الخميس، نوفمبر 06، 2008

سيادة الرئيس أوباما: تهانينا. لا تنسى وعدك بالانسحاب الكامل


أبو محمد المقدادي

منذ أول أيامه في البيت الأبيض عام 2000 وضع الرئيس الأمريكي الشرّير جورج بوش ووزارته خطط الحرب على العراق واحتلاله من أجل السيطرة على ثرواته النفطية والغازية وبناء القواعد العسكرية الدائمية على أرضه، وجعل العراق مركزاً للسيطرة الأمريكية الصهيونية الفعلية على الشرق الأوسط. خطط يمكن للعاقل أن يعتبرها أحلام المجانين حيث نرى اليوم أنّها انهارت على رؤوس واضعيها، بل انهار البيت بأكمله على رؤوس أصحابه فما عادت مؤسساتهم الكبرى التي كانوا يباهون العالم بها وأرادوها أن تحكم العالم قائمة وأصبحت اليوم هباء منثورا، وصوّت الشعب الأمريكي لرجل أسود كرئيس نكاية برئيس أبيض دمّر العالم وأمريكا معه.

وقبل ذلك في تشرين الأول من عام 2002 عندما صوّت كونغرس الشرّ الأمريكي على شنّ الحرب على العراق وقف السيناتور الشاب الأسود باراك أوباما ضمن 21 عضواً فقط من الأعضاء الديمقراطيين ضدّ مشروع القرار الذي يخوّل بوش شنّ حرب عدوانية على العراق تحت ستار أكاذيب أسلحة الدمار السامل وعلاقة العراق بتنظيم القاعدة.

واليوم إذا يتوّج باراك أوباما أول رئيس أسود لأمريكا نأمل أن تكون باكورة خطط وزارته التي ستجتمع في البيت الأبيض بعد عشرة أسابيع عندما يسدل الستار على إدارة جورج بوش في العشرين من كانون الثاني من العام القادم، أن تكون إلغاء خطط جورج بوش العدوانية ضدّ العراق وإنهاء احتلال البلاد والأمر بسحب القوات الأمريكية المحتلة بكاملها وبدون قيد أو شرط، وضمان أن يرجع العراق لشعبه وعودة الحكم الوطني والسيادة الحقيقية الكاملة، وإلغاء كلّ ما وضعه الاحتلال وحكوماته المتعاقبة من "دستور" ومحاصصة طائفية وقوانين تخدم الاحتلال وأذنابه ووضع الخطط لتعويض العراق وشعبه عن الخسائر الكبرى التي لحقت بهم.

يقال الكثير عن الإدارات الأمريكية المتعاقبة في البيت الأبيض على أنّ سياستها الخارجية لا تختلف من إدارة لأخرى، وقد يكون في هذا الأمر صحّة إلى حدّ ما وخصوصاً فيما يتعلّق الأمر بالشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، إلا أنّ أمريكا تغوص ومنذ سبع سنوات عندما احتلت أفغانستان في عام 2001 ثم العراق في عام 2003 في مستنقع قاتل حفرته المقاومة الوطنية في كلا البلدين للمعتدين وضمنت أن لا تخرج أمريكا منه سليمة أبداً. أمريكا بعد العراق وأفغانستان هي حيوان مفترس ولكن محطّم الأنياب والمخالب... وبحاجة ماسّة للعلاج في العناية المركّزة من قبل إدارة جديدة تضع سياسة خارجية مختلفة تماماً عما عرفته أمريكا في السابق.

إنّ العالم بأجمعه يعرف ذلك ويتطلّع إلى نهاية عهد إدارة الشرّ الأسود لجورج بوش وقد عكسته بشكل جيد مؤخراً صحيفة (دير شبيغل) الألمانية عندما نشرت تقريراً مطولاً تحت عنوان (نهاية الاستكبار – أمريكا تفقد هيمنتها الاقتصادية) جاء فيه:

"الأزمة المصرفية الحالية قلبت الهيمنة الأمريكية على أسواق المال والسياسة الدولية رأساً على عقب. الدول الصناعية الكبرى تدخل مرحلة الكساد الإقتصادي. عصر الرأسمالية العظمى قد انتهى، والقوة العسكرية الأمريكية الجبارة في حالة انحسار".

وتعليقاً على خطاب جورج بوش في الجمعية العامة للأمم المتحدة تقول الصحيفة:

"أحيانا لا نحتاج لأكثر من خطاب واحد فقط لنرى نهاية القوة العظمى. تعابير الوجه وصوت المتكلم والخطاب نفسه أو ردود أفعال المستمعين تفضح لنا كل شيء. يا ما تعلّق ملوك بالماضي ولكنّهم أهانوا أنفسهم أمام الناس. أما هذه المرّة فهو مجرّد الرئيس الأمريكي، أو ما تبقى منه". المصدر.

في مقابلة تلفزيونية في بداية هذا العام قال السيناتور باراك أوباما معلقاً على نيّة الولايات المتحدة إبقاء جيشها في العراق بدعوى مواجهة النفوذ الإيراني في البلاد بالقول:

"من المهم جداً أن لا تتراخى مهمتنا ونبدأ باقتراح إبقاء القوات لمواجهة التأثير الإيراني. فلو كنا مهتمّين حقاً بالتأثير الإيراني فلماذا نصّبنا هذه الحكومة أصلاً، وما كان علينا احتلال العراق". المصدر.

والسيناتور أوباما قد ألزم نفسه أيضاً بسحب القوات المحتلة من العراق ضمن جدول زمني لفترة 16 شهراً وليس هناك لحدّ الآن ما يشير إلى أنّه سيغيّر رأيه. بل الأمل أنّه سيذهب أبعد من ذلك وأن يضع خطة للانسحاب تنهي في نفس الوقت كلّ ما جاءت به قوات الاحتلال إلى العراق من أذناب وسلطة احتلال وقوانين جائرة غير شرعية...

إن أرادت أمريكا أن تستعيد صوابها وتنقذ نفسها عليها أن تجد طريقاً جديداً تحت قيادة باراك أوباما كما فعلت روسيا عندما تخلّصت من بوريس يلتسين وانتخبت بوتين رئيساً خدم روسيا خدمة أنقذتها من الانهيار وأوصلتها في ثمان سنوات فقط إلى مستوى القوى العظمى مرة أخرى.

وطريق أمريكا الجديد يجب أن يتضمن أولاً وقبل كل شيء إنهاء الاحتلال في العراق وتصفية كافة آثاره وإنهاء حكم الطائفية والتقسيم الديني والقومي للشعب العراقي وإنهاء الوجود الإيراني في البلاد والذي دخل مع الاحتلال ويجب أن يصفى وينتهي مع انتهاء الاحتلال.

الأشهر القادمة هي أشهر حاسمة، ولكن التغيير التاريخي الكبير الذي حصل في أمريكا يعطي ضوءاً من الأمل لانتهاء ليل الاحتلال وعودة العراق إلى الحكم الوطني إن شاء الله.

الأربعاء 6 ذو القعدة 1429 هـ الموافق 5 تشرين الأول 2008 م

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار