الجمعة، أغسطس 29، 2008

بديع عارف: صدام حسين كان مشغولا في ساعاته لأخيرة بعدم التعثر اثناء الصعود 'للمشنقة'




بواسطة
aliraqnews4 في 2008/8/28
'كشف المحامي العراقي البارز بديع عارف النقاب عن المزيد من التفاصيل والاسرار التي سيحتويها كتاب جديد يعكف الرجل على اعداده حاليا تحت عنوان المذكرات الشخصية وشهادته على العصر في مرحلة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ابتداء من ايام حكمه الاساسية وانتهاء بملف التحقيق معه ومحاكمته وإعدامه.

وفي هذه المذكرات يؤكد المحامي عارف بان المسالة الاساسية التي كانت تشغل ذهن الرئيس صدام حسين قبل تنفيذ حكم الاعدام به بأيام وساعات هي كيفية تجنب التعثر او الوقوع أو زلة القدم في حال الصعود الى الادراج التي ستصله بالمنبر المخصص لإعدامه شنقا.وابلغ المحامي عارف الذي ترأس هيئة الدفاع عن طارق عزيز ونخبة من كبار المعتقلين ان الرئيس صدام وبعد حصوله على ايحاءات باقتراب تنفيذ حكم الاعدام به طلب من سجانيه الامريكيين تزويد الغرفة التي احتجز بها بدرج او سلم للصعود حتى يتمرن على كيفية الصعود بدون الوقوع او التعثر، مشيرا الى ان صدام كان حريصا على الرحيل من الدنيا بكل وقاره ودون اي مساس يمكن ان يسيء اليه ولذلك طلب صدام من السجانين وضع سلاسل من الطوب على شكل سلم متدرج حتى يتمرن بدون تعثر للصعود الى المشنقة، كما طالب قبل يوم واحد من تنفيذ الاعدام بالسماح له بأن يتمرن وهو مقيد بنفس السلاسل التي يفترض ان تقوده الى حبل المشنقة.

وسينشر المحامي بديع في مذكراته تفاصيل ووقائع وشهادات تبرىء الرئيس صدام حسين من تهمة التخطيط لاغتيال وزير الدفاع الشهير عدنان خير الله قائلا بان خصوم صدام الصقوا ظلما هذه التهمة بالرجل، مؤكدا بأنه شخصيا كان المحامي الخاص بعائلة عدنان خير الله و ان هذه العائلة لا يوجد فيها من يتهم صدام بقتل المرحوم عدنان، ونفس الامر ينطبق على عائلة الرئيس حسن البكر الذي يعتبر المحامي عارف من المقربين منها.

وستجيب مذكرات عارف على اسئلة مهمة في تاريخ الصراعات بين النخب العراقية قبل واثناء حكم الرئيس صدام بما في ذلك فصل خاص يتعلق بالقيادي البعثي فاضل البراك واتهامه بالجاسوسية، كذلك المسائل ذات الصلة بملف مدير الامن السابق ناظم قزار الذي اتهم بالتخطيط لاغتيال صدام حسين واحمد حسن البكر، كما يتحدث المحامي في المذكرات نفسها عن العلاقة الشخصية التي ربطته بالبلاط الملكي في عهد الملك فيصل الثاني الذي كان مؤلف المذكرات يشاركه في لعبة كرة المضرب.

وقال المحامي عارف ان صدام خلال محاكمته وبعدما علم باستقرار ابنتيه رغد ورنا في العاصمة الاردنية عمان طلب من المحامين امام اصحاب المذكرات توجيه الشكر للملك عبد الله الثاني قائلا بان هذه هي اخلاق الهاشميين، كما اثنى الرئيس صدام قبل اعدامه على دولة قطر وعلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وعلى دولة الامارات والجزائر والزعيم الليبي معمر القذافي حيث وصف هذه الدول بانها اتخذت مواقف انسانية جيدة من اقرباء الرئيس وعائلته.

وسمع المحامي عارف الرئيس صدام يعتبر الدولة الايرانية (حكم وطني) قائلا بان مشكلتنا الوحيدة مع الايرانيين هي اطماعهم التوسعية في الوطن العراقي مستبعدا تماما نشوب اي صراع عسكري بين الولايات المتحدة وايران بعدما غرق الامريكيون كما قال في المستنقع العراقي، وقال عارف بانه سمع شخصيا رئيسة لوفد امريكي في بغداد تخاطب احمد الجلبي خلال محاكمات صدام قائلة له: حافظ على نفسك واحترس من شعبك حتى لا يقتلك. كما نقل المحامي عارف مشاعر الفرح التي عبر عنها صدام بعد رسالة شفوية في سجنه وصلته من زعيم هيئة علماء المسلمين الشيخ حارث الضاري، وقال عارف انه التقى بالشيخ الضاري على متن احدى الطائرات خلال زيارة لقطر فطلب منه الاخير نقل الرسالة لصدام يؤكد فيها تضامن الشيخ الضاري مع الرئيس بالرغم من الأذى الذي لحق بهيئته في عهده، وطلب الضاري من عارف ان يقول لصدام: نحن معك بالرغم من خلافنا الفكري لاننا ضد التغيير عن طريق الاحتلال وقال المحامي انه اوصل الرسالة لصاحبها وفرح بها الرئيس صدام.

وقال المحامي عارف ان شخصيات متعددة اختلفت كثيرا مع صدام وحزب البعث تجاوبت مع دعواته للتبرع لعائلات شخصيات قيادية انهارت ماليا او فقدت معيلها بعد الاحتلال خلافا لشخصيات عراقية متعددة في الخارج اثرت خلال عهد صدام وجمعت الكثير من الاموال، مشيرا إلى ان القيادي غازي حمود العبيدي مات في السجن من السرطان وان العراقيين الاثرياء تهربوا من مساعدة عائلته والتبرع لها خلافا لما فعله الشيخ حارث الضاري وأحد مشايخ الجنوب. ويروي عارف في مذكراته تفاصيل محادثة مهمة جرت بينه وبين صدام عام 1984 تتعلق بمقابلة طلبها المحامي للشكوى من تصرفات بعض اقرباء الرئيس والمتنفذين في عائلته وهي شكوى لم يكن يجرؤ عليها كثيرون الا ان صدام استقبل الشكوى باحترام وقطع جزء من الورقة التي دونت فيها مخصصاً لاسم المحامي عارف حتى لا يحصل اي انتقام منه لاحقا.

وقال عارف ان صدام شكره على الشكوى واعرب عن امله في ان يوصل له جميع المواطنين في العراق ما يشتكون منه كما عرض عليه الاستجابة لاي طلب له فاكتفى المحامي بطلب يتعلق باستقالة زوجته المدرسة حيث كانت المدرسات ممنوعات من الاستقالة الا بقرار من مجلس قيادة الثورة.وتروي مذكرات عارف تفاصيل كثيرة عن طبيعة علاقة صدام بالمعتقلين من كبار اركان حكمه فقد كان الرئيس يتصرف مع بقية المعتقلين باعتباره رئيسا لهم ويراجعهم في بعض القضايا كما يكشف النقاب عن خلفيات محاكمة آمر معسكر الاعتقال الامريكي المخصص لكبار المعتقلين الكولونيل وليام اسبن الذي اتهم وحوكم بتهمة التعاون مع المعتقلين والمقاومة لعشر سنوات، وهذا الكولونيل حسب عارف كان يزود المعتقلين بشرائح وهواتف خلوية وكان يبدو انه المسؤول عن تمكين بعض المعتقلين بمن فيهم صدام حسين من تدخين (السيجار) ويقول المحامي انه شاهد بين يدي بعض المعتقلين من كبار الشخصيات سيجارا موقعا باسم الرئيس صدام.

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار