الثلاثاء، أغسطس 05، 2008

الجيب العميل في الحركه الكرديه أداة المشروع الصهيوني في العراق

شبكة البصرة
محسن خليل
في وقت مبكر نشطت الحركة والمنظمات الصهيونية ولاحقا جهاز الموساد، في تجنيد عدد من الشخصيات داخل الحركة القومية الكردية،أولا لأستخدام هذه الحركة في خدمة الاهداف الصهيونية بالمنطقة العربية، وثانيا لترويض الحركة وتحويلها الى أداة للقوى الامبريالية في المنطقة بدل ان تكون حركة تحرر وطنية. الاتصالات مع عائلة البارزاني بدأت في الثلاثينات من القرن الماضي، وتطورت مع قيام الجمهورية في العراق عام 1958 حيث بدأ تدفق الاسلحة (الاسرائيلية) الى كردستان عبر أيران.. منذ ذلك التاريخ طفت الى السطح استخدامات الكيان الصهيوني السياسية والعسكرية والامنية للجيب العميل داخل الحركة الكردية وأبرز شخصيات هذا الجيب القيادية مصطفى البارزاني الاب واولاده ادريس ومسعود وبقية الاحفاد والاقرباء من العائلة، أضافة الى مجموعة أخرى من خارج العائلة منهم جلال الطالباني وأبراهيم أحمد ومحمود عثمان وكوسرت رسول،وأديب المفتي وعمر مصطفى دبابة وسيد عزيز شمزيني وآخرين.. أستخدم العدو الصهيوني الجيب العميل لضرب الاستقرار السياسي في العراق وتعطيل حركة التنمية والتحررالوطني فيه، وأضعاف الجبهة الشرقية والعراق ركن اساسي فيها.وتمكنت القيادة الصهيونية من جعل الجيب العميل أداة أرتباط وربط وتشارك بين أيران والكيان الصهيوني والولايات المتحدة في مخططاتهم ضد العراق والامة العربية على أمتداد اكثر من ستة عقود ممتدة ومستمرة حتى اللحظة الراهنة..
دراسة تاريخ التمرد العسكري للبارزاني الاب والابن يؤكد أرتباطه بالتطورات داخل العراق وفي الوطن العربي،فعندما طالب عبدالكريم قاسم رئيس وزراء العراق (1958 - 1963) شركات النفط الاحتكارية،بتعويض العراق عن انتهاكاتها لأتفاقية أمتياز أستثمار النفط في العراق، رغم أجحافها، تحرك البارزاني لأعلان التمرد العسكري وتلقى دعما عسكريا مباشرا من أسرائيل، أسلحة ومدربين وقادة عسكريين تولوا تخطيط العمليات العسكرية ضد الجيش العراقي بهدف الضغط على القيادة العراقية وأجبارها على التراجع عن مطالبها من الشركات النفطية الاجنبية. يومها كانت علاقة عبدالكريم قاسم مع مصطفى البارزاني وثيقة وأيجابية على المستويين الشخصي والسياسي،فقد أستدعى قاسم البارزاني من الاتحاد السوفيتي الذي لجأ اليه بعد فشل جمهورية مهاباد الكردية في أيران، وأكرمه ومن كان معه على كل المستويات، صرف لهم اعلى رواتب في الدولة العراقية، وخصص لكل منهم سكنا لائقا، وعدل الدستور العراقي اعترافا بالمكون الكردي من الشعب العراقي. كل هذا تلاشى مع وصول تعليمات الموساد للبارزاني بالانسحاب من بغداد والتوجه الى جبال كردستان واعلان التمرد العسكري. أيران الشاه كانت شريك الموساد في مد التمرد بالدعم العسكري والمالي والاعلامي. أطلق البارزاني وشلة الموساديين معه في قيادة الديمقراطي الكردستاني على تمردهم،أسم ثورة أيلول سبتمبر 1961 بينما لم يكن التمرد سوى تضامنا مع شركات النفط الاجنبية. لم تكن حكومة المركز في بغداد قد بادرت بأي عملية عسكرية ضد البارزاني، بل فوجئت بتمرد غير مفهوم الدوافع في البداية وقبل أن تتكشف صلة الموساد به.ولم يكن أمام حكومة عبدالكريم قاسم يساندها الحزب الشيوعي العراقي سوى العمل على قمع التمرد حفاظا على أمن الوطن وسيادة الدولة..
في عام 1970 أسس البعث في العراق تجربة رائدة في مجال التعددية السياسية والحزبية وأقام جبهة وطنية من أحزاب عراقية بينها حزب البارزاني والحزب الشيوعي العراقي،وبينما كانت حكومة بغداد تفاوض البارزاني على حل مبدئي للمسالة الكردية في العراق من خلال مشروع الحكم الذاتي وجوهره تأسيس برلمان وحكومة أقليم لكردستان العراق،كان (بابا علي) ممثل مصطفى البارزاني يشارك مع اللواء عبدالغني الراوي في تدبير محاولة أنقلابية يشرف عليها شاه أيران شخصيا، ويتولى جوانبها الاجرائية رئيس وزرائه ومدير مخابراته،ورغم فشل المحاولة الانقلابية تابعت القيادة العراقية مشروع الحكم الذاتي وأنجزت بيانه في آذار 1970. وبعد أقدام قيادة البعث على تأميم شركات النفط الاحتكارية عام 1972، اعلن البرازاني بطلب من كيسنجر وتأييد أسرائيل وأيران تمردا عسكريا جديدا وتخلى عن بيان آذار وقانون الحكم الذاتي وتلقى من اسرائيل وأيران اسلحة ثقيلة ومتطورة، وأشتركت قوات أيرانية ترتدي ملابس بيشمركة في القتال معه،وتدفق على مقر البارزاني في شمال العراق خبراء عسكريين صهاينة وضباط موساد بأعداد غير مألوفة. وهزم التمرد في النتيجة.
ليس الغرض من هذه الاسطر سرد التاريخ الخياني للجيب العميل داخل الحركة الكردية وأنما التذكير ببعض محطاتها التي تؤكد أرتهانه طيلة تاريخه السياسي بالكيان الصهيوني وأيران وأسرائيل. ومثلما ظل هذا الثالثوث متحالفا ضد العراق والامة العربية على عهد شاه أيران الاب والابن،واستمر في عهد خميني ورفسنجاني وخاتمي، وتواصل مع أحمد نجاد، كذلك حافظ الجيب العميل على أداء دوره الخياني بكل أخلاص. ولم يكن هدفه الشعب الكردي بقدر ما كان همه أرضاء الصهاينة وأطراف التحالف الثلاثي الاخرى. مسعود البارزاني يعترف بهذه الحقيقة وأن كان اعترافا ناقصاً.. انه يقول في وصف علاقات حزبه وحركة التمرد التي قادها أبوه ما يلي : ((وقرار أقامة العلاقة مع أسرائيل كان قرارا جماعيا ًلقيادة الثورة. واولى صلات أسرائيل جرت بالمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني في حزيران 1963 بلقاء سري بين السيدين جلال الطالباني وشمعون بيريس في باريس بتوسط الامير كامران بدرخان. وعلى أثر ذلك اللقاء سافر الى أسرائيل وفد برئاسة أبراهيم أحمد وعضوية عمر مصطفى دبابة وسيد عزيز شمزيني عن طريق أيران،التي فتحت الطريق لمرور مساعدات محدودة من أسرائيل الى الثورة عبر أراضيها)) (المصدر : كتاب – البارزاني والحركة التحررية الكردية - الجزء الثالث – تأليف مسعود البارزاني - أربيل 2002 – صفحة 380)).
ماذا تقول قيادة الحزب الشيوعي العراقي والعديد من قيادات الاحزاب الشيوعية العربية وكثير من عناصر اليسار العربي الذين تعاملوا مع البارزاني كثائر يمثل حركة تحرر وطني مناهضة للأمبريالية والصهيونية وقدموا لها الدعم السياسي والاعلامي على حساب انظمة وطنية قامت في العراق منذ 1958 الى 2003؟ أكثر أعضاء قيادة الحزب الشيوعي العراقي تحالفوا مع المحتل الامريكي كما تعاملت شخصيات قيادية من احزاب شيوعية عربية وتنظيمات يسارية ومنظمات تضامن ضد الامبريالية والصهيونية مع الجيب العميل بعد أفتضاح أرتباطاته بالولايات المتحدة وأسرائيل وأيران بعد الاحتلال ولم تراجع مواقفها من جلال ومسعود بل سال لعابها لاموالهما السخية التي صارا يدفعانها لمن يزور كردستان أو يشارك في مؤتمر أو ندوة تعقد هناك حيث يستوطن الموساد تحت حماية المحتل أو ينظم ندوة أو بحثاً أو يكتب مقالا يروج لأنفصال كردستان عن العراق.
واليوم بعد خمس سنوات على الاحتلال، تحول الكيان الصهيوني الى محتل للعراق من الباطن، وأستوطنت عناصره كل انحاء كردستان، التي جعل منها منصة وثوب للتمدد في العراق جميعه.التغلغل الصهيوني في العراق أخذ أبعادا عسكرية وامنية وعلمية وثقافية وسياحة دينية وتجارة أستيراد وتصدير ومقاولات، والاخطر ان الولايات المتحدة أطلقت يد الكيان ليشاركها ادارة العراق المحتل، ويهيمن اليهود الامريكيين حملة الجنسية المزدوجة على وزارات حكومات الاحتلال ويتحكمون في رسم سياساتها وقراراتها.التغلغل الصهيوني في العراق وكردستان، حديث المواطن العراقي، ومظاهره معروفة والكثير منها صار مكشوفا، لكن ما يجدر التنويه اليه هو الدور الصهيوني في تفريغ مدينة كركوك وأجزاء واسعة من مدينة الموصل وديالى من سكانها وأحلال أكراد محلهم،بعضهم مستورد من أكراد تركيا وأيران. المؤسسات الصهيونية، تمول الاكراد الذين يستجلبهم جلال ومسعود لأستيطان كركوك ومناطق الموصل. فرز طائفي يمارسه الائتلاف العراق الموحد برئاسة عبدالعزيز الحكيم، وفرز عرقي يمارسه تحالف جلال ومسعود، وكلا التحالفان يحتكران أمتلاك الاسلحة والهيمنة على الاجهزة العسكرية والامنية المشكلة بعد الاحتلال. انهم يستخدمون القوة المسلحة وفرق الموت لأرعاب المواطنين في هذه المدن وأجبارهم على النزوح، أو شراء أراضيهم ودورهم. حملة واسعة لشراء الاراضي في كركوك والموصل تمولها وتقودها عناصر الموساد الصهيونية، تمهيدا لفصل شمال العراق عن الوطن الام، أو جعل أقليم كردستان مستقلا أستقلالا كاملا تحت مظلة الفدرالية، الى أن يحين الوقت المناسب لأعلان الانفصال.
موقف جلال الاخير موقف موسادي أساسا.حين نقض قانون أنتخابات مجالس المحافظات بسبب المادة 24 التي قررت أن يكون لقضية كركوك في قانون مجالس المحافظات وضع خاص، يتم تقاسم السلطة فيها بالتساوي بين مكوناتها الاساسية من العرب والتركمان والاكراد وبنسبة 32 % لكل منهم والبقية للكلدوآشور.طالباني المفترض انه رئيس جمهورية العراق، تصرف كرئيس عصابة كما هو في الحقيقة كمجند موسادي نقض القانون لأنه يريد أن تكون كركوك كردية وتُضَّم الى أقليم كردستان. وتصرفه هذا ينسجم مع سياسته وسياسة مسعود في كردستان العراق التي وفرت حرية كاملة لأسرائيل في أدارة الاقليم. لقد منعا (جلال ومسعود) العرب من الدخول إلى الأماكن التي يوجد فيها اسرائيليون أو سياح أسرائليون، حماية لهم.وتنفيذا لتعليمات الموساد يعامل العراقي العربي في أقليم كردستان لأغراض العمل والاقامة معاملة الاجنبي.
كما تولت عناصر الموساد مع أجهزة جلال تمويل شراء الاراضي الزراعية والخدمية والدور السكنية في كركوك والموصل بأعلى من سعرها بخمس مرات لتغيير التركيبة السكانية لصالح الاكراد،وأنشأوا بنك أقراض متخصص لهذا الغرض. وقد رافق شراء الأراضي هجرة كردية واسعة إلى مدينة كركوك حيث يقدم حزبا جلال ومسعود وبمشورة الموساد 200 دولار شهريا لكل عائلة كردية تستوطن كركوك.
ونشرت يديعوت أحرونوت أن هناك نشاطا واسعا لأسرائيل لتزويد أدارتي جلال ومسعود في أربيل والسليمانية بالأسلحة والعتاد،كما أنها شاركت في بناء مطار هولير الدولي قرب أربيل، وهناك ما يشبه جيشاً مشتركاً مكون من تشكيلات خاصة من جيش العدو الصهيوني وضباط الموساد وتشكيلات البيشمركة التابعة لجلال ومسعود.اضافة الى اصدار جوازات سفر صادرة باللغة الكردية ولوحات أرقام السيارات والطوابع، ويجري العمل على أصدار عملة كردية أطلق عليها المتصهينون جلال ومسعود الدولار الكردي. وقد منع أستخدام اللغة العربية منعا مطلقا في جميع المؤسسات والدوائر الرسمية،وفي لوحات المرور، مع ان الدستور يقرر انها اللغة الرسمية الام الى جانب اللغة الكردية. ويجري العمل لكتابة اللغة الكردية بحروف لاتينية. صدرت صحف بهذه الحروف على سبيل البروفة.

لا مجال للأسترسال، في السرد، لكن ما كان يعتبره البعض مجهولا بات معروفا للجميع. أن شخصيات مثل البارزاني الاب والابن أو جلال والمقربين منهما لم يكونوا سوى عملاء للموساد والسافاك والسافاما الايرانيين والسي آي إي. هؤلاء مثلوا الجيب العميل داخل الحركة القومية الكردية التي هي حركة وطنية تحررية مشروعة، أنما شتان بين جيب عميل وبين وطنيين وقوميين أكراد. خلال لقاء رايان كروكر المندوب السامي الامريكي في العراق مع جلال الطالباني يوم 31/7/2008 على هامش أزمة قانون مجالس المحافظات أعطى كروكر الضوء الاخضر لجلال للمضي في أجراءآت ضم كركوك الى أقليم كردستان. عندما يستقل هذا الاقليم الذي باركت الجامعة العربية وأتحاد البرلمانيين العرب كل أجراءآته الانفصالية، سيكون الامريكان والصهاينة والايرانيون قد وضعوا على منضدة الرمل كيانات عربية أخرى وانظمة عربية أخرى للتفتيت والتدمير... فلا نامت اعين الجبناء.
صحيفة الموقف العربي
القاهرة

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار