الأربعاء، نوفمبر 19، 2008


د.محمد رحال.السويد

لم انس الشيخ الجليل؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مبعوث وزارة الاوقاف المصرية الى اتحادنا الاسلامي , ليكون اماما لثاني اكبر مساجد السويد , وذلك بناء على طلبي لسد النقص في عدد الائمة في السويد , حيث كانت وزارة الاوقاف المصرية من اكرم وزرات الاوقاف العربية والاسلامية في هذا المجال, ولم انس مناقب الشيخ الجليل ابدا وخاصة مناقب الدروس المسائية والتي واظب عليها والتي نقبت كل المناقب بما فيها المسجد نفسه , فمن المعروف ان الوقت في السويد صيفا يختلف عن الاوقات في بلدان المشرق , حيث يطول النهار ليطوي ليل السويد محولا اياه الى نهار, ويقترب العشاء مع الفجر بل ويلتقيان , ومع كل هذا فقد اصر الشيخ الجليل على القاء دروس مابعد صلاة العشاء, وباعتبار ان الناس لم تكن تاتي للمسجد كونها جمعت المغرب مع العشاء , فكان الشيخ الامام بعد الانتهاء من صلاة العشاء اماما لثلاثة من المؤمنين , يفتح نوافذ المسجد ومعها يفتح صوت الميكروفون على اعلى مستوياته , ليسمع كلا الحاضرين من قصص واسرائيليات , ولم ينفع فيه رجائي بالغاء الميكروفون او تخفيف صوته , وانتهى الحال بان جيراننا من اهل السويد اعجبوا بصوته الرنان , وبالقائه البديع فارسلوا مئات الرسائل الى المجلس البلدي طالبين فيها اغلاق المسجد , وبالفعل فان البلدية استغلت احداث ايلول سبتمبر ومعها غزوة مانهاتن واغلقت المسجد , تحت ذريعة ان المسجد لم يستكمل شروط الامان الاطفائي , وهي ذريعة تستخدم في العادة للاغلاق السريع والقانوني , ولهذا فقد نجح الشيخ الفاضل في اغلاق مسجد من اكبر مساجد السويد بفضل اصراره على استخدام الميكرفون في موقف الافضل فيه ان يتكلم همسا, ومنذ ذلك اليوم وانا اتعوذ بالله من استخدام الميكروفونات , وفي احد الاعوام القريبة ذهبت بدعوة الى احدى الدول العربية , وشائت اقدار الله ان احضر احد الاجتماعات السنوية لاحد الاحزاب في مصر , والغريب ان غالبية الحضور كانوا من المدعوين والضيوف , ومع ذلك فقد كان الحضور اقل من بضع عشرات , والاشد غرابة ان الميكرفون اثبت انه اعلى صوتا من صديقي الميكريفون السويدي , وعجبت يومها من الاعداد التي حضرت والاسم الكبير الذي يحمله الحزب , في بلد هو من اكبر البلدان العربية , وكنت اتوقع للحضور ان يضيق بهم ملعب لكرة القدم , غير ان المكان كان اصغر من ملعب للاسكواش , وبعد يومين التقيت برئيس الحزب وصاحب الدعوة , وكم كنت حزينا ومتاسفا وخجلا منه لقلة الحضور , ولكنه كان في غاية التفاؤل كما قال و ان وسائل الاعلام صورت مؤتمره السنوي , وتكلمت عنه اكثر من محطة اعلامية وفضائية , وسالني عن رأيي في اعمال المؤتمر , وحينها قلت وبصراحة كاملة , يبدو ان البلد تحتاج الى اتحاد يجمع كل احزاب المعارضة.
ولعله من اكبر الطامات في شرقنا العربي ان هذه الاحزاب خلت الا نادرا من المراجعة الحزبية والفكرية , باستثناء بعض الاحزاب المغربية , وحزب العمل الاسلامي الاردني والذي قاد عملية تصحيح وتقييم جريئة , ادت الى انتخاب قيادة جديدة وسلمت فيها القيادة القديمة وبكل احساس بالمسؤولية دفة الادارة للقيادة الجديدة بروح من التعاون لم نعهدها في الاحزاب العربية والتي اصابتها عدوى الابدية والديكتاتورية المطلقة , عبرت عن تطور نوعي في مسلكية الحزب تمنيتها لو تمتد يد الاصلاح لتشمل كل الاحزاب الاخرى فيرتقي معها العمل الحزبي , وترتفع وتيرة العمل من اجل رفع مستوى السقف السياسي للمواطن العربي المنتوف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ والذي يؤكل حيا يمنة ويسرة , فلا يجد نتيجة لعمله او كدحه, ومع تجربة الاردن كنت اتمنى من احزاب اخرى صعدت الى مكانة عالية في حب الشارع العربي لها من مسيحي واسلامي ان تحترم هذا الحب وتترجمه الى صبر لكي تنجح في انتخابات قريبة منها بدلا من ان تشهر السلاح وتحتل مدنا وقرى , وتقتل امنين وتحت ذرائع شتى , ثم يعلن قادة الحزب تبعيتهم الكاملة لدولة اشاعت واباحت عقيدة القتل في شعب العراق انتقاما لاحقاد قومية عمرها الاف السنين , وكم تمنيت ايضا ان تدرس الاحزاب التي صعدت الى كرسي الانتخابات , انها صعدت بفضل حب الشعب لها وبفضل ماقدمه الاعضاء والقادة الشهداء فيجب عليها ان تزيد من عطائها لهذا الشعب , لاان تتحول الى طاغوت يدمر امل الشعوب في التغيير , وان تكون اكثر تسامحا مع خصومها واكثر رحمة .
لقد فشلت الاحزاب العربية في التغيير لان اهم اهدافها هو تغيير السلطة , ونسيت ان الهدف الرئيس لاي نجاح ليس في تغيير السلطة , وانما هو في تغيير مفهوم السلطة , وان السلطة الفعلية هي التي تكون اداة بيد الشعب , لاان يكون الشعب اداة بيدها , وما وجدته هو ان الشعب مل العمل السياسي, وابتعد عنه وذلك لفقدانه القيادة السياسية والهدف السياسي من اجل التغيير , فما اجدر باحزاب اليوم ان تستفيد من تجربة الاردن والمغرب في العمل السياسي وفي تجديد او تغيير كل فكر الحزب او ضمه الى حزب اخر طالما ان فيه خدمة للامة , ولا ضير ان يلتقي زعماء الاحزاب كي يتدارسوا افضل الطرق للارتفاع بالعمل الحزبي والذي هو ملك لكل الشعب وليس دكانا لحساب فلان من الناس.
ولعل ابرز الشخصيات التي احست بواجب التغيير رئيس العراق الراحل رحمه الله والذي اقر بوجوب التحام فكر الحزب مع الفكر الاسلامي الوطني بحيث يتماشى مع كلا الواقعين , وقاد بنفسه عملية التغيير والتي انتهت بنجاح كبير نشهد فصوله اليوم مقاومة من افضل المقاومات في العالم لاسوأ احتلال في العالم وتحت ضغط التكتم الاعلامي الرهيب الدولي والعالمي.
د. محمد رحال. السويد
globalrahhal@hotmail.comتحرير العراق واجب ديني ووطني وانساني فساهم فيه

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار