الخميس، نوفمبر 27، 2008

الاخ الدكتورمحمد الهاشمي... صلاح المختار صوت بعثي ومقاوم



شبكة البصرة
أ.د. كاظم عبد الحسين عباس
أكاديمي عراقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم :
نشد على يديك ونبارك جهدك الاعلامي الذي تروم من وراءه خدمة العرب والمسلمين وندعوا الله ان يوفقك وياخذ بيديك الى مزيد من النجاح والتوفيق.
أما بعد :
نود بدءا ان نبين لك بعض ملاحظاتنا على اختيارك لمن قدمتهم على انهم يمثلون فكر المرحوم (احمد ميشيل عفلق) وعلى شخص السيد عبد الجبار الكبيسي وما قدمه من معلومات في مداخلاته الطويلة، راجين منك ان تشير اليها بشكل او بآخر وفي الوقت الذي تراه مناسبا خدمة لبرنامجك الرائد والذي حقق اكثر من غرض في آن واحد يخدم قضية حياتية من قضايا الامة العربية المجيدة ألا وهي قضية الوحدة.
الملاحظة الاولى: حيث قدمت السيد عبد الجبار الكبيسي على انه ممثل البعث او الناطق باسمه فتلك اشكالية حقيقية لان الناطق الرسمي الوحيد الذي نعرفه للبعث هو الرفيق الدكتور (ابو محمد) وهو مناضل معروف لكل اجهزة الاعلام ويعرفه السيد الكبيسي حق المعرفة، وليس لنا علم بوجود أي تنظيمات بعثية في الداخل من تلك التي تصنفوها انتم في اجهزة الاعلام بمصطلح اجنحة, فتنظيمات الحزب في العراق واحدة وهي التي تعمل تحت قيادة الحزب الشرعية والمرتبطة بالقيادة القومية للحزب وامينها العام المنتخب الرفيق عزة ابراهيم الدوري والرفيق صلاح المختار احد رموز الحزب وكادر من كوادره.

الملاحظة الثانية: السيد عبد الجبار الكبيسي مواطن بريطاني قانونيا اي انه يحمل الجنسية
البريطانية، وسنثبت ذلك لاحقا، ونحن لا نعتبر ذلك مثلبة عليه لكننا نعمل وفق دستور ولوائح تنظيمية معروفة لمنح العضوية في البعث وتنص بشكل صريح على عدم جواز منح العضوية لمن يحمل جنسية غير الجنسية العراقية. واخذنا عليه امرا في غاية الاهمية بالنسبة لنا ألا وهو عدم تنبيهكم الى الخطأ في اسم الرفيق القائد المؤسس حيث اسمه الذي اخذه رحمه الله بعد اعتناقه الاسلام هو(احمد ميشيل عفلق) وهو امر يعني لنا اما انه لا يؤمن بفكر ميشيل عفلق لانه تجاهل اسمه أصلا ويصبح بالتالي غير مؤهل للنطق تعضيدا او دفاعا عن هذا الفكر او انه لم يدقق النظر في مانشيت البرنامج الذي استضافه لعدة ايام وهذه علامة غير حميدة في مثل هكذا برامج تحسب علية باكثر من معنى.

الملاحظة الثالثة: في احدى مداخلات السيد الكبيسي طالبك باضافة فكر السيد حسن نصر الله الى الاتجاهات العربية المتنافسة.. وفي هذا المقترح شطط وخلل مزدوج .. فالسيد حسن نصر الله يعتنق فكر ولاية الفقية وهو خط سياسي ايراني طائفي صرف معروف ولم يطبق هذا المنهج في امتنا العربية ولن يطبق قطعا لانه ان طبق ففيه معنى واحد فقط هو ان القطر الذي يطبقه يكون قد التحق بالدولة الفارسية وخرج من خانة الامة العربية، وتعرض للشرذمة الطائفية. فضلا عن اننا في العراق حزبا وشعبا نمتلك ادلة قاطعة على ان حزب السيد نصر الله متحالف وداعم للميليشيات والاحزاب الايرانية التي مارست وتمارس ابشع انواع الابادة الجماعية والتطهير العقائدي والطائفي والعرقي وتمارس دورا أساسيا في دعم الاحتلال الامريكي والايراني للعراق. فهل سهى السيد عبد الجبار في قضية ايديولوجية جوهرية ام انه كان يعني ما قاله واقترحه وانه كان ينطلق من موقف يؤمن به هو ويتصرف على اساسه؟ وهو له طبعا كامل الحق في ان يعتنق ويفكر بالطريقة التي يريدها لنفسه ولكن في هكذا افتراض يكون هو لا يمثل فكر القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق.

الملاحظة الرابعة: نحن في البعث – قيادة قطر العراق – قد وضعنا لانفسنا برنامج استراتيجي اواخر عام 2003 اسميناه (المنهاج السياسي والستراتيجي للبعث والمقاومة) وتصرف في ضوءه وعلى اساسه شهيد الحج الاكبر صدام حسين رحمه الله، ثم بعد ذلك الرفيق المجاهد عزة ابراهيم الدوري وان هذا البرنامج يمثل خارطة طريق للبعث والمقاومة البعثية الباسلة بل وتؤمن وتعمل به حتى فصائل المقاومة غير البعثية المتحالفة ضمن القيادة العليا لجبهة الجهاد والتحرير ومنه ان نعمل على فتح منافذ
لعلاقات طيبة مع كل الحكومات العربية وطبعا كل شعبنا العربي العظيم. ولذلك فان الحزب لم ينتقد احد بطريقة تثير خلافات حادة او تؤجج عداوات جانبية نحن في غنى تام عنها وركز على فضح ومهاجمة الاحتلال وعملاءه لاننا نحشد طاقات الامة الشعبية وما امكن من الامكانات الرسمية في خدمة هدف التحرير واعادة العراق الى احضان الامة.

الملاحظة الخامسة: أتصل بي من بريطانيا صديق تعرفت اليه اثناء دراستي فيها اخبرني بحادثة تنطوي على دلالات اخلاقية وقانونية ويعرفها الكثيرون اشار الرفيق صلاح المختار الى جزء منها وليس كلها تمسكا منه باخلاق البعثي الملتزم ورفض الافصاح عنها كلها في معرض حديثه الذي اراد
من خلاله ان يثبت ان السيد عبد الجبار لا يمثل البعث وربما ليس حتى بعثي لانه مواطن بريطاني، والحادثة باختصار ان السيد الكبيسي محال الى القضاء البريطاني بتهمة تزوير عقد ايجار المدرسة العراقية في لندن من السفارة العراقية وبعد الاحتلال طالبه طاقم السفارة الجديد بتقديم مستند او وثيقة تثبت ان تأجيره للمدرسة كان وفق صيغة تعاقد شرعي.
فلجأ الاخ الكبيسي الى الرفيق صلاح المختار وقدمه له السيد غزوان الكبيسي، وبحضور عدد من البعثيين المعروفين والاحياء اثناء زيارة الرفيق المختار الى سوريا عام 2006 راجيا مساعدته في الحصول على كتاب من وزير خارجية العراق في النظام الوطني الدكتور ناجي الحديثي يؤيد انه اجر المدرسة فعلا وان العقد شرعي، وبعكسه فان السيد الكبيسي سيتعرض للسجن وفقدان جنسيته البريطانية. ألا يثبت ذلك ان الاخ الكبيسي مواطن بريطاني الى جانب تصريحه هو علنا بانه يقيم في
بريطانيا لمدة 30 عاما؟ لو كان السيد جبار ناطقا حقيقيا باسم البعث هل ستسمح المخابرات البريطانية ببقاءه في بريطانيا التي تعد حزب البعث حزبا ارهابيا معاديا يقاتلها في العراق المحتل؟
واخيرا نرجو ان يتذكر السيد الكبيسي، وما سنقوله حقيقة موثقة، اننا نعرفه جيدا وان انكار حمله للجنسية البريطانية موقف ضعيف يكشف معدنه اكثر فاكثر كشخص الكذب عنده شيء سهل جدا، ان هذا التصريح بحد ذاته ينطوي على تأكيد انه مواطن بريطاني، وفيما يلي بعض الاسئلة التي تثيرها اقامته الطويلة جدا وهي اكثر من اقامته في العراق على الارجح اذا كان عمره اقل من 60 عاما : كيف يقيم 30 عاما دون جنسية؟ اليس ذلك امر غريب؟ واذا كان بدون جنسية بريطانية فبأي صفة يقيم؟ هل هو لاجئ سياسي علما انه ذهب الى بريطانيا اثناء حكم البعث؟ ولماذا يسمح له بالاقامة لمدة 30 عاما دون جنسية مع ان بريطانيا ترفض منح الفيزا حتى لانصار البعث الذين يريدون العلاج في بريطانيا او زيارتها؟ ولم بقي السيد الكبيسي هناك بعد ان شنت بريطانيا حربين عدوانيتين على العراق احداهما في عام 1991 والثانية في عام 2003 والتي انتهت بغزو العراق ولعب بريطانيا دورا اساسيا فيهما؟ كيف يقبل بعثي حقيقي العيش في بلد معاد لوطنه وفي حالة حرب معه وحزبه يقود العراق ضد العدوان والاحتلال البريطانيين؟ وهل كان بامكان مواطن بريطاني مثلا العيش في المانيا النازية اثناء الحرب العالمية الثانية دون ان يتهم بـ (الخيانة العظمى)؟ والاهم كيف يمكن لهذا البريطاني ان يمثل الحزب الحاكم في بريطانيا رسميا اثناء الحرب في المانيا؟ واخيرا وليس اخرا ومن بين ما نعرفه انه شارك في مؤتمرات المغتربين في بغداد وكان احد نشطاء هذه المؤتمرات، بمعنى انه كان مغتربا ويحمل هوية المغترب، والتي كانت تمنح فقط لمن اكتسب جنسية اجنبية من العراقيين ففقد جنسيته العراقية ومنح بدلها هوية المغتربين لاجل المحافظة على صلته بوطنه الاصلي، ولاجل توضيح درجة عدوان ووقاحة السيد الكبيسي لابد من التذكير بان الرفيق صلاح المختار في حينها، حينما كان الكبيسي يأتي كزائر للعراق يحمل الجنسية البريطانية، كان كادرا من كوادر دولة البعث في العراق
ومناضلا في صفوف الحزب وجهازه الاعلامي.
ورغم كل ما تقدم فانا شخصيا اجد ان السيد عبد الجبار الكبيسي قد افلح في الدفاع عن جزء بسيط من مبادئ البعث القومية واخفق في اغلبها. فالرجل لم يقدم الجردة الموضوعية للخارطة السياسية العربية التي رافقت وتلت انطلاق البعث كفكر وحركة قومية وهي التي تضع الناخب العربي في صورة نقاء وصفاء وحيوية واصالة الانطلاقة البعثية. وانا كمناضل في صفوف الحزب أرى ان مثل تلك الجردة كانت ستخدم المرشح البعثي ومعه وبه تخدم اعادة تنوير الامة باهداف ومبادئ وصيرورة البعث التي كان هدفها الاول والاخير هو توحيد الامة اكثر مما تخدمة صورة التلاسن والفمفمة الفارغة مع الاخرين والدخول في مهاترات لا يدخلها ممتلئ بالفكر والعقيدة وغنى التجارب ومصوب يعرف كيف يوجه البرنامج لصالح الفكر والعقيدة البعثية الحقة. لقد كانت المساحة الزمنية المتاحة له واسعة جدا وكان عليه ان يلتقط ما ينير عقيدة الحزب القومية لمن لا يعرفها بدلا من التركيز على مفهوم الرجعية الذي لم يعد التحدي الرئيسي بعد ان شهدت الامة ما هو امر وأسوأ وأتعس من الرجعية ألا وهو الغزو لواحد من اهم الاقطار العربية وهو العراق وظهور نموذج من الخيانة والعمالة السافرة، مثل من مهدو للاحتلال وجاء بهم حكاما شكليين للعراق، التي يخجل أي موضوعي منصف ان يقارنها مع ما اسميناه بالرجعية العربية.

أخي الكريم د. محمد الهاشمي
لقد كان البعث هو الحركة الشعبية العربية المنظمة الوحيدة التي تبنت الوحدة العربية فكرا ونضالا منذ الاربعينيات من القرن الماضي مقترنة وبشكل جدلي وعضوي مع ضرورات الحرية والتحرر والعدالة الاجتماعية، وتاريخيا جاء عبد الناصر رحمه الله وتطبيقاته في ميدان السياسة العربية بعد البعث بحوالي عقد من الزمن، ومن ثم تأطيرها بما عرف بالفكر الناصري الذي تبنى اهداف البعث مع تقديم وتاخير يوضح رؤاه او رؤى الخط الناصري لاولويات حاجات الامة. وكان يقابل ذلك اتجاهات سياسية اما قومية غير اشتراكية او اشتراكية – يسارية غير وحدوية او الخط الديني المسيّس.
لقد حاول البعث جادا ومخلصا ان يبرهن على ان الوحدة ممكنة وليست حلم فاندفع مناضليه لاستلام السلطة ليس ليكونوا حكاما بل ليمسكوا الزمام الذي يمكنهم من الامساك باداة تحقيق الوحدة العربية والتقوا مع المرحوم عبد الناصر ودفعوه وشجعوه لتحقيق الوحدة ودفعوا من اجل التحقيق ثمنا باهضا عندما وافقوا على حل تنظيمات الحزب في دولة الوحدة لكي يقنعوا الرئيس عبد الناصر رحمه الله وينالوا شرف تحقيق اول تجربة وحدوية بين اقطار الامة. ان الاخطاء التي رافقت التجربة, الذاتي منها والموضوعي, لا يلغي ولا يقزم ولا يهمش اهمية الانجاز ودور الحزب فيه.
لقد حاول الحزب وباندفاع كبير وبعمل دؤوب مقترن بعقيدة ثابتة لتحقيق الوحدة العربية وكانت تجربة الوحدة الثلاثية نموذجا كبيرا على ذلك الثبات والحب العقيدي للوحدة العربية.. ومرة اخرى ان فشل التجربة لا يجب ان يؤخذ ضد الحزب لا فكرا ولا كنظرية عمل في الميدان بل ان أي باحث موضوعي منصف سيجد عشرات المسوغات للفشل وهي مسوغات لا يتحمل البعث مسؤوليتها حتى لو تحمل جزءا من الاسباب.
لقد اخفق الاخوة الذين استضفتهم كمؤيدين ومروجين للمرشح البعثي، رغم ان لا صلة تنظيمية لهم بالحزب ورغم ان بعضهم ناصب البعث العداء لعقود من الزمن، اخفاقا كبيرا في سحب الحوارات الى توضيح الدور العروبي الرائد والانجازات الوحدوية الهائلة التي شهدتها دولة البعث في العراق ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
فتح منافذ العراق امام العرب كلهم للعيش والاشتغال ومعاملة العربي كالعراقي قانونيا ومنحه كافة حقوق المواطن العراقي... تخصيص ميزانية خاصة للاقطار العربية الفقيرة... مساعدة الاقطار العربية في المؤسسات الصحية والتربوية والعلمية... المبادرات السياسية الكثيرة لتعميق مسارات التقارب بين الاقطار العربية... الاضافات الفكرية الكبيرة للقائد العربي الخالد صدام حسين في ميدان الوحدة.. التنازل عن المنطقة الحدودية المتنازع عليها للاردن والسعودية، السكوت الطويل على زحف الكويت داخل الاراضي العراقية.. وغيرها.
ان اختلافات البعث الفكرية والتطبيقية مع الحكومات العربية اساسها الخلاف على وحدة الارض والمصير وانزواء وتقوقع العديد من هذه الاقطار خلف تجربتها القطرية الضيقة. غير ان هذا لا يعني باي حال من الاحوال ان نرفع السلاح بوجه هذه الحكومات. ان ما حصل في موضوع الكويت هو امر في محصلته النهائية خلاف سياسي واقتصادي تصعد فوق امكانيات الاحتواء لاسباب يعرفها الاخوة في السعودية اكثر من غيرهم ويعرفها جميع قادة وحكومات الامة. وفي كل الاحوال فان البعث كفكر وتطبيقات قومية يقول بوحدة الارض العربية وسواءا اسمينا الكويت باسمها الحالي ام اسميناها كاظمة فانها جزء من ارض الامة الواحدة كما العراق واليمن وموريتانيا ومصر وسورية وهكذا كما انه لم يكن الحدث الوحيد في تاريخ العرب.
ان مرحلة ما بعد الاحتلال وما افرزته اقتضت وتقتضي ان يكون المحاور البعثي الذي تتاح له فرصة الظهور الاعلامي قوميا قبل كل شئ وموحدا قبل كل شئ وان يسحب الحوار والنقاش الى آلاف التطبيقات القومية البعثية لا ان يضيع في مهاترات كالتي ضاع بها السيد الكبيسي مع الروح العدوانية الطاغية على العديد من تصرفاته والفوقية الممجوجة التي اظهرتها حركاته امام المشاهدين. ان عليه ان يتحمل مسؤوليته الاخلاقية امام ملايين البعثيين العرب قبل مسؤوليته امام العرب الكرام الآخرين. ان البعث حزب عريق واصيل ويحمل فكر وعقيدة قومية تحررية اشتراكية غني وواسع وعميق وثمة آلاف المناضلين البعثيين الممتلئين بالعقل والكياسة والاسلوب المقنع والذي يحترم الناس ويتوسل الاقناع العقلي وليس البيروقراطية المقيتة.

أخي الكريم د. محمد الهاشمي
الرفيق صلاح المختار من قدامى المناضلين في العراق وكلنا نعرف انه خاض تجربة انشقاق وخرج منها بقناعة ثابتة ونهائية ومستقرة وهي ان الشرعية الحزبية هي الاصلح والاصح. وحينما جاء الاحتلال برز الرفيق المختار بصفته الوجه الاول والاقدم للمناضل البعثي في المجال الاعلامي ومن الاسماء العراقية القليلة التي واصلت الجهاد باسمها الصريح بعد الغزو دون تردد، حيث شن حملات متتالية وهو سفير في فيتنام على احتلال وبقي يعمل ضد الاحتلال من فيتنام حتى الشهر السادس من عام 2003 اي بعد مرور ثلاثة اشهر على احتلال بغداد، ثم انتقل لمواصلة النضال ضد الاحتلال في قطر عربي هو اصل العرب اي اليمن. والرفيق ابو الاوس كان ولا يزال علما من اعلام الدبلوماسية والاعلام العراقيين، وقاد مؤسسات اعلامية عراقية معروفة لسنوات طويلة كالاعلام الخارجي ورئاسة تحرير اكبر صحيفة عراقية وهي الجمهورية، وقاد ايضا مؤسسات اعلامية عربية ومنها اعلام الجامعة العربية، حينما كان امينا عاما مساعدا في الجامعة العربية المسؤول عن الاعلام، وقبل ذلك كان رئيسا للجنة الدائمة للاعلام العربي في الجامعة العربية التي تضم وكلاء وزارات الاعلام العربية لمدة 4 سنوات ولدورتين متتاليتين بالانتخاب، قبل ان يمثل العراق كسفير في الهند وفيتنام. واخيرا الرفيق المختار من الجيل الثاني من مفكري البعث الذين ساهموا في تقديم الفكر البعثي عربيا وعالميا عبر المجلات العقائدية والستراتيجية العربية والاجنبية المعروفة وله كتب واسهامات كثيرة في هذا المجال طبعت في بيروت وغيرها في السبعينيات من القرن الماضي. وهو الان مناضل في صفوف البعث وصوتا شجاعا من اصوات المقاومة العراقية، وكنا نتمنى ان لا ينجرف السيد الكبيسي الى ما لا نتمناه لعراقي من استخدام للشتيمة والالفاظ النابية ويحاول الاساءة الى هذا المناضل بتهجم غريب جدا لايقوم به البعثي الحقيقي عليه وعلى تاريخه، رغم ان السيد المختار خاطبه في البداية بلغة مؤدبة تحترم الحوار! وربما كان السيد الكبيسي يعتقد ان رجال البعث قد غادروا هذا الكون فراح يتحدث بافكار ولغة نسبها للبعث مع انها غريبة عليه وتسيء اليه فجاءت مداخلة الرفيق صلاح كهزة عنيفة له لانها كشفت انه غير بعثي بسلوكه وتصرفاته التي بدت كانها لمريض عاجز عن ضبط نفسه، ويحاول اثارة الشغب والمشاكل بين الحزب واطراف عديدة ليس من مصلحة تحرير العراق استفزازها.
نحن نرى باخلاص ان الموقف الذي عبر عنه الرفيق صلاح المختار هو موقف البعث المقاوم في العراق وهو منهج يضمن للبعث دوره القومي الرائد وللمقاومة العراقية البطلة روافد لبعدها القومي الستراتيجي.
الاخ الفاضل الدكتور محمد الهاشمي
اذا اردت التاكد من كون جنسية السيد عبدالجبار بريطانية ام لا فانت تستطيع ذلك بسهولة بمجرد الاستفسار عن ذلك وانت تعيش في بريطانيا.
والله اكبر. عاش البعث وعاشت المقاومة العراقية البطلة بكل فصائلها العاملة فوق ربوع بلاد الرافدين الحبيبة.
Victory.coming@yahoo.com

"الدولار الأميركي" سفينةٌ تَغْرَقُ والإدارة الأميركية تُحَمِّلُها مزيداً من الأثقال



شبكة البصرة
ماجد الشهابي
أغلبُ الظن أنّ معظم القرّاء لم يَشْهَدوا في حيواتهم نقوداً غير النقود الورقيَّة. وربّما يتساءل بعضهم أيضاً: وهل ثمّة نقود غير النقود الورقيَّة؟
لم تُستخدَمْ النقود الورقية إلاّ في فترةٍ قصيرة جدَّاً نسبيّاً من التاريخ. فمنذ أنَّ صارت عمليَّة التبادل مُمْكِنة، أيّ منذ أنْ حصلتْ تلكَ النقلة النوعية في تطوّر القوى المُنتجة وصار الفردُ قادراً على أنْ يُنْتِج أكثرَ من حاجته، وبالتالي صار لديه فائضٌ يُمْكِنُ أنْ يتبادله مع فردٍ آخر، صار هناك "نقوداً"، ولم تكُنْ تلك النقود ورقيَّة أبداً.
لقد فتحَ ظهور النقود الورقيَّة، الباب على مصراعيه لحدوثِ أكبرِ عمليَّةِ نَهْبٍ مُنَظَّمة لنتاجِ عملِ الناسِ وكدِّهم في التاريخ، فكيفَ حدَثَ ذلك؟
على الرغم من كثرة المُتَغَيِّرات في المُعادلة الاقتصادية لمجتمعٍ ما فمن اليسير التقاط العوامل الأساسية التي تُتيحُ فهم اللوحة الاقتصادية لذلك المجتمع، وأكثر تلك المفاهيم الأساسية ضرورةً لفهمِ تلك اللوحة هما مفهومي "القيمة" و" النقد".

القيمة:
هناك مقاربات كثيرة لفهمها وبالتالي لقياسها. أما المبدأ الذي أعتمدُهُ لقياس القيمة فهو مايلي: تُقاس قيمة أيّ سلعة بـ"وقت" العمل الضروري إجتماعيَّاً لإنتاجها. هذا "الوقت" هو مُعطى مُتَغَيِّر ويرتبطُ تغيُّرُه بالعاملٍ الأساسيّ الذي هو تطوّر وسائل الإنتاج. وتشمل وسائل الإنتاج أدوات العمل (الآلات...إلخ) والقوّة العاملة (الإنسان العامل)، بالإضافة إلى عامل مُهمٍّ آخر هو تنظيم العمل. فإذا كان إنتاج خمسين طناً من القمح في مجتمعٍ ما يحتاج إلى عامٍ كامل وإنتاجُ خمسة أطنان من القطن يحتاج إلى عام كامل وكان إنتاجُ كيلو غرام واحد من الذهب في المجتمع نفسه يحتاجُ إلى عامٍ أيضاً فإنَّ قيمة خمسين طنا من القمح تعادل قيمة خمسة أطنان من القطن وتعادلُ أيضاً قيمة كيلو غرام واحد من الذهب في ذلك المجتمع.

النقد:
ظهرَ النقدُ كضرورةٍ من أجل: مُعادَلَة القيمة (مُعادِلٌ عام) وحِفِْظُها (ادّخارها) وتبادلها (وسيط التبادل في التجارة). فقبْلَ ظهور المُعادل العام للقيمة (أي النقد) كان تبادل القِيَمْ يتمُّ بالمقايضة المباشرة، من يملك القمح ويحتاج إلى القطن يحمل خمسين كيلو غراماً من القمح ويبحثُ عمَّن يُبادلهُ إياها بما يعادلها من القطن وهو في حالتنا خمسة كيلوغرام من القطن.
في سياق مئات السنين من التطوّر ظلّ الناس يبحثون عن سلعةٍ تَصْلُحُ لأن تكونَ "مُعادلاً عامّاً" للقيمة، بحيثُ تتوفّر فيها شروط أساسية: لاتتغيرُ قيمتها مع الزمن (وقت العمل الضروري إجتماعيَّاً لإنتاج مقدار ثابتٍ منها لايتغيّر،) لا تتلف مع مرور الزمن (لاتفقد قيمتها الاستعماليّة)، صغيرة الحجم نسبيّاً (لسهولة التداول)، ووجد الناس ضاّلتهم في المعادن النفيسة: الذهب والفضة، وبخاصّة الذهب.

البنوك:
كانت البنوك في الأصل عبارة عن مستودعات أمينة يحتفظُ فيها العاملون في ميدان الإقراض بالفائدة بما لديهم من ذهب. وصار هؤلاء يَقْبَلون إيداع النقود الذهبية لأيّ شخصُ، بدلاً من أنْ يُبْقيها في بيته، ويتقاضون لقاء هذه الخدمة رَسْماً صغيراً، كما يحصلُ ذلك الشخص من صاحب المستودع على إيصال أمانة، يشيرُ الإيصال إلى كمية الذهب التي تمّ إيداعها في مستودعاته. وعندما يحتاج الشخص إلى عملة (ذهب) لشراء شيء ما يذهب إلى المستودع ويسترجعُ جزءاً من ذهبه ويشتري به ما يشاء ويحصل على وصل أمانة يشيرُ إلى ما تبقّى من ذهبٍ لديه في ذلك المستودع. وإذا أنتجَ الشخصُ مزيداً من المنتجات وباعها وحصل على كميّةٍ أخرى من الذهب لقائها فإنَّه يذهبُ إلى ذلك المستودع ويودعها فيه ويحصلُ على إيصال أمانة آخر يشيرُ إلى كمية الذهب المُودعة. وفي هذا السياق حَصَلَتْ نقلةٌ نوعيَّة في عملية تبادل القِيَمْ، صار الشخصُ إذا أراد أنْ يشتري من بائعٍ ما شيئاً قيمته تُعادل كمية الذهب التي ينصُّ عليها أحد الإيصالات التي يمْلُكُها فهو لايذهبُ ويُحضِرُ الذهب ويعطيه للبائع بل يعطيه الإيصال الذي ينصُّ على كمية الذهب المذكورة. وصار الناس يتبادلون الإيصالات الدالّة على القِيَم في سياق عمليات التبادل (الشراء والبيع)، وهذا هو أصل الأوراق النقديه: إنّها إيصالات أمانة. إنّها إيصالات أمانة، والأمانة هي الذهب. الإيصال بحدِّ ذاته ليس سوى قطعة ورقية لاقيمة لها بذاتها.

الخدعة الكبرى:
عندما تزايدت الأمانات الذهبية لدى أصحاب "مستودعات الأمانة" (المَصارف) تزايدتْ الإيصالات وتنوّعت: إيصالات بغرام واحد من الذهب وإيصالات بعشرة وإيصالات بمئة غرام وإيصالات بكيلوغرام، وصارت إيصالاتهم تُتَداوَلُ في الأسواق، وكان مجموع مُحتوى ما تنصُّ عليه تلك الإيصالات يساوي كميّة الذهب الموجودة في مستودعاتهم.
ولأنَّ أحتمال أنْ يأتي كلّ المُودعين ليسحبوا كل ما لديهم من ذهب في ذلك المستودع في وقتٍ واحدٍ ضئيلاً جداً غامرَ صاحب المستودع في أنْ يستخدمَ جزءاً من ذلك الذهب في عمليات إقراض بالفائدة ويُحققَ ربحاً باستخدام أموال (ذهب) المُوْدِعين.
أماالنَّقْلة النوعيَّة، الخدعة الكبرى، فقد حصلتْ عندما بدأ أصحاب مستودعات الأمانة أولئك يطبعون إيصالات أمانة وهميَّة (لم يُوْدِعْ أحدٌ ذهباً مقابلها) ويستخدمونها في أعمالهم التجارية. لقد صار ذلك مُمْكناً بالنسبة لهم لأنَّه، مالمْ تحصل أزمةٌ كبرى، فإنَّ المُودِعين لن يأتوا جميعاً ليَستعيدوا كلَّ ما أودعوه لديه من ذهب ويعطوهُ إيصالاتِهِ في وقتٍ واحد). وقد جرى تعميم هذه الخديعة في الميدان الاقتصادي العالمي، وشَرْعَنتْها الحكومات وَوَضعت لها بعض الضوابط: مثلاً: لايُسمحُ لمَصرفٍ ما بأنْ يُصْدِرَ عملةً ورقيَّة (إيصالات أمانة) تزيد عن نسبةٍ معيَّنة (50% مثلاً) مما لديه من ذهب. لكن تلك الإيصالات ظلَّتْ قابلة للإبدال بالذهب دائماً. وهكذا كان الحال في الولايات المتحدة[i] إلى يوم الخامس عشر من آب/أغسطس عام 1971. في ذلك اليوم أصدرت الإدارة الأميركية (برئاسة ريتشارد نيكسون) قراراً بقطع العلاقة بين إيصالات الأمانة الأميركية (الدولار) وبين الذهب. كان كلّ خمسة وثلاثين إيصال أمانة أميركي (دولار) يعادل أونصة ذهب واحدة. ويُمْكِنُ لأيّ دولةٍ تتاجر مع الولايات المتحدة، لنَقُلْ باعتْ لجهةٍ ما في الولايات المتحدة بضاعةً قيمتها خمسة وثلاثين مليون إيصال أمانة (دولار) أنْ تستبدلها من أحد بنوك الإحتياط الفيدرالي بمليون أونصة ذهب.

ديكتاتورية نقدية
بعد قرار نيكسون لمْ تَعُدْ تلك الإيصالات قابلة للإبدال بالذهب أبداً. وقد أطْلَقَ ذلك القرار يدَ كارتل البنوك المُسمّى بنك الاحتياط الفيدرالي لكي يطبَعَ من تلك الإيصالات (الدولارات) ماشاء له أنْ يَطبع دون أنْ يخشى أنْ يأتي يومٌ يطالبُه فيه أحدٌ بالذهب الذي يُعادلها.[ii] ومنذ ذلك اليوم بدأت "فُقاعة الدولار الأميركي" بالتَشَكُّل والانتفاخ. وبالمناسبة فإنَّ بنك الاحتياط الفيدرالي ليس فيدرالياً، أيْ ليس حكوميَّاً. ليس فيه شيء فيدرالي سوى اسمه. إنَّه مؤسسة مصرفية خاصَّة[iii] تَحْتَكِر إصدار العملة الورقيّة الأميركية، لكنَّ الحكومة الفيدرالية الأميركية تحميها وتحمي امتيازها على الرغم من أنّه ليس في الدستور الأميركي ما ينصُّ على السماح بإنشاء بنك مركزي. نظام الاحتياط الفيدرالي هو كارتل بنوك خاص، لاتملكُه الحكومة الأميركية، إلاّ أنّها تستفيدُ من وجوده.

زياد الأسعار على الرغم من انخفاض القيمة:
إذا كنا نعيش في مجتمعِ رأسمالي فيه سوقٌ حرّة وليس فيه احتكار فيجب أنْ تنخفض "قِيَمُ" السلع باستمرار، والسبب هو أنَّ وسائل الإنتاج (أدوات الإنتاج ومهارات اليد العاملة وتنظيم العمل) في تطوُّرٍ متواصل، وهذا التطوُّر يُخَفِّضُ "وقتَ العمل الضروري إجتماعيّاً" لإنتاج السلع. لكنَّنا على الرغم من ذلك نشهدُ ارتفاعاً متواصلاً في أسعار المنتجات في شتى بقاع العالم، فلماذا؟
تلعبُ في هذا الأمر عوامل عدّة منها مقدار الطلب على السلعة والاحتكار والمضاربة، إلاَّ أنّ العامل الجوهري والأهمّ والأشد وطأةً والأكثر ديمومةًً هو "الخيانة المَوْصوفة للأمانة، تلك الخيانة التي تمارسها الجهات التي تتحكّمُ بإصدار "إيصالات الأمانة"، الجهات التي تتحكّم بإصدار المُعادل العام للقيمة: النقد. يُسمي "خبراء" الاقتصاد هذه الخيانة-السرقة باسمٍ آخر يُعمي المُتابع عن حقيقتها، يسمّونها "التضَخُّم".

سرقة القيمة:
مَنْ هم أولئك الذين يمُدُّون أياديهم الخَفِيَّة إلى جيبِ كلِّ مَن يحمل إيْصالات أمانة (نقد وَرَقي) يُمَثِّلُ القِيَمْ التي أنتَجَها بجهدِه وكَدِّه، ويَسرقون جزءاً من تلك القيَم كلَّ يوم؟ إنَّهم مُلاَّكُ المَصارف المركزية، سواءٌ كانوا أشخاصاً بعينهم، كما هي حال كارتل الاحتياط الفيدرالي في الولايات المتحدة، أم كانوا رجال السياسة في الحكومات، سواءٌ كانت ديمقراطية أو ديكتاتورية. إلاّ أنَّ أكثر أولئك اللصوص سطوةً هو كارتل الاحتياط الفيدرالي الأميركي، وذلك لأنَّه لا يكتفي بسرقة المواطن الأميركي فحسب بل يسرقُ كلَّ شخصٍ أو مؤسسةٍ أو حكومةِ بلدٍ يَدَّخِرُ جزءاً من القِيَمِ التي يُنتجها بواسطة "إيصالات الأمانة" التي يُصْدِرُها ذلك الكارتل، أي: أوراق النقد الأميركية، "الدولار".

الدولار الأميركي والأزمة الراهنة
بعد الحرب العالمية الثانية اجتمعت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي خرجت من الحرب باقتصاد قويّ لم يتعرَّض إلى دمارٍ يُذْكَر، كما كانت الحال بالنسبة للأوربيين، واتفق الجميع في "بريتون وودز" على إنشاء نظام صرف عملات، يجري وفقاً له تبادل العملات الأوروبية مع الدولار الأميركي بناءً على سعر صرف ثابت[iv] نسبيَّاً. وبعد ذلك بسنوات تم تحرير أسعار الصرف وصارت السوق، بالإضافة إلى تدخلات المصارف المركزية في تلك البلدان، هي التي تقرِّرُ أسعار الصرف. ثم جاء قرار نكسون عام 1971 الذي قضى بإلغاء مبادلة الدولار بالذهب فكان المسمار الأخير في نعش إتفاقية بريتون وودز.
شهدَتْ المرحلة بين توقيع اتفاقية بريتون وودز 1945 وقرار نيكسون عام 1971، الذي قبَرَ الاتفاقية، جهداً أميركيَّاً محموماً لجعلِ الدولار الأميركي العملةَ المُعْتَمَدَة للمبادلات الدولية وبالتالي عملة الاحتياط في المصارف المركزية في مختلف دول العالم، ونجحَ الأميركيون في ذلك. وكانت موافقة السعودية، أكبر مُصَدِّرٍ للنفط في العالم، على اعتماد الدولار الأميركي في تسعير نفطها وبيعه، علامة فارقةً في تحقيق هذا المَسعى.
منذ عام 1971 وإلى يومنا هذا يتمتّعُ كارتل البنوك الأميركي (الاحتياط الفيدرالي) بامتيازٍ لم يَحظ بمثلِهِ أحدٌ في التاريخ: إصدار نقد ورقي تُنْتِجُهُ مطبَعَةٌ لا غَيْر لكنَّ مُعظمَ الناس يَقْبَلُونه، كما القَدَرْ، كما لو أنّه مُمَثِّلاً لقيمَةٍ ثابتة، وهذا القبول ناجمٌ عن ثقةِ، ولا شيء غير ثقةِ، المُتَعاملينَ بأنَّ خَلْفَ تلك الورقة يقبَعُ اقتصادٌ منتِجٌ هو الأقوى في العالم وهذ الاقتصاد يَضْمَنُ بقاء مقدار القيمة التي يُمَثِّلُها هذا النقد ثابتاً.
كان الاقتصاد الأميركي هو "الأقوى" في العالم، إلاّ أنّ تلك الحال لم تَدُمْ طويلاً. فبالإضافة إلى أكثر من ربع قرن من الكدّ والشغل المنتج والأبحاث والتطوير في دول أوروبا وآسيا التي راكَمَتْ فيها قِيَمَاً هائلاً وفوائض تجارية هائلة، في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تستهلكُ وحدها قرابة نصف الإنتاج العالمي، استغلّ الأميركان شعباً وحكومةً وضعهم المُتَفَوِّقْ وامتيازهم النقدي (لكَوْنِ الولايات المتحدة هي التي تُصْدرُ عملة المبادلات الدولية، الدولار) وضلّوا الطريق. كانت الولايات المتحدة أكبرَ مُقْرِضٍ في العالم، أما الآن فهي أكبرُ مُقْتَرِضٍ في العالم. تبلغُ ديون الحكومة الأميركية (آب 2008) أكثر من 9 تسعة تريليونات[v] من الدولارات، منها ما يزيدُ على ثلاثة تريليونات ديون خارجية (اقترضتها الإدارة الأميركية من الصين واليابان والسعودية وبعض المصارف الأوروبية والآسيوية الأخرى). الشعب الأميركي نفسه صار يُنفق أكثر مما يُنتج[vi] (معدَّل نسبة الادّخار الإجمالية لدى الأميركيين في السنوات الثلاثة الماضية تحت الصفر). كما تقلَّص الناتج المحلي الإجمالي[vii] الأميركي GDP نسبةً إلى الإنتاج العالمي بأكثر من 100%، (كانت أميركا تنتج نصف الإنتاج العالمي تقريباً فصارت تنتج أقلّ من ربع الإنتاج العالمي[viii]. منذ منتصف السبعينات، حينما بدأ عجز الميزان التجاري الأميركي بالظهور، صارت الولايات المتحدة بلداً، (حكومةً وشعباً) تستهلكُ أكثرَ ممَّا تنتجُ. وقد بلغ عجز الميزان التجاري الأميركي عام 2007 مايعادل 738.6 مليار دولار سنوياً[ix].
كانت كارتل الاحتياط الفيدرالي يُصْدِرُ مُعطىً إحصائيَّاً يرمزون له بـ"M3"، وهو يُحصي حجم الكتلة النقدية (نقداً وائتماناً) مما يُتيحُ للناس معرفة مقدار الزيادة في حجم الكتلة النقدية الدولارية، إلاّ أنْ الحكومة الأميركية توَقَّفَتْ في آذار/مارس 2006[x] عن إصدار ذلك المُعطى الإحصائي، وما عادت دولُ العالم تعرفُ مقدار الزيادة في حجم الكتلة النقديّة الأميركية.
لو كانت نسبة الزيادة في حجم الكتلة النقديّة الأميركية التي "يَخْلِقُها" (يطبعها) كارتل الاحتياط الفيدرالي تعادل نسبة الزيادة في الناتج القومي الإجمالي الأميركي لَظلَّتْ القيمة التي يُمَثِّلُها الدولار مستقرَّة[xi]، إلاَّ أنْ الأميركان ظلَّوا يطبعون من الدولارات ما شاء لهم أنْ يطبعوا ويستخدمونها في شتى الميادين. كارتل الإحتياط الفيدرالي يطبع النقود (أيَّ يُزَيِّف مُعادِلات القيمة) ويُقْرِضها للإدارة الأميركية وللبنوك الأخرى، وبفائدة. لقد طبَعَ كارتل الاحتياط الفيدرالي كمياتٍ هائلة من النقد، ففي السنوات الثلاثة الأخيرة ضخَّ ماقيمته أربعة[xii] تريليونات من النقد والائتمان في السوق، هذا عدا مبلغ 700 مليار دولار الذي صادق الكونغرس على أنْ تَقْتَرِضُهُ الإدارة الأميركية لتُنْقِذَ فيه بعض المؤسسات المالية الفاشلة. وتشير بعض المراجع إلى أنَّ المبلغ "اللازم" تجاوز الـ700 مليار دولار بكثير وقد يصل إلى 5 تريليون دولار.[xiii]
من أيْنَ ستأتي وزارة الخزانة الأميركية بالسبعمائة مليار دولار وهي الخزانة المُفْلِسة[xiv]؟
أمام الإدارة الأميركية خياران: إمَّ أنْ تَفْرِضَ ضرائب جديدة وإمَّا أنْ تقتَرَضَ المبلغ. مسألة فرض ضرائب جديدة غير واردة، لأسبابٍ شتى يحتاجُ بحثها إلى مقالةٍ أخرى. والخيار الثاني هو الاقتراض... لكن ممَّنْ تقترِضُ الإدارة المُثقَلة بأكثر من تسعة تريليونات دولار من الديون؟ ستبيع مزيداً من السندات الحكومية إنْ وجدَت مَنْ يُجازفُ بعد بشرائها، أو، وهو أسهلُ الطرائق، الاقتراض من كارتل الاحتياط الفيدرالي... من أينَ سيأتي كارتل الاحتياط الفيدرالي بالنقود؟ سيخلِقُها من العدم... أيْ سيطبَعُها... الأمر الذي سيَفْرِضُ مزيداً من الضغط على الدولار، أي سيُخَفِّضُ "القيمة" التي يُمَثِّلُها، أي سيُخَفِّضُ قوَّته الشرائية.
والسؤال الآن: لماذا لم تنهار الثقة بالدولار فتتلاشى القيمة التي يُمَثَِّلُها على الرغم من الكميّات الهائلة من الدولارات التي يطبَعُها والائتمان الذي يُصْدِرُه كارتل الاحتياط الفيدرالي؟
طبعاً لقد تراجعت القيمة التي يُمَثِّلُها الدولار تراجعاً كبيراً منذ إنشاء "كارتل الاحتياط الفيدرالي" عام 1913 إلى يومنا هذا. إنّ دولاراً أميركياً واحداً يشتري عام 2006 من سلعةٍ معيَّنة ما كانت تشتريه خمسة سنتات فقط عام 1913.[xv] إلاّ أنَّ ذلك حدَثَ على مدى سنواتٍ طويلة، أكثر من تسعين عام بقليل.
ما الذي مَكَّنَ الدولار الأميركي من الصمود طيلة هذه المدّة، وبالتحديد طيلة المدَّة التي انقضتْ منذ أنْ أبْطَلَتْ إدارة نيكسون عام 1971 حق الدُوَل باستبدال دولاراتها (إيصالات الأمانة) بالذهب؟ والجواب هو أنَّ الولايات المتّحدة كانت قادرة على "تصدير" نتائج سرقاتها، كانت قادرة على تصدير "التضخَّم النقدي" الذي تسبِّبُهُ إلى البلدان الأخرى، وبخاصَّة عبر سنداتٍ التي تشتريها الدول والمصارف الأجنبية.
إلاّ أنّ المُشتثمرين في سندات الحكومة الأميركية بدؤوا يلمسون أنَّ ما يكسبونه من فائدة على السندات يأكلُه " التضخُّم"، فتضاءلتْ الثقة بتلك السندات ممّا حدى بالحكومة الأميركية إلى إصدار سندات مَحْمِيَّة من التضخم. إلاّ أنّه وعلى الرغم من ذلك يظلَّ المُستثمر خاسراً لأنَّ نسبة "التضخم" الحقيقيَّة أكبر من نسبة "التضخُّم" التي تَحْسُبُها وتُعلنها الحكومة الأميركية (ثلاثة أضعافها تقريباً بين شهر أيلول/سبتمبر 2007 وأيلول/سبتمبر 2008). [xvi]
والسؤال الآن: إلى متى سيظلُّ مُمْكِناً لأميركا أنْ تَسْرقَ العالم عن طريق سرقة "القيمة" التي يُمَثِّلُها النقد الورقي الأميركي "الدولار" (أي عن طريق تخفيض "القوِّة الشرائيّة" للدولار)؟
سيظلُّ ذلك ممكناً إلى أنْ يتوقَّف الناس عن "استيراد" "تَضَخُّمها النقدي". أيْ عندما يبدأُ الناس، دُولاً ومُستثمرين، بفقدان الثقة في الدولار، وبالتالي عندما يفقد الدولار "مكانته" كعملةٍ للمبادلات الدوليّة. لقد بدأت هذه السيرورة منذ أكثر من عقدين من الزمن، أمّا متى تحصل النقلة النوعيَّة، الكارثة، ويدفع الاقتصاد الأميركي، ومعه العالم لأنَّه وَثِقَ بلصوص القيمة، ثمنَ "البَلْطَجة النقديّة" التي كان ذلك الاقتصاد يمارسها ومايزال، في شكل "تَضَخُّمٍ" نقديٍّ هائل، أيْ انهيار للقوَّة الشرائيّة للدولار الأميركي، فهذا ما لا يُمْكِنُ وضع تاريخٍ دقيق له، لكنَّه، في رأيي، على الأغلب مسألة سنواتٍ لايتجاوز عددها عدد أصابع اليد.
ولكيْ يلمس القارئ المعنى العملي لـ"التضخُّم الهائل"، للانهيار المُحتَمَل للقوّة الشرائية للدولار الأميركي، نُذكِّرُ بمثال فريدٍ من التاريخ القريب: ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى. جرى ذلك في المانيا في السنوات التي تلت الحرب العالمية الأولى، بين عامي 1920 و1923. ففي أثناء أربعة سنين من الطباعة المتواصلة لكميات هائلة من الماركات الألمانية صارت القوة الشرائية لتريليون 1000000000000 مارك عام 1923 تعادل القوة الشرائية لمارك ألماني واحد في عام 1914.[xvii] لقد خَلَقتْ الحكومة الألمانية من العَدَم (طَبعتْ) كميَّات هائلة من الماركات ممَّا أدى إلى انخفاض مُريع للقوة الشرائية للمارك، وبمعنى عملي فقد آلت القوة الشرائيَّة للمارك الألماني عام 1923 إلى الصفر[xviii]. وللعلم ففي أكتوبر من العام المذكور(1923) لم تَعُدْ الضرائب التي تجبيها الحكومة الألمانية، وهي المَصْدَر الرئيس لدخل الحكومات، تُشكِّل سوى ثمانية بالألف من عائداتها.

كلمة أخيرة:
"القيمة" لا تُخْلَقْ من العدَم. إنَّها تُصْنَعُ بالجهد والكّد والإبداع. يُمْكِنُ أنْ تجري سرقة القيمة كما يفعلُ الأميركان الآن، (وكل البنوك المركزيّة التي تُصْدِرُ الأوراق النقدية)، لكنَّ تلك القِيَمْ التي تجري سرقتها إنَّما هي قِيَمٌ أوجدتها ساعات وأيام وسنين عملٍ وجهدٍ وكدٍّ مليارات البشر. إنّها أعمار مئات الملايين من الناس المُنتجين يَهْدُرها صُنَّاع القرار السياسي، الأميركان منهم بخاصَّة، في مغامراتهم الناجمة عن عقلٍ مريضٍ بالجشع أو بالعَمَى الإيديولوجي أوكليْهما.
إنَّ مَنْ يُصغي إلى كثيرٍ من "الخبراء! الاستراتيجيين!"[xix] الأميركان وهم يتحدَّثون عن مشكلاتِ بلدهم وبخاصَّة أزمتهم الاقتصادية وورطتهم في "جريمة العصر"، غزو العراق، يستنتجُ بيسر أنَّه إذا كانت تلك هي سويَّة النخبة في المؤسسة السياسيّة الحاكمة، كونغرس وإدارة ومُستشارين معاً، فمن الطبيعي أنَّ تلاقي امبراطوريتهم ذات القوَّة التدميريَّة الهائلة مصير ما سبقها من امبراطوريّات، مع فارقٍ وحيد: سرعة الأُفول.

[i]
- كانت الحكومة الأميركية للمرة الأولى قد أبطَلَتْ بقوة القانون إستبدال الدولار بالذهب للمواطنين الأميركيين عام 1933(وكان عندها كل 20 دولار يعادل أونصة ذهب واحدة)، وأبطلتْ قانونية كل العقود التي اتُّفق فيها على الدفع بالعملة الذهبية. لكن الدولارات المملوكة للمَصارف الأجنبية ظلَّت قابلة للاستبدال بالذهب بواقع أونصة ذهب واحدة مقابل كل 35 خمسة وثلاثين دولار حتى عام 1971. راجع "Empire of Debt" الطبعة الأولى 2006 لمؤلّفيه وليام بونر وأديسون ويغن، صفحة177، وكتاب "The Revolution: A manifest" لمؤلِّفه، عضو الكونغرس الأميركي والخبير الاقتصادي رون بول، الطبعة الأولى 2008، صفحة 140.
[ii] - صرَّحَ نيكسون يومها "إنَّه إذا واصلنا سياسة مبادلة الذهب بالدولار وفق النسبة أونصة ذهب إلى خمسة وثلاثين دولار ففي غضون عامٍ واحد لن يبقى لدى أمريكا أونصة ذهب واحدة." راجع: "The Revolution: A manifesto" الطبعة الأولى 2008، صفحة140.
[iii] - المصدر السابق، صفحة 139. ولمن يرغب بمعرفة تاريخ هذه الكارتل وكيف تمّ إنشاءه و"تمريره" على الشعب الأميركي يمكن مراجعة كتاب: The Creature from Jekyll Island : A Second Look at the Federal Reserve لمؤلّفه: ج. إدوارد غريفن.
[iv] - كان يُمكنُ تعديل "القيمة الأسمية" لعملة دولة معيَّنة بنسبةٍ محدودة إذا حدَثَ "خللٌ جوهريّ في ميزان مدفوعاتها"، وذلك بعد استشارة صندوق النقد الدولي وموافقته.
[v] - ولكي تتمكن الإدارة الأميركية من الوفاء بالتزاماتها عليها أنْ تقترض يومياً 1.86 مليار دولار. في تموز/يوليو من العام الجاري 2008 رفع الكونغرس الأميركي "سقف الدين" المَسموح للحكومة إلى 10.6 تريليون دولار، راجع كتاب أديسون ويغن وكيت إنكونتريرا "I.O.U.S.A" الطبعة الأولى 2008 صفحة 12.
[vi] - في عامي 2005 و2006 كانت محصِّلة المُدَّخرات الشخصية للشعب الأميركي تحت الصفر، وفي العام الماضي 2007 زادت لتصبح 1% تقريباً من الناتج القومي الإجمالي، وللمقارنة فإنَّ النسبة نفسها في الصين تبلغ 40% من الناتج القومي الإجمالي! المصدر السابق صفحة 43.
[vii] - بلغ مجمل ما تنتجه الولايات المتحدة من سلع وخدمات " الناتج المحلي الإجمالي الأميركي" لعام 2007 مايقارب 13.5 ثلاثة عشر ونصف تريليون دولار. مقابلة مع ديفيد ووكر، وهو مُدَقِّق حسابات الحكومة الفيدرالية في عهد كل من الرؤساء ريغان وبوش الأب وكلنتن، راجع: "I.O.U.S.A" الطبعة الأولى 2008 صفحة 19.
[viii] - يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للعالم كلّه، حسب صندوق النقد الدولي 54.58 تريليون دولار، والناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة 13.5 تريليون دولار، وهو أقل من الرُّبع بقليل. راجع المعطيات الإحصائية لصندوق النقد الدولي على الرابط التالي:
http://www.imf.org/external/datamapper/index.php
[ix] - راجع كتاب "I.O.U.S.A" الطبعة الأولى 2008 صفحة 62.
[x] - راجع البيان الصحفي الصادر عن مكتب الاحتياط الفيدرالي على الرابط التالي: http://www.federalreserve.gov/Releases/H6/20060309/h6.txt
[xi] - نمت "الكتلة النقدية" (M3) من 2056.6 مليار دولار في أذار1981 إلى 10336.3 مليار دولار في أذار2006 فهل نمى الاقتصاد الأميركي بنسبة مساوية، بالتأكيد لم يتضاعف الناتج القومي الإجمالي عندهم خمسة مرات. راجع المعطيات الإحصائية لكارتل الإحتياط الفيدرالي على الرابط التالي: http://www.federalreserve.gov/Releases/H6/HIST/h6histc.htm
[xii] - راجع راجع موقع Shadow Convergent Statistics على الرابط التالي: http://www.shadowstats.com/alternate_data/download_m3?mode=text
[xiii] - مقابلة عضوالكونغرس د. "رون بول" مع CNN على الرابط: http://www.youtube.com/watch?v=WorcSQfA1C8
[xiv] - بلغ عجز الموازنة للسنة المالية 2008 رقماً قياسيّاً مقداره 438 مليار دولار. راجع موقع صحيفة "USA Today" على الرابط التالي: http://www.usatoday.com/news/washington/2008-10-07-deficit_N.htm?csp=34
[xv] - راجع كتاب "Empire of Debt" الطبعة الأولى 2006 لمؤلّفيه وليام بونر وأديسون ويغن، صفحة 186.
[xvi] - راجع موقع Shadow Convergent Statistics على الرابط التالي: http://www.shadowstats.com/inflation_calculator?amount1=100&y1=2007&m1=9&y2=2008&m2=9&calc=Find+Out
-[xvii] المصدر: كتاب "Exchange, Prices and production in Hyper-Inflation: Germany,1920-1923" لـ "فريدريك هايِك" الصادر عن جامعة برنستون عام 1930 والذي أعيد نشره عام 1967 عن دار "راسل أند راسل". فصل أول صفحة 4.
[xviii] المصدر السابق نفسه الصفحة الرابعة.
[xix] - هل يمكن للقارئ أنْ يُصَدِّق أنَّ مُعظم أعضاء الكونغرس الأميركي صوَّتوا بالموافقة على مشروع قانون "Patriot Act"، الذي قَرَضَ جزءاً كبيراً ممَّا تبقى للمواطن الأميركي من حرِّيات، من دون أنْ يقرؤوه؟!!!! ذكرَ ذلك القاضي الأميركي الشهير أندرو نابوليتانو في محاضرة له في مؤتمر لأحد "بيوت الخبرة" الأميركية "The Future of Freedom Foundation"، وذكرَ أنّ مشروع القرار يتألف من 315 صفحة وأنّه تمَّ إعطاء أعضاء الكونغرس خمسة عشر دقيقة فقط لقرائته على شبكة إنترانت (وهي شبكة خاصة بالكونغرس)!! ولمن يرغب بمشاهدة المحاضرة مسجّلة يمكنه ذلك على الرابط التالي http://www.youtube.com/watch?v=35yhSifZ5jI&feature=related
وهل يُصدِّق القارئ أنَّ أحد أعضاء "لجنة الخدمات الماليّة في الكونغرس الأميركي" لاتعرف أنَّ الدولار الأميركي هو عملة ورقيَّة لم تعد مدعومةً بالذهب أبداً؟!!! أوردَ ذلك الخبير الإقتصادي وعضو الكونغرس د. "رون بول"، وهو عضو في "لجنة الخدمات المالية للكونغرس" المذكورة، يمكن مشاهدة الحوار على الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=2nSCKt4Cw6k.

عمت عينكم: نحن احسن من صدام خلينة اللطم بالشوارع


جمع من أهالي الشطرة ـ الشطرة المحتلة في العراق
Wednesday 26-11 -2008

بعد زيارة نائب رئيس الجمهورية العراقية عادل عبد المهدي المعروف انتمائه للمجلس الاعلى الاسلامي الى بلدته و مسقط رأسه الناصرية في الشهر الماضي، و خلال اللقاء بالاهالي حصل اعتراض كبير من قبل المواطنين مما ادى الى احراج اهله و عمومته.و كان مجمل الاعتراض هو عبارة عن مطالبة من قبل القرية و القرى المجاورة و ابناء قضاء الشطرة بحقوقهم و كان المتوقع حصوله ترحيبا وتصفيقا و استقبال اعمى .ولكن تفاجئ على حد قول احد مستشاريه بمعارضة ومطالبة الناس هناك و حاول تبرير نقص الخدمات و فقدان حقوق الاخرين بالوضع الامني، و بعد رد احد كبار الحاضرين بأن الناصرية امنة و مطمئنة ومستقرة انزعج الدكتور و قال (( نسيتم صدام منعكم من اللطم و احنه على اقل شيء احسن من صدام خلينة اللطم بالشوارع ))بس اللطم.... نعم ديموقراطية اللطم..و لهذه الدرجة ترى الناس بعين صغيرة و تستخفهم و تستحقرهم و تستصغر شأنهم عندما قلت ذلك، و لهذه الدرجة تتوقع الناس اغبياء ( و حاشاهم من ذلك ) و هل بدون اللطم يموت الشعب جوعا و تنقطع سبل الحياة و العيش ؟؟؟؟!!! ام باللطم تتوفر لقمة العيش الكريم لاهلك الذين ضحوا من اجل صعودك بسيارة كنت لا تحلم بها ، و جلسوك في بيت لم تكن تتصوره يوما في حياتك ، وتسلقك على كرسي لم تكن تراه من قبل ......... انا لله وانا اليه راجعون

الثلاثاء، نوفمبر 25، 2008

( حملة الأبرار لنقض اتفاقية العار )




المقاومة العراقية توحد صفوفها

لقرائة البيان إضغط على أحد الروابط التالي:
http://alboraq.info/showthread.php?p=250639#post250639
http://alboraqforum.info/showthread.php?p=250639#post250639

معركة ب(القنادر) تلغي جلسة القراءة الثانية في البرلمان الديمقراطي العراق


2008-11-19 11:50:54 PM

د.باسمة عبد الحسين الجناحي
في مهزلة جديدة شهدتها قاعة ما يسمى بـ" البرلمان العراقي" حدثت معركة حامية الوطيس تخللتها تبادل بـ" القنادر" و"الجلاليق"!وصاحبتها بعض " الدفرات"! و" البوكسات"! مابين أعضاء البرلمان وتشير الأنباء الواردة من داخل البرلمان ان جلسة يوم الأربعاء التاسع عشر من تشرين ثاني الجاري ان احمد المسعودي الناطق باسم التيار الصدري توجه الى إحدى منصات القاعة وسدد عدة لكمات الى حسن السنيد احد أعضاء حزب الدعوة "ضمن قائمة الائتلاف " ! الامر الذي جعل بـ "هوش...يار زيباري " وزير خارجية حكومة المالكي الذي كان يجلس بجانب السنيد ان يقول للمسعودي "إيا سخيف"! حينها اراد النائب احمد المسعودي ان يسدد" لكمة ديمقراطية صدرية"!الى وجه"هوش...يار زيباري"! وقبل ان يهم بذلك جاءته من الخلف عدة" ركلات"!ولكن" غير ترجيحية"!وبعض"الكفخات"! والضربات الساحقة الماحقة من احد افراد حماية الـ" هوش...يار زيباري"!الذي كان بالقرب من مكان المعركة! صاحبتها بعض الضربات باخمس البندقية التي كان يحملها معه!!
وما ان سقط احمد المسعودي طريحا ارض المعركة ! عفوا" ارض قاعة البرلمان"! حتى خلع اعضاء التيار الصدري أحذيتهم ساندهم في هذا الأمر أعضاء حزب الفضيلة وجزء من جماعة صالح المطلك الذين هبوا للثأر للمسعودي ! وبدأت المناوشات والمناورات بينهم وبين أعضاء كتلة التحالف الكردستاني الذين هربوا من ارض المعركة تحت فوهات بنادق ومسدسات حماية الـ" هوش زيباري" وسط " صيحات"! و" عياط"! رئيس البرلمان ونائبيه التي لم تنفع فما كان منهم إلا مغادرة القاعة بعد ان صارت بـ" القنادر"!
اضغط على الرابط ادناه

الاثنين، نوفمبر 24، 2008

ابنة "جيفارا" تدعوا الى دعم المقاومة العراقية والفلسطينية




شبكة البصرة
كرمت نقابة الصحافيين المصريين ليل الخميس/الجمعة، أليدا ابنة الزعيم الثوري تشي جيفارا بدرع النقابة وسط حشد من الصحافيين والسياسيين والكتاب على هامش زيارتها للقاهرة.
وطالبت جيفارا العالم العربي بالتلاحم وتحقيق الوحدة حتى يصبح أكثر قوة، ودعت في كلمة ألقتها إلى إعادة تفعيل منظمة دول عدم الانحياز واستعادة قوتها وتأثيرها، وشددت على ضرورة التعاون بين دول العالم النامي لرفع مستوى معيشة الإنسان. وقالت "على الدول النامية أن توحد قواها لتقلل من اعتمادها على ما يسمى بدول العالم المتقدم".
وعن مستقبل العالم في ظل صعود "الديمقراطي" باراك أوباما للبيت الأبيض أشارت أليدا إلى أن تغيير الرئيس جورج بوش لا يعني بالضرورة تغير سياسة الولايات المتحدة، لافتة إلى أن السلطة الحقيقية تمتلكها الشركات الكبرى، وهي التي دعمت الحرب على أفغانستان والعراق.
وطالبت بدعم المقاومة العراقية والفلسطينية.
وقالت إنه يجب ألا يقلد الشباب جيفارا ولكن عليهم استيعابه وفهم أفكاره، لأن الظروف والأماكن تتغير، أما المبادئ فلا تتغير، وأضافت أن العالم يحتاج لملايين الشباب مثل جيفارا وهم موجودون فعلا في العراق وفلسطين ولبنان الذي هزم العدوان "الإسرائيلي" في صيف، 2006 وهناك الكثير من الذين يستحقون التقدير لأنهم يرفعون أصواتهم ضد الظلم

الاتفاقية الامنية والهزيمة الامريكية القادمة


شبكة البصرة
محسن خليل
اخيرا وافقت حكومة المالكي على الاتفاقية الامنية بعد عشرة أشهر من المناورات والسجالات المسرحية حاولت من خلالها اعطاء أنطباع للعراقيين أن لديها قدر من الاستقلالية وهامش من الارادة وجر أة على قول (لا ولو صغيرة) لواشنطن. ولأعتبارات مختلفة كانت الادارة الامريكية بحاجة شديدة الى هذا البعد المسرحي بهدف أستخدامه في تفريغ شحنة المعارضة الشعبية المتسعة للحرب داخل الولايات المتحدة، وإلباس الاحتلال ثوبا غير ثوبه الحقيقي لتطمين الشارع الامريكي وتقليل مخاوفه وأقناعه بأن الادارة الامريكية قد أنجزت مهمتها ولم يبق لديها سوى تنظيم سحب قواتها من العراق وتقديم دعم فني لحكومة عراقية منتخبة وإسنادها عند الحاجة ضد أعمال الارهاب.
الجزء البرلماني من المسرحية بدأ منذ أحالة حكومة المالكي الاتفاقية الى البرلمان للمصادقة عليها. ومصادقة البرلمان تمثل بالفعل الجزء البرلماني من المسرحية، لكون هذه المصادقة ستمر بفصول من الصراعات والسجالات والاتهامات بين أعضاء وكتل برلمانية هم ممثَّلون في الحكومة وشركاء معها في صفقة بيع العراق للمحتل،وستأتي موافقتهم على الاتفاقية الامنية بعد أخذ ورَّد وتعليق جلسات ولكنها ستاتي، ولا يجب أن يداخل أحد أي قدر من الشك في أمكانية تعطيل الاتفاقية في البرلمان، لأن مثل هذا الشك يفترض أن هناك برلمان وطني مستقل، والبرلمان الحالي برلمان منشأ تحت الاحتلال..
وستظهر آراء وأصوات هنا وهناك،عراقية وأجنبية تتخوف من عرقلة الاتفاقية في البرلمان أو من إحتمال عدم حصولها على النصاب اللازم لتمريرها، ولكنها مخاوف وتوقعات بعيدة عن الواقع، لأن ما هو مؤكد وغير قابل للتخمين أن الاتفاقية ستمر في البرلمان كما مرت في الحكومة، وبالصيغة التي أرادتها قوات الاحتلال، ووقعتها الحكومة، فهي أتفاقية من طرف واحد من الناحية العملية وليست بين حكومتين، بمعنى أن من حاور وفاوض لها ويناور من أجلها الان ليس طرفين عراقي وأمريكي، وأنما طرف واحد هو الطرف الامريكي، أما الطرف المحسوب على العراق فهو مأمور بأداء دور، وله مساحة يناور فيها لا يتجاوزها، والعبرة ليس فيما يقال ولكن في النتيجة.. والنتيجة أصبحت معروفة وهي ان حكومة المالكي وقعت على نص الاتفاقية الذي ارادته أمريكا وليس فيه مادة واحدة من بين مواده الثلاثين تشير الى أحترام أمريكا لسيادة العراق أو الحفاظ على وحدة أرضه وشعبه أو تقييد حرية التصرف لقوات الاحتلال في العراق.
المناقشة لا يجب ان تنصب على مواد الاتفاقية إلا لتوضيح الحقيقة لمن كانت أعينهم في غطاء عن رؤية واقع الاحتلال، لكن الاهم من توقيع الاتفاقية هو ما يعنيه التوقيع عليها في هذا الوقت، أي بعد خمس سنوات من الاحتلال، وبأصرار شديد من الجانب الامريكي وبموافقة كاملة وغير مشروطة من جانب حكومة المالكي وأحزابها الحاكمة وليس كما قيل ويقال. الم يعلن مسعود بارزاني من واشنطن استعداده لتحويل شمال العراق الى قواعد للقوات الامريكية؟؟ ألم توافق جميع الكتل السياسية دون اعتراض على مذكرة التفاهم الموقعة بين المالكي وبوش في ديسمبر 2007 والتي كانت بمثابة الاطار للأتفاقية الامنية؟؟؟ المعروف أن حكومة الاحتلال واحزابها الحاكمة لا تريد الاتفاقية أصلا، ولا تريد أنسحابا للقوات الامريكية من العراق، وهم الذين كلما أَطلق الامريكان تصريحا يشير الى أحتمالات الانسحاب، رأَيتهم يسارعون الى نصح الادارة الامريكية بأن الانسحاب من العراق خطر على ألامن القومي الامريكي، وانتصارا للأرهاب وهزيمة للديمقراطية... المهم في الاتفاقية هو ما يعنيه توقيعها اليوم، أما موادها فلا أهمية لها طالما ان العراق بلد محتل، فالمعيار ليس ما تقوله مواد الاتفاقية ولكن ماتقرره قوات الاحتلال. ويمكن رصد الملاحظات التالية بشأن الاتفاقية :
1. الاتفاقية أعلان رسمي عن فشل مشروع الاحتلال، وهي نوع من إلتماس الاعذار المسبقة للحظة حرجة تنتظر الجيش الامريكي في العراق وهي لحظة الهزيمة الكاملة. هي لزوم حفظ ماء وجه الاحتلال عندما تجبره المقاومة العراقية على الانسحاب مهزوماً وفي أفق مرئي.

2. وهي أعتراف أمريكي غير مباشر بقوة المقاومة العراقية وصلابتها وأستحالة القضاء عليها أو أضعافها، فالذي فرض على واشنطن تبني خيار الاتفاقية الامنية والتخفي وراءها بدل صيغة الاحتلال المباشر والصريح، هو الضربات التي تلقتها قواتها من المقاومة. ولنعد بالذاكرة قليلاً، ألم تكن ضربات المقاومة السريعة والفورية التي برزت بعد الاحتلال في 2003 هي التي اجبرت إدارة بوش على تغيير أسلوب احتلاله من صيغة الحكم العسكري المباشر برئاسة جي جارنر الى صيغة مجلس الحكم، ثم الى صيغة نقل (السيادة كاملة) الى حكومة أياد علاوي 2004، ثم الى أجراء الانتخابات وتشكيل حكومة الجعفري المؤقتة 2005، ثم أجراء أنتخابات وتشكيل(حكومة وحدة وطنية منتخبة) برئاسة المالكي 2006.. أليست هذه التطورات سببها قوة المقاومة، التي أجبرت المحتل على تغيير أسلوبه وتبني أشكال معدلة بأستمرار في محاولة منه لأقناع الشعب العراقي بأن الاحتلال أنتهى وأن أسباب المقاومة أنتفت؟

3. الاتفاقية لن تغيِّر من واقع المعادلات القائمة على أرض العراق شيءٌ أطلاقاً.ففي أطار هذه المعادلات توجد عدة عوامل سيكون لها حضور في تغيير خارطة الاحداث ورسم تطورات المستقبل في العراق ومنها: قوات الاحتلال،الدور الصهيوني، قوات حكومة المالكي،التدخل الايراني بأدواته العسكرية والامنية والسياسية والدينية،الدور التركي، دول الجوار العربية، العامل الدولي...وبدون أية مبالغة فأن جميع هذه العوامل أصبحت في الواقع العراقي عوامل تابعة، معتمدة في تحركها وأجراءآتها على ما تقرره وتريده وتقدر عليه عوامل أخرى أهمها المقاومة العراقية ورفض الشعب العراقي للأحتلال، أي ان المقاومة العراقية هي العامل الوحيد المستقل الذي له قدرة التأثير على تطور الاحداث والوقائع ورسم صورة مستقبل العراق، أما العوامل الاخرى بما في فيها وجود قوات الاحتلال فهي أصبحت عوامل تابعة تعتمد في حركتها وتكتيكاتها وتغيير أساليبها ومواقفها على ما تقوم به المقاومة الباسلة.

4. الايام القادمة ستشهد تصاعدا كبيرا في أعمال المقاومة، بعد أن زالت الغمامة عن اعين بعض الذين خدعوا بأمكانية ان يستقر العراق ويستقل تحت الاحتلال، وبعد أن تمادى المحتل في ارتكاب جرائمه ضد العراقيين وحوَّل نصف الشعب على الاقل الى شهداء ومهجرين وأرامل ويتامي وعاطلين عن العمل.كما أن المقاومة راكمت خبرة ضخمة في المجال العسكري خلال العام والنصف الماضيين. وعلى حكومة الاحتلال الرابعة وإدارة أُوباما ان تستعدا منذ الان لتقديم اجابات مقنعة للرأي العام حول تطور عمليات المقاومة القادمة، وحاجتهما الى زيادة القوات الامريكية في العراق بدل تقليص أعدادها وسحب بعضها، وأحكام الهيمنة الامريكية على كل مقدرات الحياة ومناحيها في العراق..

5- الذين أدعوا معارضتهم للأتفاقية بحجة أن بعض موادها ماسة بالسيادة العراقية، أين كان هؤلاء من السيادة العراقية يوم وافقوا على دستور أعدته قوات الاحتلال، وعلى نظام سياسي قائم على المحاصصة والفدرالية فرضته قوات الاحتلال وتعهدت الاتفاقية الامنية بحمايته أذا تعرض للتهديد او التغيير.. وبماذا يفسرون أشتراكهم في حكومة تحميها قوات الاحتلال من ضربات المقاومة، بل ومشاركتهم في برلمان يتمتع بحماية قوات الاحتلال... التيار الصدري والفضيلة وجبهة التوافق والجبهة العراقية للحوار الذين كانوا من بين (فرسان الاحتلال وأدواته) منذ 2003 يتولون اليوم الجزء البرلماني من مسرحية رفض الاتفاقية التي سيوافقون عليها وهم صاغرين،لأن الغيور على سيادة العراق ووحدته لا يمكن أن يختصر محنة العراق بمجرد تعديل في هذه المادة أو تلك، وعادة سيكون تعديلا في الصياغة اللغوية دون المضامين والمحتوى.. والغيور على سيادة العراق لا يحمي الاحتلال وعملاء الاحتلال، ولكنه يعرف أن طريق التحرير واضح، وهو حمل البندقية والالتحاق بالمقاومة العراقية والتخلي عن حكومة ونظام منشآن تحت الاحتلال ويستمران بحمايته..

6- أما الملاحظات على بنود الاتفاقية فيمكن أيجازها بعبارة واحدة،وهي أن ما أعطته الاتفاقية لحكومة المالكي من أستقلالية وحرية تصرف بشأن من الشؤون عادت وسحبته من الحكومة في نفس المادة بنص معاكس ب ذريعة الاستثناء. ولهذا تعد الاتفاقية، اتفاقية من طرف واحد وليس من طرفين، طرف واحد هو الطرف الامريكي يقرر كل شيء والطرف الثاني المزعوم مجرد كومبارس لزوم الاخراج.
7- وأخيرا... لا قيمة لهذه الاتفاقية لأنها تبرم تحت الاحتلال وقوات الاحتلال موجودة في العراق بكامل أعدادها ومعداتها، وتبعا لذلك فهي اتفاقية غير شرعية باطلة، لا تلزم سوى من وضعها ووقع عليها والمقاومة العراقية التي ستهزم المحتل ستهزم معه عملاءه وأدواته وأتفاقياته.
صحيفة الموقف العربي
القاهرة 25/11/2008

اتفاقية سوفا: قضّية وطن!


GMT 8:00:00 2008 الجمعة 21 نوفمبر
د سيّار الجميل
(1) سوفا وانقسام العراقيين مرة اخرى



اولا: لماذا تأخرّت سوفا؟ اتفاقية " سوفا "، هكذا اسموا (الاتفاقية العراقية الامريكية) الجديدة التي بقينا ننتظر " نصوصها " لأكثر من تسعة أشهر، عسى تقوم الحكومة العراقية الحالية باستمزاج رأي العراقيين، كل العراقيين، اذ ان من حقهم الطبيعي ان يطلّعوا على ما يمّس ليس أمنهم الذي تحتكره القوات الامريكية.. بل انه يخّص الجميع، ولكن هذا لم يحدث ابدا! لقد فوجئنا قبل يومين بنشر جريدة الصباح العراقية نصوص اتفاقية سوفا، بعد ان وافقت الحكومة العراقية عليها، طالبة من البرلمان العراقي المصادقة عليها، واتمنى على كل برلماني عراقي ان يقرأ نصوص اتفاقية سوفا، وان لم يفهم اي " نص " من نصوصها، فينبغي عليه ان يسأل عما ورد فيها، فهي تقع ضمن القانون الدولي.. ولا ادري لماذا كان هناك كل هذا " التسويف " و " المماطلة " في تأخير هذه " الموافقة " التي جاءت على استحياء، فكل الذين يشاركون في حكم العراق اليوم يشتهون ويستحون.. يريدون ويمانعون.. يترددون ويخافون.. اذا كنتم تريدون مثل هكذا “ اتفاقية “ تراعي المصالح العراقية ـ كما تقولون ـ ، فهل راعيتم استحقاقات العراق ومستقبله بعد هذه التجربة التاريخية المدمرة؟ وهل تريدون القول بأنكم مع معاناة وطن سواء بقي الامريكان في العراق ام خرجوا منه؟ قد تكون هذه " الاتفاقية " قد اكدت مرارا وتكرارا على السيادة العراقية، فهل نكتفي بها، والعراق بلا قوة، ولا اي تطور لا في خدماته ولا في اعادة اعماره على نحو اكثر من خمس سنوات.. واذا كنتم بمخططي مستقبل العراق، فهل انتم مع مصالح وطن؟ اذا كنتم تريدون مستقبل العراق، فهل ناضلتم من اجل مصالح وطن، ومستقبل وطن، واعمار وطن.. ام وافقتم على " سوفا " امنية لعملية سياسية خطيرة مليئة بالاخطاء والاخطار، وجنايات تسكتون في الاعلان عن مرتكبيها.. وكم طالبناكم بتعرية الحقائق التي تعرفونها، ولكنكم دوما تلوذون بالصمت المميت، وكأنكم تقولون اننا نشارك في العرس المجنون.. وفي قتل العراقيين.. وفي سحق العراق. نعم، كانت هناك في العام 2008 تطورات مهمة، ولكن ثمة مخفيات لا يعلم بها الناس.

ثانيا: ردود الفعل ازاء سوفا لم اكتب شيئا حتى هذه اللحظة مع او ضد هذه " الاتفاقية " التي يدلي الجميع بدلوهم فيها ما بين مؤيد لها او معارض ضدها، بين مبتهج بها او شّتام لها.. ولكنني لم اكن قد اطلّعت عليها حتى قبل يومين، وقلت في مناسبات عدة انها ان لم تعمل على تأمين مصالح العراق الوطنية، وبناء قوته، واعادة اعماره، فانها تّصب اساسا في المصالح الامريكية، او على اقل تقدير، انسحاب القوات الامريكية من العراق وتركه يعاني من تداعيات ما افرزته سياسات الولايات المتحدة الامريكية واخطائها التي كانت قد اعترفت بها مرارا وتكرارا، جهارا ونهارا، والعراق بلا قوة، ولا اي نفوذ محلي او اقليمي. انني كنت انتظر نشر نصوصها التي قرأتها قبل يومين فقط منشورة في صحيفة الصباح البغدادية.. وكنت أتأمّل من المسؤولين العراقيين ان لا يحتكروا " النص " بينهم وبين الامريكيين، بل يعرضونه للدراسة ويخضعونه للاستشارة، فما خاب من سأل او استشار.. لقد امتنعتم عن الادلاء بنصوص اتفاقية سوفا حتى عن بقية القوى السياسية التي تشارك في العملية السياسية كما جاء في بيانات بعضهم مؤخرا! كنتم وما زلتم تعلمون بأن أي عراقي منحه الله عقلا راجحا، وفكرا منفتحا، ووطنية حقيقية لا يريد الا الخير والصلاح للعراق الذي عانى منذ خمسين سنة ولم يزل يعاني من كبائر التاريخ وجنايات الجميع بحقه.. وانكم لتدركون ان من يقرأ نصوص سوفا، سوف يضطرب لأمر واحد فقط، انها لم تنص ولو لمرة واحدة على ما سيكسبه العراق منها سواء قبل رحيل القوات الامريكية ام ما بعد الرحيل.. ربما تقولون بأنها مكسب للسيادة العراقية، وانها خلّصت العراق من المجهول ـ كما جاء على لسان السيد رئيس الوزراء في كلمته ـ، وانها ستحمي العملية السياسية ونظام الحكم القائم، ولكنها لن تحمي العراق ابدا، ولن تفتح طريقا سياسيا جديدا للعراقيين ابدا، ولا تتبّنى اي مشروع لاعمار العراق ابدا.. ان الاصداء التي وصلتني حتى الان منذ يومين تقول بأنكم تجاهلتم بعض القوى السياسية المشتركة في عمليتكم السياسية، اذا قلنا بأنكم لم تعيروا اي اهمية للرأي العام العراقي وفئاته الاساسية ونخبه المثقفة.. وانتم بصدد الموافقة على اتفاقية يتحدد فيها مصير العراق والعراقيين.

ثالثا: ليس للعراقيين الا ثوابتهم الخمسة لم أجد اي نص واضح في سوفا التي سيبدأ العمل بها يوم 1 يناير / كانون الثاني 2009، يحدد سيادة العراق، او استقلال العراق، او قوة العراق، او اعمار العراق، او مستقبل العراق.. هذه الثوابت الخمسة التي نادينا بها تحت واجهة (اعادة بناء العراق) منذ العام 2003، عندما سقط النظام السابق وسقط معه كل العراق تحت الاحتلال.. لم أجد في كل نصوص سوفا الا ما يترجم عن مصالح امريكية استراتيجية في قلب الشرق الاوسط.. انا لا ادين الطرف الاخر فقط، فهو الاذكى والاقوى في فرض هيمنته وتمشية مصالحه، ولكنني اقف لأسألكم في مثل هذا ": الموقف " الذي يعّبر عن اتفاقية تحمي المصالح الامريكية وتخرجها من ورطتها بلا اية اثمان وتجعل العراق يعاني من الام مخاض التاريخ الصعب الذي اعترفوا انهم قد ارتكبوا اخطاء لا تغتفر فيه. ان من يقرأ هذه " الاتفاقية " على مهل وبتأمل وتجرد سيجد انه امام " نص " يخدم العملية السياسية ولا يخدم القضية الوطنية.. يخدم الدولة الجديدة والنظام الجديد ولا يخدم المجتمع العراقي ولا حقوقه المستقبلية والحضارية.. اذا كان مصطلح " السيادة " قد تكرر ذكره عدة مرات، فانني لم اقف ابدا على مبدأ " استحقاقات " و" اعادة بناء "! وعليه، فان العراق لا يمكن ان يختزل بنظام سياسي، او عملية سياسية، او دستور غير ناجز.. ان ذلك رهين استخفاف بكل تاريخ العراقي الوطني.. ولا يمكن ان يمرر بسهولة ويسر، وتاريخنا الوطني في العراق يشهد كم سقط على مذبحه الالاف المؤلفة من العراقيين مهما كانت اتجاهاتهم السياسية في سبيل وطن، وقضايا وطن، وسيادة وطن، وتحرير وطن..

رابعا: خازوق البند السابع: تشكيل ارادة عاجلة لقد جادلني البارحة احد الاصدقاء من ساسة العراق الجدد، وكان قبل يوم واحد فقط بين قبولها او رفضها، ولكن ما اعلنت رأيي في سوفا حتى انقلب 180 درجة وبدا لا يتحكم بعواطفه وهو يدافع دفاعا مستميتا عن هذه " الاتفاقية " التي قلت له فيها ان مصالح امريكا فيها اقوى من مصالحنا العراقية، فانتفض وهاج وماج وقال: اعطني البديل.. ماذا يمكن ان نفعله ازاء البند السابع..؟؟ من دون ان يدري ان المصالح الوطنية لا يمكن ان يختزلها شخص واحد، او نظام سياسي واحد، او سلطة معينة بذاتها؟ وان العراق الذي يواجه خازوق البند السابع، لا يمكنه ان يجد نفسه وجها لوجه ازاء اتفاقية سوفا فجأة، ويريدون من الشعب، تشكيل ارادته الوطنية ازاءها خلال ايام، او اسطوانة " ما البديل؟ ". انني واثق تمام الثقة بأن هناك اناس يدافعون او يعارضون من دون ان يقرأوا حرفا واحدا.. وان قرأوا فهم لا يفهمون شيئا. وما صديقي الذي ليس له الا الدفاع بالحق والباطل عن المأساة من دون قراءة الاتفاقية ابدا، وان قرأها، فهو لا يدرك ابعادها ابدا. ان ما يحركه ويحّرك الالاف المؤلفة من امثاله الخوف من ان اي تحّول او تغيّر يطرأ على اوضاع العراق السياسية الحالية. خامسا: ارادة تتشكّل في خضم المأساة انني ادرك لماذا يسكت العشرات، بل المئات من المثقفين والساسة العراقيين على تمرير سوفا، كما سكتوا على مدى خمس سنوات مضت على كل حدث في العراق، وهم يأملون ان منجزا يتلو آخر بعيدا عن نتائج وتداعيات ما يحدث بحق العراق والعراقيين.. العراقيون اليوم ينقسمون انقساما حادا، فهناك من يؤمن بأن " الاتفاقية " ستحفظ وجود العراق ومستقبله، وهناك من يؤمن ايمانا راسخا بأن مجرد وجود جندي واحد على ترابنا الوطني هو انتهاك للسيادة الوطنية.. وان الاثنين يسيران في طريقين مختلفين بعيدا عن اي ارادة شعبية موحدة لم يعد يهمها ما يحدث.. ان الشارع السياسي لا قيمة له ان تحرك فيه الالاف المؤلفة مدفوعين من قوى سياسية معينة.. وما دام هناك عدم اكتراث فلا يمكن ان تجد اية ارادة تتشكّل في خضم المأساة. وعليه، هناك بعض العراقيين يريدون بقاء امريكا في العراق.. سكتوا لأنهم يريدون ابقاء الامر الواقع على ما هو عليه.. سكتوا اليوم ويسكتون، لأنهم رضوا في الاصل بدستور هم يدركون جيدا انه لا يصلح للعراق والعراقيين ابدا.. سكتوا لأنهم لا يعرفون شيئا عن القانون الدستوري وعن القانون الدولي وعن معرفة مشكلات العراق السياسية والاجتماعية القديمة واللاحقة.. سكتوا لأن بعضهم يحلم بتقسيم العراق الى كيانات هزيلة.. هل تنحصر مصالح العراق الاساسية بسيادة مفبركة؟ هل تنحصر بأن يؤخذ رأي المسؤولين العراقيين على تحركات القوات الامريكية هنا او هناك من ارض العراق؟ صاح احد العراقيين وهو يتحدث باسم وطن، قائلا: اين الاستفتاء الشعبي؟ اين الاجماع الوطني؟ من يمنع عن العراق خطر الاجنده الامريكية القادمة؟ من يضمن للعراقيين تجاوزات الولاية القضائية للامريكان داخل العراق ودخولهم وخروجهم بحرية؟ هل طالب الفريق العراقي الامريكان بنتظيف العراق ارضا ومياها من التلوث المسرطن بسبب استخدام اليورانيوم المستنفذ في الحربيين الامريكيتين سنة 1991 و 2003 والتي تهدد مصير ملايين العراقيين الابرياء لا سيما في جنوبنا العراقي ". هذا صوت من ملايين الاصوات التي تدين من يريد السيادة الحكومية على حساب دم العراقيين ومآسيهم وحياتهم التي غدت جحيما في داخل العراق ام من وراء الحدود.

(2) مناقشة بعض بنود الاتفاقية سافا انني اتساءل: اذا كانت القوات الامريكية ستغادر التراب العراقي بعد عام او عامين او ثلاثة اعوام، فلماذا كل هذا التشبث القانوني بالارض والمحطات والاجواء العراقية باسم (المنشآت)؟ لماذا كل هذا الاصرار على مواد قانونية تعطي الحق للامريكيين عسكريين ومدنيين في ان يدخلوا ويخرجوا.. يستوردوا ويصدروا.. يقرروا وينفذّوا بمعزل عن العراق والعراقيين؟ ما هذا الثقل الكبير لنصوص تبيح للقوات الامريكية استخدام العراق بلا رقيب او حسيب؟


اولا: لماذا الاستثناء؟1/ المادة الثالثة: القوانين اكثر من خمس سنوات مرت على كل ما حدث ونأتي اليوم لنقول: " يلتزم أفراد قوات الولايات المتحدة وأفراد العنصر المدني بواجب احترام القوانين والأعراف والتقاليد والعادات العراقية، عند القيام بعمليات عسكرية بموجب هذا الاتفاق "! وهل تفسروا لي ما القصد من النص: " باستثناء أفراد قوات الولايات المتحدة و أفراد العنصر المدني لا يجوز لقوات الولايات الأميركية نقل أي شخص دخولاً الى العراق أو خروجاً منه.... إلا طبقا للقوانين والتعليمات العراقية النافذة بما فيها أي ترتيبات تنفيذية قد توافق عليها الحكومة العراقية "؟؟ لماذا الاستثناء اولا؟ ولماذا لا يجوز ثانيا؟ لماذا قد توافق عليها الحكومة العراقية؟

ثانيا: بقاء القوة الامريكية 2/ المادة الرابعة: المهماتيقول النص: " تطلب حكومة العراق المساعدة المؤقتة من قوات الولايات المتحدة لمساندتها في جهودها من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في العراق، بما في ذلك التعاون في القيام بعمليات ضد تنظيم القاعدة والمجموعات الإرهابية الأخرى والجماعات الخارجة عن القانون وبقايا النظام السابق.ويتابع النص حول التنسيق بين الطرفين. وهذا ما جرى ويجري حتى اليوم وسيبقى.. بمعنى ان الحكومة العراقية لا تستطيع البقاء من دون مساعدة امريكية ضد من اسمتهم: " القاعدة والارهابيون والخارجون عن القانون وانصار النظام السابق.. " اي بمعنى: استمرار بقاء العراق ساحة حرب مع الوجود الامريكي! وكان على الجانب العراقي ان يوّضح للعالم في نص الاتفاقية من هم الارهابيون في العراق؟ ومن هم الخارجون عن القانون؟ واذا كان هناك انصار للنظام السابق، وليس له جرم مشهود فهل يعد من القتلة والارهابيين؟ انكم بهذا التعميم تخسرون! ثم الم يكن هناك من خرج على القانون من اشترك معكم في العملية السياسية وكانت له مليشياته وفرق موته وجماعاته وحتى اولاده من القتلة والمجرمين؟ ثم هل يعد كل من يخالفكم سياسيا هو في عداد الارهابيين والخارجين على القانون؟ لقد فتحت الولايات المتحدة قنوات اتصال مع عدة اطراف مناوئة لكم قبل الاتفاقية، فهل ستبقى مكتوفة الايدي ازاء اطراف اخرى مناوئة لكم في ان تعقد صفقات معها، اذ لا يوجد نص يمنع امريكا من ذلك في اتفاقية سوفا.

ثالثا: لجنة عسكرية عليا ولجنة وزارية مشتركة ويتابع النص: " وتشرف على تنسيق كل تلك العمليات العسكرية اللجنة المشتركة لتنسيق العمليات العسكرية(JMOCC) التي يتم تشكيلها بموجب هذا الاتفاق. وتُحال إلى اللجنة الوزارية المشتركة القضايا المتعلقة بالعمليات العسكرية المقترحة التي يتعذر على اللجنة المشتركة لتنسيق العمليات العسكرية البت بها ". بمعنى انبثاق لجنة تنسيق للعمليات العسكرية (JMOCC) تشرف على كل تلك العمليات العسكرية، وثمة لجنة وزارية مشتركة اعلى من اللجنة العسكرية تبت بالعمليات العسكرية.وتعطي سوفا دورا كبيرا لكل من اللجنتين المذكورتين لتسيير شؤون التحالف بين العراق والولايات المتحدة الامريكية.. ولكن الى اي أمد زمني؟ لم يذكر ذلك! ان هذه اللجنة هي التي ستحكم العراق باسم المشتركة!

رابعا: قوانين العراق واعرافه ويتابع النص: " تنفذ جميع تلك العمليات مع وجوب الاحترام الكامل للدستور العراقي والقوانين العراقية، ويكون تنفيذ هذه العمليات دون تجاوز لسيادة العراق ومصالحه الوطنية، حسبما تحددها الحكومة العراقية. إنّ من واجب قوات الولايات المتحدة احترام قوانين العراق وأعرافه وتقاليده والقانون الدولي النافذ ". طيب، لماذا لم يحصل ذلك في ما سبق؟ الا يمكن ان تسأل الولايات المتحدة عن تجاوزاتها بحق التقاليد والاعراف والقوانين العراقية في كل ما فعلته بالعراق على مدى خمس سنوات ونصف؟ وسواء التزمت ام لم تلتزم، فما حكم العراق على الولايات المتحدة وقواتها منتشرة في ارضه.. وسواء منحها العراق حق استخدام الاجواء ام لم يمنحها، فالقوة الجوية الامريكية قد احتكرت سماء العراق لها وحدها.

خامسا: الجيش العراقي وتسليحهنتابع النص: يواصل الطرفان جهودهما للتعاون من أجل تعزيز قدرات العراق الأمنية، وفقاً لما قد يتفقان عليه، بما في ذلك التدريب والتجهيز والإسناد والإمداد وبناء وتحديث المنظومات اللوجستية بما في ذلك النقل والإيواء والتموين للقوات الأمنية العراقية. هناك نقطتان اساسيتان اولاهما بخصوص تنفيذ عمليات عسكرية تستوجب احترام الدستور والقوانين العراقية وان تنفيذها لا يمكن ان يتجاوز سيادة العراق ومصالحه الوطنية التي تحددها الحكومة العراقية! أسأل: هل المصالح الوطنية تحددها الحكومة العراقية فقط، ام الاعتراف نصا بكل فئات الشعب العراقي وقواه الوطنية السياسية والثقافية؟؟ ثانيهما: هل تقتصر قدرات العراق الامنية على ما ذكر فقط من تدريب وتجهيز واسناد وامداد وتحديث المنظومات اللوجستية ونقل وايواء وتموين.. ولكن غابت مسألة تسليح الجيش العراقي والشرطة العراقية بأحدث الاسلحة وآخر ما وصلته اليه التكنولوجيا المعاصرة. ان التسليح من اهم بنود اي اتفاق بين طرفين متحالفين كالذي نشهده في بنود اتفاقات وتحالفات استراتيجية دولية. اين هو التسليح الثقيل للجيش العراقي وقواته البرية والبحرية والجوية في نص الاتفاقية؟ مقارنة باتفاقية ميثاق بغداد عام 1955، فان الولايات المتحدة نفذّت بندا يخص تسليح الجيش العراقي باحدث الاسلحة مجانا باصرار من نوري السعيد وقت ذاك.

سادسا: هل من قواعد عسكرية؟ اذا لم يقر نص الاتفاقية مسألة اتخاذ قواعد عسكرية في العراق، فما الذي يقصده النص التالي: " عند انسحابها، تعيد قوات الولايات المتحدة إلى الحكومة العراقية كامل المنشآت والمساحات المخصصة لاستخدام قوات الولايات المتحدة المقاتلة وفق قائمتين. يتم تسليم القائمة الأولى من المنشآت المتفق عليها فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ. وتسلم القائمة الثانية في فترة أقصاها 30 حزيران 2009 موعد انسحاب القوات المقاتلة من المدن والقصبات والقرى. وللحكومة العراقية الموافقة على السماح لقوات الولايات المتحدة استخدام بعض المنشآت الضرورية لأغراض هذا الاتفاق عند الانسحاب. ماذا يقصد بالمنشآت الضرورية لاغراض هذا الاتفاق عند الانسحاب؟ قد تكون قواعد او قد تكون محطات انذار او كل ما يتصل بمنشآت ضرورية!

سابعا: لماذا ملكية الولايات المتحدة لما تمّ الحصول عليه داخل الاراضي العراقية؟ جاء في نص المادة الخامسة ايضا : " تحتفظ قوات الولايات المتحدة والمتعاقدون مع الولايات المتحدة بملكية كل المعدات والمواد والإمدادات والإنشاءات المنقولة والممتلكات الأخرى المنقولة المستوردة إلى العراق أو التي تم الحصول عليها داخل أراضي العراق بصورة مشروعة وذات صلة بهذا الاتفاق ". اننا نفهم ونتفهم احتفاظ القوات الامريكية ومن تعاقد معها بملكية موادها المنقولة والمستوردة الى العراق (ولا ندري حتى تلك التي استوردها العراق بامواله)، ولكنني اتساءل: عن تلك التي تم الحصول عليها داخل اراضي العراق؟ ولماذا اصبحت بصورة مشروعة وذات صلة بهذا الاتفاق؟ انني اتساءل: اين اصبحت اليوم تلك الاموال التي عثر عليها في قصور النظام السابق؟ والمجوهرات واكداس الذهب التي راجت في وسائل الاعلام العالمية والتي عرضها الامريكيون انفسهم؟ واين مصير ملايين الوثائق العراقية المهمة؟ اذا كانت القوات الامريكية قد عثرت عليها داخل العراق، فبأي حق مشروع تمتلكها؟ انها محترزات عراقية ينبغي ان تبقى بايدي العراقيين.

ثامنا: ماذا يمكن للعراق تصديره للولايات المتحدة من بضائع؟ جاء في الفقرة 15، النص التالي: " ولا يخضع تصدير البضائع العراقية من قبل قوات الولايات المتحدة والمتعاقدين معها لأي تفتيش أو أية قيود عدا متطلبات الإجازة. وتعمل اللجنة المشتركة مع وزارة التجارة العراقية وفقاً للقانون العراقي لتسهيل توفير متطلبات الحصول على الإجازة لغرض قيام قوات الولايات المتحدة بتصدير البضائع التي اشترتها في العراق لأغراض هذا الاتفاق. وللعراق الحق بطلب مراجعة أي من المسائل الناجمة عن تطبيق هذه الفقرة. و يتشاور الطرفان فوراً في هذه الحالات من خلال اللجنة المشتركة أو، إذا دعت الحاجة، من خلال اللجنة الوزارية المشتركة ". ما علاقة قوات الولايات المتحدة بتصدير البضائع العراقية؟ واي نوع من البضائع العراقية يمكن تصديرها ؟ هل هو الدبس العراقي ام الراشي ام النفط العراقي؟ من هم المتعاقدون مع تلك القوات؟ ولماذا لا تخضع للتفتيش؟ ولا الى اية قيود؟ مجرد اسئلة مثيرة لنص اجده غريبا كامل الغرابة في اتفاقية امنية!

تاسعا: الطرفان المتعاقدان: من دّمر الاخر؟ جاء في الفقرة 21 (المطالبات) النص التالي: " باستثناء المطالبات الناشئة عن العقود، يتنازل الطرفان عن حق مطالبة الطرف الآخر بالتعويض عن أي ضرر أو خسارة أو تدمير يلحق بممتلكات القوات المسلحة أو العنصر المدني لأي من الطرفين أو المطالبة بتعويض عن إصابات أو وفيات قد تحدث لأفراد القوات المسلحة والعنصر المدني والناجمة عن تأديتهم واجباتهم الرسمية في العراق. على سلطات قوات الولايات المتحدة أن تدفع تعويضاً عادلاً ومعقولاً لتسوية مطالبات استحقاقية لأي طرف ثالث، التي تنشأ عن أفعال قام بها أفراد قوات الولايات المتحدة وأفراد العنصر المدني أو نتيجة تقصيرهم أو إهمالهم، أثناء تأديتهم لواجباتهم الرسمية، أو تكون متصلة بالأنشطة غير القتالية لقوات الولايات المتحدة. ويجوز لسلطات قوات الولايات المتحدة تسوية المطالبات الاستحقاقية غير الناشئة عن تأدية الواجبات الرسمية على وجه السرعة وفقاً لقوانين ولوائح الولايات المتحدة. وعند تسوية المطالبات تضع سلطات قوات الولايات المتحدة بعين الاعتبار أي تقرير عن تحقيق أو رأي تصدره السلطات العراقية بشأن المسؤولية أو حجم الأضرار." اننا نسأل: من تضرر اكثر من جراء الحرب في مؤسساته وممتلكاته وعدد ضحاياه.. واسلحته وعتاده وانسحاق بنيته التحتية وتشرذم بنيته الفوقية .. الخ من الطرفين؟ هل العراق ام الولايات المتحدة الامريكية؟ من سحق العراق عند تحرير الكويت عام 1991؟ من ضرب بغداد بالصواريخ عام 1998؟ من احتل العراق اثر سقوط النظام السابق عام 2003؟ من فتح ابواب العراق على مصراعيها امام كل الدخلاء؟ من وعد بتأدية استحقاقات العراق بعد ان تضع الحرب اوزارها؟ من قال بمشروع اعادة بناء العراق؟ اسوة بكل البلاد التي تسحقها الجيوش المنتصرة؟ وعليه، لماذا يتنازل الطرفان عن حق مطالبة الطرف الاخر بالتعويض عن الاضرار الجسيمة؟ وهل الحق العراقيون اية اضرار جسيمة بالولايات المتحدة الامريكية ام حدث العكس؟ هنا اسأل كل العراقيين: اليس من حقنا المشروع ان ننادي بحقوقنا المشروعة؟ هل من العقل ان نتنازل عما لحق بالعراق من خسائر واضرار لم تحدث لأي شعب من الشعوب على وجه الارض؟
عاشرا: طبيعة العلاقات الاقتصادية والثقافية لم تنصّ الاتفاقية سوفا على اي مشروع تنموي وبنيوي يأخذ بيد العراق الى حالة افضل.. ولم تقدّم الولايات المتحدة اي اعتراف بتدمير البنية التحتية والبنية الفوقية العراقية، ولم تقدم اي شيئ للعراق. لقد وردت عبارات شكلية مجردة من التأكيد على اداء الفعل في هذه الاتفاقية ، ومنها: " دعم وتعزيز جهود العراق من أجل بناء.. "! " دعم جهود العراق من أجل تدريب.. "، او " إقامة حوار حول القضايا الخاصة بالسياسات الصحية.. او " تشجيع الاستثمار العراقي.. "..الخ ان عبارات كهذه لا يمكن اعتمادها في القانون الدولي، كونها تفّسر من قبل كل حكومة بمعنى معّين.. وكان لابد من مشروعات قاطعة ترّد للعراق حقوقه المسحوقة، وتعيد للعراقيين استحقاقاتهم التي ذهبت كما يبدو ادراج الرياح!

وأخيرا: ما عمر اتفاقية سوفا؟تقول نهايات النص: " تدخل هذه الاتفاقية حيز التنفيذ في الأول من كانون الثاني 2009، بعد تبادل المذكرات الدبلوماسية المؤيدة لاكتمال الإجراءات اللازمة من الطرفين لتنفيذ هذه الاتفاقية بموجب الإجراءات الدستورية ذات الصلة النافذة في كلا البلدين. تظل هذه الاتفاقية سارية المفعول ما لم يقدّم أي من الطرفين إخطارا خطيا للطرف الآخر بنيته على إنهاء العمل بهذه الاتفاقية. ويسري مفعول الإنهاء بعد عام واحد من تاريخ مثل هذا الإخطار. يجوز تعديل هذه الاتفاقية بموافقة الطرفين خطيا ووفق الإجراءات الدستورية النافذة في البلدين.لا احد يعرف او يحدد عمر هذه الاتفاقية العراقية ـ الامريكية التي ستبدأ مع اليوم الاول من العام 2009، وانها لم تربط نفسها بخروج القوات الامريكية او بقائها.. وانها غير واضحة المعالم في ما يخص الوجود الامريكي، وخصوصا من الناحية الاستراتيجية. ان بعض نصوص الاتفاقية تمنحنا الانطباع ان الولايات المتحدة تريد حفظ ماء الوجه، ولكن نصوصا اخرى تمنحنا التفكير، وبشكل واضح، ان الاتفاقية هي جزء من استراتيجية امريكية بعيدة المدى. ان العراقيين بانقسامهم ازاء سوفا قد اضروا بمصلحتهم الوطنية العليا.. كان عليهم ان يكونوا صوتا واحدا ينبعث في الدفاع عن قضية وطنية من دون التشرذم والتردد باعتبارها قضية سياسية.. دعونا ننتظر ما سينجلي من احداث وتداعيات في قابل الايام.

www.sayyaraljamil.com

حرب الحرية والعدالة الكردستاني يهدد مسعود البارزاني بفتح ملفات الخيانة في كوردستان




بتاريخ : الأربعاء 19-11-2008 10:36 ?EC?C

الحرية ــ خاص : حذرّ حزب الحرية والعدالة الكوردستاني من الفتنة التي يقودها رئيس إقليم كوردستان مسعود البارزاني وقال في بيان اصدره المكتب السياسي للحزب وتلقت وكالة ( اخبار الحرية ) نسخة منه انالمنحى الخطير والنفق المظلم الذي دخله رئيس إقليم كوردستان المحتل ، ينذر بتحولات دراماتيكية على الساحة الكوردية تسهم في توسيع رقعة الخلاف الكوردي – الكوردي مما سينعكس بالتالي على المسار الوطني للعراق الذي يضم بين جناحيه العرب والكورد منذ آلاف السنين .وأضاف إن المتابع لمجريات ما يطغى على السطح السياسي العراقي حالياً ، يجد أن التصريحات الرنانة وغير المسؤولة التي يطلقها رئيس الإقليم ، تأتي في غير أوقاتها ، بل إن إثارتها غير مبررة من الأساس في ضوء حقائق التاريخ وان تقليب صفحات الماضي لا يخدم قضية الكورد ، بل يُوسع الجرح الغائر , كما ان نعت من كان يدافع في الماضي عن حدود العراق وأمن كوردستان من الطامعين العابرين من خلف الحدود بعبارات (الخيانة وعدم الوطنية) دلالة على إفلاس سياسي .. فالشعب الكوردي يعرف ويفرق بين من دافع عنه وقت الشدائد وبين من يتاجر باسمه لجني الجاه والثروات والتسلط . وأكد حزب الحرية والعدالة الكوردستاني :أن العشائر الكوردية التي وقفت بشيوخها وفرسانها وشبابها، وقفة المجد بوجه موجات الشر الآتية من ايران استحقت حب ومؤازرة الشعب الكوردي ، في وقت كان فيه عملاء الأمس ومنظرو الاحتلال الأجنبي ، يجوبون العواصم متنعمين بعيش رغيد ، مغمسين رغيفهم في صحون الذل ، بائعين ثروات الأجداد في سوق السياسة بثمن بخس لا يساوي قطرة دم من شهيد كوردي . وشدد البيان على أن من وصفهم رئيس إقليم كوردستان المحتل ، في حديثه الأخير لقناة الحرة ، بالخونة والمجرمين هم في الحقيقة من صفوة أبناء الشعب الكوردي وأن حديثه المرتبك أثار استياء كل الشرفاء في العالم وحتى المقربين من دست الحكم البارزاني , كما عبر بذلك الناطقون باسم كتلة التحالف الكوردستاني بمجلس النواب يوم الثلاثاء الماضي ، حيث استهجنوا ولأول مرة العبارات غير اللائقة التي رددها مسعود ضد المناضلين الكورد. وهدد بيان المكتب السياسي للحزب بفتح ملفات الخيانة قائلا : لقد تناسى رئيس الإقليم المحتل أن للمراقبين السياسيين أذاناً وعيوناً وذاكرة .. وأنهم على استعداد لفتح ملف الخيانة الذي يقف على رأسه من يكيل التهم الآن للكورد الشرفاء .. فهذا الملف يزكم الأنوف , فأوجه الخيانة فيه لا تقتصر على طرف دون أخر ، وان أضابير الماضي موجودة على رفوف أجهزة المخابرات في العديد من دول العالم.وكشف حزب الحرية والعدالة الكوردستاني أن رئيس الإقليم المحتل يجر شعبنا الكوردي الى صراع كوردي–كوردي من جديد من خلال التمييز بين هذا المكون او تلك العشيرة وبين الآخرين الذين لا يملكون من الماضي النضالي عدا الاسم فقط .

أمريكا الغازية تطالب العراق الضحية بتعويضات فلكيّة


شبكة البصرة
بقلم الدكتورعبد الواحد الجصاني
أولا : المقدمة
يعرف أهل الأرض الوجه القبيح لإمريكا المتمثل بحروبها العدوانية وجرائمها ضد الإنسانية وغطرستها وإعتبار نفسها دولة فوق القانون الدولي. ولكن الوجه الأكثر قبحا لأمريكا، غير المعروف للكثيرين، وهو أنها تسخدم قانونها المحلي لفرض تعويضات على الدول الأخرى خلافا لمباديء القانون الدولي. إن إمريكا (ملهمة الحرية والديمقراطية) تستخدم أكثر الوسائل خسة ودناءة، وبما يخجل منه قطاع الطرق والقراصنة، لترتيب التزامات باطلة لها على الآخرين.

أمريكا سمحت لمواطنيها بمقاضاة أشخاص أو مؤسسات دول أجنبية في المحاكم الأمريكية، وسمحت لمحاكمها أن تصدر أحكاما بالتعويضات، وأن تقوم الحكومة الأمريكية بإستيفاء هذه التعويضات من اموال الدول الموجودة في المصارف الأمريكية أو في البنوك الدولية. كما وسنّت الولايات المتحدة عام 1996 قانونا يحق بموجبه للجنود الأمريكان مقاضاة حكومات الدول التي وضعتها الخارجية الأمريكية في قائمة الدول الإرهابية، والعراق من بينها، على الضرر الذي يصيبهم نتيجة مشاركتهم في أعمال عسكرية هذه الدول.

ومن أجل إطلاع شعب العراق، والإنسانية جمعاء، على فجور وسفالة ولا أخلاقية النظام القضائي والنظام السياسي الأمريكي نشير الى قيام أمريكا بإبلاغ الحكومة العراقية المنشأة في ظل الإحتلال بإن العراق مدين لها بمبلغ تريليون دولار منع إستيفائها الفيتو الذي وضعه الرئيس بوش يوم 28/12/2007على قرار الكونغرس بإستيفاء هذه التعويضات من أموال العراق الموجودة في المصارف الأمريكية، وإذا لم توقع حكومة المنطقة الخضراء على الإتفاقية الأمنية فإن أموال العراق في المصارف الأمريكية معرضة للإستيلاء عليها وإن صادرات النفط العراقية هي الأخرى معرضة للإستيلاء عليها كتعويضات لمؤسسات وأفراد أمريكيين حكمت المحاكم الأمريكية لصالحهم.
وجدير بالذكر ان أمريكا سبق وأن إستخدمت الأموال العراقية المجمدة في مصارفها بموجب قرار مجلس الأمن 661 (1990) ومبلغها ملياري دولار تقريبا لتعويض بعض مطالبات المواطنين الأمريكان ضد العراق، وأرسلت المتبقي منها الى بريمر لإستخدامها في (إعادة إعمار) العراق، وأن للعراق حاليا خمسين مليار دولار تقريبا ناتجة عن مبيعات النفط منذ الإحتلال مودعة في المصرف الفيدرالي الأمريكي بإسم صندوق تنمية العراق، وهدد الأمريكان بالإستيلاء عليها وعلى عائدات تصدير النفط العراقي التالية. علما بإن مبلغ تريليون دولار، أي ألف مليار دولار، الذي تطالب به أمريكا يعادل قيمة صادرات نفط العراق بالكمية والسعر الحاليين (مليوني برميل في اليوم بسعر خمسين دولارا للبرميل) لثلاثين سنة قادمة.
وبدلا من رفض هذا الإبتزاز والقرصنة وكشف الحقائق أمام شعب العراق والعالم مامأاا، إستخدم ممثلو الحكومة المنشأة في ظل الإحتلال هذا التهديد لتبرير موافقتهم على الإتفاقية الأمنية. فقد صرح مسعود البارزاني البارزاني يوم 12/11/2008 قائلا (ستوفر الإتفاقية الأمنية حماية كبيرة لأموال العراق المودعة في المصارف العالمية من المطالبات بالتعويضات التي وصلت إلى تريليون دولار). كما قال جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة يوم 7/11/2008 الآتي (التعويضات المطالبة بها الحكومة العراقية والشعب العراقي تقرب من ترليون دولار يعني الف مليار دولار).كذلك أشار المالكي في مؤتمره الصحفي يوم 21/11/2008 الى جسامة التعويضات المفروضة على العراق، وأهمية الحماية التي توفرها الإتفاقية الأمنية لأموال العراق.

ومعلوم أن التعويضات التي تطالب بها الولايات المتحدة لا علاقة لها بالتعويضات الخاصة بحرب الكويت والتي لها آلية محددة وتستقطع حاليا 5% من واردات النفط العراقي. وأمريكا لم تقدم مطالباتها الى لجنة التعويضات التابعة للأمم المتحدة لإن معاييرها في التعويضات تختلف عن المعايير الدولية، رغم عدم إنصاف المعايير الدولية أصلا.

ثانيا : نماذج من مطالبات التعويضات الأمريكية على العراق
لتوضيح مدى لا شرعية ولا قانونية ولا أخلاقية التعويضات التي فرضتها أمريكا على العراق ندرج في أدناه نماذج منها :
1– حكمت محكمة أمريكية للمواطنين الأمريكيين وليام بارلون وديفيد داليبرتي بتعويض قدره 150 مليون دولار. وقصتهما أنهما دخلا العراق بصورة غير مشروعة فجريوم 13/3/1995 والقت دوريات السواحل العراقية القبض عليهما قرب أم قصر. وقد اثار دخولهما العراق بصورة غير مشروعة شكوكا عالية في نواياهما خاصة وأن الحدود الكويتية – العراقية مغلقة وهناك منطقة منزوعة السلاح بين البلدين تحرسها قوات الأمم المتحدة (اليونيكوم) وأن دولتهما تمارس العدوان على العراق حيث تنطلق طائراتها بشكل يومي من الكويت لقصف المواقع العراقية ضمن ما سميت بمنطقة حظر الطيران. ومما زاد الشكوك في أمرهما أنهما يعملان في شركة للإتصالات الفضائية مقرها قريب من الحدود العراقية الكويتية، وهي متعاقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية.
وبتاريخ 25/3/1995 حوكم الإثنان في محكمة جنايات الكرادة وحكم عليهما بالسجن ثماني سنوات وفق المادة 24/1 من قانون الإقامة، وبحضور رئيس قسم شعبة رعاية المصالح الأمريكية في بغداد والقنصل. ثم اودعا في سجن ابو غريب وسمح لعائلتهما ولرئيس شعبة رعاية المصالح الأمريكية بزيارتهما بشكل دوري، وأيضا زارهما مراسل وكالة الأخبار سي أن أن. وتأكدوا من أن السجينين يحظيان برعاية طبية.
توسطت الإدارة الأمريكية والرئيس كلنتون شخصيا للعفو عنهما. وزار ممثل الرئيس كلنتون وصديقه الشخصي عضو الكونغرس آنذاك بيل ريتشاردسون بغداد والتقى بالرئيس صدام حسين يوم 16/7/1995، وإصدر الرئيس صدام حسين عفوا رئاسيا عنهما وغادرا العراق مع السيد ريتشاردسون.
وحال وصولهما الى الولايات المتحدة قدما شكوى الى إحدى المحاكم الأمريكية إدعيا فيها أن العراق إحتجزهما لمدة 126 يوما بغير وجه حق وطالبا بتعويض قدره 150 مليون دولار، وحصلا على حكم من المحكمة بالتعويض.

2- قدم 17 طيارا أمريكيا أسقطت طائراتهم المقاتلة فوق العراق خلال العدوان الأمريكي على العراق عام 1991 دعوى تتهم حكومة العراق بسوء معاملتهم خلال أسرها لهم (الذي لم يتجاوز خمس واربعون يوما) وحكمت محكمة أمريكية لهم بتعويض قدره 959 مليون دولار.

3 – حصل طفل أمريكي على تعويض قدره خمسون مليون دولار لإن الرئيس صدام حسين مسح على رأسه خلال زيارته لمقر إقامة الأسرة في أحد المنشآت الصناعية العراقية عام 1990.وقد أشار جلال الدين الصغير في خطبته يوم 17/11/2008 الى هذا التعويض بقوله (بعض المطالبات فيها ما يضحك الثكلى، احدى الدعاوى المشكلة ضد الحكومة العراقية طفل امريكي التقى بصدام في يوم من الايام او صدام رآهم بطريقة او باخرى ووضع يده على راس الطفل الامريكي ويقول الطفل إن ذلك أوجد عندي حالة رعب ومنذ ذلك اليوم انا اعيش حالة الرعب تعالوا ادفعوا لي تعويض خمسين مليون دولار).

4- شركة امريكية صدرت للعراق افرانا صغيرة تستخدم في صناعة الأطراف الصناعية، ثم إدعت أن العراق إستخدم هذه الأفران لتصنيع الأسلحة النووية خلافا للعقد، وإستندت الى تقرير لمفتشي الأسلحة في العراق يشير الى وجود احد هذه الأفران في منشاة صناعية عراقية. وإدعى صاحب الشركة أن هذا الأمر أضر بسمعة شركته وطالب بخمسين مليون دولار تعويض وحكمت له المحكمة الأمريكية بذلك.

هذه نماذج فقط لطلبات التعويض الأمريكية التي تستند الى حجج كاذبة وتطالب بتعويضات غير منطقية وتقر عبر آليات تخالف القانون الدولي. وكمثال صارخ آخرعلى الحجج الكاذبة التي يستند اليها النظام القضائي الأمريكي، فإن ذوي ضحايا 1400 شخص قتلوا في برج التجارة العالمي في نيويورك تقدموا بدعوى ضد حكومة العراق لمسؤوليتها المشتركة مع بن لادن عن أحداث الحادي عشر من ايلول 2001 وطالب المشتكون بتعويضات تزيد على تريليون دولار. وتضمنت الدعوى وثائق (تثبت) تآمر حكومة العراق مع بن لادن لتنفيذ الهجوم. وقال محامي الضحايا إن الوثائق التي قدمها تتضمن أخبار ومقالات منشورة في الصحافة العراقية وأهمها مقال للصحفي نعيم عبد مهلهل في جريدة الناصرية التي تصدر في مدينة الناصرية يتحدث فيه عن إحتمال قيام بن لادن بهجمات ضد أهداف أمريكية (أنظر تصريحات المحامي الأمريكي جيم كرينلار في شبكة الأخبار CBS ليوم 5/9/2002). وكاد القضاء الأمريكي أن يحكم للمشتكين بالتعويض لولا ظهور الحقيقة الناصعة بإن حكومة العراق الوطنية لم تكن لها أية علاقة بالقاعدة ولا بإبن لادن.

ثالثا : موقف الحكومة المنشأة في ظل الإحتلال من المطالبات الأمريكية
1 – الحكومة المنشأة في ظل الإحتلال لا تريد ولا تستطيع الرد على النهب والقرصنة الأمريكية بما يحفظ حقوق شعب العراق، فهذه الحكومة التي قبلت بالإحتلال وكافأته بالإتفاقية الأمنية لا تهتم بمصالح شعب العراق. إن عبد العزيز الحكيم رئيس أكبر كتلة برلمانية فيها كان من اوائل المفرطين بحقوق شعب العراق لصالح إيران عندما صرح في مؤتمر صحفي عقده في لندن مساء يوم 17/12/2003 مع جاك سترو وزير الخارجية البريطاني بقوله (ايران تستحق تعويضات تعويضات تبلغ 100 مليار دولار عن الحرب العراقية الايرانية حسبما قررت الامم المتحدة. ولا بد من الوفاء بها (.

2 - وتأكيدا لهذه الحقيقة، فقد كان رد حكومة المالكي على تهديد حكومة بوش برفع الفيتو عن قرار الكونغرس والإستيلاء على اموال العراق لتعويض المواطنين الأمريكان هو إدعاؤه السعي لتوكيل شركات محاماة أمريكية لدراسة ملفات طلبات التعويض من أجل تمييز هذه الأحكام بقصد تخفيف مبالغها. هذا الموقف يظهر بجلاء لا وطنية هذه الحكومة وخضوعها للمحتل وقبولها بقضائه الظالم. إن اللجوء الى القضاء الأمريكي هو كالإستجارة من الرمضاء بالنار أو كما قال الشاعر (فيك الخصام وأنت الخصم والحكم).

3 - وسبق وأن قرّرت الحكومة العراقية في شباط 2008، تشكيل لجنة من ممثلين لعدد من الوزارات لتتولى وضع آليات لتحريك دعاوى قضائية ضد جنود القوات المتعددة الجنسيات أمام القضاء الأمريكي (وليس القضاء العراقي) عن جرائم القتل "غير المبررة" للمدنيين العراقيين. وأكد المتحدث بإسم الحكومة علي الدباغ على أهمية هذه اللجنة بقوله (لأن هناك حوادث مثل الدهس والقتل والاعتداء غير المبرر، ولابد من وضع معايير للمحاسبة من أجل احترام العراقيين.. ولتكون مهمة هؤلاء الجنود ضمن المقاصد والغايات التي خصصت لهم). وواضح من هذا التصريح أن هدف تشكيل هذه اللجنة هو ذر الرماد في العيون لا أكثر،فالحكومة تسكت على جرائم الحرب التي يرتكبها المحتل وتدعي محاسبة جنود المحتل في المحاكم الأمريكية على حوادث الدهس والإعتداء غير المبرر!!! ومنذ تشكيل اللجنة الى اليوم لم نشهد ولو حالة واحدة من هذا النوع أحيلت الى المحاكم الأمريكية.

4 – وكدليل إضافي يؤكد عجز الحكومة المنشأة في ظل الإحتلال عن حماية حقوق العراقيين، فإن الفقرة الأولى من المادة السادسة والعشرين من الإتفاقية الأمنية أبقت سيف التعويضات الأمريكية مسلطا فوق رؤوس العراقيين، وإكتفت بتعهد أمريكي غير ملزم يقول (تضمن الولايات المتحدة الاميركية بذل اقصى الجهود في سبيل:
(أ) - دعم العراق لاعفائه من الديون الدولية الناتجة عن سياسات نظام الحكم السابق.(ب)- التوصل الى قرار شامل ونهائي بشأن مطالبات التعويض التي ورثها العراق عن نظام الحكم السابق ولم يتم البت فيها بعد، بما في ذلك متطلبات التعويض المفروضة على العراق من قبل مجلس الامن الدولي).
وتعهد الرئيس الأمريكي في الفقرة الثانية من هذه المادة بتوفير الحماية (المؤقته) لأموال العراق من العمليات القضائية الأمريكية
والخلاصة فإن سيف التعويضات الأمريكية سيبقى سيفا مسلطا على الحكومة المنشأة في ظل الإحتلال، ويرى الأمريكان أن هذا السيف لوحده قادر على إجبار هذه الحكومة أو أية حكومة عميلة مقبلة على التمديد لبقاء قواتهم في العراق للفترة التي يرغبون. والحكومة المنشأة في ظل الإحتلال لم تتخذ أي إجراء جدي لتقديم مطالبات بتعويضات مقابلة جراء جرائم امريكا في العراق.

رابعا : كيف سنرد على هذا النهب والقرصنة
1 – أمريكا لا تفهم غير لغة القوة، وهي لا تستطيع إبتزاز غير العملاء والضعفاء. وبالتوازي مع معركتنا المقدسة لتحرير العراق من الإحتلال الأمريكي، مطلوب حملة إعلامية تحشد الطاقات الوطنية والعربية والدولية لفضح جرائم أمريكا وكشف قرصنتها ودناءة مطالباتها غير المشروعة. ليعرف العالم أن الجيش الأمريكي يعوض، في حالات نادرة، ذوي المدنيين العراقيين الذين يقتلهم خطأ أو عمدا مبلغ 2500 دولار، بينما يعوض القضاء الأمريكي طفلا أمريكيا مسح الرئيس صدام حسين على رأسه مبلغ خمسين مليون دولار.

2 – إن مقاضاة الولايات المتحدة أمام المحكمة العدل الدولية أو أي جهاز قضائي دولي آخر لتحديد نوع التعويض المترتب عليها نتيجة نتيجة عدوانها وجرائمها ضد العراق لن يتم قبل هزيمة الاحتلال وقيام حكومة عراقية وطنية مستقلة كاملة السيادة (أنظر مقالنا : كيف ومتى يستطيع العراق المطالبة بالتعويضات عن الغزو والإحتلال الأمريكي له).
ولحين التحرير الناجز، من المناسب أن تبدأ المنظمات والأحزاب الوطنية العراقية ونقابة المحامين العراقيين بإعداد وتوزيع نموذج دعوى مرفوعة أمام القضاء العراقي تطلب التعويض من الحكومة الأمريكية عن الضرر الجسدي والمادي والمعنوي الذي أصاب المواطن العراقي جراء ممارسات الإحتلال الأمريكي وجرائمه. وأن يستند نموذح طلب التعويض الى مبدأ (المقابلة بالمثل) الذي يتيح للعراق أن يتخذ من الإجراءات المقابلة ما يحفظ حقوقة، أي أن تكون قرارات القضاء العراقي واجبة التنفيذ على الأصول الأمريكية، وأن يكون مبلغ التعويضات متناسبا مع ما قررته المحاكم الأمريكية للمواطنين الأمريكان وفق مبدأ تساوي قيمة البشر.
فإذا طلب مواطن أمريكي تعويضا مقداره 75 مليون دولار لإحتجازه في العراق لفترة 126 يوما بدون حق كما يدعي زورا، فلا بد أن يطلب كل معتقل عراقي لدى القوات الأمريكية،أكثر من هذا المبلغ. وعدد معتقلينا يتجاوز نصف مليون عراقي إحتجزوا وعذبوا منذ إحتلال العراق لحد الآن، وتجاوزت فترة إعتقال بعضهم الخمس سنوات؟
وإذا قررت أمريكا أن يكون تعويض الوفاة الواحدة في حادثة لوكربي عشرة ملايين دولار، فإن ال 1.2 مليون عراقي الذين قتلوا منذ الغزو وبسببه وال 1.1 مليون الذين جرحوا، حسب الدراسة الإحصائية لمعهد الأبحاث البريطاني المستقل (أو آر بي) المنشورة في خريف عام 2007، يستحقون نفس التعويض، على الأقل.

3 – ونحن نتحدث عن جرائم الإحتلال لا يجب نسيان جرائم أمريكا قبل الإحتلال، ومنها جرائم الحرب التي إرتكبت عام 1991 كملجأ العامرية وإستخدام اليورانيوم المنضب وتدمير المستشفيات والمدارس، ثم جريمة الحصار التي إستمرت لثلاث عشرة سنة، وتبين فيما بعد أن شروط رفع الحصار التي ثبتها مجلس الأمن بقراره 687 (1991) تحققت في ذلك العام لكن أمريكا إستخدمت الحصار أداة لقتل شعب العراق مثلما صرحت بذلك وزيرة خارجيتها مادلين البرايت. ثم جريمة فرض منطقتي حظر الطيران شمالي وجنوبي العراق غير الشرعيتين والغارات التي قامت بها الطائرات الأمريكية خلال ثلاث عشرة سنة وأودت بحياة الألاف من العراقيين. وهذا كلها جرائم حرب وجرائم أبادة وجرائم ضد الإنسانية توافرت فيها كل أركان الجريمة والولايات المتحدة مسؤولة، بموجب القانون الدولي، عن جميع الأضرار التي سببتها هذه الجرائم.

4 – ومن المناسب أيضا دراسة إمكانية تحريك دعاوى التعويض في دول الثالثة خاصة وأن ملايين من ضحايا جرائم الحرب الأمريكية هجروا قسريا وإنتشروا في أصقاع الأرض. وسبق أن قبلت محكمة بريطانية النظر في دعاوى التعويض لمواطنين عراقيين، ويمكن الإستفادة من هذه التجربة.
وأخيرا، فإن معركتنا هي في جانب كبير منها إعلامية، وأهيب بإخوتي حملة القلم ومثقفي الأمة أن يستثمروا الحقائق المتكشفة والوقائع الثابتة التي تؤكد أن أخطر داء تعرضت له الإنسانية عبر تاريخها هو هذه الطغمة المجرمة المتعجرفة المقيمة في واشنطن. لنسقط الهالة الكاذبة التي خلقتها أمريكا والصهيونية بدعايتها الكاذبة ولتطلع شعوب الأرض على خسة وبربرية النظام السياسي الأمريكي، فهذا السبيل الوحيد لشروق فجر إنساني جديد تسوده قيم العدل والمساواة وحق الشعوب في تقرير المصير.
والله المستعان
بغداد في 23/11/2008

قراصنة الصومال وقراصنة الكاريبي وقراصنة خميني

كتابات أبو الحق
ثالث وعشرين من ت2
2008


"الطيبون , الأشرار , والقبيحون"



أمتعنا وزير الدفاع العبيدي, أو" ليلى والذيب" كما توحي لي هيئته ونظارات جدتي التي يرتديها , بصورته المدنية التي لا علاقة لها بالخاكي وخشونة المظهر العسكري كما تعودناطيلة عمرنا الضائع , أمتعنا بلقاء صحفي من الطراز العفوي أو التلقائي , مع صنوه الداخلي , البولاني , على نمط أفلام كارتون " هيكل و جيكل" , غرابان أبيضا المظهر ,أسودا الضمير يتوليان مسئولية الترويج للإتفاقية الأميركية المثيرة للجدل وللّغف وللثوَل .. وأنا ألفت إنتباهكم إلى أن حقوق الإستخدام اللفظي , و الملكية الفكرية ترجع لقناة "العراقية" لصاحبتها إطلاعات الإيرانية , فقد أوردت هذه القناة السفلسيّة تعبيرا مثيرا للضحك ولكل الفعاليات الميتابوليزميّة التي تنتاب العضلات الملساء والعضلات غير الملساء,... " خرجت تظاهرات عفوية في بغداد لتأييد نوري المالكي" !!!
إشلون تكون هاي العفويّة ؟ رجاءا فسروهه إلنه, تره إحنه غشمه و نحتاج عونتكم , يعني هاي الجموع إكلت تَن تمن و يابسه , وكثّرت من الفجل , وصار عدهه هالحالة العفويّة مدري التلقائيّة ؟؟ وشلون نكافح هالحالة إذا صارت عدنه بنص الليل ؟؟ ناخذ ماء غريب مثلا , لو نهرول بغرفة النوم ونتّريَع في هجمة إستباقية لنقل المعركة إلى أرض العدو ؟؟

لا داع لتشريح اللقاء أعلاه, على غرار " تِتْ فور تاتْ " , فلا أعتقد أنّ أحدا فوّت فرصة مشاهدته , لكن أنا تمتعتُ بلعبة التنبؤ مع أولادي, ما أن يسال أحد المراسلين سؤالا, حتى أبادر لإستباق الوزيرين بإجابة من جيب العكَال , وتعال شوف وإسمع الضحك الذي يتعالى عندما يأتي الجواب أقرب ما يكون لما يبدر من أحدهما ... واحد من الجهال كَللي , "أخاف بايك الأسئلة يابه ؟؟"
الوزير أطلق جملة من الدرر , من ضمنها أنه عاجز عن تهيئة جيش متكامل بحدود العام 2011 , ومنها أيضا أنه يتنبّأ بأنّ
ما حصل في خليج عدن , سيحصل في الخليج العربي , فور مغادرة القوات المحتلة للعراق , ( هل أسمعه يقول " العربي" ؟؟ أعتقد أن الفرس الفاكَسين والسفير القمّي وقائد مافيا القدس كشف الله سرّه, لن ترضيهم هذه التسمية !!)

ليلى والذيب...حفظ بضعة سطور تناقلتها الأخبار فورا بشكل مثير للشكوك, كما لو كانت سطورا من الكاماسوترا , لأنها أصلا نصوص مسرحية أميركية تم تلقينه إياها , وتم توزيعها على وكالات الأنباء كالحرّة , لترهيب العراقيين من مصير أسود ينتظرهم مالم يزكوا الإتفاقية , ولو أن نجما أضاء في وسط سوق شعبي عراقي بفعل عشرة عبوات متزامنة , لو أن آلافا تيتموا وترملوا وتثكلوا , وبرماد التفجير تكحّلوا , لما وجدتَ وكالة أنباء منهن تهتم لذلك , لكنه السحر الأمبريالي والكلاوات الأمريكية التي تنطبق على كل ترويجاتهم من دون أن يعترض عليها أحد ...
... يريد وزيرنا العبيدي أن يتم الإنسحاب "بطريقة علمية" وإلا فسوف يصبح العراق منطردا لقراصنة خميني خلال ساعتين , حَقه والله, لأنهو الأمريكان أمة من فصيلة الدبش , لا تذعن للعلم ولا للسياقات العلمية ولا تذعن لنظام الطوابير أو السره كما نسمّيه هنا , هو يعرف تمام المعرفة أنهم ينسحبون بمنتهى التوظيف للعلم والتكنولوجيا وحسابات بحوث العمليات , لأنهم أصلا دخلوا البلاد بنفس الطريقة , لكن ما يريده منهم في الباطن هو "طائرة علميّة" تقله هو وعائلته وبقية أزواج الحيوانات الحكومية والطائفية , في رحلة حيوانية لا علاقة لنوح عليه السلام بها , هربا من الفيضان الذي حسبوا له حسابا منذ بدء الحملة الإنتخابية الأمريكية , لكن لم تكن بيدهم حيلة إزاءه , فمن يمشي وراء جورج بوش يتلقى ***طه !!

إنسان يشكو من خلل عصبي, تم تخديره غصبا, وفتح بطنه بدعوى وجود ورم من نوع WMD في جعمقة الكبد , ومن ثم تم الشروع بالمرطسة والقص واللحيم والتحوير, في مصارينه و معاليكَه , من دون موجب لذلك , ومن ثم قام الجراح اليانكي بإيقاظ المريض وسط العملية وهو يهمس في أذنه: "ها شتكَول , تريد أعوفك هسّه للجراثيم الزرادشتيّة تنعل أبو طاهرك , لو توقع إتفاقية ؟ تره إنت محتاجني"
...طبعا المريض الذي كان نصف مخدر وربع مفخخ و ثلث مُفدرَلْ , لم يجد إلا ترديد العبارة التالية جوابا في وسط تلك الظروف : "يمعوّد يبو الغيره , دخيل الله لتطلع ,تره آني... محتاجك جنبي ترعاني..."
و الأخرى : " للميّه لا , لا ترميني . خاف من الملالي أنا ..." وشكرا لفضل شاكر , ولنجوى كرم ...
تتأسف و الله, وتنمرد, كما نقول نحن العراقيين , عندما تسمع الكتل السياسية تناقش الإتفاقية , الكل تزايد بأمن دول الجوار , كما لو كان الجيران هم مبلغ همّنا ومنتهى حناننا ولبّة صلة رحمنا !!, ومن هي دول الجوار , غير بلدان ملك السعودية السكير و بشار الأسد إبن الحقير وتخم الملالي الأيراني الشرير؟؟ , ألم نشبع من بضاعتهم المميتة التي عكفوا على توريدها لبلدنا منذ زمن العهد الملكي؟؟ , وماذا لو تهدد أمنهم ؟ بالقير والف بالقير .. هل سمعنا نائبا يغفل هذه الثيمة وينتخي للمواطن العراقي الذي سيكون مادة الأعتقال التعسفي والتعذيب السادي والإهانة على كل طريق , من دون وجود أبو غيرة واحد في الحكومة ينتصر له ؟؟
وكما يقول الله تعالى في كتابه الكريم , " وما قوم لوط منكم ببعيد "هود-89 , فأنا تذكرت هذه الآية وانا أستحضر ببالي عظمة اليابانيين إذ سمحوا لعدوهم التاريخي بأن يقيم قاعدة له في أوكيناوا , في بلادهم المتلوثة لليوم بآثار هيروشيما وناكَازاكي , ومن له ذاكرة قوية يعرف كم مرة يتكرر هذا الخبر كل فينة وأخرى " جنود أمريكيون سكارى من القاعدة الأمريكية بأوكيناوا يغتصبون طالبة يابانية في عمر الثامنة .."....السعيد من إتعظ بغيره والشقي هو من شغل منصبا في الحكومة العراقية التي ستسلم أعراض العراقيات بعد أشهر وسنين لمصائر مخزية كهذه ....
وتسمع أن جبهة التوافق تطالب بإطلاق سراح المعتقلين ثمنا لموافقتها على الأتفاقية , ما هكذا تُرعى الإبل يا دبش يا أولاد الدبش , هل المشكلة في إطلاق السراح أم في إيقاف هذه الإعتقالات التي تجري على يد الساسانيين الجدد وعلى يد المحتلين , من دون حساب ولا متابعة ولا إدانة ولا إجراء قانوني؟؟ أليس لديكم لسان ينطق ويطالب بمحاسبة الواشي الوهمي الذي هو دائما حجة كل إعتقال قائم على الهوية المذهبية ؟؟ , العالم مخدّر ومنزوع الغيرة والضمير , عربيا كان أم عالميا , فما قيمة إطلاق سراح المساكين المعتقلين بدون ذنب , كثمن لهدية هي العراق كله , تُسلمونه للعدو الباغي , بعد كل جرائمه في أبي غريب و المحمودية و حديثة وسامراء وكل بقعة عراقية ؟؟ ما قيمة هذا الطلب الرخيص طالما كانوا سيعودون هم وغيرهم من جديد لنفس السجون , فالعدو الخارجي متغطرس جائر , يطلق سراح مائة ليعتقل ألفا بعد أيام , والعدو الداخلي موتور سافل لا دين له ولا ذمة ولا ضمير , يبتهج بتخريج أول دفعة من ضباط الداخلية المتمرسين على إجراء تجارب الحمض النووي , ولو كان الخبر صحيحا ودقيقا لكانت أول مهمة ينبغي تكليفهم بها هي تحليل الحمض النووي لآل الحكيم ولصولاغ , لمعرفة أي ضابط أمن من عهد صدام حسين هو أبوهم البايولوجي والهستولوجي والجيولوجي !! آل دي إن أي آل !!!!

ومقابل تهافت التوافق المخزي والمهين لمشاعر كل عربي سني أو شيعي , من شرفاء العراق , ترى جماعة التيار الستياني , الصدري , يناقشون ويخامشون رئاسة البرلمان المدفوع لها الثمن " هو الذي قبض"!! ,... مهما كانت أجندة الصدريين ومهما بدت في صالح العراق فانا لست من أنصارهم كما سيتبادر لذهن البعض, أنا لست من أنصار الصدريين ولا الظهريين , أنا شخصيا لن أغفر لهم جرائمهم بحق أهلي وبحق بيوت الله , واللي ياكله العنز الصدري, لازم يطلعه الدبّاغ الأصلي , مو علي الدبّاغ ذاك !!!, المهم, ترى على الشاشة نائبة محنّكة من نائبات البرلمان عن الكتلة الصدرية , د. مها الدوري , تناقش على الجزيرة وتُشرّح بالأتفاقية المرتقبة , كأفضل ما تسمع عراقيا أو عراقية تناقش لصالح أجندة حزبها أو كتلتها وكثافتها !! بينما تسمع رجالا محسوبين عليك ومحسوب أنت عليهم , يساومون كما يفعل المطيرجية بسوق الغزل , حرامات والله ..
هذه تكلمت فلم أملك إلا أن أنصت لها وأترقب عرض إسمها , وقبلها , يوم أمس, تكلمت أخرى, من نفس كتلتها , فعابت على نصوص الأتفاقية إحتواؤها على فقرة تخص عمل المتعاقدين الأمريكان في القواعد المرتقبة , وكما هو شأن الكثير ممن لا يعرفون المعاني الماسونية لكلمة " متعاقد" , فيحسبوها تعني " مقاولا ", فقد طالبت هذه النائبة بتفضيل العراقيين على الأجانب في مجال التعاقد مع القوات الأميركية ,.... ولج هذوله شغلهم يقتلون ويعذبون ويغتصبون , مو يجهّزون معدنوس وبيره وعلج أبو السهم للمارينز !!!
....كانت هناك إمرأة تتكلم عن المراهقة الثانية وحتميتها في حياة الزوج , فإبتهجت إحدى الحاضرات وصاحت " أيّباه, بس لو تجيه إلرَجلي هالمراهقة الثانية , اليوم كَبل باجر !!"
فهتفت بها المتحدثة الأولى : " ولج مو وياج ,عوبه, هذوله يتراهقون ويّه غير نسوانهم !!"
أتباع مقتدى , بائعي السيديات الخلاعية في زواغير باب الشرجي , ومروجي أدوية الهلوسة منذ أواخر التسعينات تلك , أصبحوا كتلة لها كثافة و وزن و حجم , ويشغلون حيّزا في الفراغ العراقي , يناقشون ويتكلمون كما لو كانوا خريجي إعلام وسياسة , وعندما تتلفت من حولك في ديرتك , ترى المثقفين ومن هم أهل لحمل الراية , منشغلين بتسوق الفاكهة وإنتقاء التفاح , ...
الجلوس على التل أسلم ...
حرامات عليك يا عراق ...

الرفيق صلاح المختار في تلفزيون المستقلة غدا الاثنين


شبكة البصرة
نلفت انظار ابناء شعبنا العربي الى ان الرفيق صلاح المختار سيكون غدا الاثنين ضيفا على قناة المستقلة للرد على بعض ما بث منها حول حزب البعث العربي الاشتراكي، في الساعة السادسة والنصف بتوقيت جرينتش .
شبكة البصرة
الاحد 25 ذو القعدة 1429 / 23 تشرين الثاني 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
http://www.albasrah.net/ar_articles_2008/1108/mukhtar_231108.htm







لمناسبة الذكرى الأولى لانبثاق القيادة العليا للجهاد والتحرير بقيادة شيخ المجاهدين عزة ابراهيم الدوري.
مجموعة صحفية تعايش مقاتلي المقاومة لسبر اغوار الفعل البطولي ضد قوات الاحتلال وتلتقي الناطق الرسمي باسم القيادة.
د. كنعان أمين: مقبلون على سنة الحسم، ونصر المؤمنين قريب.
المقاومة تزداد رسوخاً والشعب ملاذها ومعينها.
الدوري -بفضل الله وعنايته- في أتم صحة ويقود الفعل الجهادي بما يغيض العدا ويفرح الصديق.

شبكة البصرة
في مكان ما، من ساحات عمل المقاومة الباسلة الممتدة على كامل التراب الوطني من أقصى شمال العراق الى أقصى جنوبه، قامت مجموعة صحفية تعنى بشأن إيضاح الحقيقة والكشف عنها، بعيداً عن التضليل الإعلامي الذي تمارسه أمريكا وأذنابها في محاولتها التعتيم على مستوى إداء الرفض الشعبي المسلح المواجه لها، على إمتداد السنوات الخمس والنصف من عمر الإحتلال، قامت بالتنقل وفي اكثر من موقع وقاطع عملياتي، لسبر أغوار عالم الفعل المقاوم الذي أخرج ثلث الجيوش، المحتلة من الخدمة.بأعتراف المحتلين انفسهم،
وخلالها إلتقت الدكتور كنعان أمين، الناطق الرسمي بأسم القيادة العليا للجهاد والتحرير، وهي تشكيل إنبثق منذ أكثر من عام ليمثل الجسد العراقي المقاوم، ضمت حين إنطلاقها (22) فصيلاً وطنياً وقومياً وإسلامياً، ثم ما لبثت في عامها الأول، بالتوسع لتصبح حاليا (33) فصيلاً مقاتلاً على هيئة جيوش وكتائب وسرايا جهادية شكلت العمود الفقري للمقاومة العراقية بقيادة شيخ المجاهدين السيد عزة ابراهيم الدوري، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ونائب القائد العام للقوات المسلحة لاكثر من عقدين من الزمان في ظل النظام الوطني العراقي قبل الاحتلال بقيادة شهيد الحج الأكبر الرئيس صدام حسين رحمه الله.

والدكتور كنعان – كما تعرفنا عليه- شخصية عراقية أصيلة، مازجت بين الحرفية الإعلامية وبين الفعل القتالي بمختلف صنوفه، قابلنا ببشاشة رجل مؤمن بقضية شعبه وبحتمية انتصاره على المحتلين الغزاة، وهو يحمل بيده (كاسيتاً) يبدو إنه قد صوره تواً يوثق تخرج دورة جديدة لمقاتلي إحدى الفصائل المنضوية تحت لواء القيادة العليا للجهاد والتحرير، وهي كتيبة لمقاومة الطائرات، وعندما عرضه علينا، إنبهرنا، من مستوى الأداء والكفاءة القتالية العالية ومن نوع التسليح الذي طوره مقاتلو القيادة أنفسهم،، فكسر الدكتور كنعان، حدة إندهاشنا ليؤكد من أن ما رأيناه، لهو جزء يسير، ونقطه في بحر!، فكل هؤلاء المقاتلين الذين رأيتموهم، وما سترونهم، هم من رحم ذلك الشعب الأصيل، وهم بناة جيشنا الوطني الحقيقي الذي سيحرر العراق ويحمي سياج أمته، ولدينا والحمد لله ناصر المؤمنين-آلاف مؤلفه من كل صنوف القتال، وهم الامتداد الشرعي لجيش القادسية الثانية، وأم المعارك الخالدة،

قلنا: عامة الناس، لا يعرفون عن قيادتكم وتشكيلاتها، الا القدر اليسير، جراء التعتيم الاعلامي الأمريكي، وما تفرضه على وسائل الأعلام في داخل العراق وخارجه، فهلا تحدثونا عنها؟
فأجاب: قبل أكثر من عام، كانت العديد من فصائل المقاومة العراقية تعمل على وفق إصطياد العدو المحتل كل في ساحة عمله، مستهدفة أرتاله وقواته الراجلة، عبر التفجير والقنص والإغارة، وكانت تلك الفصائل تعمل تحت تسميات شتى ويجمعها عامل تنسيقي تفرضه طبيعة المنطقة التي يعملون فيها، وكان ضمن سياسة تلك الفصائل العمل على وفق مبدأ المقاومة الشعبية الشاملة، والمبادرة المناطقية للفعل المقاوم، لذا حاولت فصائلها الرئيسية، وسعت جاهدة الى تعزيز ذلك الفعل المؤثر، تحت قيادة موحدة، لها هيئة أركان، وهيئة شرعية، تنظم وتقود العمل القتالي والتعبوي في كل شبر من أرض العراق، وتقسم العراق جغرافياً الى قواطع قتالية، تدير كل منها المعركة ضد العدو المحتل، بأشراف مباشر من قيادة منتخبة، ولأجل ذلك، تكلل الفعل المبارك في التشاور والتحاور والمباحثات، بأنبثاق تشكيل القيادة العليا للجهاد والتحرير، الذي ضم في بادئ الأمر (22) فصيلاً جهادياً وطنياً وقومياً وإسلامياً وجرى إنتخاب شيخ المجاهدين السيد عزة الدوري، قائداً أعلى للجهاد والتحرير، بالاجماع إيماناً من تلك الفصائل بأحقيتة الجهادية والنضالية وشرعيته في قيادة العراق ومقاومته إستكمالاً لسلفه الصالح شهيد الحج الأكبر الرئيس القائد صدام حسين رحمه الله، ثم توسع التشكيل بعد ذلك خلال العام الماضي من عمره، بانضمام (11) فصيلاً جديداً من المقاومين الأشاوس.

هل بالامكان التعرف على الفصائل السابقة والفصائل اللاحقة التي تشكلت منها القيادة العليا؟
د. كنعان : ان الفصائل الجهادية التي إنضوت تحت راية القيادة العليا عند الاعلان عنها أوائل أيلول 2007م هي :
1- جيش الطريقة النقشبندية
2- جيش الصحابة
3- جيش المرابطين
4- جيش الحمزة
5- جيش الرسالة
6- جيش إبن الوليد
7- القيادة الموحدة للمجاهدين (العراق)
8- كتائب التحرير
9- جيش الفاروق
10- جيش تحرير العراق
11- سرايا الشهداء
12- جيش الصابرين
13- كتائب الجهاد على أرض الرافدين
14- جيش الفارس لتحرير منطقة الحكم الذاتي
15- سرايا الجهاد في البصرة
16- سرايا الفلوجة الجهادية
17- الجبهة الشعبية الوطنية لتحرير العراق
18- سرايا الطف الحسينية
19- سرايا تحرير الجنوب
20-جيش حنين
21- سرايا ديالى للجهاد والتحرير
22- سرايا المجد لتحرير العراق
وبذا شكلت (22) فصيلاً مقاوماً، وطنياً وقومياً وإسلامياً، على أساس منهج جهادي شامل وعميق وبعيد المدى لتدمير العدو الغازي المحتل وتحرير الوطن، من كل أنواع السيطرة والهيمنة والاستغلال والابتزاز.
ويستمر الدكتور كنعان في حديثه قائلاً: وخلال العام الأول من عمر القيادة، أنضم إليه ا(11) أحد عشر فصيلاً جهادياً، وبذا أصبحت القيادة العليا تضم (33) فصيلاً من المقاتلين الأشداء المعروفين بهمة الفرسان ونخوتهم لوطنهم ودينهم وحرماتهم، فضلاً عن وجود فصائل أخرى قدمت طلبات الانضمام، سيتم الإعلان عنها لاحقاً بعد تكامل الإجراءات اللازمة لذلك، والفصائل التي إنضوت تحت راية القيادة خلال عامها الأول هي :
1- جيش المؤمنين
2- جيش ثوار مايس
3-سرايا سارية الجبل
4-جيش المعتز بالله
5- جيش العشرة المبشرة
6- سرايا الشهيدة عبير
7- جيش الحارث
8- جيش المثنى
9- كتائب بلال الحبشي
10- جيش الغر المحجلين
11- جيش القاهر

يقال إن تشكيلكم يغلب عليه الطابع الإسلامي و البعثي العلماني، فكيف حصل هذا التجانس في هذا الخليط المتنافر عقائدياً؟
د.كنعان : قبل ان أجيب على سؤالكم هذا لابد أن اوضح حقيقة أساسية، لا إعتراض عقائدياً بين كل الفصائل المنضوية تحت راية القيادة العليا للجهاد والتحرير، نعم قد تكون تسميات بعض هذه الفصائل تحمل طابعاً قوميا ًأو وطنياً أو إسلامياً ولكن كلها تؤمن ايماناً عميقأً بمبادئ الإسلام وتؤمن بأن واجب تحرير الوطن هو شرف لكل عراقي مهما كان انتماؤه أو طائفته أو قوميته، هذه الحقيقة يجب أن تتوضح للجميع، ومن هذا المنطلق أقول لك إن الطابع الإسلامي الحقيقي الإيماني لايتقاطع مع لغة البعث القومية الوطنية الإسلامية، فالخليط ليس فيه تنافر مطلقاً، بل هو تجانس حقيقي يمثل الشعب العراقي من أقصى شماله الى أقصى جنوبه، فالفصائل تضم أبناء العراق عرباً وكرداً وشيعة وسنة ومسلمين ومسيحيين.. وهذا هو حال العراق نسيجه يضم كل الوان الطيف الوطني العراقي..
ونحن نرى إن كل هذه الفصائل تعبر بفعلها وقولها وخطابها عن إرادة شعبنا العراقي من زاخو الى البصرة ومن خانقين الى الرطبة .

كل حركات التحرير في العالم، وعبر التاريخ الأنساني، كانت هنالك جهات محلية و إقليمية ودولية تدعمها، مادياً ومعنويا ًبهذا المقدار او ذاك، انتم من يدعمكم؟
د. كنعان : قد تكون مقاومتنا الوطنية الباسلة فريدة من نوعها في التاريخ، فهي المقاومة الوحيدة في العالم التي لا دعم لها دولياً و إقليمياً (لا مادياً ولا معنوياً) والتي تحارب من قبل الجميع عدا بعض الشرفاء في الوطن العربي فكل المقاومات التي شهدها العالم كانت تنال من دعم الدول وتأييدها عدا هذه المقاومة الشريفة التي شرفنا الله تعالى بها، ولكن نقول الحمد لله المقاومة عراقية بكل معناها عراقية بقتالها عراقية بتمويلها، فالفصائل الجهادية تمول نفسها بنفسها معتمدة على الخزين الكبير الذي وفرته الدولة العراقية الوطنية قبل الإحتلال من الأسلحة والمعدات القتالية التي أصبحت اليوم بيد مجاهدينا ألأبطال والتي نقاتل بها الى حيث ما يشاء ربي ونتمكن بها إنزال أقصى الضربات بالعدو المحتل..
والحقيقة الأساسية التي لا بد أن نشير إليها في هذا المجال وهي إن الشعب العراقي هو الحاضنة الوحيدة لمقاومته الباسلة الوطنية والممول الوحيد له، وهي كما وصفها القائد الأعلى للجهاد والتحرير في أحد خطاباته، عراقية المولد و عراقية المورد، لذا فهي مباركه بأذن الله.

في تصريح سابق لكم قبل ايام اعلنتم فيه، عن وجود مفاوضات قائمة لكم مع جهات وتشكيلات اخرى ما طبيعة هذه المفاوضات وماذا ترمي، وهل تمخضت عن شئ ما؟
د. كنعان : منذ إنبثاق القيادة العليا قبل عام والتي ضمت 22 فصيلا جهادياً من الفصائل الجهادية الأساسية في المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية تضم كل اطياف وفئات الشعب العراقي العظيم عرباً وكرداً وتركمان مسلمين ومسيحيين سنة وشيعة يمثلون العراق، اعلنت عن برنامجها الجهادي القتالي واكدت بأنها تتعامل سياسياً وجهادياً مع كل الفصائل الجهادية في الميدان ومع كل القوى الرافضة للاحتلال والمناضلة من أجل طرده وتحرير الوطن بروح ايجابية ومنفتحة بروح أخوية صميمية من اجل تحقيق ارادة العراقيين لتحرير البلد من المحتل وأعوانهم العملاء المأجورين..
ومنذ ذلك اليوم عملنا جاهدين لتوحيد الصفوف مع كل الفصائل والجبهات القتالية ولم ندخر جهداً لتحقيق اهدافنا لتوحيد جهود المجاهدين، نعم اجرينا حوارات عميقة وبناءة مع الأخوة في الفصائل الجهادية فراداً وجماعات، وهذه المفاوضات هي من اجل تعجيل النصر وطرد المحتل مبتغين وحدة الصف المقاتل الذي يغيض المحتل ويرهبه ويفرح كل الشرفاء والوطنيين الاصلاء..
ونحن في القيادة العليا للجهاد والتحرير ندرك بأن هذه المفاوضات تصب في خدمة الدين والوطن وترضي إرادة العراقيين، والحمد لله هنالك إستجابة واعية ومدركة من كل الفصائل الجهادية المقاومة للمحتل وللعمل الجهادي الموحد.. وإن شاء الله قريباً ستتوج هذا المفاوضات ببشائر خير للعراقيين والعرب والمسلمين جميعا.

نسمع أحياناً أن هنالك مفاوضات تجري بين فصائل المقاومة والولايات المتحدة الأمريكية بعضها مباشر والآخر عبر وسطاء، فهل ثمة صحة لما يقال، وإن كانت تسريبات فلماذا لا تردون عليها بالتأكيد أو النفي؟
د. كنعان : القيادة العليا للجهاد والتحرير أعلنت بكل وضوح منذ إنبثاق مؤتمرها التأسيسي الأول إلتزامها بثوابت مقدسة لا يجوز المساس بها أو الإنتقاص منها ولا يحق لأي جهة أن تدخل مع العدو في مفاوضات الا على أساسها، وهذه الثوابت هي حقوق العراق والعراقيين فلا يحق لأحد أن يتنازل عن حق العراقيين والعراق، فلا تفاوض مع العدو المحتل الا إذا إعترف رسمياً بالمقاومة الوطنية بكل فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية وبكل أشكالها المسلحة وغير المسلحة كونها الممثل الشرعي الوحيد للعراق وشعبه الكريم، وكذلك يقرر العدو المحتل رسمياً الإنسحاب من العراق من دون قيد أو شرط سواء الإنسحاب الفوري أم الجدولة الزمنية القصيرة والتعهد بتعويض العراق عن كل ما لحقه وأصابه من أضرار مادية ومعنوية جراء الإحتلال و بسببه والغاء كل القوانين والتشريعات التي صدرت بعد الإحتلال واطلاق سراح جميع الاسرى والمسجونين والموقوفين وإيقاف المداهمات والمطاردات والقتل والتدمير والتخريب والتشريد وإعادة الجيش وقوى الأمن الوطني الى الخدمة وفق قوانينها وأنظمتها وفقرات أخرى من هذه الثوابت المعلنة في برنامجها التأسيسي تخص حقوق العراق والعراقيين.
نقول إن هذه الثوابت لايمكن التنازل عنها ونحن ندرك جيداً إن المحتل البغيض المعروف بمكره وخبثه يحاول بكل الوسائل النيل من المقاومة الوطنية الباسلة وتشويه صورتها بهذه التسريبات بعد ان تمكنت هذه المقاومة الوطنية الباسلة بضرباتها الموجعة قصم ظهر العدو وإفشال مشروعه الاحتلالي.
لذا فنحن ندرك بأن أي تفاوض مع المحتل قبل أوانه يصب في خانة خدمة المحتل وأعوانه، وهذه التسريبات الإعلامية واحدة من فخاخ الأمريكان التي وقع بها بعض قاصري النظر وفاقدي البصيرة، وبهذه المناسبة نؤكد إن القيادة العليا للجهاد والتحرير لم ولن تجري أي مفاوضات مع العدو المحتل الا وفق الثوابت التي أعلن عنها ولا تتنازل عن هذه الثوابت قيد انمله، وإرادة العراقيين البواسل وفصائلهم الجهادية الوطنية قادرة على إرضاخ العدو لمطالبهم الوطنية، وقد حققت اشواطاً متقدمة ولم تبقى إلا رحلة الحسم النهائي وهي قريبة إن شاء الله.

هل يوازي فعلكم الإعلامي فعلكم القتالي في الميدان، ويواكبه، إذا ما علمنا إن الإعلام هو نصف المعركة كما هو معروف؟
د. كنعان: نقول بكل صراحة إن الحصار الاعلامي على المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية المتمثلة بقيادتنا الجهادية ((القيادة العليا للجهاد والتحرير)) حصار كبير جندَ له العدو كل إمكانياته وآلته وأبواقه الدعائية، وحاول بكل نفوذه الاعلامي تشويه حقيقة هذه المقاومة الوطنية الباسلة، ورغم كل هذا الحصار الاعلامي تمكنا بحمد الله من كسر جدار هذا الحصار بامكانياتنا الذاتية وإبداعات المجاهدين ولكن لا يخفى عليكم إن أدوات العمل الاعلامي وبالأخص المرئي حاليا ليس بالامر السهل، لاسيما إن العدو يهيمن بقوته وإمكانياته المادية على هذه الفضائيات وقنوات البث الاعلامي..
ولكن اوافقك الرأي بان فعلنا الاعلامي لايواكب فعلنا الميداني القتالي الذي لايخفى على قوات العدو قبل الاصدقاء فحصيلة الموقف العسكري بعد اكثر من خمس سنوات من العمل البطولي ضد قوات الاحتلال صار معروفاً للقاصي والداني ويمكن إختصاره بفشل مشروع الاحتلال الأمريكي للعراق، وقتل وجرح وإعاقة عشرات الالوف من أفراده وإعطاب آلياته العسكرية عبر فعاليات جهادية قتالية من قنص وعبوات وضربات صاروخية ومواجهات قتالية الا إن هذا العمل العسكري لم يتجسد إعلامياً بشكل حقيقي بسبب سيطرتهم على المواقع الاعلامية..لكننا لم نغفل الجانب الاعلامي في عملنا الجهادي، فالفصائل الجهادية توثق كل فعالياتها القتالية عبر افلام مصورة وكتابات، ويتم توزيعها على أقراص ممغنطة يتم توزيعها في الداخل، ويتوفر وفي أحيان نادرة وبالأخص فعاليات فصائلنا الجهادية فرصة بثها في قناة او قناتين فقط من مجموع مئات القنوات الفضائية، ولا أخفيك سراً زعلنا على إحدى القنوات المحسوبة على المجاهدين في حجبها عن بث فعالياتنا الجهادية، ونأمل من إدارة تلك القناة أن تعي إن هذا العمل لايرضي الله ورسوله ولا الشرفاء في عالمنا العربي والإسلامي ولايصب في خدمة الجهاد.
ولابد أن اشير بهذه المناسبة، إننا في القيادة العليا للجهاد والتحرير منذ إنبثاقها قد أولينا الجانب الاعلامي أهمية كبيرة وهنالك هيئة إعلامية وتعبوية تضطلع بمسؤولية توثيق كل الفعاليات الجهادية، وقد أصدرت إصدارين صوريين للفعاليات الجهادية عبر أقراص ممغنطة إختارت بعض الفعاليات المميزة والمؤثرة، وهي بصدد إصدار مطبوع يعكس فعاليات المجاهدين ضد قوات الاحتلال التي جرت مؤخراً.

الاعلام الأمريكي، يسرب من خلال قنواته الناطقة بالعربية -المحلية والاقليمية- بين الحين والآخر، العديد من الافتراءات وأبرزها ما يتعلق بشخص السيد عزة الدوري وآخرها التكرار المزعوم عن وفاته ولأكثر من مره فكيف ترد؟
د. كنعان : شيخ المجاهدين عزة الدوري بحمد الله في أتم الصحة والعافية ويتمتع بروح إيمانية عالية وبقدرة قتالية كبيرة لمواجهة المحتل البغيض بما يفرح كل مؤمن بالله والوطن والأمة ويغيض كل كافر وعميل وخائن للوطن الام، كل هذه الاصوات المقاومة قد أغاضت المحتل وأعوانه ، فهو بقتاله البطولي الرائع في ساحة الميدان الجهادي في أرض العراق من شماله الى جنوبه قد أغاض المحتل وأعوانه وجعلهم يفقدون صوابهم وترتعد فرائسهم، رغم كل ما حاولوا من دسائس ومؤامرات للنيل من بطولته ورجولته وإيمانه .
فالقائد موجود بين إخوانه المقاتلين في كل ساحة المنازلة الشريفة فهو يخطط ويقود لكل الفعاليات الجهادية وبعمل يومي دؤوب ..وقد جاء خطابه الاخير صفعة على وجوه المتخاذلين الذين لايريدون للعراق خيرا، وصدمة للعدو الذي ما أستطاع برغم جبروته ان يمنع صوت الحق من الانطلاق والوصول الى رحاب الحقيقة وأفئدة المؤمنين المجاهدين.

بادرت قيادتكم، على توثيق عملياتها القتالية ضد قوات الاحتلال الأمريكي، عبر إصدارات عديدة، وهذا شئ حسن، لكن ما يخرج للناس لا يكاد يرى، فكيف يتم الحصول عليها.
د. كنعان : سبق وان اوضحت لشخصكم الكريم إن الهيئة الاعلامية في القيادة العليا للجهاد والتحرير قد وضعت خطة إعلامية لتوثيق كل الفعاليات القتالية الجهادية، والفصائل المنضوية تحت راية الجهاد تنفذ هذه الخطة بفعالية كبيرة .. رغم وجود تفاوت بين الفصائل في هذا الإطار .فمثلاً هيئة الاعلام في جيش رجال الطريقة النقشبندية تطبع عشرات الالوف من الاقراص الممغنطة التي تحتوي على فعاليات مميزة وتوزعها على كل الفصائل الجهادية وعموم المواطنين في الداخل واحياناً في الخارج وكذلك جيش المرابطين والصحابة والرسالة وسرايا المجد يقومون بذات الفعل وكذلك نقوم بنشر هذه الفعاليات على موقع القيادة العليا للجهاد والتحرير ومواقع الجيوش والفصائل والسرايا المنضوية تحت راية القيادة، وهنالك متابعات لما ينشر في هذه المواقع من قبل مئات الالوف من المواطنين وبامكانك الرجوع الى مواقع هذه الجيوش والفصائل ومن ابرزها موقع القيادة العليا او موقع رجال النقشبندية وموقع جيش المرابطين والصحابة.

ما رأيناه في جولتنا هذه لم يشبع فضولنا الصحفي، ولاسيما في عدم استخدامنا لكاميرا التصوير، ونحن نقدر الظروف الامنيه وشراسة الهجمه الاحتلاليه، ولكن هل تعدنا بجولات لاحقه؟
د. كنعان : في الحقيقة نحن يهمنا أمن المجاهد والمقاتل وامنكم بشكل كبير فالعدو الماكر يحاول بكل وسائله الخبيثة الوصول الى المجاهدين للنيل منهم، وقد جند بخبثه للاسف الشديد اصحاب النفوس الضعيفة ممن باعوا الشرف بثمن بخس ودراهم معدودات، لذا اتخذنا خطوات أمنية شديدة لافشال خطة العدو للنفوذ الى فصائلنا الجهادية رغم إدراكنا بأهمية وضرورة التصوير في جهادنا ضد هذا المحتل البغيض، ونحن نعدكم باننا سوف نزودكم بصور هذه الجولة ان شاء الله بعد تحرير العراق في القريب العاجل فاخوانكم المجاهدين يصورونكم بكاميراتهم الخاصة، وهي واحدة من وثائق هذه الفصائل التي زرتموها وثقت فعالياتها الجهادية ضد العد و وقد رأيتموها بأم أعينكم
ونحن مستعدون لاستقبالكم متى شئتم لمثل هذه الجولات إن شاء الله لاحقاً.

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار