الاثنين، مايو 12، 2008


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بوش أكثر غزاة التاريخ بربرية وغباء
شبكة البصرة
بقلم الدكتور عبد الواحد الجصاني
المقدمة
يعتبر المؤرخون أن هولاكو هو أكثر غزاة التاريخ بربرية. وحفلت كتب التاريخ بتفاصيل مروّعة عن بشاعة جرائمه وخاصة عند إحتلاله بغداد عام 1258، حتى أصبح تعبير (هولاكو العصر) يطلق على من سار على نهجه من الغزاة اللاحقين. إلا أن المقارنة المتأنية بين جرائم هولاكو وجرائم بوش تؤكد أن بوش فاق هولاكو في بربريته، وأنه فاق كل غزاة التاريخ بغبائه وسوء تخطيطه سواء في توقيت الغزو أوصياغة مبرراته أوسياق مجرياته والنتائج الكارثية التي جرّها على أمريكا نفسها.

أولا: كيف فاقت بريرية بوش بربرية هولاكو
1- فترة الحصار التي سبقت الغزو :
حاصر هولاكو بغداد ثلاثة أسابيع (من 20 كانون الثاني ولغاية 9 شباط 1258) ودخلها في العاشر من10 شباط، ولم تتحدث كتب التاريخ عن أضرار كبيرة سببها هذا الحصار عدا بعض الحرائق الناتجة عن رمي الكرات النارية من منجنيقات الجيش المغولي المحاصرة لبغداد، وبعض القتلى بسهام جنود هولاكو التي كانوا يرمونها من وراء الأسوار. أما بوش فقد حاصر، هو وأبوه، ليس بغداد وحدها بل العراق كله، لثلاث عشرة سنة، وقتل خلال هذا الحصار مليوني عراقي أغلبهم من النساء والأطفال. وصف تقرير الخبير مارك بوسويت المقدم الى لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الحصار المفروض على العراق بإنه غير شرعي وغير أخلاقي أفقر وعزل وخرب المجتمع العراقي، وسبب تفشي الأمراض والوفيات بين المدنيين الأبرياء وسبب كارثة إنسانية شبيهة بأسوأ الكوارث التي حصلت في التاريخ البشري (تقرير الخبير البلجيكي، مارك بوسويت في 21 حزيران2000 المقدم الى لجنة حقوق الإنسان(الوثيقة E/CN.4/Sub.2/2000/33)).كما وصف خبراء قانونيون وشخصيات دولية هذا الحصار بإنه جريمة إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية. أما السفير أموريم رئيس اللجنة المكلفة من مجلس الأمن بدراسة الحالة الإنسانية في العراق فقد أكّد أن الحصار (نقل العراق من الرفاهية النسبية إلى الفقر الجماعي). (وثيقة الأمم المتحدة S/1999/356 المؤرخة 30/3/1999)

2 – القتل والتدمير خلال الغزو والإحتلال :
إختلفت روايات المؤرخين في إحتساب الفترة التي إستباح فيها هولاكو بغداد عند إحتلاله لها. بعضهم قال إنها كانت سبعة أيام والبعض الآخر حددها بسبعة عشر يوما وفريق ثالث قال أنها إمتدت لإربعين يوما. وحفلت كتب التاريخ بسرد الفضائع، من قتل ونهب وسلب وحرق للمكتبات، التي إرتكبها جيش هولاكو خلال فترة الإستباحة هذه. وقال المؤرخون إنه بعد فترة الإستباحة هذه أعلن هولاكو الأمان وإنسحب جيشه من المدينة ليعسكر خارجها، وجرى تنظيف المدينة من الجثث (مجهولة الهوية)، ثم أرسل (هولاكو) اثنين من أمراء المغول على رأس ثلاثة آلاف فارس للعمل على استتباب الأمن والإشراف على إعمار بغداد وإعادة الحياة الطبيعية إليها. ولم تذكر كتب التاريخ ان هولاكو إستباح مدنا عراقية أخرى غير بغداد. وقدرت المصادر التاريخية ضحايا فترة الإستباحة هذه بمائتي ألف عراقي وبعضها قدّره بأربعة أضعاف هذا العدد، وهو رقم تبدو المبالغة فيه واضحة.
أما بوش فقد إستباح العراق منذ 20 آذار 2003 ولحد اليوم، وبلغ ضحايا إستباحته للعراق 1.2 مليون قتيل من العراقيين و 1.1 مليون جريح حسب دراسة لمعهد الأبحاث البريطاني المستقل ORB المنشورة في خريف 2007. وتشير أرقام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الى أن أكثر من خمسة ملايين عراقي هجّروا قسريا داخل وطنهم وخارجه منذ الإحتلال. ووثقت منظمات حقوق الإنسان ارتكاب الجيش الأمريكي والمرتزقة والميليشيات التي جاءت معه أبشع جرائم الاغتصاب والتعذيب والقهر والإرهاب. وزرع المحتل بذور الفتنة الطائفية والعرقية بهدف تفتيت العراق ودمّر البنى التحتية ونشر الأمراض والفقر والجهل في بلد كان أحد أكبر منارات العلم والثقافة بالمنطقة.

3 – الأسلحة المستخدمة :
كان سلاح المغول السيف والرمح والنبال والمنجنيق، أمااسلحة بوش فهي طائرات (بي 52) و (أف 16) والأباتشي ودبابات الأبرامز وقذائف اليورانيوم المنضب (وهو سلاح إشعاعي) والفسفور الأبيض (وهو سلاح كيمياوي) والقنابل الإنشطارية والقنابل الفراغية (وهي أسلحة تقليدية محرمة دوليا)
ومهما قيل عن بربرية جنود هولاكو فإن قدرتهم على القتل الجماعي تبقى محدودة بسبب محدودية قدرة البشر على القتل بالسيف. وبإستثناء فترة الأربعين يوما التي إستباحوا فيها بغداد وقتلوا المدنيين بلا تمييز، فإن ضحايا جنود هولاكو هم جنود الجيش المقابل أو من رفع السيف بوجه الغزاة. بينما أغلب ضحايا بوش هم من المدنيين وخاصة الأطفال وكبار السن والعجزة والمرضى نتيجة القصف العشوائي للمدن والقرى العراقية. في معركة الفلوجة في شهر تشرين الثاني 2004 أبيدت عوائل بكاملها وهي في منازلها بالفسفور الأبيض. وفي نفس الحملة دمرت الطائرات والمدفعية الأمريكية 75% من بيوت المدينة تدميرا كليا أو جزئيا. أما اليورانيوم المنضب فإنه لم يقتل المستهدفين في أرض المعركة حسب، بل إنتشر الى آلاف الكيلومترات تنقل إشعاعاته المسرطنة الرياح وذرات الغبار وسيستمر تأثيرها لملايين السنين القادمة. وهو لم يقتل أبناء البلد المستهدف فحسب بل وايضا دول الجوار والجنود الأمريكان أنفسهم الذين يعاني آلاف منهم حاليا من آثار اليورانيوم المنضب. وسيستمر العراق ودول الجوار وبالذات الكويت والسعودية وإيران يعانون من آثار اليورانيوم المنضب لأجيال قادمة.

4- إنتهاك أعراف وأخلاقيات الحرب :
المغول قبائل رعوية تعيش على الصيد والقنص إحترف مقاتلوها الغزو والنهب.وعندما إحتل هولاكو بغداد لم يكن هناك قانون دولي أوقانون دولي إنساني أوإتفاقيات جنيف، ولم تكن الإمبراطورية المغولية طرفا في أي عهد دولي يحمي المدنيين في النزاعات المسلحة أو يحرّم الإساءة اليهم.
وعندما غزا بوش العراق كان العالم قد نخطى عتبة القرن الحادي والعشرين وتأصّل النظام القانوني الدولي الذي يفترض أن يحكم العلاقات الدولي ويحمي الشعوب والدول من العدوان. وكانت الولايات المتحدة البلد الأكثر غنى والأكثر تطوراعلميا وتقنيا. وكان جيشها يفتخر بإنه جاء من بيئة متحضرة تحترم معايير حقوق الإنسان وحقوق الحيوان أيضا، وإذا دهست سيارة قطة في إحدى المدن الأمريكية يتصدر هذا الحادث وسائل الإعلام. كما أن الولايات المتحدة طرف أساسي في جميع الإتفاقيات الدولية الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب وحقوق الإنسان ومنع التعذيب وقمع العدوان. بل إن أغلب هذه النصوص القانونية ومنها ميثاق الأمم المتحدة جرى إعدادها وتوقيعها على الأراضي الأمريكية.ورغم هذه الخلفية (المتحضرة) فقد إنتهك بوش وجيشه كل قوانين الأرض والسماء ومارسوا من البربرية ما لم يخطر على بال المغول البرابرة وبما يعكس مستوى الإنحطاط الأخلاقي وغياب أدنى قيم الإنسانية لدى الغزاة الأمريكان. لم يحدثنا التاريخ أن هولاكو وضع عشرات الألاف من العراقيين في السجون وقتلهم أو عذبهم أو إغتصبهم أو أجبرهم على ممارسات جنسية مشينة، أو أن جنوده إغتصبوا طفلة ثم أحرقوها مع عائلتها مثلما فعل الجنود الأمريكان مع عبير الجنابي، أو أنهم أعدموا أسيرا عراقيا بسرفات الدبابات واصبح جسده مفروشا على الإسمنت بسمك الورقه حسب الصورة التي عرضها جندي أمريكي مناهض للحرب في مؤتمر عقد مؤخرا في برلين.

5- معاملة الأقليات الدينية :
كان هولاكو وثنيا بينما كانت زوجته لطقز خاتون مسيحية، ويقول المؤرخون أنها طلبت منه الإحسان إلى المسيحيين. وفعلا إستثنى هولاكو المسيحيين من مجازره كما إستثنى كنائسهم من النهب والهدم، وأغدق الهدايا على بطريرك الطائفة المسيحية في بغداد ومنحه قصرا من قصور الخلافة.
أما بوش فقد هدم أو أحرق أو نهب هو وعملائه أغلب المراقد المقدسة بضمنها الكنائس وتعرض المسيحيون العراقيون، كإخوتهم المسلمين العراقيين، للقتل والتهجير. فقنابل وصواريخ بوش الذكية لم تفرق بين عراقي مسلم وآخر مسيحي، كما أن الفوضى التي سادت منذ الإحتلال جعلت من المسيحيين هدفا سهلا للميليشيات الطائفية ولعصابات الجريمة المنظمة. وحتى العميل (يونادم كنا) الذي جاء مع الإحتلال أقرّ في تصريح له يوم 9/5/2008بأن المسيحيين يتعرضون للتهميش والتغييب المقصود، وأن هناك سياسة اجتثاث المكون المسيحي من مؤسسات ودوائر الدولة.

6 – نشر المخدرات :
لم تروي المصادر التاريخية أن هولاكو نشر المخدرات في العراق، بل على العكس من ذلك قضى هولاكو، وهو في طريقه الى بغداد، على سلطة فرق الإسماعيلية وممالك الحشاشين في إيران ودمر قلاعهم في العاصمة مزندران وفي قلعة (ألموت) الشهيرة التي أنشأها أمير الحشاشين الحسن بن الصباح. أما بوش فقد نفذ مخططا صهيونيا جهنميا لنشر وترويج وتعاطي المخدرات وحبوب الهلوسة بين شباب العراق كما سمح بنشر زراعة المخدرات في بعض مناطق العراق ومنها الديوانية وديالى، وبذلك أصبح العراق سوقا رائجة للمخدرات وممرا لنشرها في منطقة الخليج العربي، بعد أن كان العراق قبل الغزو الأمريكي نظيفا من كل أنواع المخدرات.

7 - الكذب والإفتراء:
كان هولاكو صريحا في التعبير عن أهداف حملته، ولم يلجأ الى الكذب أو الفذلكة اللغوية لتبرير غزوه. تذكر كتب التاريخ أن هولاكو وجّه رسالة الى الخليفة المستعصم بالله يطلب فيها منه الإستسلام وفتح أسوار بغداد وجاء فيها (عليك أن تهدم الحصون وتردم الخنادق، ثم تتوجه لمقابلتنا... فإذا أطعت أمرنا فلا حقد ولا ضغينة، ونبقي لك ولايتك وجيشك ورعيتك، وأما إذا لم تنتصح وسلكت طريق الخلاف والجدال، فأعد جيشك وعين جبهة للقتال، فإننا مستعدون لمحاربتك، واعلم أنني إذا غضبت عليك وقدت الجيش إلى بغداد فسوف لا تنجو مني ولو صعدت إلى السماء، أو اختفيت في باطن الأرض).
أما بوش فقد بنى غزوه على سلسلة من الأكاذيب والوثائق المزورة، بدءا من قوله إنه ذاهب للعراق لتدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية (أنظر رسالة مندوب أمريكا الى رئيس مجلس الأمن يوم 20/3/2003)، ثم قوله أن للعراق علاقة قوية بتنظيم القاعدة، ثم نظريته الأخيرة بإن هدف الغزو الأمريكي هو نشر الديمقراطية في العراق.

8- تدمير التراث :
لقد هدم هولاكو وخرب واحرق مكتبات بغداد وجوامعها، ولكن لو قارنّا ذلك بما قام به بوش، سنرى أن جريمة بوش بحق التراث الثقافي والحضاري العراقي وبحق علماء العراق، هي أكثر بربرية وظلامية من جرائم هولاكو. كما اضاف بوش اليها جرائم لم يقم بها أو لم يعرفها هولاكو مثل تدمير المواقع الأثرية كبابل واور وسرقة محتويات المتحف الوطني البالغ عددها نحو 170.000 قطعة أثرية، والسماح للصوص الآثار بالتنقيب العشوائي في المواقع الأثرية العراقية. إن بوش ليس غازيا يريد النهب فقط بل وأيضا يريد محو ذاكرة العراقيين وقطع صلتهم بماضيهم

ثانيا : كيف أن بوش أكثر غزاة التاريخ غباء
1 - توقيت الغزو :
غزا هولاكو العراق في وقت كانت فيه الدولة العباسية في غاية الضعف والتفكك، فبعد أن كانت في عصورها الذهبية تمتد من أوربا الى أطراف الصين، إنحسر نفوذها الفعلي في العصر العباسي الخامس بالعراق فقط.. ويتفق مؤرخو تلك المرحلة ومنهم إبن كثير وإبن طباطبا على أن المستعصم بالله آخر خلفاء بني العباس كان ضعيفا مستضعف الرأى قليل الخبرة بالمملكة مطموعا فيه وكان العوبة بايدي المماليك والسلاجقة. إن ضعف الدولة العباسية هو الذي اغرى المغول بغزو العراق و سهّل لهولاكو شراء ذمم وزراء وحاشية المستعصم بالله، ومنهم وزيراه ابن العلقمي والطوسي، الذين فتحوا أبواب بغداد للغزاة. أما بوش، فقد قرر غزو العراق في وقت تشهد فيه الأمة العربية نهوضا بعد سبعمائة عام من التخلف، وكان العراق قطب الرحى في عملية النهوض القومي والفكري والثقافي هذه، لذلك واجه الأمريكان،ورغم كونهم أعتى قوة عسكرية عرفها التاريخ، بمقاومة العراقية شرسة أعطت الدليل على نهوض الأمة.ولم يجد الأمريكان ولو واحدا من القيادة العراقية ينقلب على قائده أو عقيدته أو يسهّل إحتلال بلده. لقد اخطأ بوش الزمان والمكان وغاص في مستنقع العراق، وإن أقصى ما يتمناه الأمريكان اليوم هو الخروج المنظّم من العراق حسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ليوم 4 مايس 2008.

2 – تكلفة الغزو فاقت أي منافع ممكنة :
مع إن نهب الثروات هو أحد الهداف الأساسية للغزاة عبر التاريخ. إلاّ أن الغزو الأمريكي لم يحقق هذا الهدف بل حقق نقيضه. وإذا واصلنا المقارنة بين الغزوين الأمريكي والمغولي للعراق فإن المؤرخين يذكرون أن هولاكو وضع كل ما جمعته الدولة العباسية من ذهب وكنوز خلال خمسة قرون فكان كجبل على جبل وأرسله تباعا الى عاصمة الإمبراطورية المغولية قراقوم.
أما بوش الذي كان يحلم بالهيمنة على نفط العراق وثرواته، فبعد أكثرمن خمس سنوات من الإحتلال أنفق ثلاثة ترليونات دولار ولم يربح بنسا واحدا.أي أنه أنفق ما يوازي قيمة الإحتياطي النفطي العراقي كله (1,2 مليار برميل) بالأسعار السائدة وقت الغزو (32 دولارا) ولم يربح برميل نفط عراقي واحد. والأدهى من ذلك أن الخبراء الماليين الأمريكان يقولون إنه إذا انسحبت أمريكا من العراق هذا الشهر (مايس 2008), فانها ستنفق ما يزيد على ثلاثة ترليونات دولار أخرى خلال الخمسين عاما مقبلة على شكل إعانات ورعاية صحية لجنودهم العائدين من الجحيم العراقي. فهذا رئيس المعهد الامريكي للصحة النفسية توماس اينسل يصرح يوم 5/5/2008 قائلا ان حوالي 300 الف جندي امريكي خدموا في العراق وافغانستان يعانون من حالات الخلل أوالانهيار العصبي او الامرين معا ويحتاجون الى رعاية دائمة. كما أعلنت المؤسسات الطبية امريكية أن 20% من الجنود العائدين من العراق يعانون من إصابات مختلفة في الدماغ , وعشرون ألف جندي أجريت لهم عمليات بتر أو أصيبوا بحروق بالغة أو تعرضوا لإصابات خطرة في الرأس أو العمود الفقري.وهذا غيض من فيض (المكاسب) التي جلبها بوش لإمريكا بغزوه العراق.

3- الجهل المطبق بالحقائق على الأرض:
لم يشهد التاريخ غازيا إحتل بلدا وتخلى طوعا عنه لغاز آخر.لقد تمسك هولاكو بحكم العراق وبقي المغول يحكمون العراق حتى زوال الحكم المغولي الأليخاني على يد الصفويين عام 1508م. أما بوش، فرغم أنه أصدر قرارا من مجلس الأمن يعترف بإحتلاله العراق (القرار1483 في 22/5/2003) إلا أنه سلم العراق عمليا الى إيران. فقد سلمت سلطة الإحتلال الأمريكية مؤسسات الدولة الى أحزاب وميليشيات قادمة من إيران، وسمحت لها التصرف بموارد العراق وسمحت لإيران بالإستيلاء على حقول النفط العراقية في مجنون والطيب والفكه، وسمحت لها بتهريب النفط من البصرة الى إيران. وبأموال النفط المهرب (نصف مليون برميل يوميا حسب تقديرات تقرير بيكر – هاملتون) تنفق إيران على برنامجها النووي وعلى ميليشياتها في العراق. هذه الميليشيات تنعم بالرعاية والحماية الأمريكية وتعلن بنفس الوقت بإنه إذا قامت الحرب بين أمريكا وإيران فإنها ستقتل في اليوم الأول للحرب عشرة آلاف جندي أمريكي من الموجودين في العراق!!!

ثالثا : الخلاصة
1- إن نجاح المقاومة العراقية في الحاق الهزيمة بأكبر طاغوت عرفه التاريخ إتما هو وسام يطرز صدر العرب وصدر الإنسانية التواقة الى بناء عالم يسوده العدل والسلام. لقد صنع المقاومون العراقيون في سنوات الإحتلال الخمس الماضية ملحمة كفاحية لا نظير لها وخلقوا الظروف الموضوعية لهزيمة المحتل الأمريكي ولإسقاط نظام القطب الواحد الذي أسسه. وعلى الأمة العربية والشعوب المحبة للسلام تقديم كل الدعم للمقاومة العراقية لتجهز بشكل نهائي على الغزاة البرابرة وتحرر العراق والإنسانية من رجسهم،

2 – لقد إرتكب الغزاة الأمريكان من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية ضد شعب العراق ما تفوق في فظاعتها كل جرائم برابرة التاريخ. إن جرائم الحرب الأمريكية ضد شعب العراق لا تسقط بالتقادم حسب إتفاقية عدم تقادم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لعام 1968. وعلى المجتمع الدولي أن يدعم مطالب المقاومة العراقية بتحميل الغزاة مسؤولية جرائمهم هذه، بضمن ذلك محاكمة مجرمي الحرب عن جرائمهم وتعويض شعب العراق عن كل الأضرار التي سببها هذا الغزو والإحتلال غير المشروع.
والله المستعان
بغداد 12/5/2008
شبكة البصرة
الاحد 6 جماد الاول 1429 / 11 آيار 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
http://www.albasrah.net/ar_articles_2008/0508/jsani_110508.htm

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار