الخميس، أغسطس 28، 2008

أيها العرب.. أيها المسلمون..إخوانكم في العراق يصومون رمضان ولا يجدون على مائدة الافطار شربة ماء


شبكة البصرة
خليل السلماني
إطلع العرب والمسلمون في بقاع الأرض على حال إخوانهم في العراق من خلال التقارير والاخبار التي حملتها مختلف وسائل الإعلام المرئية والمقروءة حيث تفتقد المياه الصالحة للشرب في عموم مدن وقرى العراق في عاصمة بلاد النهرين بغداد الحبيبة. لقد أصبح الحصول على حفنة ماء بمثابة الجائزة التي تسهر لإجلها العائلة العراقية الليل الطويل لتفوز بها وقد لا تفوز، وذلك بسبب الانقطاع المستمر للمياه الصالحة للشرب. ولم يكن ذلك بسبب شحة المياه في عراق النهرين الخالدين دجلة والفرات ولا بسبب عدم وجود المجمعات والمشاريع الخاصة بتنقية المياه ولا بسبب غياب شبكة التوزيع على المدن والاحياء والقرى والقصبات. لقد أسس النظام الوطني في العراق قبل الاحتلال أضخم المشاريع الخاصة بتنقية وتصفية المياه ليس على مستوى العراق فحسب بل على مستوى المنطقة، كما مدً ت شبكات توزيع هذه المياه الى كافة المدن والاحياء والقرى والقصبات ليصل الماء الصافي الى حيث يتواجد العراقي على أرض الرافدين.

إن ما أوصل الأمور في العراق الى هذا الحال هو عمليات التعطيل والتخريب المقصودة لهذا القطاع الحيوي والمهم مثلما تم تخريب وتدمير كافة البنى التحتية للإقتصاد العراقي والبنى الاجتماعية والثقافية، من قبل قوات الاحتلال والحكومة العميلة، لأسباب مختلفة تصب جميعا في سياسة الإيغال في إذلال الشعب العراقي وإجباره على الهروب من بلده، أو الخنوع لسلطة الاحتلال وعملاءه.

إن التخريب المقصود في قطاع المياه الصالحة للشرب والذي تراوح بين تدمير المنشئات الخاصة بها أو تسميم الأحواض العملاقة التي يتوزع منها الماء الى المدن والاحياء أو تخريب شبكة التوزيع إنما يدخل في إطار سياسة القتل والابادة للجنس البشري في العراق والتي تمارسها قوات الاحتلال والحكومة العميلة بأساليب وطرق مختلفة تعددت أشكالها وتنوعت ألوانها ولكنها تؤدي الى نتيجة واحدة هي جريمة الابادة الجماعية للعراقيين بمختلف تكويانتهم ومشاربهم، (وجعلنا من الماء كل شيء حي).

لا تتوقف خطورة المساس والتخريب بقطاع المياه الصالحة للشرب في العراق على حرمان الملايين من نعمة المياه بل تتعدى ذلك الى ماهو أخطر حيث تتنتشر الأمراض والأوبئة التي غابت من العراق في زمن الحكم الوطني قبل الإحتلال بفضل الرعاية الصحية وتوفير مستلزمات الوقاية والعلاج بثمن زهيد إن لم تكن مجانا. لقد نسى العراقيون أمراضا مثل الكوليرا والبلهارزيا، فيما عادت تلك الأمراض لتظهر من جديد في الزمن الديمقراطي الأمريكي الأغبر على خلفية الإنقطاع المستمر للمياه الصالحة للشرب، وإنتشار البرك والمياه الأسنة ومياه الصرف الصحي في الشوارع والحارات والتي قد يلجأ المضطر اليها أحيانا لإطفاء نار عطشه في صيف العراق القائض حيث تتراوح معدلات درجة الحرارة بين (50 - 70)مْ.

أيها العرب.. أيها المسلمون في كل مكان ها هي تباشير شهر رمضان المبارك تطل علينا ولم يعد يفصلنا عنه إلا أياما معدودة، وإذ نرجو الله سبحانه وتعالى أن يكوم هذا الشهر الفضيل شهر خير وبركة على عموم الأمة العربية والإسلامية، وإن يبعد عنهم جميعا البلاء والمحن ويكلل جهد وجهاد العراقيين بالنصر المؤزر ليعود العراق حرا عزيزا أبيا الى حاضنة العرب والمسلمين، تذكروا وانتم تفطرون في شهر رمضان أن إخوانكم المسلمين في العراق لايجدون على مائدة الافطار الرمضانية شربة ماء تروي ظمأهم، فهل انتم منتصرون لهم؟ هل أنتم داعمون لجهدهم وجهادهم البطولي في مقاومة الاحتلال؟ ذلك ماينتظره العراقيون من إخوانهم العرب والمسلمين في هذا الشهر الفضيل ولو بخالص الدعاء.

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار