الأربعاء، يونيو 24، 2009

اضغط هنا للاطلاع على اخر الاخبار من ر...

الشهيد الدكتور سعدون حمادي في المعتقل: قامة عراقية عروبية مسلمة باسقة

شبكة البصرة

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس

أكاديمي عراقي

غني عن التعريف.. ابن كربلاء ولادة وحياة وانتماءا وارتباط، قائد من قادة الولادة البعثية التاريخية في العراق، مفكر وحدوي من طراز خاص، واحد من بين العمالقة رجال العهد الوطني الذي اغتاله الاحتلال الغاشم، استلم على مدى 35 عاما، أخطر وأهم وأكثر المراكز حيوية وحساسية، فهو وزير للنفط تارة ووزيرا للزراعة تارة اخرى ووزيرا للخارجية سنوات ورئيسا للوزراء في حقبة اخرى ومن ثم رئيسا للبرلمان لدورات عديدة وحتى يوم الغزو الاسود. اقتصادي متمرس ومناضل بعثي لم تزده المسيرة الطويلة الا مراسا وتواضعا جما وخلقا دمثا وانسانية رفيعة. نزيه النفس، ابيض اليدين، يحركه حياء رجولي لا يدانى وتتحرك خطاه وكأنه منذور لتراب العراق والامة العربية.

اليوم.. الخميس 18_9 _ 2009 قادتني الصدفة لاستمع الى برنامج فضائي يتحدث فيه الاسير العراقي المحرر السيد علي القيسي الذي ينشط الآن بصفته رئيسا للجنة الدفاع عن الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وعملاءه والذي عرفه العالم كله في صورة كوضع الصليب التقطت له اثناء تعذيبه في معتقل ابو غريب. لم استمع للسيد علي القيسي من قبل، حتى جاءت صدفة اليوم لتقدم لنا رجلا مثقفا ببساطة وعفوية يغبط عليها، بذاكرة حية تختزن كل ألوان الوجع الشخصي وما شهده من فضائع يندى لها جبين البشرية في ابو غريب من اغتصاب للرجال وللنساء وموت تحت ادوات النتل الكهربائي والتسقيط بالاعتداء الاخلاقي وغيرها مما يحتاج الى وقفة خاصة من كل كتّاب الامة الاحرار عراقيين وعرب، رجل بعفة العراق وصدقه ونزاهته، وليتني أجيد غير ما انا مالك من الفاظ وعبارات الاحترام والثناء والتقدير له ولكل عراقي أشَم واجه غطرسة الاحتلال بالحجارة في معسكرات الاسر وبالاعتصام وبالاضراب عن الطعام وبكل اشكال التحدي البطولي الاسطوري.

قد تكون بعض اطراف حكاية الدكتور سعدون حمادي في الاسر قد جاءت على لسان الرجل علي القيسي صدفة غير انها في تقديري قد فرضت حضورها الجليل على البرنامج وعلى غير ما اراده حميد عبد الله الذي بمجرد ما ذكر اسم الدكتور سعدون حمادي بادر الى السؤال: هل اعتذر.. هل اعترف بالاخطاء؟ فجاءت حكاية الاسير عن الاسير هكذا:

كان الدكتور سعدون في الخيمة هادئا متزنا ويرفض الحديث في قضيتي الدين والسياسةونحن نقول ان هذه هي خصاله الطبيعية التي عرفناه وعرفه العالم بها رحمه الله.. هادئ ومتزن ويختار كلماته بعناية لا مثيل لها.

اقتربنا منه، يقول السيد القيسي، وحاولنا ان نجذبه الى انشطتنا التي نحاول من خلالها غلبة زمن القهر والعذاب واوقاته العصيبة.. قلنا له اننا لا نتفق معك بدءا كونك خريج الجامعه الامريكية في بيروت..غير ان ردوده علينا وشروحاته قد جعلتني اختار تلك الجامعة كأول موقع اعرض فيها نشاطي عن الاسرى والمعتقلات والتقيت هناك مع العديد من الاساتذة وحدثتهم عن الشروحات التي قدمها لنا احد خريجي الجامعة وهو الدكتور سعدون حمادي في المعتقل فكان ان اظهروا الكثير من التقدير والاحترام لشخص الدكتور سعدون واثنوا على حديثه الطيب عن الجامعة وطلابها واساتذتها العرب....

طلبت منه ان يحدثنا عن شعوب الدول التي زارها وعاداتها وتقاليدها وآدابها العامة، فاستجاب للطلب وعملنا له منبرا صغيرا من كيسي رمل ودعوت الاسرى والمعتقلين للحضور.. اتسعت الحلقة يوما بعد آخر حتى صارت ظاهرة اقلقت الامريكان. استفدنا كثيرا من الاحاديث والمعلومات الرائعة التي قدمها الدكتور سعدون خصوصا وانه كان على درجة عالية من الثقافة ووضوح الفكر والهدوء والرزانة...

كان الدكتور سعدون شخصية متماسكه، وكان يصلي معنا وكان شجاعا في كل تصرفاته. وبدأنا نستعين به في نقل مطالبنا الى الامريكان حيث كان جريئا وواضحا وصادقا في نقل ما نريد، تساعده لغة انجليزية طليقة، بل عرفنا انه يعرف اكثر من لغة.

في احد الايام.. كان الدكتور سعدون يحاول خياطة فانيلتة الداخلية التي تمزقت ليحولها الى جواريب يستعين بها، كما كنا نفعل جميعنا، على ارض معتقل ابو غريب الموحلة بطبيعتها... غير ان ضعف بصره قد جعله يخيط القطعة الخرقة فوق بدلته فلاحظ ذلك الجندي الامريكي الحارس، فذهب وجلب زوج جوارب جديدة وقدمها للدكتور سعدون.. كانت هذه احدى وسائل التسقيط التي يستخدمها الامريكان في المعتقل:

رفض الدكتور سعدون استلام الجوارب وقال للامريكي: قدم جوارب لجميع الاسرى فهذا حقهم وليس منة منكم والاّ فارجع جواربك فلا حاجة لي بها.

