القوى السياسية إلى الإعلان أنها لا تقبل بطبخ حكومة على المزاج الإيراني.
 
ومشكلتنا ليست مع إيران فقط، بل مع العرب الذين يقفون إلى جانب إيران في كل مواقفها.
 
إن ما يجري في العراق مقاومة حقيقية، وهي من مفاجآت العرب لنفسها. فها هي الحرب مشتعلة منذ ما قبل سنة 2003، وها هم قتلى الأمريكيين يبلغون الآلاف، وجرحاهم ومعوقوهم يبلغون عشرات الآلاف، ولا تزال إستراتيجية حكومة إيران في العراق هي السيطرة على كل شيء. وقد نبهني أحد المتابعين أن الصواريخ التي جربتها إيران، ومشاريعها النووية، هي من إنتاج العلماء العراقيين الذين روعوا "إسرائيل"، والذين تعرضوا للتصفية تحت وطأة الاندماج بالمشروع الأمريكي أو الإيراني.
 
ونحن نطلب من كل عربي أن يتخذ موقفاً مما يجري في العراق، من الدم الذي يسيل أنهاراً، ومن القتل والخطف والنهب، ومن التخريب والتهديم.
 
أيها العرب إن الحرب مستمرةٌ منذ سنة 2003 ولا يزال الدم يسيل، ولا يزال الجنود الأمريكيون يسقطون صرعى، رغم تقدمهم في الأسلحة، وخاصة الطيران. فإلى متى نصمت؟ ومتى نتحرك لنقول للمعتدين: قف أيها المعتدي، فالعراق جزءٌ من وطننا، وشعبه جزءٌ من شعبنا، وكل رصاصة تطلق فيه تطلق علينا، وتمز بدمائنا؟
 
إن إيران دولة إسلامية صحيح، ونحن معها في معاركها ضد الإمبريالية إذا كانت تخوض معارك فعلاً. إما إذا كانت تتحدث عن المعارك ولا تخوضها، فيما تستبيح بلادنا، فإن بلادنا عربية وليست مباحة لأحد
شبكة البصرة

الإعلام الفرنسي ووثائق ويكيليكس ومسيحي العراق اثر مجزرة كنيسة سيدة النجاة .



الدكتور عبدالإله الراوي

( ملاحظة : هذا المقال طور من تعليق بسيط لصحيفة العرب اليوم بتاريخ 5/11/10)

يجب أن نقول بداية بأن الغرب ، الذي يتبجح كثيرا بالديمقراطية وحقوق الإنسان ، لا يهتم نهائيا  بما يعانيه شعبنا على أيدي جلاديه من أمريكان والصهاينة وعملاء النظام الصفوي في إيران ولذا فإن الولايات المتحدة ، منذ الاحتلال ولحد الآن كل ما يهمها هو القتلى والجرحى من الأمريكيين والبريطانيين وحلفائها الآخرين أما قتلانا فلم تعر لهم أي اهتمام ولم تقدم أي إحصائيات تخصهم .

وإن انسحاب أغلب جنودهم من العراق ليس لغرض تحرير العراق ولكنهم هربوا كي لا يقدموا مزيدا من الضحايا على أيدي أبطال مقاومتنا المناضلة.
بعد هذه المقدمة البسيطة سنقوم بدراسة :
الفصل الأول : الإعلام الفرنسي ووثائق وكيليكس .
الفصل الثاني  : فرنسا ومسيحي العراق .


الفصل الأول : الإعلام الفرنسي ووثائق وكيليكس .

سوف نتكلم هنا عن بعض وسائل الإعلام الفرنسية بصورة موجزة :-
1- في اليوم التالي لنشر الوثائق ذهبت وكالعادة للجمعية الرياضية التي أنا عضوا فيها وتوقعت بأن توجه لي أسئلة واستفسارات عن الموضوع ، ولكنني فوجئت بعدم وجود أي شخص لديه علم بهذه الوثائق ، مع التوضيح بأنه يحضر ما لا يقل عن 60 منتسب لهذه الجمعية يوميا والتي عدد أعضائها أكتر من 130 منتسبا. وإنها تضم الكثير من المتقاعدين ومن مختلف طبقات المجتمع الفرنسي وأنا العراقي والعربي الوحيد في هذه الجمعية .
وتتوالى الأيام دون أن يوجه لي أي سؤال حول الموضوع .

2- في اليوم التاي للجريمة النكراء على كنيسة ( سيدة النجاة ) استفسر مني الكثير عن الحادث ، وهذا يدل دلالة واضحة على مدى انتقائية وسائل الإعلام الفرنسية ، مما أثار استغرابي .

3-  ولذا قررت مراجعة مكتبة البلدية للاطلاع على بعض وسائل الإعلام المقروءة :
- بدأت بصحيفة ( وست فرانس ) لسببين الأول إن أغلب ، أن لم نقل ، جميع منتسبي النادي الرياضي مشتركون بهذه الصحيفة ، لكوننا نسكن غرب فرنسا . وثانيا لكون هذه الصحيفة تمثل المطبوع الأكثر توزيعا في فرنسا . فماذا وجدت ؟
مجرد خبر صغير في حقل ( العالم وأوربا في سطور ) يعلن فيه أن وكيليكس ستنشر وثائق عن العراق .
وكان هذا في عدد الصحيفة ليومي السبت والأحد 23-24/10، علما بأن صحيفة ( لوموند ) كرست في نفس هذا اليوم خمس صفحات عن هذا الموضوع ، وقمت بتصفح الأعداد للأيام التالية ولم أجد أي شيء له علاقة بالموضوع .فقررت مراجعة بعض المجلات المشهورة .

- راجعت كل من ( لو نوفيل اوبزرفاتور ) و ( لكسبرس ) و ( لوبوان ) للأعداد من 22/10 إلى 28/10 ولم أجد أية إشارة لوكيليكس . وهنا قررت التوقف عن البحث وفهمت بأنه عدا ( لوموند ) التي كانت أحدى وسائل الإعلام  الأربعة التي استلمت الوثائق فلم يهتم أحدا بما حدث أو يحدث للشعب العراقي .

وهنا علمت سبب عدم اهتمام أعضاء النادي الرياضي بهذا الموضوع لأنه من المؤكد فإن الفضائيات الفرنسية تجاهلت الوثائق المذكورة أيضا .

4 – ودون الدخول بشرح الأسباب التي تقف وراء إهمال الإعلام الغربي لكل ما له علاقة بوطننا  ، اللهم إلا ما يؤدي إلى تفتيت العراق والوطن العربي عندما يقوم هذا الإعلام بالتباكي على ما تعانيه  الأقليات اللغوية والدينية .. الخ في العراق والبلدان العربية الأخرى ، سنقوم بعرض تجربتنا الشخصية التي توضح مدى انحياز هذا الإعلام والجهات التي تسيطر عليه .

سوف لا أتكلم عن تجربتي مع الصحافة لأنه لم يتم نشر أي مقال لي في أي مطبوع فرنسي ، بل سأتكلم عن الفضائيات الفرنسية فأقول :

قبل الغزو الأخير لوطننا الحبيب تم عمل عدة لقاءات غير مباشرة معي وفي عدة فضائيات فرنسية ، وكما هو معلوم فإن اللقاء يأخذ من الوقت ما لا يقل عن ساعة ولكن في المحصلة لا يتم بث سوى ما يختاره المشرف على القناة ، من اللقاء ، ولمدة لا تتجاوز ثلاث دقائق .

ولكن في بداية الغزو دعيت مع ثلاث شخصيات من المدينة التي أقيم فيها من قبل القناة الفرنسية الثالثة ، أحدهم نائبا في الجمعية الوطنية الفرنسية والذي يشغل موقع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الجمعية المذكورة ، وكانت مدة الحلقة نصف ساعة . وخلال المناقشات تم طرح قضية أسلحة الدمار الشامل التي يملكها العراق فقلت : لنفرض جدلا بأن العراق لديه بعض الصواريخ وغيرها من الأسلحة البسيطة فلماذا يتجاهل العالم أسلحة الدمار الشامل الضخمة التي بحوزة ( إسرائيل ) والتي لديها مئات القنابل والرؤوس النووية ،  ولماذا هذا العالم الذي يدعي العدالة وحقوق الإنسان يكيل بمكيالين .

وطبعا لم يسمح لي بعدها نهائيا بالكلام اللهم إلا في نهاية الجلسة عندما طلب مني توجيه رسالة خاتمة اللقاء والتي حييت فيها صمود الشعب العراقي وشكرت مساندة الشعب الفرنسي وموقفه ضد الغزو .

بعد ذلك التاريخ تم عقد لقاءين غير مباشرين معي ، حول العراق والغزو وأحده كان عندما تم اعتقال رئيس العراق الشرعي رحمه الله  ، ولكن لم يتم بث أي منهما ففهمت بأن المجموعة التي تسيطر على الإعلام في فرنسا وضعت اسمي في القائمة الحمراء . ولذا أخذت أرفض تسجيل أي لقاء غير مباشر وطبعا لم أدع إلى أي لقاء مباشر .
ليس هذا فقط ولكن تم محاربة اسمي حتى في اللقاءات الأدبية . انتميت إلى مجموعة من الشعراء والفنانين الفرنسيين عام 1998، التي تقوم بعقد لقاء شهري ، وكنت أقدم ، بصورة خاصة تعريف ببعض الشعراء والشاعرات العرب مع محاولة ترجمة قصيدة أو أكثر لكل منهم .

وفي عام 2006 ، وبعد سفر المسؤول عن إدارة الندوات استلمت مسؤولية إدارة المجموعة علما بأني العربي والأجنبي الوحيد بين أعضاء المجموعة ، وفكرت بأنه من الأفضل دعوة إحدى الفضائيات لتقوم بعرض لقاء غير مباشر لإحدى ندواتنا وفعلا اتصلت بأحد الذين سبق وقام بتسجيل بعض اللقاءات غير المباشرة معي للفضائية الفرنسية الثالثة  وشرحت له الغرض من الاتصال ففرح كثيرا.

تم تحديد موعد اللقاء وفي اللحظات الأخيرة اتصل بي الشخص المذكور ليعلن لي بأن رئيسه أوعز له بعدم تسجيل اللقاء ، فقلت له هل ذكرت له اسمي قال لي طبعا وعندما سمع اسمك اتخذ هذا الموقف .
معذرة لأني أطلت ولكن هدفي هو توضيح موقف ما يطلق عليه الإعلام الحر .     

 الفصل الثاني : فرنسا ومسيحي العراق وتنظيم القاعدة  .

 في هذا الفصل سوف لا نتكلم عن تدخل فرنسا السافر فيما يتعلق بمسيحي العراق والوطن العربي وبالأخص في لبنان ولكننا سنكتفي بعرض الموقف الفرنسي من الجريمة التي ارتكبت أخيرا بحق إخواننا المسيحيين ، ثم نناقش علاقة تنظيم القاعدة بجريمة الكنيسة المذكورة .
ولذا سنقوم بدراسة :-

أولا : الموقف الفرنسي من جريمة كنيسة سيدة النجاة .
ثانيا : هل تنظيم القاعدة يقف فعلا وراء مجزرة الكنيسة ؟

أولا : الموقف الفرنسي من جريمة كنيسة سيدة النجاة .

سوف نعرض بصورة سريعة موقف وسائل الإعلام ثم الموقف الحكومي .

أولا – اهتمام الإعلام بمجزرة الكنيسة .

 طبعا إن كافة وسائل الإعلام الفرنسية اهتمت بقضية قتل إخواننا المسيحيين من قبل ( تنظيم القاعدة ) في كنيسة سيدة النجاة في بغداد  . ولا نرى داع لذكر المقالات أو تعليقات الفضائيات في هذا المجال والتي تتأثر بموقف الحكومة الفرنسية والجهة المسيطرة على الإعلام .

ولكننا نوضح بأن كافة وسائل الإعلام الفرنسية المقروءة والمرئية ركزت على جانب مهم ، آلا وهو أن ( القاعدة ) هي التي قامت بالجريمة . ليس هذا فقط بل أكدت على أن : النقطة الوحيدة التي تجمع بين الشيعة والسنة في العراق هي طرد المسيحيين . هذا دون أن يفكر أحد من الصحافيين باحتمال قيام جهات أخرى بالجريمة .
في الحقيقة إن جميع الصحافيين الفرنسيين استندوا ، في مقالاتهم ، على تصريحات الجهات الرسمية العراقية والتي يعرفها الجميع ، وهي أن من قام بالجريمة هي دولة العراق الإسلامية .

ودون ذكر كثيرا من المقالات في هذا المجال سنكتفي بالإشارة لمقال واحد لمجلة لو بوان ، والتي خصصت في عددها الصادر يوم 4/11/10 ثلاث صفحات لهذا الموضوع ، وهذه المجلة تعتبر من المجلات الأكثر حيادية !!
وعنوان المقال : هؤلاء المسيحيون العراقيون الذين يريد الإسلاميون طردهم .

ثانيا :  الموقف الفرنسي الرسمي .

سوف نذكر بصورة موجزة :-
1 –كشف وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عزم بلاده دعوة مجلس الأمن لمناقشة الأوضاع الأمنية في العراق. وقال كوشنير أمام مجلس الشيوخ في باريس يوم الخميس إنه سيطلب من الاتحاد الأوروبي كذلك بحث مصير المسيحيين في العراق في أقرب فرصة ممكنة، مشيرا إلى أن نحو 20 جريحا من المصابين في الهجوم على كنيسة السريان الكاثوليك في بغداد سينقلون إلى فرنسا لتلقي العلاج. ووجه كوشنير رسالة إلى رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم الكاردينال عمانوئيل دلي أكد فيها أن فرنسا ستظل دوما إلى جانب مسيحيي العراق. (فرنسا تعتزم دعوة مجلس الأمن لبحث الأوضاع الأمنية في العراق  وكالة الصحافة المستقلة. 5/11/10 )

2- يناقش مجلس الأمن الدولي الثلاثاء المقبل الوضع في العراق بطلب من باريس، على ما أفادت وزارة الخارجية الفرنسية عقب لقاء جمع وزيرها برنار كوشنير بممثلين عن الطوائف المسيحية في الشرق.وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو لفرانس برس " إننا أقنعنا شركاءنا في المجلس بالعمل وفق هذا المقترح ".
كما أن فرنسا تعهدت بنقل 31 جريحا إصاباتهم حرجة إلى المستشفيات الباريسية في الأيام المقبلة للمعالجة، على ما أفاد الأسقف ورئيس جمعية التعاضد مع الأقليات في الشرق بيار والون لفرانس برس.
وقال الأسقف إن " النقاش كان صريحا للغاية وحيويا " وان ممثلي الطوائف المسيحية أكدوا للوزير الفرنسي إن " حرية الأديان جزء من حقوق الإنسان وهي حق أساسي ". ( مجلس الأمن يناقش الثلاثاء الوضع في العراق     
. واع . 5/11/ 2010 ) 

3 - أعلن وزير الهجرة الفرنسي اريك بيسون الاثنين اثر هجوم على كنيسة في بغداد أوقع أكثر من خمسين قتيلا، أن فرنسا على استعداد لاستقبال 150 شخصا، وفي الدرجة الأولى من الأشخاص الذين أصيبوا بجروح في الهجوم وعائلاتهم.
وجاء في بيان للوزارة " في أعقاب المبادرة التي اتخذها رئيس الجمهورية (نيكولا ساركوزي) في خريف 2007 وتكمن في استقبال فرنسا عراقيين ينتمون إلى الأقليات الدينية الضعيفة، استقبلت فرنسا حتى اليوم 1300 شخص في إطار عملية تجري بالاشتراك مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وجمعية مساعدة الأقليات في الشرق ".
وأضاف البيان: في إطار هذا البرنامج، وفي أعقاب اعتداء 31 تشرين الأول/ اكتوبر 2010، طلب اريك بيسون من مكاتب وزارته استقبال 150 شخصا إضافيا مع منح الأولوية للجرحى في الاعتداء وعائلاتهم.
ويستفيد اللاجئون الذين تستقبلهم فرنسا، لاحقا من مساعدة اجتماعية وإدارية تقدمها أجهزة المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج.

وأضاف بيسون: مع هذا القرار، تكون فرنسا وفية لتقليدها الجمهوري في اللجوء وارثها في التضامن مع الأقليات الدينية المتواجدة في الشرق منذ ألفي عام، وهي اليوم ضحية عنف كريه وغير إنساني. ( فرنسا تعرض استقبال 150 مسيحيا عراقيا. البوابة .2/11/10 )

علما بأنه وصل إلى باريس يوم 8/11/10 36 مصابا . ( الشرق الأوسط ، و ا.ف.ب. 8/11/10 )

5- كما سبق وأكد كوشنير وزير الخارجية الفرنسي ، الاثنين،  قبل حادث الكنيسة ،  مواصلة بلاده استقبال المسيحيين العراقيين بشكل واسع ، معربا عن قلق باريس المتزايد من تردي أوضاع المسيحيين بشكل عام في الشرق الأوسط . (وزير خارجية فرنسا : سنواصل استقبال مسيحيي العراق بشكل واسع . اكانيوز. 27/10/10 )

 4 -  أكدت صحيفة "لا كروا" الفرنسية مساء أمس الأربعاء، أن الحكومة الفرنسية ستنظم قداساً بكنيسة نوتر دام دو بارى، تكريما لأرواح ضحايا تفجيرات بغداد الوحشية. وذلك يوم الأحد المقبل السابع من تشرين الثاني ( نوفمبر ).
وأعرب الكاردينال " أندريه 23 " رئيس أساقفة باريس في رسالة مفتوحة إلى المطران أثناسيوس ماتوكا رئيس أساقفة السريان الكاثوليك ببغداد، عن أسفه بخصوص الهجوم الوحشي الذي شنته جماعة " دولة العراق الإسلامية " التابعة لتنظيم القاعدة في العراق ضد كنيسة " سيدة النجاة ".

ودعا الأب باسكال جولنيش، إلى مساعدة المسيحيين العراقيين ومسيحيي الشرق الأوسط على وجه الخصوص، للعيش في أمان وسلام، مشيراً إلى رد فعل قادة الشرق الأوسط المسلمين الذين أدانوا بالإجماع هذا الهجوم الوحشي. (الحكومة الفرنسية تنظم قداساً تكريماً لضحايا "كنيسة النجاة" . اليوم السابع . 5/11/10 )

وقبل أن نعلق على الموقف الفرنسي نقول للمسؤولين في العالم الغربي عموما وللفرنسيين خصوصا بأنه في ظل الأنظمة الوطنية في العراق ، قبل الاحتلال عام 2003 ، وكما ذكرنا في مقالات سابقة بأنه لم تكن توجد أية تفرقة بين مواطن عراقي وأخر سواء بسبب الدين أو المذهب أو اللغة بل كان الجميع يعاملون على أساس كونهم عراقيون ولكن للأسف فإن الاحتلال الصهيو- أمريكي – صفوي زرع هذه التفرقة .

ودون الدخول في تفصيلات سنذكر قصة واقعية .

في أواخر الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي كنت رئيسا لتحرير صحيفة الرسالة الموصلية ووكيل مدير الإصلاح الزراعي في محافظة نينوى وكانت لقاءاتي كثيرة مع الطلبة وبصورة خاصة مع طلبة جامعة الموصل من القادمين من بغداد أو من المناطق الأخرى .
وربطتني علاقة صداقة مع أحد الأخوة والذي كان رئيس الإتحاد الوطني لطلبة العراق واسمه لؤي الشمعوني ولم يخطر ببالي أن أسأله عن مدينته الأصلية أو دينه أو مذهبه .

وشاءت الأقدار أن نفترق بعد أن استلمت موقعا وظيفيا في محافظة أخرى ، وعلمت بعد مدة بأنه سافر إلى بريطانيا لغرض الدراسة وانقطعت أخباره عني منذ ذلك التاريخ .

وقبل أقل من سنة وصلتني رسالة منه بالبريد الحاسوبي ، بعد أن قرأ بعض مقالاتي ، يقول في هذه الرسالة بأنه كان يعرف شخصا في الموصل بنفس الاسم فهل هو أنا أم لا ، فأكدت له بأني الشخص المقصود وطلبت منه تزويدي برقم هاتفه واتصلت به عدة مرات .
وتحدثت مع بعض معارفي عن الدكتور لؤي الشمعوني وسألتهم ، من أية ديانة يكون وفق تصورهم فكان جواب أغلبهم بأن هذا لقب مسيحي .

واتصلت به هاتفيا وقررت أن أحاول بطريقة غير مباشرة معرفة ذلك   .
فقلت له يا أخي هل رأيت ما قام به العملاء من زرع الفتنة بين العراقيين على أساس الدين والطائفة .. الخ

فقال لي سأروي لك قصة طويلة حول هذا الموضوع سافرت للدراسة في بريطانيا مع فلان ، وأنا أعرفه شخصيا وكان في ذلك الحين طالبا في كلية الزراعة ، بعد أن كنا طلبة سوية ثم مدرسين في الموصل ، على كل كنا نلتقي دائما وعلى مستوى عائلي ، وفي أحد الأيام وبعد عودتنا من بريطانيا إلى الموصل وكنا نقوم بالتدريس في الجامعة دخل علينا مع عائلته في أحد الأيام ووجد عمتي تصلي وأمامها التربة فصرخ مستغربا :-

الله أكبر أنا أعرفك منذ ثلاثين سنة ولأول مرة أكتشف بأنك مسلم وشيعي . وهكذا عرفت بأن الدكتور لؤي الشمعوني المهجر في مصر بأنه مسلم وليس مسيحيا . هكذا كان العراق .

ولتأكيد ما ذكرناه فإن الكاردينال دلي عمانوئيل دلي الثالث رئيس طائفة الكلدان في العراق والعالم  دعا إلى عدم اعتبار العراق بلدا للقتل والسلب والتأكيد على علاقات الإخوة والمودة التي يكنها مكونات الشعب العراقي احدهم للأخر.
 وخاطب قداسة الكاردينال في حديث بثته فضائية "الجزيرة" على الهواء مباشرة ضمن فقرتها "ضيف المنتصف" أن لا يعمدوا إلى جعل العراق صورة " سيئة " للتعايش بين مكوناته وقومياته وأديانه التي تربت على احترام وتقبل الأخر.
مؤكدا : لنا كنائسنا ومعابدنا نذهب إليها بكل حرية ونمارس شعائرنا بكل حرية .. )

ولكن الكاردينال المذكور ، وللأسف ، ذكر عبارة مثيرة وكررها عدة مرات وهي نصا  : " لنا حرية العبادة وليس  حرية التبشير " (ضيف المنتصف  الكاردينال عمانوءيل الثالث . فضائية الجزيرة 6/11/10

من حقنا أن نقول هنا بأن من يسمع كلماته هذه يتصور بأن المسلمين ، والإسلام هو دين الأغلبية الساحقة في العراق ، يقومون بالتبشير بصورة مطردة ويقومون بملاحقة المسيحيين وغيرهم من الأقليات الدينية الأخرى  ليعتنقوا الإسلام . بينما في الواقع لم تقم أي طائفة من المسلمين ، وخلال كل فترات الحكم الوطني منذ تأسيس الدولة العراقية وبالأخص في زمن البعث ، بأي نشاطا تبشيرا ولم نسمع نهائيا بأنه تم قيام أي مسيحي باعتناق الديانة الإسلامية . إذا عملية التبشير كانت محظورة على الجميع وليس على المسيحيين فقط .

ومنذ الاحتلال قام الجنود الأمريكيون وبعض المنظمات الدولية التي يطلق عليها إنسانية  بمحاولات تبشيرية للدين المسيحي ، وربما قام الصفويون بذلك أيضا . ولا نريد أن نبتعد كثيرا عن موضوعنا .

نعدو الآن لنناقش الموقف الفرنسي ، ودون أن نطيل ، نقول أن  من حقنا أن نتساءل :- أين كان كوشنير ، وهو يهودي وكان مساندا لغزو العراق وخلال الغزو هرب إلى صديقه بوش خوفا من غضب الشعب الفرنسي الذي كان بغالبيته العظمى ضد جريمة العصر التي قامت بها أمريكا وبريطانيا ، مما حصل للشعب العراقي منذ الغزو ولحد الآن وبالأخص ما تم من قبل الكتائب والحكومة الصفوية في العراق من قتل العلماء والبعثيين ، وبصورة خاصة عام 2006 اثر تفجير سامراء الشهير وما تم من قتل وتهجير ملايين العراقيين الشرفاء على الهوية ؟
ولماذا لم يرفع صوته لمساندتهم وقبول بعضهم كلاجئين في فرنسا ؟  فرنسا التي تدعي بأنها دولة علمانية تدافع عن حقوق الإنسان !! ؟

وأخيرا من حقنا أن نتساءل : من سمح لفرنسا بأن تكون الناطق الرسمي والمسؤول عن كافة المسيحيين في الوطن العربي ؟ وماذا يعني هذا التدخل السافر في الشؤون الداخلية لدول يفترض بأنها ذات سيادة ومعترف بها مما يطلق عليه الأمم المتحدة ؟ 

 ثانيا : هل أن تنظيم القاعدة يقف فعلا وراء مجزرة الكنيسة ؟

1 - لقد سبق وبينا ، بصورة لا تقبل الجدل ، موقفنا من تنظيم القاعدة وما يطلقون عليها ( دولة العراق الإسلامية ) ، ووجود فصائل من هذا التنظيم مرتبطا بالنظام الصفوي في إيران ويقوم بتنفيذ كل ما يطلبه ملالي طهران من جرائم بحق الشعب العراقي لخلق الفتنة الطائفية . ( الدكتور عبدالإله الراوي : تنظيم القاعدة.. هل له يد في تفجيرات سامراء الأخيرة؟ شبكة البصرة .23/7/2007 )

2- لقد فرض تنظيم القاعدة سيطرته على عدة محافظات عراقية بين عامي 2006-2007 ، من ضمنها محافظة نينوى التي تقطنها نسبة عالية من إخواننا المسيحيين ،وقد اعترف بذلك أحد المسؤولين والمدافعين عن نظام العمالة في العراق بقوله : "  أنه في العام 2006، 2007 كانت هناك أربع محافظات بيد الإرهابيين القتلة من القاعدة .." (  حكام العراق بعد وثائق ويكيليكس  .الاتجاه المعاكس . قناة الجزبرة القطرية . 2/11/10)

ولا أحد يستطيع أن يقول أو يتهم ( القاعدة ) بأنها قامت في تلك الفترة بقتل أو تهجير المسيحيين المتواجدين في أرض أجدادهم منذ قديم الزمان ، سواء في الموصل أو في سهل نينوى أو في المناطق الأخرى في هذه المحافظة أو في المحافظات الأخرى التي كانت تسيطر عليها . والجميع يعلم جيدا بأن الأخوة المسيحيين متواجدين في كافة المحافظات العراقية .

3 - في الحقيقة إن من قام بالجرائم البشعة بحق إخواننا المسيحيين هم :

- العصابات الصفوية ( المليشيات ) التي قامت بتفجير محلات بيع المشروبات الروحية ، التي كانت حكرا للمسيحيين ، ومحلات الحلاقة إضافة إلى فرض الحجاب ، في البصرة  وفي كافة مدن جنوب العراق . والتي أرغمت إخواننا المسيحيين بالهجرة سواء إلى سهل نينوى أو إلى المحافظات الأخرى أو إلى خارج العراق . ( ترجمة وتعليق : الدكتور عبدالإله الراوي : الصفحة المخفية للقاعدة في بلاد الرافدين . شبكة البصرة. 4 نيسان 2008 .)

كما أن من قام بتفجيرات محلات المشروبات في بغداد هم العصابات الصفوية وبالأخص جيش مقتدة القذر عندما سمحت له الحكومة العميلة بالسيطرة على العاصمة العراقية عام 2006 .

- أما بالنسبة لما تم من جرائم بحق هؤلاء الأخوة في محافظة نينوى ، من قبل عصابات الحزبين الكرديين المتصهينين ،  فقد سبق وذكرنا قسما منها في مقال سابق (الدكتور عبدالإله الراوي : تفتيت العراق والوطن العربي... مطلب صهيوني - صليبي – صفوي . القسم الثاني (5) .  شبكة البصرة . 22/8/2008 .)

كما أن أحد أعضاء ما يسمى مجلس النواب العراقي أكد أن أحد أفواج الفرقة الثانية (بيشمركة) والتي توجد في الساحل الأيسر من المدينة تتحمل كامل المسؤولية عن 95 % من الجرائم التي حصلت خلال الأسابيع القليلة الماضية سواء من قتل أو تهجير لاسيما وان المنطقة تلك كانت تحت حماية هذا الفوج ،  مطالباً بـمحاسبة هذا الفوج سواء من تقصير أو اختراق أو حتى تورط بالعمليات الإجرامية التي طالت العائلات المسيحية هناك وهو من يتحمل المسؤولية كاملة فضلا عن محاسبة ضباط الشرطة هناك لأنهم كانوا يساندون القوة العسكرية هناك وعلى الجميع أن يخضع للتحقيق وعن إجراءات الحكومة حيال الإحداث الأخيرة في الموصل،.. (يونادم كنا: الفرقة الثانية (بيشمركة) تتحمل كامل المسؤولية عن 95% مما حصل للمسيحيين شبكة البصرة . 23/10/10 )

4 – أما فيما يتعلق بمجزرة كنيسة سيدة النجاة :

- إذا كان هنالك فعلا ، كما يدعون ، عناصر من القاعدة ، ونحن نشك بذلك ، فهم حتما من الأجنحة المرتبطة بالنظام الصفوي في إيران كما بينا في مقالنا المشار له أعلاه (  الدكتور عبدالإله الراوي : تنظيم القاعدة ..)

- لقد كتبت المناضلة عشتار العراقية أربع مقالات عن الموضوع توضح فيها قيام السلطات العميلة ، بالتعاون مع عصابات الحزبين الكرديين المتصهينين بالجريمة . ( http://ishtar-enana.blogspot.com/ )

- قامت منظمة / الرصد والمعلومات الوطنية يوم ٠٢/ تشرين الثاني / ٢٠١٠ بتقديم الأدلة التي لا تقبل الشك بأن من قام بهذه المجزرة الرهيبة هي إيران والقوات الخاصة المرتبطة بالمتشبث برئاسة الوزراء .

ننقل أهم فقرات تقرير هذه المنظمة :

خطط للعملية واشرف عليها ضابط الاطلاعات في مكتب القرار  العميد ( مرتضى كشميري ) وبتنسيق مع مكتب المالكي من خلال احد مساعدي المالكي المدعو ( صادق الركابي ) .

الجهة التي جندتها الاطلاعات لتنفيذ الواجب : - تم تجنيد ( سبعة أشخاص ) اثنين منهم فقط يعلمون بالتنسيق ما بين الاطلاعات والمالكي و ( الخمسة ) الآخرين يعلمون أنهم ذاهبين ( للجهاد ) وهؤلاء جميعا ينتمون للفكر السلفي القريبين من أفكار القاعدة والذين يمارسون اغلب أنشطتهم في ( الشيشان ) وباقي جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة ما عدى قائد ألمجموعه ( احمد الشيشاني ) قاتل في أفغانستان والعراق مع مجاميع القاعدة التي تمولها إيران وشخص آخر باكستاني يدعى ( صبغة الله عثمان ) وهو أيضا من الذين قاتلوا في أفغانستان والعراق .
ألخطه المتفق عليها مع الإرهابيين ومع مكتب المالكي : - يقوم عناصر هذه ألمجموعه باقتحام إحدى الكنائس بالعراق وان يتصلوا برقم هاتف نقال على أساس أن هذا الرقم لوزارة الداخلية وان يتكلموا معهم باللغة العربية الفصحى وان يطلبوا منهم إطلاق سراح سجناء في مصر مع العرض ( أن الرقم الذي أعطي لهم كان باتفاق مع قناة البغدادية ) وتحديدا مع عون الخشلوك وهو رقم تابع للقناة في بغداد وبموجب الاتفاق تحصل البغدادية على مبلغ قدره (150000) إلف دولار والشخص المنسق معهم بهذا الموضوع هو ( عبد الحميد الصائح ) الذي استلم ( 30000 ) ألف دولار حولت إلى رصيده في دمشق حيث يسكن مع أبناء عمومته هناك .

وتقضي ألخطه المتفق عليها مع اثنين من هذه ألمجموعه دون البقية البالغ عددهم خمسه والذين يعرفون أنهم ذاهبين للجهاد في العراق ولا يعرفون شيء عن هذه المسرحية الدموية .. بعد اقتحام الكنيسة يقوم احد الإرهابيين بتفجير نفسه حتى يظهر للعالم بان العمل عمل إرهابي ( حقيقي ) ثم يبقى الإرهابيين لمدة ثلاثة أيام يتم من خلالها التفاوض معهم ..
لكن الأوامر التي صدرت لمكتب المالكي من الاطلاعات بأن يتم تصفية هؤلاء بعد اقتحام الكنيسة وان لا يخرج منهم أي شخص سالما مهما كانت النتائج وبأسرع وقت وان لا يعطى للأمريكان أي وقت للقيام بأي جهد ( يعني الاطلاعات اتفقت مع الإرهابيين بشيء ومع مكتب المالكي بشيء آخر ) ..

- أما عن أهداف العملية ، فيوضح التقرير :

1- لفت أنظار العالم عن وثائق ويكيليكس الخاصة بجرائم حكومة المالكي وقواته وقيادات حزب الدعوة .
2- توجيه رسالة تهديد غير مباشره إلى الفاتيكان بأن المسيحيين سيكونون بخطر إذا لم تتدخل الفاتيكان وتستخدم سلطتها على الإعلام الغربي لغرض تجاهل هذه الوثائق .
3- من خلال اتصال احد الإرهابيين بقناة ( البغدادية ) أرادت الاطلاعات الإيحاء بأن مصر هي من أعدت لهذه العملية من خلال مطالبة الإرهابيين بإطلاق سراح سجناء في مصر .
4- الضغط على أمريكا بتنصيب المالكي كرئيس للوزراء . 

5- وأخيرا نحبذ أن يطلع القراء على ما تضمنته أقوال أفراد إحدى العائلات المسيحية المنكوبة والتي تدل دلالة قاطعة على أن الجريمة مبيتة و تمت بتنسيق كامل بين قوات الحكومة العميلة وبين المهاجمين الذين أطلق عليهم إرهابيي القاعدة .

Iraq - Witness of Church Attack II  العراق - شاهد من تفجير الكنيسة
Iraq - Witness of Church Attack III العراق - شاهدة من تفجير الكنيسة

6 – إذا كان الجناة من تنظيم دولة العراق الإسلامية ، كما تدعي حكومة العملاء ، فلماذا تم قتل كافة المهاجمين ؟، علما بأن ما صرح به أفراد العائلة المنكوبة يؤكد بأن قوات الحكومة العميلة لم تدخل الكنيسة إلا بعد أن نفذ عتاد المجرمين ، وهذا يؤكد بأن ما ذهب إليه تقرير منظمة الرصد والمعلومات الوطنية ، المذكور أعلاه لا يقبل الشك .

إضافة لذلك لماذا لم تقم السلطات العميلة بكشف الأسماء الكاملة والحقيقية للمجرمين مع توضيح جنسية كل منهم ؟ إن كل هذا يدل دلالة قاطعة على ضلوع إيران وأزلامها بهذه الجريمة النكراء .

وختاما نقدم تعازينا لكافة ضحايا هذه الجريمة البشعة التي نفذتها العصابات المجرمة واثقين بأن تبقى الوحدة بين كافة العراقيين ، بمختلف أديانهم ، شوكة في عيون الذين دخلوا العراق على ظهور دبابات الغزاة .

وأخيرا نقول تهانينا للديمقراطية وحقوق الإنسان والشفافية وحرية التعبير في الإعلام الفرنسي والغربي .

الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com
9/11/10


--

الأربعاء، نوفمبر 10، 2010

عراق المطيري // لماذا لا نحب إيران ؟


 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
لماذا لا نحب إيران ؟
 
 
 
عراق المطيري
 
الملاحظ في المجتمع العراقي هو انه عبارة عن  نسيج فسيفسائي جميل اختلط فيه الدم العربي بالدم الكردي بالتركماني بالآثوري بباقي مكوناته بوشائج صميمية تكاد تذيب البعض بالكل فلا يستطيع المرء أن يميز بين الرجال في هذا المذهب أو تلك القومية خصوصا إذا توحد الزى ولذلك دلالات كثيرة امتدت عبر ألاف السنين انصهر فيها الجميع في الاشتراك ببوتقة الدفاع عن العراق وعن هويته العربية ولا يختلف في ذلك اثنين , ولن نذيع خبرا أو نفشي سرا إذا قلنا رغم إني يشهد الله اكره التطرق إلى هذا الموضوع وهذه التسمية أن غالبية مواطنيه هم على المذهب الجعفري أو كما نسميها الشيعة وهؤلاء وأنا منهم يختلفون في طريقة أدائهم لمناسكهم التعبدية أو تطرفهم من مجموعة لأخرى حسب وجهة نظر المرجع الديني الذي يقلده كل منهم حتى يصل بين الأخوان في العائلة الواحدة وهذا ليس بالشيء المعيب ما دام لا يتقاطع أو يتصادم مع الآخرين ومعتنقهم الديني أو المذهبي.
 
هذه الخصوصية التي تتركز في وسط وجنوب العراق كانت عامل مهم عملت عليها سلطات الاحتلال الأمريكية في إدارة الصراع على مسرح الإحداث العراقية الأخيرة وبالتحديد منذ غزو القطر عام 2003 إلى يومنا هذا وسيستمر تأثيرها لأكثر من جيل إذا بقيت لا سامح الله تدار أمور الدولة العراقية بنفس الطريقة الطائفية التي تدار بها ما يسمونها العملية السياسية وهي ما ساعد على التدخل الإيراني في المنطقة والتمدد والانتشار وبسط نفوذها في باقي مناطق القطر وأقاليمه في ظل توفر الحماية الأمريكية التي نؤكد نحن العراقيين ويتفق معنا من استطاع الوصول إلى الحقيقة أنها حليفة إستراتيجية لإيران وتعمل الأخيرة على تنفيذ مشروعين وفق خط متوازي الأول فيه فارسي توسعي استعماري والثاني أمريكي وهما معا يخدمان المشروع الصهيوني الأمريكي وفق تحالف ثلاثي هدفه الأول تمزيق وحدة الصف العربي لتسهيل عملية ابتلاعه .
 
وثمة من يقول أن إيران دولة إسلامية وقد تطوعت للدفاع عن المصالح العربية والإسلامية بعد العجز الواضح الذي ظهر به النظام الرسمي العربي اثر توالي الانتكاسات التي لحقت بالأمة العربية طوال أكثر من خمسة عقود مضت خصوصا وأنها مدت يد المساعدة بسخاء إلى العرب لمواجهة العدوان الصهيوني المتكرر وتحالفت مع دول المواجهة ورغم إننا نعي أن هذا مجرد ادعاء خالي مما يدعمه ليصبح حقيقة يمكن تصديقها وهنا يصبح من حقنا للوقوف على حقيقة إيران وطبيعة علاقاتها مع العرب لتحديد هويتها أن كانت معادية لنا وتعمل على تذويبنا وشطب وجود هويتنا القومية كأمة عربية أم هي شريك حقيقي لنا في الدفاع عن وجودنا على أن نعود للوضع العراقي على اعتبار انه وضع استثنائي لأنه مستباح وفق العرف الأمريكي الذي فرضه واقع ما بعد الغزو .
 
إذا كانت إيران في ظل نظامها الحالي تعمل على مساعدتنا كعرب على التحرر من استعمار الأجنبي في كل مكان فما معنى سيطرتها على الجزر العربية الثلاث في الخليج العربي طمب الصغرى وطمب الكبرى وأبو موسى , وإذا كان ثمة من يقول أن نظامها الحالي ورثها من نظام الشاه الذي كان يحتل المرتبة الخامسة بين جيوش العالم في القوة العسكرية والتسليح , أليس من المفترض بنظام يدعي التزامه بالدفاع عن حقوقنا أن يبدأ بنفسه ويعيدها إلينا حيث اغتصبها سلفه ونفس الحال ينطبق على الأحواز العربية فهل الحال يسمى في فلسطين احتلالا أجنبيا بينما في الخليج لا نطلق عليه هذه التسمية ولماذا شنت بقادتها الجدد حرب ضروس طيلة أكثر من ثماني سنوات على العراق ولا نتحدث عن دور العراق المشرف في كل الحروب العربية القومية على الإطلاق.
 
قد يظهر من مروجي ثقافة الانضمام تحت الجناح الإيراني تحت أي عنوان من يقول أن إيران تتعامل بالحسنى مع العرب في المناطق التي تسيطر عليها وهي أمانة لديها بحكم وصاية الجوار على العرب بينما يتعرض شعبنا العربي في فلسطين إلى أبشع أنواع التعذيب والقتل الجماعي والتهجير وانتزاع الأرض من أصحابها وهنا نقول طيب ولتكذب ما يعرفه الجميع عن سوء معاملة كل القوميات غير الفارسية ويشمل هذا حتى الفرس من غير الشيعة وممن لا يؤمن بولاية الفقيه ولنقارن الحال مع الوجود السوري في لبنان وهو حقيقة لازالت أحداثها عالقة في الأذهان وليكون سؤالنا لماذا يعتبر احتلالا سوريا للبنان رغم إن قمة الطائف قد أقرت وجود قوات سورية لحفظ الأمن اللبناني ورغم أنها فعلا قد أنهت قتالا داميا بين أبناء القطر الواحد استمر لأكثر من عقدين ؟ وحينها قامت الدنيا بمجلس أمنها تحت تطبيل سيء الذكر جورج بوش الابن ولم تقعد تطالب بخروج القوات السورية ولا تستيقظ هذه الدنيا من غفوتها قبل أن تقوم لتطالب بتحرير الأراضي العربية التي قضمتها إيران ؟
 
كثيرون صاروا يتحدثون عن دعم إيراني لحماس وهي تخالفها المذهب فماذا قدمت إيران للشعب الفلسطيني وقضيته عن طريق حماس ؟؟
 
هل سمع احد أو شاهد متطوعا واحدا إيرانيا يقاتل على ارض فلسطين وهل ظهر في الإعلام يوما أن انتحاريا واحدا نفذ عملية ضد مصالح الكيان الصهيوني في فلسطين أو في أي بقعة من بقاع الأرض كما تفعل في العراق وكما تعمل على تنميته الثقافة المجوسية ؟
هل وقفت إيران ونظامها الإسلامي وقفة حقيقية تتجاوز الكلام والتصريحات النارية ضد مصالح الكيان الصهيوني خصوصا وانه شن عدوانين مدمرين خلال مدة قصيرة الأول دمر فيه لبنان والثاني ساوى بناء غزة التي يحاصرها بالأرض ناهيك عن آلاف الشهداء والجرحى وفي الحالتين كان للسعودية دورا ماديا في إعادة الحياة الطبيعية لشعبنا فيهما , وهذا الفرض ينطبق على كل الوجود الإيراني في الأراضي العربية دون استثناء ولا اضن أننا بحاجة لفتح ملفات كملف بطل التصريحات العنترية وممثل إيران وحامي مصالحها في لبنان حسن نصر الله ودور إيران في اليمن أو البحرين والسودان والصومال وسيطرتها على حاكم جيبوتي ومحاولاتها إثارة الفتن الطائفية في مصر وبلدان المغرب العربية .
 
وبالعودة إلى الشأن العراقي فان إيران حققت ما عجزت عن تحقيقه كل القوات الأمريكية مجتمعة بأساطيلها البرية والبحرية والجوية وهي تعي تماما أنها لا تستطيع الولوج إلى الحصن الشعبي العربي إلا عن طريق بوابته فالعراق جمجمة العرب وذراعهم القوي في مشرق بلادهم لذلك انتهزت الفرصة التي وفرتها أمريكا ونحن هنا في العراق عانينا ما لم يعانيه غيرنا من ويلات إيران ابتداءا من تهديم البني التحتية وسرقة معامل القطر وثرواته وخبراته العلمية مرورا بالحصار المائي وتغيير مجاري الأنهار التي تنبع من أراضيها وقضم أراضينا والاستيلاء على آبار النفط الحدودية والقصف اليومي لقرانا الحدودية وليس أخيرا دورها في الفتنة الطائفية ومطاردة ضباط الجيش العراقي الوطني وكفاءاته العلمية وتصفية كل معارض للاحتلال أما بشكل مباشر عن طريق جهاز اطلاعات أو غير مباشر عن طريق المليشيات التي دربتها ورعتها وسلحتها وزرعت قادتها فيما يسمونه العملية السياسية , وجدلا لنقتنع إن إيران ترعى مصالحنا كعراقيين أو كعرب فماذا قدمت لنا لنغير قناعتنا ؟؟
هل تدمير العراق وتذويب وجوده وإلغاء هويته كدولة عربية فيه مصلحة للعرب أم هو خدمة فعلية لأهداف الكيان الصهيوني؟
هل ينبغي لنا أن نختار بين التبعية أما لإيران  , وأما الغرب خصوصا مع السعي الأمريكي لترسيخ سياسة القطب الواحد ؟
 
إيران بحثت عن قائد ينهض بها وكذلك أمريكا ونفس الحال ينطبق على كل شعوب الأرض وأممها وهذا حقها الطبيعي ونحن امة حية ساهمت وتساهم في صناعة التاريخ البشري المتحضر ولا نتحدث عن دورنا في وضع أسس العلوم التي لم تتبدل ونحن من يمتلك اكبر ثروة في العالم ونحن أقوى شعوب الأرض ولسنا بحاجة إلى الاعتماد على الغرب أو على إيران أو أي احد آخر وإذا ما توفرت لنا قيادة مثالية فلن نكون بحاجة إلى احد وبدلا من البحث عمن نستند آلية لديمومة وجودنا يتوجب علينا الالتفاف حول قائد من بيننا ليقود جموعنا .
 
نحن اليوم بحاجة إلى قراءة التاريخ قراءة متأنية لكي نفهم ما يجري اليوم للوقوف على الحقائق والعبر ونستلهما فقد يظلم نفسه قبل أن يظلم الأمة العربية من يتجاهل إن سيدنا الرسول الكريم محمد (ص) قد وحد العرب بعد أن اختارهم الجليل ليكونوا مادة الإسلام وأداته في نشر مفاهيمه وتعاليمه بين شعوب سادت فيها شريعة الغاب ومن بعده أنجبت امتنا كثير من القادة الذين نتفاخر بعظمة بطولاتهم التي خدموا من خلالها كل شعوب الأرض ونحن اليوم اشد ما يكون إلى هكذا قائد ليعيد انبعاث امتنا لتأخذ وضعها الطبيعي.
 
من المؤكد إن هذا الموضوع يحتاج إلى نقاش أوسع لنؤكد إننا يجب أن لا نحب إيران .
 
 

--

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار