الجمعة، فبراير 29، 2008

عبد الاله الصائغ والتأسيس للتقديس... آن الأوان للاعتذار الى عائلة صدام حسين

بوش ونجاد في بغداد وصدام على المشنقة...انتهت مسرحية المستضعفين والمستكبرين

كتابات - طالب الشطري

التاريخ العراقي لما بعد عام 2003 لن يمر سريعا على مقالة الاستاذ عبد الاله الصائغ يوم 26 شباط 2008 في صحيفة كتابات بل سيتوقف عندها طويلا لانها تؤسس لفهم اخر حول حقيقة الصراع الذي دخله العراق منذ انطلاق نهضته الحديثة والتي مرت بمراحل فيصل الاول عبد الكريم قاسم صدام حسين.
الصائغ حجر ثقيل انتقل من الجانب الايسر الى الجانب الايمن من كتابات والحجر الثقيل لاينتقل بسهولة والموقف الذي سجله الصائغ جاء ضمن تفصيل حول وزير الخارجية واداء وزارته لكن ماجاء في سياق المقال يطغى على المقال نفسه ويؤسس لتحول مفصلي في رأي المثقف العراقي الذي ظل ثابتا على خطابه ازاء السلطة والمستمد من مقولات المعارضة والتعبئة التقليدية لرجال الدين.
ليس الصائغ طالب الشطري...فهو اولا صاحب حس انساني ومثقف معروف وشيعي ونجفي وضد البعث جملة وتفصيلا وفي اميركا ومع الغزو التحريري او التحرير الاحتلالي وهو قريب للادب بعيد عن السياسة قليل الاهتمام بالتحليل السياسي وبالتالي فان مايقوله في السياسة يعد موقفا اكثر منه تحليلا.
يقول الصائغ اذا اعدنا تركيب بيته الشعري بالاسماء
دعوت على عمرو فلما فقدته بليت باقوام بكيت على عمرو
وبالمسميات يكون البيت
دعوت على صدام فلما فقدته بليت باقوام بكيت على صدام

(إذا كنتُ قد ندمت على شيء في حياتي فهو ندمي على تصديق خطاب المحسوبين على المعارضة العراقية ربيبة الفنادق الفخمة ! والصكوك الدسمة ! فهو ندمي على فرحي الساذج بسقوط النظام السابق ! ندمي ورفاقي على دفاعنا المغفل اول وهلة عن الحكام الجدد وتعريض شرفنا الوطني الى الثلب وكنا نظن ان الفيء فيء العراقيين جميعا وليس فيء من قادته خطى حزبه ! فليس ثمة فرق علم الله بين سابق النظام البعثي ولاحق النظام المحاصصي ! ومسوغ ندمي ان هؤلاء المعارضين الذين ازاحوا صدام حسين عن كرسيه ليجلسوا مكانه خدعونا بتقواهم المفتعلة وزهدهم المرائي وشرفهم الشغافي ففرحنا معشر العراقيين البسطاء رغم كم هائل من التجارب والخيبات !فرحنا وقلنا من سذاجتنا للغربة والفاقة والتهميش وداعا والى الابد ! فقد جاء زمن العراقيين كل العراقيين :
دعوتُ على عمرو فلما فقدتُهُ بليتُ بأقوام بكيت على عمْرِو )

اذا بكى الصائغ على صدام حسين وعلى البعث ومع ذلك يقسم على ان الجديد بنفس رداءة القديم فكيف حصلت المفاضلة ولم تم استخدام البيت الشعري وهل يبكى على المتماثلين ان كان تماثلهما بالسوء...؟
هي ورب الكعبة المراجعات التي حدثكم عنها الشطري في (رجل العيد...الانجاز المؤامرة القداسة) لكن الصائغ ليس مثل الشطري فهو يلوذ بالتفصيل لتسجيل موقف مفصلي وقد تعجل خضير طاهر المراجعات فعد نفسه اول شيعي يقول بوطنية السنة حيث سبقه الى ذلك حسن العلوي الذي قال ان السنة اختاروا هذه المرة المعارضة والمقاومة بينما اختار الشيعة الحكم.
آن الاوان للاعتراف باننا هدمنا بلدنا ضمن مؤامرة عالمية على العراق وانجازاته وليس على صدام حسين وديكتاتوريته فاي زوج عراقي في بيته اعتى من صدام في حكمه واي شرطي عراقي هو مشروع برزان واي صاحب دكان هو مشروع فاضل البراك واي معمم هو مشروع ناظم كزار.
لقد اعدم صدام حسين لانه امم النفط وكسب معركة عام 1975 وحمى العراق من المد الخميني وهاكم انظروا المستضعفين والمستكبرين بوش ونجاد في بغداد وصدام حسين معلق على حبل المشنقة.
لقد خنا بلدنا وتآمرنا عليه واذيناه ووقفنا مع الحصار الدولي على شعبنا وكذبنا طيلة نصف قرن حول احواض التيزاب وثرامات اللحم البشري فكنا كمن يوجه حكومة بلاده لارتكاب هذه الفضائع كي يقوم بالتشهير بها امام العالم.
آن الاوان ان نصوب نظرتنا عن عهد صدام حسين فنتخلص مما فيها من اوهام ونقر مافيها من حقائق ونعطي صدام حسين مكانته التي يستحقها كباني نهضة حديثة ورجل دولة وبطل وطني تكالب عليه الشرق والغرب حتى التقى نجاد وبوش في بغداد والخميني يقول لاتباعه متى مارايتم اميركا راضية عنكم شكوا بانفسكم وهاهي القوات الاميركية تحمي نجاد الذي ينزل في بلد عربي مسلم وجار محتل وهو ونظامه يلعبان لعبة ال سي بندي (ثلاث حبال)

لقد سقطت اليوم الخمينية وانتصرت الصدامية وهاهي المعارضة التي تحدث عن سقوطها الصائغ تسقط مثل تفاحة متعفنة في السلة الاميركية حتى تحول بعابع المعارضة ضد العراق امس الى دمى تتحكم في حركتهم كلبة اميركية اليوم.
انه انتصار معنوي للعراق ولصدام حسين وللصدامية ان تنكشف معارضة حزب الدعوة والمجلس الاعلى والحزب الشيوعي والتكريديين هذا الانكشاف حتى يصل الحال بشخص متزن مثل الصائغ الى البكاء على صدام حسين.
انه ليس معيبا ان يذهب الصائغ الى بيت رغد صدام حسين ويمد يده مصافحا ولو من وراء قطعة قماش قائلا
ابنتي رغد...لقد كنا على خطأ...نحن نعتذر...لقد كان ابوك احد اعظم الرجال الوطنيين في تاريخ العراق.
انه لمن غير المشجع ان يسجل كبير مثل الصائغ موقف كبير مثل فعل المراجعة في مقال حول صغير مثل هوشياري ومكان اصغر اسمه وزارة الخارجية...هو اين داخل البلد حتى يكون هناك تمثيلا لخارجه...؟
قال لي
انت
صدامي
قلت
اتشرف والله
والله...لاضعن قلمي في جماعة التشيع السياسي حتى اجعل احدهم يدفع مقابل ان يقال له صدامي....والله ان صدام حسين لاعظم زعيم شيعي على مر التاريخ وانه من الحسين وللحسين وفي سبيل الحسين...رجل اراد ان يجعل العراق كالحسين فقتل.
حكيمي...
صدامي...
لنرى الذي تدلت اقدامه فوق هامات الرجال ميتا والآخر الذي داست على هامته البساطيل حيا ونختار اي منهما نكون.
somer_217@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

حلبجة.. الحقيقة الحاضرة الغائبة

إقرأ في رابطة عراق الأحرار