ويضيف السيد علي القيسي في اشارته العرضية للشهيد الدكتور سعدون حمادي انه قد قبلَ تكليف وطلب رفاقه الاسرى بالتحدث الى فريق من الصليب الاحمر سمح الاحتلال بزيارتهم. وحين بدأ الدكتور سعدون رحمه الله حديثه الى الفريق الدولي استخدم معهم اكثر من لغة فاقترب احد اعضاء الوفد من الدكتور بمسافة اكثر مما يسمح بها الامريكان الذين افهموا الفريق الدولي بان هؤلاء المعتقلين هم من عتاة المجرمين والقتلة والارهابيين، حتى وصل قريبا منه وسأله: ألست الدكتور سعدون وزير خارجية العراق؟ فأجابه الدكتور بالايجاب، فرّد عليه عضو الصليب الاحمر بانه كان وزيرا في دولة اوربية و انه يعرف الدكتور حمادي رجل دولة حاذق واقترب اكثر حتى صافح الدكتور.

خاطب الدكتور سعدون الفريق قائلا: هؤلاء علماء في الفيزياء والعلوم ورجال دين أشراف وكادر دولة وعراقيون نجباء وليسوا مجرمين كما يفهمكم الامريكان.

يقول السيد علي: قرر الفريق الدولي على اثر ذاك الحديث الدخول الى خيمتنا وسجل اسماءنا وتفاصيل وضعنا ورفض الوزير الاوربي السابق ان يجلس على المنصة ويترك الدكتور سعدون على الارض. وكان ذاك اللقاء بداية الضغط الدولي للافراج عن تلك المجموعة البطلة من العراقيين المجاهدين الشرفاء.

هؤلاء هم رجال دولة العراق، دولة حزب البعث العربي الاشتراكي، هؤلاء هم قادتها ومفكريها واعمدتها... تنحني لهم قامات الدول قبل قامات رجال الدول. ولا يقف في طريق تكريمهم واجلالهم حتى ظروف وجودهم في غياهب السجون ولا تقف في طريق انسانيتهم ووطنيتهم وقوميتهم واسلامهم وفعلهم الرجولي حتى وهم يعيشون أتعس الظروف تحت الاعتقال والتعذيب الوحشي وظروف قهر الاحتلال المجرم. فلا قرّت أعين العملاء والخونة حكام الاحتلال واذنابه.

aarabnation@yahoo.com



الثلاثاء، يونيو 23، 2009

ابنة رفسنجاني ترفض التعهد بعدم المشار...

ابنة رفسنجاني ترفض التعهد بعدم المشاركة في الاحتجاجات قبل إطلاق سراحها

 موسوي يذكر القوى الأمنية بالظلم أيام الشاه ويتهم الحكومة  بانتهاك الدستور

 

 "الباسيج" يقمع المتظاهرين ويحمل مسؤولية الضحايا  إلى "عملاء أجانب"!

عواصم - وكالات: تزامناً مع مواصلته فرض طوق حديدي على الإعلام منعاً لإطلاع العالم على "وحشية" القوى الأمنية في التعامل مع المتظاهرين, بدا النظام الايراني, أمس, مهزوزاً من خلال محاولته تصدير الأزمة إلى الخارج, حيث وزع الاتهامات على "العملاء الأجانب" والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ووسائل الاعلام الغربية و"الإرهابيين", معتبراً أنهم المسؤولون الحقيقيون عن الاضطرابات, فيما حذر المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي من تحويل إيران إلى معسكر للقمع, وطالب الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي بتشكيل لجنة محايدة وشجاعة لحل الأزمة, وسط أنباء عن مشاورات بين رئيس مجلس الخبراء أكبر هاشمي رفسنجاني وبين مراجع دينية بارزة في قم, بشأن إمكانية تشكيل مجلس قيادة جماعي وعزل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. 


وفي رسالته السادسة التي وجهها إلى مؤيديه, مساء امس, داعيا إياهم إلى الهدوء, أكد موسوي أن من حق الشعب الايراني "معارضة الكذب والتزوير", وأن استمرار الاعتقالات العشوائية يشكل "ضربة" للقوى الأمنية, التي توجه إليها بالقول "ان مواصلة قمع شعبكم تترك آثاراً لا تعالج", مذكراً إياها بالظلم الذي مورس أيام الشاه قبل انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.
وأعرب عن قلقه الشديد من إطلاق النار على المتظاهرين, وطالب الحكومة بإعلان أسماء الضحايا, واتهمها بانتهاك المادة 27 من الدستور الإيراني والتي تجيز التظاهر السلمي, وتوجه إلى السلطات قائلاً "تقتلون المتظاهرين وتتهمونهم", محذراً من تحويل إيران إلى "معسكر للقمع".
وفي حين دعا آية الله حسين علي منتظري, أكبر رجال الدين المعارضين, إلى الحداد العام لثلاثة أيام, وأفتى ب¯"حرمة مقاومة مطلب الشعب", دخل خاتمي شخصياً, على خط الأزمة, حيث دعا إلى تشكيل "هيئة حيادية ومنصفة" تكون محل ثقة المعترضين على نتائج الانتخابات, مؤكداً أن ذلك هو "الحل لتجاوز المرحلة الحالية وخطوة على طريق تعزيز النظام وتسوية الأمر", رافضاً مرجعية مجلس صيانة الدستور لأنه "محل انتقاد وشكوى".
وحذر من العواقب "الوخيمة" التي ستترتب على حظر الاحتجاجات, لافتاً إلى أن ربط تحرك الشعب السلمي بدول أجنبية هو مظهر "من الممارسات السياسية غير الصحيحة التي تؤدي الى إبعاد الشعب عن الحكومة".
وبالتزامن مع الإفراج عن 5 من أقاربه بينهم ابنته فايزة, التي رفضت التعهد عدم المشاركة في الاحتجاجات, بعدما اعتقلوا لمشاركتهم في تظاهرة, اول من أمس, كشفت مصادر إيرانية أن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام رئيس مجلس الخبراء أكبر هاشمي رفسنجاني يعكف مع مراجع دينية في قم على دراسة إمكانية تشكيل مجلس قيادة جماعي وعزل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي, في ضوء انحيازه للرئيس المطعون في شرعيته محمود أحمدي نجاد.
وأوضحت ان العديد من أعضاء مجلس الخبراء, المعني أصلاً بتعيين أو عزل الولي الفقيه وفقاً للدستور, يميلون إلى تشكيل مجلس جماعي, في ضوء ما يقولون عن انحياز خامنئي لصالح نجاد, وفقدانه بعض شروط القيادة التي نص عليها الدستور.
وقالت المصادر إن رفسنجاني أعاد إلى الذاكرة كيف كان قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني يدير البلاد ويحل الأزمات الخطيرة, ونقلت عنه قوله "إن القائد يجب أن يكون أبا للجميع وقائدا لكل الشعب وليس فقط لجماعة معينة خاصة".
ولفتت إلى أن رفسنجاني, الذي لم يحضر الصلاة التي أمها خامنئي الجمعة الماضي, بحث مع المراجع الدينية إمكانية أن تكون استقالة أحمدي نجاد حلاً منطقيا يخرج إيران من عنق الزجاجة.
وأمس, انضمت الديبلوماسية الإيرانية إلى خامنئي ونجاد والقيادات الأمنية, الذين وجهوا أصابع الاتهام الى الصحافة الدولية بتحريك التظاهرات, حيث ذهب الناطق باسم الخارجية حسن قشقوي إلى حد وصف اذاعة "صوت أميركا" الممولة من الكونغرس الاميركي وهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" البريطانية بأنهما "مركز قيادة أعمال الشغب", فيما استدعى وزير الخارجية منوشهر متكي, أعضاء السلك الديبلوماسي ليندد بتدخلات بعض الدول الغربية في الشؤون الإيرانية, ويؤكد لهم أن لندن "تتآمر ضد الانتخابات الرئاسية منذ أكثر من عامين", وأن "عملاء" مرتبطين بالاستخبارات البريطانية, اضافة إلى وسائل إعلامية, يعملون على تحريك الشارع ضد النظام.
ولم تغب باريس وبرلين عن هذه الاتهامات, إذ دان متكي تصريحات نظيره برنار كوشنير التي وصف فيها تظاهرات المعارضين بأنها "تعبير عن ثورة ديمقراطية", مطالباً فرنسا بتقديم "اعتذارات", ومحذراً "الأقزام" الذين يحكمونها من عواقب الاستمرار في التدخل بشؤون بلاده, كما أعرب عن عدم ارتياح طهران لمواقف الحكومة الألمانية.
بدوره, حذر رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني واشنطن وباريس ولندن وبرلين من مغبة التدخل في شؤون ايران, داعيا إياهم لعدم "القيام بأعمال قد تدفع طهران للرد عليهم في ساحات اخرى".
في المقابل, رفضت الدول الغربية الاتهامات الإيرانية وتمكست بمواقفها المؤيدة لحقوق الإنسان, حيث أكدت لندن ان محاولة متكي "تحويل الخصومة بين الايرانيين بشأن نتائج الانتخابات الى معركة بين ايران ودول اخرى بينها بالخصوص بريطانيا, لا اساس له", كما نددت باريس ب¯"القمع الوحشي" الذي تعرض له المتظاهرون, ورفضت الاتهامات الإيرانية, داعية طهران إلى "اطلاق سراح المعتقلين فورا", و"احترام حرية الصحافة والاتصال".
بدورها, دعت روما إيران الى "العمل على وضع حد لأعمال العنف" و"تجنب إراقة الدماء" و"التأكد من الارادة التي عبر عنها الشعب" خلال الانتخابات الرئاسية, كما طالبت برلين بإعادة فرز الأصوات وعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين.
وفي مؤشر على مضيها بعيداً في إسكات الإعلام, طردت طهران, أمس, مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" جون لاين, مهددة وسائل الاعلام البريطانية بإجراءات "أكثر شدة" إذا واصلت "تدخلها في الشؤون الداخلية" الايرانية, كما اعتقلت مراسل مجلة "نيوزويك" الأميركية الكندي مزيار بهاري, ومددت مهلة إغلاق مكتب قناة "العربية" الإخبارية الفضائية "حتى إشعار اخر", بعدما كانت أمرت بإغلاقه مبدئياً لمهلة أسبوع انتهت أمس.
من جهتها, أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" ان السلطات الايرانية اعتقلت ثلاثة صحافيين ايرانيين منذ اول من امس, مشيرة الى ان عدد الصحافيين والمعارضين الناشطين على الانترنت المعتقلين في ايران ارتفع إلى 33.
ومساء أمس, أفاد شهود عيان عن سماع إطلاق نار متكرر في منطقتي نيافاران والزعفرانية شمال طهران, فيما تكشفت بعض مظاهر الوحشية التي مارستها القوى الأمنية وميليشيا "الباسيج" ضد المتظاهرين اول من امس, في شوارع طهران, وأسفرت عن 13 قتيلاً وأكثر من 100 جريح و457 معتقلاً وفقاً للحصيلة الرسمية, و30 قتيلاً و200 جريح وفقاً لمواقع الكترونية, حيث روى شهود عيان كيف لاحق العسكريون والمدنيون مئات المتظاهرين في الشوارع والأزقة, ما أسفر عن وقوع مواجهات عنيفة في محيط ساحة أزادي أدت إلى اقتلاع الأسيجة الموضوعة على طول الجادة, فيما غطت الدماء أرصفة الجادات والشوارع. 
وحملت السلطات مسؤولية الضحايا إلى "السوقيين وعملاء منظمة مجاهدي خلق (أكبر حركات المعارضة في المنفى) الذين تسللوا" الى صفوف المتظاهرين, كما أعلنت توقيف عدد من أفراد المنظمة "الذين تدربوا في معسكر أشرف (شمال العراق) ودخلوا ايران للقيام بأعمال إرهابية", إلا أن المنظمة نفت في بيان تلقت "السياسة" نسخة منه, هذه الاتهامات, مؤكدة أنها "مزاعم تدعو للسخرية" و"أساليب صدئة يستخدمها نظام الملالي لتبرير القمع والمجازر".






نداء عاجل لكل العراقيين الاصلاء المقي...

نداء عاجل لكل العراقيين الاصلاء المقيمين في مصر
مهند الموسوي
شبكة المنصور
يعتزم المجرم الخائن المدعو عبد الكريم السامرائي ومعه عدد من مجلس ألامعات عقد مؤتمر في فندق هيلتون رمسيس وسط العاصمة المصرية القاهرة وذلك صباح يوم غد الثلاثاء تحت مايسمى (( المصالحة الوطنية )) وقد قام  عملاء النظام الايراني الفارسي في مقر السفارة العراقية بالقاهرة بتوجيه الدعوات لعدد من المقيمين فيها لغرض حضور هذه المسرحية ... لذا نتوجه لكل العراقيين ألاصلاء من المقيمين على أرض الكنانة حضور هذا المؤتمر وتفنيد مزاعم مطية العملاء وفضحهم امام وسائل الاعلام المصرية والعربية والذي ستحضره عدد من الفضائيات العربية والاجنبية ... وليكن عملكم هذا جزء من جهادكم ودعمكم لاخوانكم المجاهدين المرابطين في سوح النضال داخل الوطن المحتل ..
والله أكبر .. الله أكبر .. 
الله أكبر


والنصر حليف المؤمنين المجاهدين





الأحد، يونيو 21، 2009

رسائل التبصير : كشف ألغام التحرير

رسائل التبصير :  كشف ألغام التحرير
الرسالة الاولى
اللغم الأمريكي الأخطر : من يمثل المقاومة ؟
إذا ازداد الغرور نقص السرور
مثل

صلاح المختار

لقد حذرنا مرارا خصوصا في مقالات سابقة قبل سنوات ، عنوان احدها  لغم التفاوض مع أمريكا : كيف نفجره في وجهها ؟ رسالة مفتوحة الى كوادر المقاومة المسلحة من كافة التنظيمات) ، وكررنا التحذير في رسالة اخرى مفتوحة عنوانها (بعد قرار تقسيم العراق : التكفيريون أمام الامتحان الحاسم رسالة مفتوحة الى قيادات بعض الفصائل في المقاومة العراقية) ، ونشرتا في عشرات الشبكات والكثير من الصحف ، حذرنا من ان احد اهم اساليب الاحتلال الامريكي لشق المقاومة واثارة الفتن بينها هو اسلوب تشجيع انفراد شخص او فصيل او جماعة ، وبغض النظر عن حجمها او دورها ، على اعلان انه او انها مخولة بالتفاوض مع الاحتلال من اجل توقيع اتفاقية وتشكيل حكومة ، وقلنا انه محاولة لاغتيال المقاومة المسلحة واعادة العراق الى مرحلة الصراعات الدموية التي اشتعلت في نهاية الخمسينيات وانتهت بكارثة غزو العراق ، وكانت احد اهم اسبابه ، كي تنجح امريكا في البقاء في العراق ، او الخروج من باب الهزيمة والعودة من شباك الاقتتال بين الفصائل المقاومة .

 

وهنا نعيد التحذير ، ونوضح بدقة لا تقبل التأويل ، من هذا المخطط الامريكي الذي ينفذ الان مجددا ، لكي ينتبه من لا يعرف ويحتاط ويبتعد عن  دائرة التأثر بإغراءات اللعبة الخطيرة .

 

من الواضح ان الاحتلال الامريكي يواجه مأزقا خطيرا جدا وصلت خطورته حد تفجر ازمة انهيار مالي تشكل فقط راس جبل الجليد الطافي ، وهو اقل من عشر حجم الجبل الغاطس في الماء ، لذلك وجد انه امام خياران لا ثالث لهما فاما الانهيار داخل امريكا وتمزق النظام الراسمالي الامريكي اذا واصل حرب الاستنزاف التي يواجهها في العراق ، او يعترف بالهزيمة ويفاوض المقاومة من اجل الخروج من العراق ، وبما ان الغزو هدفه استعماري وليس عملا خيريا فان امريكا وجدت انها امام مخاطر قاتلة تتمثل في الاضطرار الى الهروب من العراق دون تحقيق حتى الحد الادنى من النهب ، فماذا تفعل لتجنب ذلك المصير ؟

 

أغراء السلطة والتسلط

 

يجب ان نذكّر بالتكتيك الاستعماري التقليدي وهو سياسة ( فرق تسد ) والذي لم يعد كما كان بشكله القديم المكشوف بل اصبح التفريق عملا استخباريا منظما ومدروسا بدقة من اجل التمويه وخداع حتى الاذكياء وتوريطهم ، وغالبا دون ادراك من ورط انه متورط ! واهم اشكال سياسة فرق تسد اليوم هو ذلك الشكل الذي اعتمدته امريكا في العراق المحتل بعد ان ادركت ان المقاومة منتصرة لا محالة ، فلجأت في عام 2006 الى ( تشجيع ) اعلان ما سمي ب (دولة العراق الاسلامية ) ، لانها كانت تعلم علم اليقين ان المطلوب بعد الاعلان هو طلب المبايعة ، ووضع بقية الفصائل المقاتلة امام خياران :  اما مبايعة من اطلق على نفسه تسمية ( امير الدولة الاسلامية ) او الموت .

 

وهكذا بدأت اول واخطر عملية تفتيت للمقاومة العراقية ، لان القتال اندلع بين الفصائل التي رفضت المبايعة وتنظيم القاعدة الذي اراد السيطرة على العراق منفردا ، مع انه لا يملك اي مقوم من مقومات ومؤهلات النجاح في اعلانه ، خصوصا طبيعته النخبوية وانعزاليته الايديولوجية ، وهو ما كانت تعرفه  امريكا جيدا ، وهنا بيت القصيد ، اذ ليس ضروريا الارتباط بالمخابرات الامريكية كي يقوم طرف ما بخدمتها بل يكفي خلق البيئة والمناخ اللذان يدفعان طرفا ما لتبني خيار تدميري وتفتيتي لا يخدم الا الاحتلال .

 

في رسالة وجهناها الى ( مجلس شورى المجاهدين في الانبار ) ، حين اعلنت القاعدة  عن قيام ( دولة العراق الاسلامية ) في عام 2006 وحملت رسالتي عنوان امارة الوسط : بؤس وعي؟ ام تخريب خلد أستيقظ ؟ ) حذرنا بوضوح تام من خطورة هذا التوجه الانفرادي والاقصائي وقلنا بالقلم العريض وبوضوح لا لبس فيه بان اعلان الدولة ( الاسلامية ) من قبل القاعدة وطلب مبايعتها بحد السيف هو عمل يخدم الاحتلال مباشرة وستكون له عواقب خطيرة جدا اهمها شق المقاومة وحدوث اقتتال بين فصائلها ، وهو اهم اهداف الاحتلال ، وهو الذي حدث بالفعل وبالتمام والكمال كما توقعنا .

 

واليوم وبعد 3 سنوات علينا ان نتذكر حقيقة واضحة وهي ان القتال بين فصائل المقاومة الذي سببه اعلان القاعدة دولتها  وتمسكها باقصاء الاخرين كلهم كان الممهد الطبيعي لنشوء الصحوات وانضمام شيوخ عشائر اليها وقيامها بمهاجمة المقاومة بكافة فصائلها وليس القاعدة فقط ، مما سمح لاول مرة بتراجع المقاومة في الانبار ، وتحول الانبار من مركز للمقاومة الى اهم نقاط ضعفها .

 

ولولا قدرة المقاومة على الصمود والتمسك ببرنامجها العام القائم على التحرير ووجود كتلة رئيسية جامعة منعت الكتل الصغيرة من التمادي في الفتن ، وهي وبفخر كامل القيادة العليا للجهاد والتحرير ) التي تضم الان اكثر من 90 % من المجاهدين ، لكانت حالة العراق ، بعد اعلان دولة العراق الاسلاموية وطغيان نزعة التكفير على الفصائل الاسلاموية ، هي التمزق والتقسيم وانتهاء المقاومة العراقية كحركة تحرر وطني وتحولها الى صراعات طائفية مذهبية .

 

لقد صمد التيار القومي والوطني والاسلامي ( الحقيقي ) في المقاومة المسلحة ، الذي يشكل القوة الاساسية في الساحة العراقية مقابل تنظيمات نخبوية صغيرة عدديا وبلا قواعد عسكرية او شعبية ، رغم اغتيال التكفيريين لعشرات الكوادر العسكرية والجهادية ومئات المقاتلين منه ، صمد هذا التيار ، امام موجة التكفير والاقصاء ، التي دعمها الاحتلال بقوة ومباشرة ، كما تصدى لموجة الصحوات الغادرة ، وتغلب عليهما وعادت المقاومة مجددا لتواصل مسيرة الجهاد الثابت من اجل  التحرير بزخم اعظم وعمليات اكثر وافضل نوعيا ، ببروز الكتلة الرئيسية في المقاومة ( القيادة العليا للجهاد والتحرير ) المدعومة شعبيا وجماهيريا والمسنودة بالقوات المسلحة العراقية .

 

والاهم والاعظم في تقرير مصير العراق حقيقة أن القيادة العليا للجهاد والتحرير تنفرد وحدها بتمثيل كافة اطياف الشعب العراقي ، من شيعة وسنة وعرب واكراد وتركمان وصابئة ويزيديين ومسيحيين وغيرهم ، بعكس الفصائل الاسلاموية الصغيرة العدد التي تمثل شريحة صغيرة من طائفة واحدة محدودة ومتموضعة في اماكن محددة ومعروفة .

 

كان الاحتلال ، ومازال ، يعلم علم اليقين ان مجرد اعلان اي طرف انه سينفرد بالسلطة او التفاوض سيكون الشرارة التي ستشعل نار القتال الداخلي ، تماما كما حصل في عام 1958 حينما حاول الديكتاتور قاسم والحزب الشيوعي العراقي الانفراد بالسلطة وتصفية القوى الوطنية الاخرى فبدأت كارثة الاقتتال العراقي – العراقي الذي مازلنا نعاني من اثاره حتى الان .

 

ولذلك واحتراما لدروس التجربة التاريخية في نصف القرن الماضي فان البعث ، ورغم انه الوريث الشرعي للدولة العراقية التي حكمها 35 عاما ، واسقط حكمه بعمل استعماري ، وليس بعمل داخلي ، وتلك واحدة من اعظم مفاخر البعث الوطنية ، لم يصر على جعل حقه الشرعي والقانوني في العودة للسلطة موضوعا للجدل او لاثارة الخلافات ، ولم يقل انه القائد الوحيد للجهاد الان او للدولة بعد التحرير  بل اكد ان الجهاد يتشكل من فصائل عديدة ولكل منها دور يجب ان يحترم بغض النظر عن حجم كل فصيل ، مثلما اكد ان على الحكم بعد التحرير ان يكون ائتلافيا ديمقراطيا تحكمه نتائج الانتخابات الحرة ، من اجل غلق كافة الابواب امام محاولات الاحتلال تفتيت المقاومة والقوى الوطنية ، وعدم اعطاء اي حجة لاشتعال الفتن والصراعات بين مقاومي الاحتلال من اجل السلطة والزعامة وضمان توحدهم ضده .

 

واليوم ، كما الأمس  حينما حذرنا من خطورة نهج القاعدة الاقصائي والانفرادي ،  نؤكد ، ونكرر التاكيد ، فلعل هناك من لم يعرف او يسمع او نسى ، على ان المخابرات الامريكية شجعت ، وتشجع ، مستغلة فقر الوعي السياسي والأمني لهذه الفئة او ذلك الشخص ، او انها نمت وتنمي اغراء السلطة والتسلط لدى فئة او شخص ، من اجل قيام طرف ما ، خصوصا اذا كان صغيرا ونخبويا تنظيميا ، بادعاء تمثيل المقاومة العراقية سواء في التفاوض او لاستلام السلطة ، والهدف الامريكي من وراء ذلك هو اشعال فتنة قد تصل لحد الاقتتال بين فصائل المقاومة ، لان الجميع يعرف بان قيام طرف ما ، خصوصا اذا كان ثانويا ، بادعاء تمثيل المقاومة ، سيفتح كل الابواب امام رد الاطراف الاخرى عليه بالرفض التام ، مثلما حصل حينما اعلنت القاعدة دولتها .

 

كما نؤكد وننبه الى ان تكتيك امريكا منذ الاحتلال يقوم ، في احد اساليبه ، على عدم احراج اطراف واشخاص يرفضون الاحتلال بالاتصال المباشر بهم او تقديم الدعم مباشرة لهم ، بل اللجوء الى اطراف عربية ، مثل حكومات واشخاص ، ليقدموا الدعم او الوعود المغرية باسمهم ، كي يتحرر من لا يريد التعامل مع المخابرات الامريكية مباشرة من خوفه ، ويستطيع الدفاع عن نفسه وموقفه بالقول ، لمن معه او لمن عرف ، بانه يتعامل مع حكومات عربية او مع اشخاص عرب ويتلقى الدعم منهم وليس مع امريكا او منها.

 

وفي هذا السياق لابد من الاشارة الى ان الدعم المالي الامريكي المعلن والمعروف لاجهزة الاعلام التي ارادت امريكا إنشاءها او دعمها لم يتم مباشرة الا لبعضها اما البعض الاخر فتم بالواسطة ، حيث قدم الدعم لشخصيات وهيئات باسم حكومة قطر او الكويت – بسرية تامة - او الامارات او غيرها ، او باسم تاجر او رجل اعمال عراقي او عربي كلف بالدفع نيابة عن امريكا وليس من جيبه الخاص ، لحماية من استلم من الحرق او الاحراج . اذن نحن نعرف هذا التكتيك والكثيرون غيرنا يعرفونه ، وهو لم يعد سرا ، لذلك بدأ عدد غير قليل يتساءل بجدية : من اين تحصل هيئات او شخصيات وطنية على اموال تغطي مصاريفها الضخمة في المجالات الاعلامية او السياسية ، خصوصا وان هذه الشخصيات او الهيئات عرف عنها سابقا انها كانت فقيرة او متوسطة الحال ؟     

 

حقيقة الدعم الخليجي الكبير والمفتوح ، خصوصا القطري ، لشخصيات عراقية تدعم المقاومة ، هي التي اجبرت الكثيرين على طرح سؤال رمزي مهم جدا وهو : هل يمكن لقطر والكويت وغيرهما ان يدعما العراق او عراقيين من اجل خير العراق وتحريره وهما من اشد ادوات تدمير وغزو العراق ؟ والسؤال السابق يفرخ تلقائيا سؤالا اخرا وهو :اذا كان الدعم من اجل الحاق المزيد من الشر بالعراق فما هو اتجاه الشر هذا وهدفه الجديد في ظرف حسم الصراع مع امريكا ؟ ان هذين السؤالين بحد ذاتهما يلقيان بظلال الشك المشروع على هوية من يتلقى الدعم من الكويت وقطر ويحيطه باكثر من سؤال وتساؤل .

 

وبهذا التكتيك ألاستخباري المعروف والمجرب سابقا تريد امريكا النجاح الان في توريط شخص او فئة ما باعلان انها مخولة بالتفاوض دون ان يكون ذلك حصيلة قرار الفصائل الرئيسية في المقاومة ، والاهم عمليا دون ان يكون او تكون مؤهلة او قادرة على التفاوض او استلام السلطة او السيطرة على الوضع ، فتكون النتيجة هي جر العراق الى المزيد من الفوضى والاقتتال بين الفصائل هذه المرة !

 

ويبقى الهدف الامريكي هو نفسه الذي فشلت في تحقيقه عندما ورطت القاعدة في اعلان دولتها ، وهو التخلص من المقاومة المسلحة بصفتها الامل الوحيد في تحرير العراق ، وليس نجاح من اعلن التخويل بالتفاوض او استلام السلطة . ان اشعال الصراع على السلطة قبل التحرير ، مثلما ورطت حماس وفتح في فلسطين ، هو هدف الاحتلال الكامن وراء تشجيع انفراد فصيل ما بقرار فيه تجاوز واضح على الاخرين .

 

من يصلح لحكم العراق ؟

 

وهنا يجب ان نذكّر بحقيقة عراقية طاغية ، وحاكمة ومتحكمة بمسارات العراق الحديث ، وادى تجاهلها الى كوارث وسيؤدي القفز من فوقها الى كوارث ، وهي ان العراق ، بحكم تكوينه الديني والطائفي ( نصفه شيعة ونصفه سنة وفيه  مسيحيين وصابئة ويزيدية الخ ) ، لا يصلح ان تكون مرجعيته السياسية دينية على الاطلاق ، ايا كانت ومهما كانت طبيعتها ، وبالتبعية لا يصلح العراق لحكم رجل دين او رجال دين ، فمهما كان رجل الدين منفتحا ، شيعيا او سنيا ، فانه في نهاية المطاف يمثل الارث الثقافي والسايكولوجي والتربوي لطائفته ، وهو لذلك مجبر ، وليس مخير ، على اللجوء في لحظة حسم الى تبني منطلقات طائفته والانحياز لها او التأثر بها ، وليس الى منطلقات وطنية اهمها تمثيل كل العراق ، وهو اضطرار او خيار سيدفع المكون الطائفي الثاني الى نفس الاضطرار ، وهنا تكمن بذور تقسيم العراق .

 

وتجربة ما بعد غزو العراق ، الاشد مرارة في هذا المجال والأقوى تأكيدا لهذه الحقيقة ، ، قدمت الدليل الحاسم والقاطع على ان حكم رجل دين او رجال دين في العراق هو الانتحار الحقيقي ، وتبخرت اوهام البعض حول امكانية اتفاق حقيقي بين رجال الدين الشيعة والسنة اذا كانوا هم المرجعيات السياسية للكتل السياسية ، وثبت بالدليل القاطع ان وحدة رجال الدين من كافة الاديان والطوائف في العراق ممكنة فقط في ظل حكم وطني مدني لا يوجهه رجال دين ولا تحكمه مرجعية دينية او طائفية ، ويساوي بين الجميع على اساس المواطنة العراقية فقط . ان  دور رجال الدين في ظل الاحتلال وان كان مختلفا فانه كان ومازال خطيرا جدا ومدمرا للوحدة الوطنية العراقية ، فهم اما كانوا مع الاحتلال ويدعمونه بفتاواهم ويشاركون في عمليته السياسية ، مثلا الاخوان المسلمين وحزب الدعوة والمجلس الاعلى ، ، او ان من قاوم الاحتلال من التكفيريين كاد ان يقسّم العراق بفتاواه بقتل الشيعة وهم نصف العراق ، مثل فتاوى الفصائل التكفيرية وليس القاعدة وحدها !

 

اما البعض من رجال الدين الذين وقفوا ضد الاحتلال بصدق وتجرد فهؤلاء جزء محترم من القوى والقيادات الوطنية العراقية وليسوا فوقها ولا يشكلون مرجعية سياسية لها بأي شكل وصورة . بل ان هناك علماء دين حقيقيين مثل رجال الطريقة النقشبندية الابطال وهم من الصوفية قدموا الصورة الحقيقية للاسلام الجهادي بتحولهم الى طليعة جهادية مضحية مخلصة لقسم الولاء الاصلي لقيادة العراق الشرعية وللعراق الشرعي واثبتت انها لا تسعى للسلطة ، فحفظت للاسلام دوره العظيم وبرئته من انحرافات تكفيريين وسلفيين معروفين كادت تجر العراق للتقسيم .

 

ان البديل الوحيد للاحتلال ، والذي تفرضه التجربة الاشد مرارة في العراق المحتل لحكم رجال الدين والتيارات الاسلاموية ، والذي يضمن وحدة العراق الوطنية هو حكم مدني وطني يمثل كل العراقيين بغض النظر عن ديانتهم وطائفتهم واصولهم العرقية ويكون مفهوم المواطنة المتساوية هو قاعدة الحكم الاساسية ، ويعتمد اساسا على الاسلام كدين رسمي للدولة والمصدر الرئيسي للتشريع ، وهكذا حكم لا يقوم بواسطة ، ولا بقيادة ، رجل دين على الاطلاق ، ولا تكون اي هيئة او جماعة دينية مرجعيته السياسية ، بل هو حكم يقوده من يمثل توجها سياسيا قوميا او وطنيا واضحا ومستقرا ومتبلورا ويختاره الشعب في انتخابات حرة بعد التحرير . 

 

ربما يسأل البعض وماهو الحل ؟ لقد اعلنا ، وكررنا الاعلان ، ودعونا ، وكررنا الدعوة ، منذ سنوات وبصدق ووضوح بان حل مشكلة الاحتلال وتحرير العراق مشروط بما يلي :

 

1 – توحد فصائل المقاومة والقوى الوطنية الداعمة لها كلها في جبهة عسكرية واحدة وجبهة اخرى سياسية داعمة لها .

 

2 – اتفاق هذه الجبهة على برنامج تحرير وبرنامج حكم ائتلافي ، فالتحرير يجب ان يتم باسم وبقوة كافة الفصائل المتحدة ، والحكم الانتقالي يجب ان يستلم من قبل كل من ساهم في الجهاد ، وان يستمر سنتين يقوم خلالها باعادة بناء الدولة الخدمات والامن ، وبعدها تجرى انتخابات حرة والحكم لمن يفوز فيها . ان هاتان الجبهتان تضمنان سلامة المقاومة ونجاحها في عملية التحرير دون شغب او فتن تشعل بتاثير رغبة طرف او اكثر بالانفراد بالسلطة ، او تخويله بالتمثيل من اجل التفاوض .

 

3 – التفاوض بواسطة وفد مشترك يمثل الفصائل الاساسية وليس بوفد يمثل طرف واحد ، بعد الاتفاق على شروط المقاومة التفصيلية على اعتبار ان الشروط العامة معروفة .

 

4 – ان تحرير العراق هو الهدف الاسمى الذي يجب ان لا يعلوه هدف ، وكل سعي للسلطة بشكل منفرد يقدح نار الصراعات الدموية ويكرر مأساة الصراعات العراقية – العراقية ، وذلك واحد من اخطر واهم دروس تجربة نصف القرن الاكثر مرارة ربما في كل التاريخ العراقي المعروف .

 

هذا هو موقفنا الرسمي والثابت وبذلنا جهودا صادقة في السنوات السابقة للوصول الى الاهداف المثبتة في اعلاه ، خصوصا عملنا لتوحيد كافة الفصائل ، ونجحنا في توحيد القوى الرئيسية في المقاومة ، وهي 36 فصيلا اضافة للقوات المسلحة العراقية والتي تشكل القوة الضاربة الاساسية في ساحة الجهاد في العراق ، ومن بقي خارج القيادة العليا للجهاد و التحرير فصائل صغيرة ومتموضعة في مناطق عوائل او عشائر من يتزعمها ، وهي تمثل ظاهرة فرد مقاوم وليس حركة مقاومة جماهيرية ، ولذلك فان هدف تحقيق وحدة المقاومة تحقق ، ممثلا في القيادة العليا للجهاد والتحرير ، وما نرجوه الان التحاق هذه الفصائل الصغيرة بالقوة الام ، اذا كان هدفها هو التحرير حقا لتكتمل الوحدة وتتعزز ، وبخلاف ذلك فان الثورة المسلحة ستواصل مسيرتها الظافرة ولن تنتظر احدا بعد مرور ست سنوات على الاحتلال وبذل جهود جبارة لاقناع كتل صغيرة بالالتحاق بمسيرة الثورة الموحدة . اما الجبهة السياسية لانصار المقاومة فانها قامت ايضا ممثلة في الجبهة الوطنية والقومية الاسلامية ، والتي تضم وطنيين معادين للاحتلال وهي مفتوحة لالتحاق من يريد التوحد في اطار وطني عام ضد الاحتلال .

 

من هنا فاننا ننصح بإخلاص العقلاء ، وهم كثر ، بضبط قليلي الخبرة والوعي الذين قد يقعون في فخ لا يعلمون انه فخ امريكي ، وهو التجاوز على الاخرين من القوى الوطنية الرئيسية والمقاومة المسلحة والجيش العراقي الوطني الشرعي ، التي تمسك كل مدن العراق ، وعلى المجاهدين الاكثر خبرة وقدرة وجهادا وتضحيات ، خصوصا مجاهدو الداخل وقائدهم العام الرفيق عزة ابراهيم الذي لا ينام ليلتين في مكان واحد متنقلا بين محافظات العراق مقاتلا بلا هوادة الاحتلال ، وافتراض هؤلاء السذج امكانية التخلص من مجاهدي الداخل  وانكار ادوارهم واحلال غيرهم محلهم ممن يتنعمون بعيش ملوكي رغيد في فلل وقصور وفنادق سبعة نجوم في عمّان ودمشق والدوحة .

 

وهنا ، ولاجل ان لا يبقى اي غموض ، يجب ان نشير بوضوح اكبر مما اشرنا الى ان المشروع المطروح حاليا للنقاش من قبل امريكا ، وخولت تركيا بإدارته ، والذي حفز على المبايعات والتخويلات ، يقوم على استخدام اسم الجامعة العربية والامم المتحدة كغطاء لاستلام العراق واستبدال القوات الامريكية بقوات دولية واسلامية وعربية ، وابراز وجوه لم تحترق نتيجة معارضتها للاحتلال لتكون واجهة لحكومة جديدة ، ولكن يبقى الهدف الرئيسي هو اغتيال المقاومة وبقاء العراق تحت النفوذ الامريكي عمليا . لذلك نحذر من هذا المخطط الجديد ومن تبعاته .

 

ان اغراء السلطة والتسلط لدى البعض ، كما تشير الوقائع الجارية ، قوي لدرجة انه قد يغيّب رؤية النتائج الخطيرة ومنها تأخير تحرير العراق ، وهو فخ نصبه عبدالكريم قاسم لغيره فوقع فيه ، وهو فخ نصبته القاعدة لغيرها عند اعلان الدولة الاسلاموية من اجل السيطرة المنفردة على العراق فوجدت نفسها في اخطر ورطة تاريخية . اما اغراء السلطة الحالي ، فانه نسخة كارتونية هزيلة ومقزمة من صورة محاولة القاعدة فرض نفسها بالقوة على العراق في عام 2006 ، لذلك فان مصيرها هو الفشل بسهولة .

 

ومن الضروري ان ينتبه الجميع الى ان العراق بعد كل هذه الماسي والكوارث التي تعرض لها محمي ببنادق مقاوميه الذين عقدوا العزم على التحييد التام والفوري لاي محاولة تأمرية على هدف التحرير خصوصا تلك التي تقدم باسم الامم المتحدة او الجامعة العربية . 

 

قبل 35 عاما كنت في برلين مع صديق وأردنا تناول الطعام في مطعم شعبي ، وبما اننا لا نعرف الالمانية فقد اخترنا الطعام بالاشارة واختار صديقي طبقا مغريا جدا بلونه الزهري واخترت انا الدجاج تحوطا ، وعبر صديقي عن تلذذه بذلك اللحم الزهري ، والذي تظاهر وقتها انه لا يعرف انه لحم خنزير ، لكنه بعد 30 عاما قال لي حرفيا وهو يضحك : هل تعلم يا ابا اوس انني كنت في عام 1973 اعرف انني سأكل لحم خنزير ومع ذلك اكلته متجاهلا ماعرفت لانني وقعت اسير شهية طاغية ؟

 

أيها العقلاء : انتم تعلمون ، ونحن نعلم ، وطفل غر يعلم ، ان الدوحة مجرد بوابة لواشنطن عاصمة خراب العراق والامة العربية ، فهل صار البعض يقبل بأكل لحم خنزير لمجرد انه كتب عليه ( لحم حلال ) مصنوع في الدوحة ؟ وهل يمكن لاموال الدوحة والكويت ان تصنع مقاومة في العراق ام انها محفزات المساومة ؟ ولماذا تتناسون ان الجامعة العربية مؤهلة فقط للركوع لخدم امريكا ؟ انتبهوا لا الجامعة العربية ولا الامم المتحدة ولا اموال قطر والكويت قادرة على استبدال نهج المقاومة بنهج المساومة .

 

عاشت الثورة العراقية المسلحة .             

النصر او النصر ولا شيء غير النصر .


salahalmukhtar@gmail.com




خبر عاجل عاجل




خبر عاجل ،،عاجل


خبر عاجل عاجل

شبكة المنصور


وردت معلومات مؤكده من داخل ايران تفيد ان الولي الفقيه الاعلى الخامنئي اصدر توجيهات الى جيش القدس الايراني وضباط الاطلاعات وتنظيمات القاعده المرتبطه بهم المتواجدين في العراق والى فيلق بدر بزيادة وتيرة التفجيرات في العراق وفي المناطق الشيعيه حصرا وذلك لغرض صرف انظار الصحافه العالميه والقنوات الفضائيه التي تنقل ما يحدث من غليان في الشارع الايراني ولغرض جعل الصراع شيعي سني وليس صراعا فيما بينهم ولغرض كسب الشارع الشيعي في العراق بعد احداث التفجيرات والصاق تهمة التفجيرات والضحايا الذين يسقطون من جرائها بالجهة الاخرى .


آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار