الثلاثاء، مايو 06، 2008

أطفال عراقيون في اسرائيل


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

شبكة البصرة
أمل الشرقي- العراق

في عمق المأساة العراقية تتوغل اليد الاسرائيلية لتصطاد من مياه المعاناة العكرة أضعف الضحايا وأشدهم عوزاً وحاجة, وتحولهم إلى لافتات للاعلان عن "إنسانية" اسرائيل و"تعاطفها" مع العراقيين في محنتهم.أخبار الاطفال العراقيين الذين تبرعت اسرائيل بمعالجتهم من أمراض قلبية مستعصية كان لها وقع الصفعة على كل وجه ما يزال يحمل من ماء الحمية قطرة. وملخص الخبر أن جمعية (آخين) الاسرائيلية (ومعناها: أخوة معاً) وهي إحدى الجمعيات والمؤسسات الاسرائيلية التي تنسق مع مكتب خاص في المنطقة الخضراء ببغداد يدعى المركز العراقي للمساعدة الطبية, نظمت حملة لنقل حوالي مئة من الاطفال العراقيين المصابين بتشوهات خلقية في القلب لارسالهم إلى إسرائيل لمعالجتهم على نفقة الجهات الاسرائيلية. الاطفال المعنيون مختارون بعناية من جميع مناطق العراق حسب خارطة التقسيم المستقبلية ليكون بينهم الكردي واليزيدي والمسيحي إلى جانب السني والشيعي, بالطبع, كي تعم بركة إسرائيل كافة الشرائح والفئات.بخلاف النشاطات الخفية التي تمارسها إسرائيل في السر في عراق ما بعد الاحتلال, تسلط الاضواء على هذا النشاط "الانساني" الذي تأمل اسرائيل أن تطل من خلاله على العراقيين بوجه يصطنع الحنان والرأفة, ويستثير على الفور النزعة إلى المقارن بين "أخوة" اسرائيل الحاضرة في المأساة العراقية و"أخوة" الاخوان الحقيقيين الذين غابوا عن المشهد.يتحدثون في العراق عن دبابات أمريكية هاجمت يوم دخول بغداد مستشفى جراحة القلب في الكرخ وعن خبراء تفجير متخصصين أحاطوا سطح المستشفى بشريط أحرقوه بطريقة فنية فأتت النار على المبنى في ساعات قلائل.تبدأ الحكاية من حرق المستشفيات ونهبها وتجريدها من معداتها. وتتطور إلى استهداف الاطباء بالقتل والاختطاف حتى خلا العراق أو كاد من أطبائه المتخصصين. وتتفاقم بتدهور الوضع الصحي ووصوله إلى الحضيض, لكي تختتم بهذا المشهد المروع لاطفال العراق الذين هدهم الداء يحملون إلى اسرائيل مادة للدعاية وسلعة للمتاجرة.لا أنادي على حكومة العراق ذات الفائض المالي المقدر بالمليارات كي تتحمل مسؤوليتها ولو على نطاق الاطفال المرضى, ولا أنادي على العرب الذين غابوا عن كل الساحات العراقية بما فيها الساحة الانسانية, ولا أنادي على الغيرة الاسلامية المنشغلة بالطائفية والتكفير. فقد أصم الجميع آذانهم وأغمضوا عيونهم. وحدها اسرائيل تظل مفتوحة العينين تترصد مآسينا وتستخرج منها المكاسب والفرص.
العرب اليوم 28/04/2008
شبكة البصرة
الاحد 28 ربيع الثاني 1429 / 4 آيار 2008

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار